|
سفينة نوح بين لأديان السياسية والتنزيل
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 3010 - 2010 / 5 / 20 - 02:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سفينة نوح بين لأديان السياسية والتنزيل
لو درسنا مصادر الثقافة في العالم لوجدنها متنوعة الأوجه... منها يعتمد على القراءة والمطالعة والتحليل ..لثمة أفكار وسلوكيات متعددة تعكس استنتاجات مختلفة تُعبر عن المستوى الثقافي لكل شعب من تلك الشعوب.... وهناك أوجه الأخرى للثقافة .. منها الفنون بإشكالها المتعددة .. فعلى سبيل المثال . الفنان التشكيلي يعبر عن ثقافته عن طريق الفن بما يقدمه في لوحاته من فكار تعكس لناظرها صلب الموضوع يستطع المتمعن إدراكه من خلال الأداء الفني .... أو ربما تعتليها بعض الضبابية في صعوبة إيصال الموضوع فتبقى الفكرة بعيده عن الصميم...للدراسة والنقد والتحليل له دور كبير في تغير الثقافة ...لان الانتقاد والتحليل للأفكار أو السلوكيات يعطي فرصه للتغير من خلال انتباه إلى المواضيع الملفتة للنظر والأكثر واقعيه.. حيث تجعل المثقف يتفاعل معها ويتغير على أثرها . موضوعنا اليوم هو نقد وتحليل الفكر الديني والخرافة الدينية التي سرعا نما يحملها الفكر البشري دون التأكد منها ..والسبب في ذلك لأنه تم صيغتها وفق خطاب ديني حتى لو لم تكن تعبر عن موضوع عقلاني .. لو لاحظنا رسومات الأطفال في المرحلة الابتدائية لوجدنها ذات تعبير بري يوحي لنا محدودية الفكر وقلت الإدراك في نقل ألصوره والتعبير... ربما نرى إن هناك رسومات غير واقعيه كسفيه تسير على اليابسة ... أو نخلة في وسط قارب في نهر أو سيارة تسير على قرص الشمس.. لا انتقاد ولا تحليل لما نراه لان مستوى الإدراك محدود .. ولكن القضية تكون أصعب عندما تنطلق الأفكار الغير عقلانيه من أناس أسوت عقولهم على أحسن ما يرام من ناحية الإدراك والتجربة التي اكتسبتها من خلال تجارب الحياة الطويلة والمتغيرات المتعددة .. في هذه الموضوع نقوم بدراسة القول ديني ونضعه محل دراسة ونقد وتحليل لمعرف إلى أين وصل العقل البشري في تصديق الخرافة الدينية .. ربما لو نقل احدنا كلاما غير معقول لنكشف تدليسه وأصبح موضع انتقاد وتكذيب .. ولكن عندما يصاغ الكلام تحت تعبير ديني يصدق وان كان خرافة .. ومن هذه المواضيع التي نقلتها الشعوب المتدينة هو موضع سفينة نوح واستقرارها على جبل ... كيف ترسُ سفينة على جبل لم نسمع ولم نرى ذالك حتى في رسومات الأطفال ..
