الانتفاضة الايرانية تاثيرها على المنطقة

وصفي السامرائي

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 23:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

لقد كانت الثورة الايرانية التي حدثت في سبعينيات القرن الماضي رد فعل شعبي على الممارسات الدكتاتورية لنظام الشاه المقبور. وقد تنافست قوتان سياسيتان على قيادة الجماهير , البرجوازي بشقيها الاسلاموي و ما يسمى اليوم ب( العلماني ) وهو خليط من قوى ليبرالية و قومية بالاضافة الى العديد من الشخصيات المستقلة , و العمالي الذي لم يستطع ان يفرز نفسه بقوة عن التيار السابق بسبب طبيغة قياداته ذات التوجهات البرجوازية .
كانت الجماهير تريد الخلاص من ذلك النظام المستبد باي ثمن دون ان تححد طبيعة السلطة القادمة لذلك استطاع الملاي بقيادة الخميني ان تركب هذه الموجة و تشرع بالسيطرة على مقاليد الحكم عن طريق اقصاء التيارات السياسية الاخرى بعد ان تامرت الدوائر الغربية عن طريق دعم هؤلاء الملالي لسد الطريق امام صعود الاحزاب التي تعتقد انها تقف بالضد من مصالحها في ايران . وقد استغل نظام الملالي عدد من العوامل لتركيز السلطة بايديهم و قد كانت الحرب العراقية الايرانية العامل الاساسي الذي مكنهم من قمع معارضيهم بحجة الدفاع عن الثورة ضد المؤمرات الخارجية , على الرغم من ادعاء الامبريالية العالمية و حليفتها اسرائيل ان الهدف من الحرب هو اضعاف النظام الايراني الجديد لكنها في الحقيقة ارادت اضعاف كلا الطرفين المتحاربين .
وقد ظل النظام المذكور يمارس القمع و الاستبداد تجاه اي حركة اعتراضية تطالب ولو بالحد الادنى منلاحات سياسية كانت ام اقتصداية ليؤدي ذلك الى ازدياد النقمة الجماهيرية التي تمثلت في مقاطعة معظم الانتخابات الايراني . الا ان الذي حصل ان الاصلاحيين دعوا الجماهير الايرانية الى المشاركة في الانتخابات الاخيرة , خصوصا الشباب و الطلبة و النساء ,للتوجه الى صناديق الاقتراع لقلب المعادلة السياسي لصالحهم و قد استجابت هذه الجماهير لدعوتهم باعتبارهم اهون الشرين الا ان الرياح جرت بالضد من سفن الاصلاحيين و من ساندهم من جماهير حيث زورت الانتالح المتشددين مما اثار سخطا جماهيريا واسعا دفع اعداد مليونية من الايرانيات و الايرانيين للنزول الى الشارع متحدين كل اساليب القمع الانسانية التي مارستها اجهزة السلطة القمعية و التي وصلت الى حد التصفيات الجسدية .
على الرغم من عدم خروج الانتفاضة الجماهيرية من عبائة الطبقة الحاكمة و ان ترددت شعارات تدعوا الى تغيير النظام ك ( الموت للدكتاتور ) و غيرها لكنها تعد نقلة نوعية الى الامام قد تؤدي الى بروز قوى سياسية من خارج الطيف السياسي الموجود .
ان اي تغيير يجري في ايران سيلقي بظلاله ايجابيا على عموم المنطقة و على العراق بشكل خاص اذ ان الاصلاحيين يشعرون بحراجة الموقف الناجم عن العزلة الدولية على بلادهم مما اثر سلبيا على الاقتصاد الايراني بسبب العقوبات التي بدا المجتمع الدولي بفرضها على نظام الملالي بسسب برنامجهم النووي و دعمهم للحركات الاسلاموية المتشددة ابتداء من افغانستان و ليس انتهاء في فلسطين , فمن سيستلم السلطة في ايران بعد سقوط قطب خامنئي - نجاد سيعمل على استرضاء الغرب ولو الى حين عن طريق ايقاف المساندة الواسعة لاذرع ايران الضاربة بالمنطقة مما سيساعد على صعود نجم القوى المنافسة للاسلام السياسي و التي هي بالتاكيد افضل منه و هذا ما نترقبه عن طريق متابعتنا للاحداث الجارية في ايران.

#وصفي_السامرائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات