منذر مصري
الحوار المتمدن-العدد: 918 - 2004 / 8 / 7 - 10:47
المحور:
الادب والفن
لمن العالم ؟
ــــــ
27-
الساعة الآن الرابعة والنصف
وقد دلقت نصف الزجاجة الرابعة والعشرين في
منخري
ودخلت الحمام مهرولاً
وخرجت منه أتنفس الصعداء
عشرات المرات
وأحسب لو لم يصلحوا مجرور البناية منذ ثلاثة أيام
ويفتتحوا المجرور المركزي الجديد للجهة الجنوبية من مدينتي
التي يقع بيتي بها
بقطر مترين ونصف
لكنت قد أغرقتها
بطوفان لم يعرفه أهلها
منذ عهد جدي نوح
ولجعلتها تخضُّ وتطنُّ
كقصعة الطعام العسكرية المخصصة لفصيلتي أيام الحرب
نصفها تنفخ فيه ريح لا تهدأ
ونصفها
بحر فاتر من رب البندورة المذاب بماء
يطفوا على وجهه عدد من حبات الفاصولياء
كأسماك صفيرة ميتة.
28-
ويبدو أني رغم عنادي وتهوري
مضطرٌ بدوري أن أصدر
إلى نفسي
الأمر بالتراجع الكيفي
عن قراري النهائي
ألا أنام بعد اليوم أبداً
لأني إن لم أستسلم للنوم الآن
لساعةٍ أو ساعتين على الأقل
فسأتقيَّأ أحشائي كلها
مع كل ما ابتلعته على مدى
أربعين عاماً
من قصائد وكتب وأنبياء و
وبحارة غرقى وحطام سفنٍ
ثم أقلب على ظهري مغشيّاً عليَّ
وأموت.
29-
سأرمي الآن جسدي على السرير
دون أن أخلع قطعة واحدة من ثيابي
وكأنني مستلق بانتظار
سيارة عمومية ستأتي وتنفخ بوقها
مرتين أو ثلاث بعد خمس دقائق
نعم ... سأنام بكامل ثيابي
ماعدا حذائي الذي لا أدري
ولا وقت لدي لأعرف
أين خبأته زوجتي
ولكن لا يهم
سأنام بما عليَّ من ثياب
كما كان ينبغي أن أفعل طوال حياتي
استعداداَ للسفر إلى أيِّ مكانٍ
في الحلم
والاستيقاظ في أيِّ مكانٍ آخر
في العالم .
-------------------------------------------------- شتاء 1989-1990
انتهى الجزء (6) والأخير
#منذر_مصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