الكتاب المقدس .. العهد القديم.. التوراة .. التكوين ..متى.. الإصحاح الثامن
http://www.kitaballah.com/index.htm
استطاع متى من إيقاف سفيه نوح على جبل ..اراراط .. وأراد من هذا التعبير الإشارة إلى موقع الديني قومي ليجعل له قدسيه...دون دليل.. هناك العديد من التعابير الخاطئة التي أطلقها متى وهو يصف الأرض بعد غرقها .. من المعروف إن الرياح تثير المياه لتكون على شكل أمواج .. بينما يقول متى.. وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ ...يوصف متى حالة الأرض بعد إن أصابها الغرق وغمرتها المياه لفترة طويلة بسبب ارتفاع عامود الماء فوق سطح ارض .. أول مره اسمع إن الرياح تسد ينابيع الأرض... وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ .. كأنه أشار إلى ثقوب ودهليز الأرض التي انسدت لتمنع تسرب المياه إلى باطل ارض للإطالة فتره بقاء الأرض تحت الغرق... حدد متى غرق الأرض بزمن خرافي وهو عشرة أشهر... شهرين منها حتى انخفض منسوب المياه ليصل إلى مستواي الجبال ... ومن الجبال إلى ظهور سطح الأرض بخمسة أشهر .. انظروا إلى الازدواجية في التعبير .. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، 4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ.. يقصد في الشهر السابع رست السفينة على جبال اراراط ... وبعد الشهر السابع بثلاث أشهر ظهرت روس الجبال ... كيف ترس السفينة على جبل ولم تظهر رؤؤس الجبال إلا بعد ثلاثة شهر .. وهذا يعني إن متى أوقف السفينة على رؤوس الجبال وهي مغطاة بالمياه دون إن تظهر... يقول متى .. وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا 7 حساب الأربعين يوما لا نعلم من أين تبدءا من استقرار السفينة على الجبل ... أم من ظهور روس الجبال ... لا ادري تعبير غير دقيق...واضح مدى التقدم العلمي والثقافي لمؤلف كتاب التوراة عندما .. قام بقياس كمية المياه على الزمن ومن المعرف كمية المياه غير محدده..كما إن كمية امتصاص الأرض للماء غير محدده .. وهذا ما أراد نفيه القران عندما فند التاريخ الزمني الذي كان يحمله أهل الكتاب إلى ظهور الإسلام بخصوص بقاء الأرض تحت غمرة المياه لأشهر عديدة ..وإزالة جميع الأفكار التي كانت تعتقد إن سطح الأرض تعرض تغيرات شديدة عقبت الكارثة الكتاب المقدس وَأَجَازَ اللهُ رِيحًا عَلَى الأَرْضِ فَهَدَأَتِ الْمِيَاهُ. 2 وَانْسَدَّتْ يَنَابِيعُ الْغَمْرِ وَطَاقَاتُ السَّمَاءِ، فَامْتَنَعَ الْمَطَرُ مِنَ السَّمَاءِ. 3 وَرَجَعَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ رُجُوعًا مُتَوَالِيًا. وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، 4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. 5 وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصًا مُتَوَالِيًا إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ.
وضع متى بعض الأسس الفنية لقياس كمية المياه المتبقية على الأرض عن طريق إطلاق بعض الطيور في السماء ليستنتج من خلال سلوكها مع الماء إلى أين وصل مستوى الماء على الأرض.. وهو أسلوب جديد مؤاخذ العبرة من الحمام الزاجل في نقل الرسائل لكنه استخدم الغراب كوسيلة حديثه.. أطلق الغراب ليعطي لنا فكره إن المياه لا تزال تغطي مساحات شاسعة من الأرض عندما رفض الطيران...