بوكرين،وطني كبيررحل

لحسن وحتي

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 08:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

أحيانا يكون الصمت-أمام هول الخسارة-أبلغ من الكلام.اٍنه ما ينطبق على حال الكلام في حق المقاوم و المناضل الفذ ،الشامخ على الدوام محمد بوكرين.لأن الكلام منطوقا كان أومكتوبا لن يفي هذا الوطني الكبيرحقه . لكن لابأس.
محمد بوكرين أو موحى أَوالحسين أوسيدي موح’حسب القـرب الاٍنساني أو النضالي منه،هذا الوجه المشرق لليسارالمغربي، الذي رحل عنا يوم 05/04/2010، هو مرادف للتضحية من أجل الوطن و الثبات على المبدأـ في زمن الردة و الهرولةـ مرادف لنكران الذات والصرامة في الدفاع عن الموقف الصحيح والحضورالدائم اٍلى جانب الكادحين مهما كان الثمن.بوكرين هو60 سنة من الكفاح والنضال من أجل حلم جميل: مغرب حـرمستقل ديمقراطي،مغرب الكرامة والحرية والاٍشتراكية التي تحقق العدالة الاٍجتماعية لجماهير الشعب المغربي.مغرب متحرر من الاٍستبداد والقمع الذي كان من أبرز ضحا ياه في هذا الوطن العزيز.لقد تعرض لجميع أنواع التعذيب الجسماني والنفسي من طرف جلادي الأجهزة الاٍرهابية المخزنية للجنرال أْوفقير ومن خلفه،حيث طافوا به في مختلف المعتقلات السرية والعلنية المنتشرة في ربوع المغرب:درب مولاي الشريف الرهيب،سجن بني ملال(عدة مرات)،سجن اغبيلة بالدارالبيضاء،سجن لعلو بالرباط،السجن المركزي بالقنيطرة،المعتقل السري بضيعة "مازيلا"بين بني ملال وقصبة تادلة،المعتقل السري AIA (مرآب الصناعات الجوية) المعروف ب "الكوربيس" والذي لقي فيه 26 معتقلا من أصل 750 حتفهم في ظرف ثلاثة أشهركما أكد ذلك الفقيد العزيز في رسالة اٍلى منظمة العفوالدولية منذ سنوات،والسجن المدني بسطات حيث فقد الراحل اثناء محاكمته الجزء الأيسر من رئتيه وأصيب بروماتيزم المفاصل.
كان الراحل كبيرا منذ كان.حيث انضم اٍلى حزب الاستقلال و عمره لايتجاوزالخامسة عشر ربيعا وكان عضوا في منظمة "اليد السوداء" التي كان يتزعمها الشهيد الزرقطوني لمحاربة الاستعمار،وهومن مؤسسي الاِتحاد الوطني للقوات الشعبية والاِتحاد الاِشتراكي للقوات الشعبية وحزب الطليعة الد يمقراطي الاِشتراكي بعد حسم الصراع بين الجناح اليساري الاٍتحادي الأصيل والجناح اليميني الانتخابي في 8 ماي 1983،حيث زج به مجددا في السجن رفقة 33 مناضلا طليعيا اٍرضاء للمكتب السياسي آنذاك و لمدة 3 سنوات وقبلها اعتقل وسجن اثناء الدفاع عن المقرات الحزبية بكل من الفقيه بن صالح و بني ملال والتي كانت تسلمها السلطات اٍلى الجناح اليميني ضدا عن الشرعية الحزبية و القانونية والنضالية.
