|
ثكنات ثلجية
ابراهيم داود الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 22:58
المحور:
الادب والفن
مسرحية في فصل واحد
نافذة سوداء وأباريق دم يغتسل بها من سوّلت لهم أنفسهم أن يعبثوا بكل شيء، حتى الأرواح ،لقد تميزوا بأنهم نصّبوا أنفسهم آلهة وفي جعبتها عزرائيل آخر، بثوب جديد يقصف أرواح من شاء وقت ما يشاء، تحت طائلة ارتأوها لأنفسهم وأباحوا رخصا لممارستها دون أي وازع من الحرمات ، هكذا دست السموم في أواني كانوا شاربيها يلعقون دم الأبرياء دون استحياء . سواد ......ظلام يعم المكان بعد أن امتلأت ثكنات البرادات بقاطنيها بعد ان اصطف المتعهدون للفوز ببضاعة جديدة ودسمه فجأة إنارة تكشف عن تجمع لتجار الجثث حشد من المرابين....... صوت منادي ............. ثلاثون جثة ماذا نقول .......... 00 0 0 0 5 1 مليون و خمسمائة ألف دينار صوت آخر مليون و أربعمائة وخمسون ألف انتابته صعقات وهو يتلمس أصوات تجار من طراز جديد رغم الغبطة التي رافقت خلجاته وهو يعوّل على هجرة الأكداس التي تتوالى على صومعة الثلج التي هو سادنها كان يحدق بهم بألوانهم وأشكالهم وأوصالهم ( وصيحات التجار تحاول أن تمزق طبلة أذنه ) حينها داهمته فكرة عاثت بمخيلته فراح يذرع الممر الذي تمددت على جانبيه حشود من اللذين لم يحصلوا على مأوى ثلجي يباركون أجسادهم فيه بعد أن نالت منهم الطرقات والترع وأتربة وإسفلت الشوارع وتزودوا بثراء وحشي اخذ منهم الكثير ، صمت برهة وصاح أيها الحشد ................................. أخاطبكم بلغة العميان ولهجة المخرسين من صراخ المجزوزة رقابهم ها انذا احشد فيكم همما لم تألفوها همة غادرت تعاليم المعمورة وأيقنت بسقوط آخر أوراقها ها انذا أرقن قيودكم في ارض لم ولن تطئوها بعد ستكونون تحت وابل أثقالها تنوءون بأحمال جمة ها انذا اعبأ سفنكم بآخر حمولة أطيح بها في بحر الظلمات
وأباحت لهمومكم التي حصدتموها كي تكون خطيئة " أنفاسكم خطيئة هوياتكم خطيئة ألقابكم خطيئة مدنكم خطيئة ألوانكم ربما ......... ربما ...... ربما كل شيء خطيئة بين دخان أنفاسكم الملفوظة (أرى رؤوسا –بعد أن أينعت – صار قطافها) كيف لي أن أصنف الرؤوس حسب أجسادها وأنا لست عرّافا ولا امتلك قوة خارقة ، فتخور قواي عندما يختلط علي الأمر وهذا ما يحدالث غالبا بين غداء أو عشاء وحشي أحاول أن اصفّ رفوفكم وأسعى كي ارتب أطرافكم التي اختلطت فكانت أدوات مبعثرة وهشيم على ساحل البكاء ،هويات التصقت بتمائم دمائكم ، أوراق ربما تشير بوصلتها إلى عناوين ممزقة ،أقاليم ضيعت خرائطها ،ضياع بلا هوية ،ومداخل شوهت أروقتها فكانت بلا اتجاه ،هنا تخضوضر كل الآفات بدمي فأتعثر ببقايا صور ألزمت ذاكرتي باتجاه مجهول ،اجمع شتاتها لأتعكز على عصارة ذهن أبله وأقود قافلتي نحو جنون محتضر. سوف أعدّكم ...لا........ لا.لـــــــــــــــــــــــــــــ................. ........ا كيف سيكون العد ؟ وأنا إزاء لوحات تشكيلية فعلت البردات فعلتها عندما أرميكم في جوفها دون ترتيب فتتجمد على هيئة سقوطها في مستنقع الثلج فتتشكل كيفما كانت هيئة استقرارها ، حينها تتقافز في ذهني الشارد دوما صورا لأجساد ممدة وذاهلة ،عندما التقيكم وهذا ما يحدث دوما كوني افتح بواباتكم بين لحظة ولحظة كي أكيل على أجسادكم أكداسا أخرى قد تتلوى بأشكال جديدة لتشكل خارطة أخرى فتختلف اللوحات ويختلط علي الآمر كوني ألحظ في كل مواجهة لوحة لا تشبه الصورة التي تشكلت في ذهني برؤية سابقه . آه...............................آه............... ..............