لأنه لا يستطيع الطيران مسافات طويلة ومن المحتمل إن يسقط في الماء ولذلك رفض التحليق حتى تنشف الأرض... استخدم طائر أخر الحمامة ليكشف كمية المياه على الأرض ورجعت إلى مكانها بعد فتره من الزمن ليعطي لنا فكره إن الأرض لا تزال تحت غمرة المياه.. وبعد سبعة أيام أطلق الحمامة من جديد وجاءت بورق الزيتون في فمها .. وهكذا جعل متى الزيتون من النبات الطحلبية التي تعيش تحت الماء وجعل للحيوانات ذات قوى عقليه تدرك ما هو هدف نوح من وراء إرسالهما في جو السماء.. لماذا كل هذا الجهد .. منذ البداية يفتح نوح إحدى فتحات السفينة وينظر إلى الأرض .. ثم يستنتج من خلال المشاهدة الكتاب المقدس 6 وَحَدَثَ مِنْ بَعْدِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَنَّ نُوحًا فَتَحَ طَاقَةَ الْفُلْكِ الَّتِي كَانَ قَدْ عَمِلَهَا 7 وَأَرْسَلَ الْغُرَابَ، فَخَرَجَ مُتَرَدِّدًا حَتَّى نَشِفَتِ الْمِيَاهُ عَنِ الأَرْضِ. 8 ثُمَّ أَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنْ عِنْدِهِ لِيَرَى هَلْ قَلَّتِ الْمِيَاهُ عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ، 9 فَلَمْ تَجِدِ الْحَمَامَةُ مَقَرًّا لِرِجْلِهَا، فَرَجَعَتْ إِلَيْهِ إِلَى الْفُلْكِ لأَنَّ مِيَاهًا كَانَتْ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهَا وَأَدْخَلَهَا عِنْدَهُ إِلَى الْفُلْكِ. 10 فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَادَ فَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ مِنَ الْفُلْكِ، 11 فَأَتَتْ إِلَيْهِ الْحَمَامَةُ عِنْدَ الْمَسَاءِ، وَإِذَا وَرَقَةُ زَيْتُونٍ خَضْرَاءُ فِي فَمِهَا. فَعَلِمَ نُوحٌ أَنَّ الْمِيَاهَ قَدْ قَلَّتْ عَنِ الأَرْضِ. 12 فَلَبِثَ أَيْضًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخَرَ وَأَرْسَلَ الْحَمَامَةَ فَلَمْ تَعُدْ تَرْجعُ إِلَيْهِ أَيْضًا. الأديان السياسية ...(((الإسلام السياسي))) الجودي الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح في القرآن الكريم والكتب المقدسة وكتب التاريخ ـــ ذكر الإخباريون والرواة حكايات مختلفة متباينة عن الطوفان ومدته، وعن سفينة نوح (، وما حُمل فيها من الناجين ومكان رُسوّها... وقد شاب هذه الحكايات كثير من المبالغات والأقاويل التي لا تقوم على سند صحيح، حتى كان بعضها ضرباً من الأساطير، كما قيل في قصة السباع والطير والوحش والبهائم التي حملها نوح معه في السفينة، وتعلّقِ الشيطان بذنب الحمار، وقصة الحية والعقرب، والفأر التي قرضت حبال السفينة، وسواها(1)... غير أن رجال الدين وعلماء الجغرافية لم يختلفوا في وقوع الطوفان، ولا في مكانه الذي استوت عليه سفينة نوح (، وإن كان هناك خلاف في تسمية هذا المكان، فقد قيل: هو جبل بالجزيرة قرب الموصل، وقيل: إنه بآمِد ـ ديار بكر ـ وقيل: هو جبل يقع في جنوب أرمينية، وقيل: هو جبل مطلّ على جزيرة ابن عُمر، في الجانب الشرقي من نهر دجلة(2). فجميع هذه المسميات هي لمكان واحد تعاورته أسماء جمّة، فآمِد في الجزيرة جنوب أرمينية وقرب الموصل، وجزيرة ابن عمر قرب الموصل جنوب أرمينية، يطل عليها جبل آرارات. وقد أيدت الكتب المقدسة وعلماء الجغرافية قصة الطوفان ووقوعه، كما حدد بعضهم مكان رسو السفينة، فالطوفان حادثة كونية كبرى شملت أنحاء المعمورة في رأي المفسرين وعند أهل الكتاب، ويؤيد هذا الرأيَ ما عثر عليه الجيولوجيون من المستحثات ولأحافيز، فقد عثروا على أصداف وأسماك متحجرة في أعالي الجبال، وهي لا تكون عادةً إلا في البحار. والذي انعقد عليه الرأي: أن الطوفان كان شاملاً لقوم نوح الذين لم يكن في الأرض غيرهم يومذاك. فقد كانوا مُقيمين في منطقة الشرق الأوسط، أما في سائر أجزاء الكرة