كان المناضل محمد بوكرين،رغم كل أنواع القهرمن طرد من العمل والحرمان من أي مورد للرزق لاٍعالة أسرته الصغيرة (9 أفراد) و التهديد الدائم باٍفراغ المنزل بسوق السبت أولاد النمة والحرمان من جواز السفروحالته الصحية الغيرمسعفة ـ بسبب الاعتقالات و التعذيب ـ رغم كل ذلك كان بوكرين مناضلا ديناميكيا،ذا شخصبة قوية، يتدفق حيوية وقائدا مؤطرا ومكونا لأجيال من الأطرالاٍتحادية والطليعية حيث ترك بصماته في عقول وأذهان أعداد كبيرة من الأطر السياسية الشابة في مختلف الأقاليم و الفروع الحزبية الاِتحادية ـ والطليعية بعدها ـ بكل بقاع المغرب الذي كان يعرف تفاصيل جغرافيته بدقة من آمن بالوطن أرضا وشعبا. كما ساهم الراحل اٍلى جانب الشهيد عمر بن جلول في تنظيم و تأطير الطبقة العاملة وكان من أبرزمؤسسي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والجمعية المغربية لحقوق الاٍنسان والمنتدى المغربي للحقيقة والاٍنصاف وكان أول من فضح معتقل "تازمامارت" الرهيب ،في عرض بالرباط ،حول "شروط الاقامة داخل السجون ومراكزالاعتقال السرية بالمغرب"،رفقة المناضل عبد الرحمان بن عمروسنة 1977.وكان للفقيد العزيزآخرموعد مع السجن وعمره حوالي 72 سنة في ماي 2007 حيث اعتقل وحكم عليه بثلاث سنوات سجنا... بعد وقفة احتجاجية تضامنا مع معتقلي فاتح ماي من نفس السنة،استحق على اثره لقب "معتقل الملوك الثلاثة"
رحم الله المناضل الطليعي، القائد محمد بوكرين الذي هزم بصموده وقوة اٍرادته كل الجلادين ومجرمي الحرب الطبقية على الشعب المغربي وقاوم الاٍستعماروالاٍستبداد بعده اٍلى أن رحل واقفا كأشجارزيتون "تاكزيرت" مسقط رأسه،تاركا لأحرار هذا الوطن دينا عليهم:الاٍستمرارفي النضال لتحقيق الأهداف النبيلة التي ضحى من أجلها بعزة النفس وباٍباء عز نظيره.
كلمة لابدمنها: تم تشييع الجثمان الطاهر للفقيد، في جنازة مهيبة بحضوركل فئات المجتمع نساء وأطفالا ورجالاوشبابا وشيوخا ومختلف القوى السياسية والحقوقية والجمعوية والمناضلين القادمين من مختلف الأقاليم... شيع بوكرين اٍلى مثواه الأخير وهويملأ ذاكرة و قلوب الجماهير.أما من غيبوا الاٍعلام العمومي"المحتل" ، في جنازة هذا الوطني الكبيرـ الذي سيخلده التاريخ في سجل من ذهب ـ فهم لا يملوًون اٍلا أحشاء الكاميرات وبطون آلات التصويرومنها اٍلى مزبلة التاريخ،مستقرأوفقيرو الدليمي والبصري و... وبئس المصيـر.
محطات في حياة المناضل الراحل محمد بوكرين:
1934 ازداد بقرية تاكزيرت باٍقليم بني ملال
1953 التحق بمنظمة "اليد السوداء"بزعامة الشهيد الزرقطوني
1959ـ دجنبرـ انضم الى الجناح اليساري لحزب الاستقلال
1959ـ شتنبرـ شارك في الموًتمرالتأسيسي للاتحاد الوطني للقوات الشعبية
1960 اعتقل وحكم عليه ب 7سنوات في"انتفاضة القائد البشير"
1972 ـ يوليوزـ المشاركة في الحركة التصحيحية في الاٍتحاد الوطني للقوات الشعبية
1973 حكم عليه ب3 سنوات عقب أحداث"مولاي بوعزة"
1981 حكم عليه بسنة بعد فتح مقرالحزب الذي شمعته السلطات بالفقيه بن صالح
1982ـ 24 أكتوبرـ حكم عليه بسنة دفاعا عن المقر الجهوي للحزب ببني ملال
1983 ـ8 ماي ـ حكم عليه ب 3 سنوات بعد الحسم مع المكتب السياسي للاتحاد الاٍشتراكي
2001 اٍصابة الراحل بنزيف دماغي حاد نتيجة الضغط الدموي دام 13 ساعة
2007 ـ6 ماي ـ اعتقل وحكم عليه ب 3سنوات بعد وقفة احتجاجية تضامنا مع معتقلي 1 ماي...
2010 ـ 5 أبريل ـ وفاة المناضل الكبيرمحمد بوكرين

#لحسن_وحتي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات