أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديما احمد صالح - انتظار














المزيد.....

انتظار


ديما احمد صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3011 - 2010 / 5 / 21 - 21:57
المحور: الادب والفن
    



انتظرت تلك اللحظات لسنوات عدة، لم تفارق خيالي وأحلامي أبداً.. عشت أستنشق غبار الذكريات..أصرف من رصيد الماضي حتى نفذ..
جاء اليوم الذي حلمت.. كل شيء يتراقص من حولي..فاللحظة قد حانت!!
بقي من الانتظار ساعة ونصف.. لا لا .. دعوني وشأني .. دعوني مع لذة الألم.. لا مع لذة الفرح.
ساعة واحدة.. الوقت يمر كأنه سنة!! أطفو على ما لم أجد له مُسمى.
نصف ساعة فقط.. أطير وكأنني على سطح القمر!! قوة خفية تقذف بي هنا وهناك..
هذا المكان يحمل في كل زاوية من زواياه ذكرى ما..حدث.. دموع.. حكايات.. عالم بأكمله.. فلو تكلمت جدرانه لسمعت منها العجب..
سأشتاق لأم علي وطبعاً طفلها أدم!! لقد وُلد هنا وكنا له جميعاً أمهات
طفولة غير عادية!! فهو لا يعرف غيره طفلاً.. لا يعرف شكل الدمية..لا يرى شقيقه الذي يكبره بعشر سنوات إلا في فترات متباعدة
هو بسمة الأمل في هذا المكان
وأنتِ يا دعاء؟؟ ما هو مصيرك؟ هل ستلحقيني في يوم من الأيام؟
الحقائق تقول أنك ستبقين هنا.. لكن المعجزات تحصل في بعض الأحيان
انتظري المعجزة يا دعاء لربما رأيتك ذات يوم
ربع ساعة.. ربع ساعة.. وسأرى الدنيا!! السماء الزرقاء الجميلة!!
كيف أصبح العالم في الخارج؟؟
هل لا زال الهواء نقياً؟ هل لا زالت الطيور تُحلق في السماء؟ أشتاق للون الطبيعة الخضراء.. رغم أن اللون الأخضر صار في نظري رمز الشقاء.
حينما أخرج للدنيا.. سأفعل كل ما أتمنى، لن أدع مكاناً إلا وسأطؤه، لأستغل كل لحظة من وقتي، سأكل كل ما أشتهي باستثناء الفاصولياء البيضاء، سأنام في العراء حيث السماء فوقي و لا يحيط بي إلا الهواء، سأتواصل مع جميع الناس.
لكن...
هل سيتقبلوني بعد كل هذا الوقت؟
ما فعلته لم يُغير شيء في الواقع.. بالرغم من أن المجتمع كان في الماضي يراه عملاً عظيماً، أما الأن فقد اختلف الوضع، خاصة مع امرأة، صارت لنا حسابات أخرى.. وكثرت الترهات.
هل سأتقبلهم؟ هل أستطيع العيش معهم؟
كنت قبل أربع سنوات في مرحلة العشرينيات....أما الآن.. لا يهم.
المهم أن أستنشق القليل من الهواء وبعدها لأموت.... لا أكترث لأي شيء مُقبلة عليه.
حان الوقت!!
جمعت أغراضي البسيطة التي رافقتني كل هذه السنوات، ورفعت نظري إلى تلك الفتاة التي فتحت الباب، بزيها الأخضر الكريه لتقول لي بسخرية و بلغتها العربية الركيكة: لن تخرجي اليوم.
- مالذي تقولينه؟؟
- سيتم تأجيلك للأسبوع القادم مع المجموعة الخارجة ضمن صفقة التبادل
انتظرت أربع سنوات بكل ثقلها ومرارتها.. لكن.. هذا الأسبوع سيمضي وكأنه دهر.
لا أستطيع وصف ما بداخلي.. فكأنني عاشقة ستلتقي بحبيبها بعد طول انتظار.. لتكتشف نسيانه لها!! أو ربما إدعائه النسيان!!
تجلس بقربه لعله يراها، تتأمل عضلاته المفتولة وكتفيه العريضين، ترغب في وضع رأسها عليهما.. في لمس رأسه.. في الحصول على خيط من خيوط الفضة المثيرة.. لكن يدها تتجمد في منتصف الطريق
يُخيم على المكان حشد من الناس يحجب عنها رؤيته
تمنت لو أنها أشبعت عينيها من ملامحه
لا تجد أمامها حلاً إلا أن تحادث نفسها فتقول: انتظرت هذه اللحظة لسنوات طوال!! أرجوك أجبني!! فلتنصت لصوت قلبي؟؟
لتنظر في وجهي!! أتوسل اليك
لكنه لا يسمع ...
ينهض فجأة.. مخلفاً وراءه قلباً حزيناً
في مكانها لا تستطيع الوقوف على ساقيها لتتبعه.. وحينما تتمكن من النهوض، تعرقلها الجموع فلا تستطيع الوصول إليه
تذرف دموع القهر وتنتظر الأمل..



#ديما_احمد_صالح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قال أولاد العم قال
- هيك احنا
- عفواً يا ابنتي
- نساء نسي التاريخ تكريمهم
- الحالة المثيرة للفضول لبنجامين باتون
- اين أمشي
- بنات في الثلاثين
- في حارتنا جامع
- العلاقة بين الدمقرطة وحركات التحرر القومي -الحالة الفلسطينية ...
- الحق في محاكمة عادلة كبند من بنود حقوق الإنسان التي ضمنها ال ...
- إمكانية التحول الديمقراطي في الصين
- أثر حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في عملية التحول السياسي
- القضايا الجوهرية وثقافة التعود لدى الشعب الفلسطيني


المزيد.....




- ياسمين صبري توقف مقاضاة محمد رمضان وتقبل اعتذاره
- ثبت تردد قناة MBC دراما مصر الان.. أحلى أفلام ومسلسلات عيد ا ...
- لمحبي الأفلام المصرية..ثبت تردد قناة روتانا سينما على النايل ...
- ظهور بيت أبيض جديد في الولايات المتحدة (صور)
- رحيل الممثل الأمريكي فال كيلمر المعروف بأدواره في -توب غن- و ...
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ديما احمد صالح - انتظار