الأرضية، فليس ثمة نص قاطع ـ لا في القرآن الكريم، ولا في سواه ـ يشير إلى تغطية الأرض جميعها بالمياه. يقول عبد الوهاب النجار: (ليس في هذه المسألة نص قاطع في القرآن، والذي أميل إليه أن يكون الطوفان خاصة، وأن النوع الإنساني لم يكن منتشراً في جميع أنحاء الكرة الأرضية)(3). ذكر الطوفان في القرآن الكريم بلفظه صراحة مرة واحدة وذلك في قوله تعالى: (ولقد أرسلْنا نوحاً إلى قومه فلبِثَ فيهم ألفَ سنةٍ إلاَّ خمسين عاماً، فأخذهم الطوفانُ وهم ظالمون( العنكبوت /14. وأشير إليه بغير لفظة في سورة القمر بقوله تعالى: ( ففَتْحنا أبوابَ السماءِ بماءٍ منهمرٍ، وفجّرنا الأرضَ عيوناً، فالتقى الماءً على أمر قد قُدِر( القمر /11 ت 12. أما "قصة الطوفان" فقد جاءت موسعة في سورة هود وذلك في قوله تعالى، بعد الكلام على نوحٍ وصُنعه للسفينة: (حتى إذا فارَ التنُّور قلنا احمِلْ فيها من كلّ زوجِيْنِ اثنَيْنِ وأَهْلَكَ، إلاَّ مَن سَبقَ عليه القولُ ومَن آمَنَ، وما آمنَ معه إلاَّ قليل، وقال اركبوا فيها باسم الله مَجراها ومُرساها إنّ ربّي لغفورٌ رحيم* هي تَجري بهم في موجٍ كالجبال، ونادى نوحٌ ابنَه، وكان في مَعزِلٍ يا بنيَّ اركبْ معَنا ولا تكن من الكافرين* قال سآوي إلى جبلٍ يَعصمني من الماء، قال لا عاصمَ اليومَ من أمرِ اللهِ إلاَّ مَن رَحِمَ. وحالَ بينهما الموجُ فكان من المُغرَقين* وقيل يا أرضُ ابلَعي ماءكِ ويا سماءُ اقلِعي. وغِيضَ الماءُ وقُضي الأمرُ واستَوتْ على الجُودِيّ، وقيلَ بُعداً للقوم الظالمين( هود / الآيات 40 ـ 44. فهذه الآيات تفصّل القول في قصة "الطوفان" دون أن تسميه، كما تشير الآيات الأخيرة إلى أن السفينة استقرّت على "الجودي".. هكذا أطلق القرآن الكريم اسم "الجودي" على هذا الجبل التي استوت عليه سفينة نوح... وفي اسم هذا الجبل أقوال تختلف لفظاً باختلاف الأمم التي تعاقبت عليه، وأطلقت كل أمة عليه اسماً وفق لغتها، لكن جميع هذه الأسماء حدّدت له مكاناً مخصوصاً معلوماًن نذكر منها ما جاء في الكتاب المقدس: (وكان الطوفان أربعين يوماً على الأرض، وأَجاءَ اللهُ ريحاً على الأرض، فهدأت المياه وانسدّت ينابيع الغّمْر، ورجعت المياه عن الأرض واستقرّ الفُلك على أراراط( التكوين /7 ـ 8. وآراراط هذا لفظ عِبريّ مأخوذ من أصل أكادي (أورارطو) أُطلق على منطقة جبلية في آسية، وهي أعلى مكان في هضبة أرمينية، وعلى أحد هذه الجبال استقرّ فُلك نوح، وقمة هذا الجبل يطلق عليها "أرارات"، واسمها في التركية "اغري داغ"(4)، ويقول ابن الأثير: (... انتهت السفينة إلى الجودي، وهو جبل بناحية "قردي"(5) قرب الموصل)(6)، فالجودي جبل في "أرارات" يقع شمال العراق، ولفظ "أرارات" في النصوص الآشورية جاء بصيغة "أورارتو"، ولفظ الجودي في اللغة البابلية والكلدانية من "جدا ـ جوديا" أي علا وشب وارتفع. قال ياقوت الحموي: "... واستقرّت السفينة على الجودي... فلما جفّت الأرض خرج نوح ومن معه من السفينة وبنى مسجداً ومذبحاً لله تعالى وقرّب قرباناً، هذا لفظ تعريب التوراة حرفاً حرفاً، ومسجد نوح ( موجود إلى الآن، بالجوديّ)(7).