أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - الحسين السلاوي يحتفي بحماقات السلمون















المزيد.....

الحسين السلاوي يحتفي بحماقات السلمون


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3008 - 2010 / 5 / 18 - 00:44
المحور: الادب والفن
    


بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر ، نظمت ثانوية الحسين السلاوي التأهيلية بأ بي القنادل ـ سلا ـ نشاطا شعريا مائزا وفق البرنامج التالي :

ـ كلمة ترحيبية بالشعراء المشاركين ، ألقاها مدير الثانية محمد بنسعيد ، أشاد فيها بمجهودات اللجنة الثقافية بالثانوية ، مخبرا بفوز أحد التلاميذ بالجائزة في المسابقة الشعرية التي نظمتها النيابة بالمناسبة .
.
ـ كلمة شعرية بالمناسبة تحت عنوان " بحثا عن ماء الشعر ضد تصحر الوجدان .. " من إعداد وتقديم الشاعر عبد العاطي جميل . يقول فيها :


الاحتفال بيوم الشعر معناه إعطاء العاشقين الكلمة وحق الكلام والبوح دون تمييز اجتماعي أو امتيازعمري ، وإعطاء حق الإصغاء إلى لغة القلب ، ولغة العقل حتى تتحقق بلاغتا الإمتاع والإقناع في نفس الآن ...
الاحتفال بالشعر ـ وفي مؤسسة تربوية ـ معناه الإيمان بقدرة الشعر على اختراق آفاق المستقبل ، وعلى الانخراط في الواقع المعيش وبصمه بأزهى نمنمات الصور وأشهى إيقاعات الوجد التي تربط بين أخوة الشعراء ، وبقدرته على منحهم الدفء ليتقاسموا الفرح فتزدان الساعات بأريج الحب والسلام ...
... الشعر هو الحب ... فهو عاطفة وخيال ولغة ومعرفة وحدس واكتشاف وحلم وقلق وبحث مستمر عن آفاق منفلتة دوما ... والشعر ضرورة وجودية .. فالكتابة الشعرية تعطي الشاعر حق الكلام والانخراط في العالم المحيط به . فعن طريقها يعبر عن مواقفه ورؤاه وعواطفه حول ما يجري وما يحلم به . وعن طريقها يكسر الشاعر الصمت ويكشف الخفي ويحتج على الرداءة ، ويدين كل فعل يعادي إنسانية الإنسان . فيصور من مخيلته المتوقدة والمتأهبة للقول الشعري الجميل والقلق دوما ... والشعر بحث مستمر عن الإحساس الإنساني بالجمال والمتعة والألم والأمل . يجعل الشاعر مبادرا ليروي عطش الأرض الظمآى لماء الشعر ، مادام الإنسان المعاصر يعيش الآن تصحرا في الوجدان ، وجفافا يزداد ضراوة و شراسة ضد الثقافة والطبيعة .. والشاعر من يرفض أن يتوارى إلى خلف المشهد الكوني ليترك للخائبين مجال تقرير مصير الإنسانية بالنيابة .. فيسعى إلى تكسير الحدود المفتعلة بمختلف تلويناتها وتسمياتها . من وصايات وإملاءات وخطوط حمراء وخضراء .. فالشاعر لا يكتب بحبر المؤسسات ، ولا بعسل الدولة حتى . يكفيه دمه ولو كان ضئيلا ليطرز فضاءات الناس بالأحلام لا الأوهام .. فيحرض على مواجهة اليأس والاستبداد ، فيتورط في عشق اللغة والجمال والناس . فيصير صوت من لا صوت له ، عبر آهاته تعبر الآهات ، قصيدته ملجأ الذين تخلى عنهم أهل الحل والعقد ، فركلهم التناسي إلى قراهم العزلاء . ومسودته عزاء الضحايا والمضربين الباحثين عن الحق في الكرامة والشغل والمأوى وهي حقوق مغيبة مع سبق الإصرار والترصد ... من هنا لا يمكن أن يكون الشعر محايدا كما يريد البعض ، لأنه متحيز فنيا لصالح القيم والأنساف الفكرية والجمالية والتعبيرية الإنسانية . دون أن يجامل جاحدا ، أو يداعب جلادا أو طاغية أو يعانق قوادا لئيما .. الشعر مستعد للشغب والمساكشة . فلا شيخ ولا مريد في الشعر ، ولا مقدسات .. فالناس في رؤياه سواسية كأسنان الحمار ..