آه.................................. ...... لقد امتلأ جوف كل الثكناتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ، ربــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــاه هل من مناد يرفع عن كاهلي كل هذه الأثقال ؟ هل من شفيع يدركني ؟ هل و.....هلــــــــــــــــــ؟ من يستطيع أن يطفأ بصيرتي ؟ من يستطيع أن يمسح ذاكرة خرساء عوت في جوفها كل ذئاب المدينة؟ هل من حمّال لخطايا جانبت الصواب ؟ هل...... وكيف......... ومتى .. أزيح كل برزخ وأستدير بذاكرتي نحو جبهاتكم علكم ترحموني وتدلقوا روحي في أتون مسالخكم عسى أن اركن في مسلخ ثلجي اشكل لوحة سريالية اخرى اضيفها الى معرض نحت الثلج ايقونات جديدة قد يعتمر جسدي احد شوارع المدن الموبوءة بخطاياكم وأتمدد دونما عناء أو خلجات اجترها في كل لحظة تمر أو أنام على تلال عامرة بأجساد تأوي إليها فرسان الطير وتعضها بفكوك ارحم من حوافر خيلكم التي تقتات على الدماء وتمتطيها وحوشا كاسره فانتم تنفذون خطاياكم برفقة صوت (الله واكبر) وهم يمسخون قطافهم ويمزقون أرواحا بمعونة المفردات ذاتها صمت للتو وأخذته الصفنات إلى يوم كان جنديا في جبهات القتال كنا نطلق قوسا ناريا وبيننا وبينهم فسحة مائية كنا نسمع آذانهم فتنطلق مع الأذان حمما على رؤوسنا وبالكاد نعيد عليهم الكرة مع صوت التكبيرات التي ترافق الآذان الذي ينطلق من فوهات مآذننا ما الذي يجري ؟ صورة أخرى بألوان أخرى؟ يسكت بعد أن أشاح بوجهه صوب قافلة أتت للتو معبأة بأجساد صدئة أصوات صفيرـ إسعافات، وأبواق، وهلاهل من عجلات لم يختفي صفيرها حتى اللحظة يصرخ من جديد .......................... تعالوا إلى رقدة لطالما تمنيتها تعالوا إلى وحشة ارتادها دون عقل تعالوا إلى معتقلي فانا سجان يعالج صمتكم الأبدي دون كلالة سارزم أمتعتكم إلى مستودعات الله (فلا خبر جاء ) .... ولا شغل أفل سأهب فناراتي ومستودعات الصمت صرخة أبدية علّي أناجي سماء مفتوحة تلتهم صبري الأجوف الخاوي بين ذهوله الدائم فجأة يظهر حشد من متسولي الجثث ابني ... أخي ... أبي ... أمي .. أختي .... ربما صديقي ربما كلهم كذابون ربما تجار من النوع الطارئ ربما أنا كذاب أبله اذهبوا تلك حشودي اما انتم ايها الحشد المستلقي على شرفات مجعده اصمتوا برهة ولا تنبسوا باي مفردة عمياء كانت او ................................ لحظة سأبادلهم أثياب البرد فالثكنات لم تطق حشودا أخرى ... لحظات وسينادونني إنهم سيتبادلون الأدوار فلطالما علمتهم لعبة الثلج كي لا تتطاير منهم روائح نفاذه ، فهم على يقين من ذلك هكذا أدرب الأسراب إلى أن يأتي السماسرة ويأخذونهم إلى مستودعات الأرض بعيون باردة ... واخلوا من كل مسراتي وأحزاني التي تتبلور في أبهى خناقاتها يصرخ من جوفي فزع . مملوء بالخجل....يختبأ باستحياء ويؤرشف أوراق مبتلة بالخوف فانا إزاء حشد من النازعات تلك هوياتكم التي حملتموها والتي لا تحملون تلك هي المعضلة ها انذا أخاطبكم من منبر اللذين لا زالوا على قيد الهروب ومن ساحات يصهل الرصاص فيها ويعيث بثكناتها بعد أن غادرت مشاجب الرحمة فتعلن انتهاء رحلة مؤجلة من حياة معفرة بشتائم الصيف والشتاء ها انذا أقول لك لقد أعيتني رزم أوراقكم دعوها ................................. فلم يعد في أركانها شر لم تروه بعد فانا الوالي الجديد لما انتم فيه من مقادير بعد أن شربتم من نعم السياط والمثاقب ونعمة الأوصال الشتات التي اجمعها اعذروني إن أخفقت في ترتيب أشلائكم كونوا مسالمين وتبادلوا أسرى أطرافكم لان حشودكم فاقت الأرقام والعناوين والأسئلة أنا المتمم لأخطائكم التي لم تقترفوها سأعمدها وأسوق نصف قافلتي باتجاه رعونة الأوراق أنا المتيم بأخطائكم يوم تطهى أوراقكم لتشربوا من صديد أوارها وتلقون بفرقعات جنودكم المستترة التي وصلت إلى جزر الأعشاب الملوثة بطنين لهاث اغبر ساعد لكم وليمة ساخنة من جوع أكاذيبنا ساعد لكم وليمة منزوعة الصدق ساعد لنفسي عشاءا وحشيا واستودع ذاكرتي تلك الأرقام المأهولة بالفاقة واختبأ في قبور وهمية واهيل تراب مغادرتي على وسادة مخبأة بانين يسحق بعض من خشية العيون ويملأ برج اعتلالاتنا بترانيم برزخية سأخبركم بما آلت لي الأيام سأخبركم بما يعدوا في خافقي وأسجل لكم كل أغاني السبايا يوم نلتقي عند (..............) يوم اختبأ بين براثنكم هل ستكون لي حظوة في حضرة أماكنكم التي ربما ارتادوها فيما لو قدر لي أن التحق بقوافلكم أكيد ....... سألتحق بكم ولو بعد حين ....................... ......................... ................................. بعد أن ابتلته لحظات هلوسة وتجاعيد رسمت على جبينه خرائط العالم جاب كل القارات وهو ينقّي من ذاكرته التي بدت مثقوبة راح يرقّّع بعضا من شقوق ومسح في ذاكرة لطالما أصابها مس من الجنون حدق مليا في وجوه واجمة كانت تراقب حركاته وهي تلتصق بحزام سلكي يفصل بينهما تابع هلوسته وأدار ظهره إلى حشوده المبتلة بالخوف والواجمة وجوههم همس في أذن احد مريده من علمك كرما سرمديا ؟ من علمك أن تهدي روحك للهواء؟ من علمك أن تترك في اتونها عواء؟ وتقول قولا أبديا من علمك الصبر وأهازيج الفقراء؟ من علّمك أن تبلل شفة البحر بالدعاء ؟ من علمك أن تشرب أقداح السفهاء ؟ وتقول سنحيا دون عناء من ... ومن .......... ومن؟ ارتد مرتعدا وكان مريده قد زجر جثته العامرة تلكأ وسقط على عجزه وهو يحاول أن يهمس عباراته في أذان الآخرين المكان يتلون بشتى الألوان وشتات الألوان يكاد أن يخدش بعضا من جسد المكان لا احد يدري ما يدور في كواليس المحاورة تلك بعد ان عاود الوقوف استبد في خلجاته واستفاقت فيه خبايا سنين مرت لحظتها كما البرق، صمت برهة بعد أن رفع رأسه باتجاه قوافل متسولي الجثث مخاطبا ذلك الحشد اذهبوا .... سألقنهم تعاليم ارض ، لأنهم أهلها الباقون ونحن اللاحقون سألقنهم تعاليم السير على صراط مستقيم سألقنكم تعاليم المعمورة بشدو عقيم اسمعوا .......... يصفعه احدهم فيدير جبهته فلا يرى أحدا يهمس في أذنه ويلقنه تعاليم (..............) أيها الحشد انتم اللذين تتمددون على أرائك ثلجية سادلوا عليكم ابتهالات قديمة وأكيل لكم ضربات صفنات عصفت بذاكرة مكروهه * (من يرفع عن ظهر الأحدب حدبته فقد نزع عنه ذكاءه، هذه تعاليم الشعب فإذا أعيد النور إلى عيني الأعمى فانه ليرى على الأرض كثيرا من قبيح الأشياء فيلعن من كان السبب في شفاءه)
فيا إخوتي بالله عليكم لا تندموا على فعلتكم هذه فالخروج بسترة ثلجية خير من الوقوف على تله عليلة .
#ابراهيم_داود_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خدود مُصَعّرة مُرصَّعة بالأحمر
المزيد.....
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
-
الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا
...
-
روى النضال الفلسطيني في -أزواد-.. أحمد أبو سليم: أدب المقاوم
...
-
كازاخستان.. الحكومة تأمر بإجراء تحقيق وتشدد الرقابة على الحا
...
-
مركز -بريماكوف- يشدد على ضرورة توسيع علاقات روسيا الثقافية م
...
-
“نزلها حالا بدون تشويش” تحديث تردد قناة ماجد للأطفال 2025 Ma
...
-
مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|