وجاء في دائرة المعارف الإسلامية (... الجُوديّ جبل شامخ في الشمال الشرقي لجزيرة ابن عُمر، وترجع شهرة هذا الجبل إلى استواء سفينة نوح عليه، وجاء في الكتاب المقدس: أن الفُلك استقر على جبل أرارات، هذا الجبل يعرف بـ (ماسيس) في أرمينيا، وتذهب بعض التفاسير الدينية إلى أن الجبل المعروف بجبل الجودي هو بالأرمينية "كردخ" كما تقول المصادر النصرانية، وهو المكان الذي استقر عليه فُلك نوح)(8). وجاء في الصفحة 691 من المجلد الأول للموسوعة الأرمنية: "إن لأرارات ثلاثة أسماء هي: الجودي، قردى، أرارات". وقال القرطبي: (الجودي: اسم لكل جبل... ويقال إنّ الجُوديّ من جبال الجنة، فلهذا استوت عليه [السفينة]، ويقال: أكرم الله ثلاثة جبال بثلاثة نفر: الجوديّ بنوح، وطُور سِيناء بموسى، وحراء بمحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)(9). وقال الفيروز أبادي: "الجوديّ جبل بالجزيرة استوت عليه سفينة نوح ("(10)). كما وردت قصة الطوفان لدى البابليين في ملحمة "جلجامش". وجاءت قصة الطوفان في التوراة: "إن عدداً من البشر ازدادوا فكثرت شرورهم وآثامهم فعزم الرب على محو الجنس البشري وأمر نوحاً أن يصنع سفينة ضخمة يُدخِل فيها من كل زوجين اثنين، أهله وزوجاته وأبناءه ثم كان الطوفان". وقال الحميري: (جبل الجودي بالجزيرة وهو قبل "قردي" وحدّث من رآه أنه ثلاثة أجبل بعضها فوق بعض.... وهناك بيعتان للنصارى ومسجد للمسلمين... وفي أسفل هذا الجبل مدينة "ثمانين")(11). وذهب الأخباريون والمؤرخون ورجال التاريخ القدامى مذهباً بعيداً، فيه شيء من التمحل والتعسف، فذكروا في تاريخ ركون نوح ومن معه من الناجين في السفينة وفي تاريخ استوائها ورسوّها على الجودي أقوالاً لا يُطمأن إليها، فقالوا: كان ركوب نوح ومن معه في السفينة لعشر خلون من رجب، وكان خروجهم منها بعد استوائها على الجودي في العاشر من شهر المحرم أي في عاشوراء، فالشهور العربية في الجاهلية كانت شهوراً منسوبة إلى عاد أو إلى ثمود، وكانت بأسماء أخرى غير هذه الأسماء المعروفة اليوم، فضلاً عن النسيء الذي كانوا يؤرخون به شهراً ويقدمون شهراً آخر
http://www.angelfire.com/nj2/quraish/safinah.html
http://www.awu-dam.org/trath/97/turath97-017.htm
(( القران))
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{44}
أمر الله سبحانه وتعالى السماء إن تنزل بكل ما لديها من مياه حتى استشعر الناس إن هذه الإمطار غير طبيعيه وغير مألوفة في مواسمهم ... وبدأت المياه تدخل عليهم من كل مكان ..علم نوح إن الله قد حكم على قومه بالهلاك فأسرع بجمع ما اخبره الله بجمعهم من الخلق وأهله والذين امنوا معه.. لما أحس قوم نوح إن ما وعدهم الله به قد أتى.. تركوا مساكنهم وتفرقوا إلى الإمكان العالية .. ولقد تجمع نوح وأهله والذين امنوا معه قرب السفينة فلما رأى إن المياه بدأت برفعها وحملها واستعداها للجريان.. تأكد إن أمر الله قد حل ولا مفر منه ...قال لهم اركبوا فيها باسم الله مجريها ومرساها .. أراد نوح إن يطمئن الذين امنوا عندما أصابهم الخوف من ركوب السفينة.. ولا سيما أنهم غير معتادين على ركوبها فأوجسوا في أنفسهم خيفة.. حيث قال لهم ..باسم لله سوف تجري وباسم الله سوف ترسي إن ربي غفور لمن تاب وامن وعمل صالحا فلا يصبكم الهلاك بذنوب غيركم لقد غفر الله لكم .. وهذا يوم الفصل بيننا وبينهم إن ربي غفور رحيم وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ{41}
وبدأت السفينة ترتفع مع ارتفاع مناسيب المياه وتتحرك مع حركة الأمواج ..وهذا يعني إن صناعتها بدأت تثبت كفاءتها عندما تحركت مع للأمواج من كل جانب وبدأت تندفع مع حركة الأمواج باتجاه مجرى المياه الذي بدوره يحمل السفينة إلى بر الأمان.. بينما السفينة تتحرك صعودا ونزولا في أمواج كالجبال رأى نوح ابنه من على السفينة وهو ليس بعيدا عنه.. منعزلا.. ..حيث سمع ابن نوح صوت أبيه من مكان قريب .. اعتقد نوح إن انعزال ابنه عن قومه ...كان يرغب الإيمان بالله وندامته على ما كان يعبد .. فلذلك ناداه للنجاة ..لكنه تفاجئ عندما أجابه أبيه بكلام غير متوقع يؤكد به غطرسته الدينية وتعنته ورفضه الاستجابة ورغبته في للبقاء مع الكافرين من قومه
