ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 21:34
المحور:
كتابات ساخرة
عاتبني حمار جاري قبل يومين بسبب عدم ذكره في مقالتي الاخيره بشكل خاص , خصوصا وانني بنك اسراره ولا يجد الراحه الا في الجلوس معي والفضفضه لي , فهو من اسره فقيره وكادر من كوادر الحرص القديم للحزب التقدمي الديموقراطي للحمير , وكيف انه خسر زهرة شبابه كمناضل في صفوف الحزب , وهو لا يندم على ذلك , بل فقد رفيقته عمره اثناء فترة النضال من اجل التحرر من استعمار البغال, ولم يتزوج منذ تلك الحادثه وما زال يحتفظ بسلاحها معه كرمز للذكرى والنضال.
وكثيرا كنت استرق النظر من شباك نافذتي وهو يمارس طقوس الفراق لا حياء ذكراها , فللحمير طقوس تختلف عن سائر المخلوقات , ما عز عليه هو عدم استدعائه لحضور مؤتمر الحمير الاخير المنعقد قبل ثلاثة ايام تحت عنوان رؤيا وافاق مستقبليه, وهو الحريص بجميع ممارساته اليوميه والفكريه والادبيه في التنظير للحزب ,حتى ان احد الكتاب من بني البشر هاجمه بمقاله يصفه فيها بالحمار, بسبب مواقفه الراديكاليه من قضية الخمير الحمر.
كان يجهز لذلك المؤتمر منذ اشهر على امل المشاركه , وكان لديه من الخطط المستقبليه الكثير , فقد جهز ورقة عمل اطلعني علبها قبل المؤتمر تتحدث عن ديموقراطية الحمير في فن التزوير وتحديات مستقبليه.
اراد حمار جاري وهو مناضل عريق في تلك الورقه ان يعطي مفهوما اوسع عن الديموقراطيه التي تنتهجها الحمير , ولكنه بسبب ارائه الجديده منع من حضور المؤتمر , اراد حمار جاري ان يضم كوادر من ابناء البشر الى سجل الناخبين تعبيرا عن وحدة الحال ما دامت المصلحه واحده والهدف واحد , بغض النظر عن الجنس او العرق او الدين من منطلق ايمانه بالانسنه التي طالما رفعها شعارا في كل كتاباته وهذا ما حرمه من حضور المؤتمر بحجة التلاعب في سجل الناخبين وتقديم افكار غريبه , وعلى اثرها صدر مرسوم حماري بعينه سفيرا للحمير في جمهورية الكنغو الديموقراطيه.
والغريب انه سالني سؤالا ما زال يحيرني ولم افهم ما يرمي اليه
فقد سالني ما شكل القاعه التي عقد فيها المؤتمر , واين جلس رئيس المؤتمر واستطرد وقرا علي نثرا مما يحفظه من مخزون الشعراء مما زاد في حيرتي حيث قال:
الفرق بين عباد الشمس والياسمين ان الاول ينظر الى اعلى ويقول ما انا الا ما اعبد اما الثاني فينظر الى الاسفل ويقول ما انا الا انا وفي الليل يزول الفرق ويزداد التؤويل , ثم انعم علي بابتسامه مستاذنا لي بالخروج.
#ادم_عربي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