يوسف هريمة
الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 17:09
المحور:
الادب والفن
من وراء الحجب
جلست حافية القدمين
وبيديها سلاسل وأغلال
تمسح الحزن عن صورة أمة
تنفخ العزة في بقايا وطن
هشمته الأعادي
فسقط الاسم والتمثال
من وراء الحجب كان اللقاء
وعلى براق الذكريات ألقيت الرحال
مدت يدها ومن شفتيها نطق السلام
يا عربي
أتذكرني؟
أم هواي في فؤادك أصابه الخبال؟
توقفت الكلمات على أبواب اللسان
وتذكرت قصتها
سيدتي
في الذاكرة أنت مجرد رقم
حلم يبحث عن الحقيقة والكمال
ومن أرضعونا طعم النسيان علمونا
أنك قبة صفراء فاقع لونها
حارات وصبية وأعراق
ترقص لون الدلال
أورشليم
مدي يديك وألق تحيتك سلاما
من عاهدوك بالأمس شربوا نخبك
عذراء تقاوم
ولا من يسمع أنينا وملاما
من أقصاك يا مدينة السلام
تبعثر حلم صهيون
وخراب الهيكل وهم
لا زال ينقش لونه على حائط مبكاه
كلمات تقطعت وأوهاما
من هناك عند المعابد القديمة
حيث يقف الجندي المجهول
يرقب صلاتي الأولى
تكسرت على أبوابك بنادق من خشب
والحجارة سجيل يقذف الرعب
فتهوي النجمة والخنزير من ورائها
ينحث أصناما
أورشليم
من عاهدوك بالأمس كالجرذان
لبسوا ثوب الخوف
وفي الشمال رجال كالجبال
ينتظرون الوعد
ووعدهم سيد إذا قال
صدق القول والمقال
مغامرون هم
بصوت الرعد والزلزال
كلما هبوا تكسر قيد من قيودك
ومن عينيك تسربت الحبال
يا قدس يا مدينة السلام
مازلت تبتسمين
ومن بضفتك قد خان
على السراب بنى دولته
فهان
غدا يا قدس
سيأتي النسيان ليذكرنا بك
وصمة عار
ثورة ونار
يا عربي
أتذكرني؟
أم صورتي احترقت على بابك
فأسْدَلْتَ الستار؟
#يوسف_هريمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