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ{42}
إن الغطرسة الفكرية للفكر الوثني الشركي تجعل عند الإنسان أكثر عنادا ومكابرة كما حصل مع ابن نوح عندما جره كفره إلى الهلاك بالرغم من إن كل دلائله النجاة كانت إمام عينيه ولا تحتمل الشك .. وأصبح مؤكداَ كل ما وعدهم به نوح من وغرق وجريان وارتفاع مناسيب المياه ارتفعا غير مألوفا... لكن حب الدنيا والطمع بملذاتها جعل له أملاً يدفعه إلى النجاة والحياة مرةً أخرى ليلقي به الأمل إلى خسارة الدنيا والآخرة..قال ابن نوح ساوي إلى جبل يعصمني من الماء كان يعتقد إن صعوده على جبل ربما ينجيه من الغرق أو ربما كان يعتقد إن الماء مهما ارتفع فلا يصل منسوبه إلى مستوى روس الجبال...ألا يعلم إن الله هو الذي دبر العذاب فلا يفلت أحدا منه ... قال نوح لا عاصم اليوم من أمر لله إلا من رحم ... إي إن العذاب سوف يطأ كل من كتب عليه العذاب ولا ينجُ إلا من رحمهم الله .. إي ..إلا ..الذين ركبوا مع نوح في السفينة وحال الموج بينه وبين ابنه فكان من المغرقين
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ{43}
جاءت إلية الهلاك من ناحية التدبير وفق مقاييس حقيقية من ناحية نوع الهلاك الذي استخدمه الله مع قوم نوح وجعل كمية المياه التي انزلها عليهم تكن كافيه لغرقهم دون إن يفلت احد منهم .. ولذلك كان هلاك ابن نوح اكبر دليل على الفصل المحكم بين المؤمنين والكافرين... ونجاة الذين امنوا من قوم نوح من بين الذين كفروا .. دون إن يصاب أحدا منهم بأذى .... دليل على عظمة الخالق المدبر تمتص الأرض كميات كبيره من مياه الإمطار التي تسقط عليها .. لكن تتفاوت كمية الامتصاص حسب طبيعة الأرض وكمية الإمطار المتساقطة عليها .. عندما تكون كمية الإمطار اكبر من امتصاص ..يتجمع المطر بسرعة على ارض وتنحدر على شكل سيلا يسير مع انحدار ارض باتجاه المناطق المنخفضة لتكوين سيل عارم.. ومن خلال دراستنا هذه الآيات تأكد لنا إن قوم نوح كانوا يسكنون في المناطق الجبلية ومخفضاتها وعلى ممرات الأودية حيث تتجمع المياه هناك لتستخدم في الزراعة والري أو يستخدمون تلك المخفضات للوصول إلى المياه الجوفية للحصول على مياه الشرب... يعقد الذي يقرئ قول الله ..يا ارض ابلعي ماءك ... إن الأرض انشقت وابتلعت الماء إنما هو تعبير عن إزالة الماء عن الأرض من خلال عمليتين... إقلاع السماء عن المطر.. وابتلاع الأرض للماء.. إي وانحدار الماء باتجاه منخفضات الأرض ثم يتلاشى مع طول الممرات .. تحدث عملية الغرق عندما تسقط إمطار غزيرة وبسرعة عاليه حيث يصعب على الممرات الأرضية تصريف تلك المياه فتتجمع وترتفع مناسيبها (( وغيض الماء )) إي اقل هيجانه وركدت أمواجه وانخفض الماء إلى ادني مستوى له على الأرض ....إي أصبح الماء عبارة عن بقع صغيره هنا وهناك وانتهى ذلك اليوم العسير بان ترجع الأرض على ما كانت عليه قبل الغرق ...واستوت على شكلها الحقيقي
نقل الفكر الوثني الشركي لأهل الكتاب قصة نوح بخرافة تامة ... أراد التنزيل تصحيح ما كان يحمله أهل الكتاب من موروث ديني بخصوص تلك القصة .. نجد إن التنزيل اعترض على جميع الأفكار التي كان يحملها أهل الكتاب وخاصة تلك التي تعطي معتقدا إن الأرض غرقت بالكامل وبقية لفترة طويلة تحت غمرة المياه... الآن نضع مقارنه بين آيات الكتاب المقدس وآيات التنزيل ...
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ{44}
تأكد لنا الآية 44 إن كارثة الغرق التي أطاحت بقوم نوح تمت بسرعة عاليه ..فإقلاع السماء عن المطر وبتلاعب الأرض للماء عن طريق الممرات .. وتغيض الماء أي انخفض مستواه بسرعة بعد إن كان أمواج كالجبال.. ((وقضي الأمر)) جميع هذه الكلمات تأكد سرعة وقوع الكارثة وانتهائها على عجل
بينما الكتاب المقدس
وَبَعْدَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ يَوْمًا نَقَصَتِ الْمِيَاهُ، 4 وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ. 5 وَكَانَتِ الْمِيَاهُ تَنْقُصُ نَقْصًا مُتَوَالِيًا إِلَى الشَّهْرِ الْعَاشِرِ. وَفِي الْعَاشِرِ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ، ظَهَرَتْ رُؤُوسُ الْجِبَالِ
المستوى الفكري والثقافي لأهل الكتاب كان يحمل اعتقاد إن الأرض بقيت تحت غمرة المياه لأشهر عده ..وهذا التحليل اعتقادي وليس تأكيدي... يؤكدونه عن طريق آيات مكتوبة... فلذلك كانت الرواية مؤلفه بشكل خرافية في نقل تفاصيل القصة
بعد إن عرفنا إن الكارثة التي وقعت على قوم نوح تمت بسرعة .. ولم تغمر الأرض بالمياه لفترات طويلة كما يقول الكتاب المقدس... يصف الله لنا حال الأرض من خلال قول جديد... ليؤكد لنا على ما قله في وصف أخر ..بعد إن قال .. وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ.. حيث قال (((وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ))) والجودي هو ليس جبل إنما هو حال الأرض بعد إن انتهت من الغرق بسرعة.. واستوت هي أي الأرض على الجودي .. والجودي جاءت من كلمة الأجود ..أو الجود ..هو كيس من قماش الكتان محكم من جميع الاتجاهات ..وله فتحة من الأعلى لغرض تعبئته بالماء... يستخدمه المسافر في الصحراء لحفظ الماء .. عندما يوضع الماء في الكيس ينضح قسم منه إلى جوانبه لكي يبتل ومن ثم تمتص خيوط الكيس الماء فتتمدد فينقطع عن تسريب الماء إلى الخارج لكي يجود بما فيه من ماء ويحافظ عليه طيلة السفر ... أي إن الأرض صرَّفت بعض المياه التي سقطت عليها عن طريق المنخفضات والأودية ... وامتصت القسم الأخر... واحتفظت بالقسم الأخر في قيعانها وغدرانها .. جمع كلمة غدير.. كأن الأرض لم تمر في حالة غرق .. وجادت أي حافظت على كل مكوناتها وتضاريسها على أشكلها الحقيقية ... واستقر الماء في منخفضات وقيعان بنسبه الطبيعية كان الأرض لم تغمر بالماء
وهكذا تبين لنا كيف حملت الشعوب الخرافة الدينية ..وصدقوا بها... لكونها مصاغة وفق خطاب ديني .. ولو رسم فنان سفينة على جبل لانتقدناه .... ولو قال احد المتحدثين إني شاهدت سفيه على جبل .. لكذبناه ...
وَاسْتَقَرَّ الْفُلْكُ فِي الشَّهْرِ السَّابعِ، فِي الْيَوْمِ السَّابعَ عَشَرَ مِنَ الشَّهْرِ، عَلَى جِبَالِ أَرَارَاطَ
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (4-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (3-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في القران وبنو إسرائيل (2-4)
-
رد على مقالة كامل النجار في..القرآن وبنو إسرائيل 1-4
-
عندما يكون رجل الدين .. ناقص عقل ودين
-
المرأة بين النظام القبلي والدين السياسي والتنزيل
-
إسقاط الابن من الثالوث المسيحي
-
التثليث وإلوهية روح القدس بين التحريف والتنزيل
-
الى رعد بطرس مع... التحيه
-
السقوط المدوي للإلهة المسيحية
-
رد على مقالة كامل النجار في... الإسلام يزرع الجهل والخزعبلات
...
-
رد على مقال ...في الصراع الإسلامي – المسيحي
-
تاريخ المسيحية بين الوهم والحقيقية
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام3-3
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام
-
رد على مقال ... تساؤلات حول اّي الكتاب المبين 2
-
رد على مقال.... ماذا لو تم تغيير كلمات هذه الآيات ؟؟؟
-
دابة الأرض بين الأديان السياسية والتنزيل
-
رد على مقال....حقيقة الادعاء بتحريف الكتاب المقدس
-
تاريخ الاديان بين الحضارة والتنزيل
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|