فكيف لا تكون الحاجة ماسة إلى الشعر ، اليوم ، وقد أقفر الوجود الإنساني ، وأعشب الحقد العدواني .. فبتنا في حاجة أيضا إلى النثر كي ننثر هذا الخواء المروع الذي عم القلوب ، ونسرد حكايانا الممنوعة والمقموعة ، فنعلن جهارا حقنا في الفرح الآن ، الآن ، وليس غدا .. ؟ .. الشعر بوابة من بوابات التغيير ، تغيير ذاته وتجاوزها .. والشاعر يحلم بعالم شعري و شاعري ممكن ، متفرد ، بعالم لا يقيم الحدود والفواصل العرقية واللغوية والقبلية ، يطارد القيم المفتقدة والمفقودة ليعيدها إلى فضائها الإنساني .. والشاعر شاهد لا يكتم شهادته ولو كلفته حياته ، يقولها مجازات وكنايات بالمعنى ، أو بمعنى المعنى ، أو باللامعنى . فالمهم أن يكتب استشهاده بجرأة ونقاء وتواضع . بعيدا عن التنطع والتزلف والتزحلق على زبد المؤسسات .. فمخطىء من يجيء إلى الشعر بحثا عن موقع أو ثراء . لأن الشعر يعطي ويعطي دون من أو استجداء . إيمانه بقضايا الإنسان يجعله مستعدا للعطاء اللامشروط .. لغته مقتله ومحياه .. فكيف لا نحتاج الشعر حاجتنا للحياة ؟
.
ـ وقد قدمت الأستاذة الناقدة فاطمة محمدي ورقة نقدية حول ديوان حماقات السلمون للشاعرين محمد بلمو وعبد العاطي جميل تحت عنوان تصادي التيمات في حماقات السلمون ، جاءت فيها :

إن محاولة تقديم ورقة في ديوان شعري عمل صعب لأن هذا سيفرض علي أن أتحول من قارئة تحس بالكلمة الشعرية وتمخر عبابها دون قيود إلى قارئة إبستمولوجة لأن النقد كما يقال شرطة الأدب، وعندما تصبح المعايير العلمية مقياسا للنص الشعري قد يفقد بعض جماليته، وبالرغم من انفتاح القراءة على تعدد الدلالات، فإن مقصدية القارئ تتحكم في تكوين مسار قراءته. كما أن عملية القراءة الإبستمولوجية تفرض على متبنيها أن يكون بحجم ضخامة النص الشعري وكثافته وإيحاءاته الرمزية، بل يجب أن يكون مسلحا بترسانة من الإجراءات والآليات الكفيلة بسبر أغوار القصيدة وولوج تخوم مجاهلها، ولن تتأتى هذه الملكة إلا لقارئ يضاهي الشاعر في تمثلاته وطريقة نسجه لعوالمه وتشكيل صوره، لأن النص الشعري وجود علائقي مغاير يرتبط بالعالم ويتجاوزه وهو بنية حضور دائمة التشكل والتحول والشاعر إنسان نزاع إلى امتلاك ما لا يعرف الذي يبقى عتبة لما هو مجهول .

و ديوان "حماقات السلمون" للشاعرين محمد بلمو وعبد العاطي جميل نشتم من عنوانه رائحة المغامرة البحرية، وكما علق على ذلك الأستاذ عبد الجليل الأزدي "تترامى لنا أمداء بحار الشعر التي تزداد تعميرا بالسلمون المشاكس وحماقاته الجميلة"، وبمجرد دخولك إلى عوالمهما الشعرية تتلاحق الصور الشعرية وتتماسك في بنيتها ودوامها وتشعر بها ذات توهج محسوس وروح بدئية أولية خلاقة قد تكون متقاربة وقد تكون متباعدة ولكنها تقودنا عن طريق وخز المخيلة إلى الحلم والتفكير، إنها معنى مؤجل أو هي على الأقل معنى في حالة كامنة يأخذ عند تغيره في كل قصيدة دلالات جديدة ويتبلور في كل موقع ليبين قدرته على إثارة الحلم .

إن التيمة في شعر الشاعرين تضئ التيمة تمتد مثل الخلية الرحمية تدور حول نفسها وتمتد لاستنطاق دلالات أخرى يتم إدراكها والإحساس بها عبر شبكة كاملة من المعاني التي تولدها التيمة ، تشعر وأنت تلامس السلمون المشاكس في قصائد عبد العاطي جميل ومحمد بلمو بفضاءات شاسعة تحتضنك لا لتزج بك في سجن اليومي المبتذل، ولكن لتنطلق بك إلى مكان انعتاق الروح إلى الخلاص، فتيمة الحب لصيقة بالوطن والحب هو الإنسان الفعال، وهذا الوطن قصيدة- مسودة بل ديوان أقفر وتيمة السؤال يحددها الهم القومي، ويمتزج الفرح بالحزن دائما ليلقي بالسلمون في مغامراته المشاكسة والموت والقتل والظلام، ولكن السلمون يبحث عن الحرية التي يظل يلاحقها إلى ما لا نهاية ، ويغيب المعنى في قصيدة " بلا معنى" ، ويتحول الشعر إلى مركب خيبة في قصيدة " مركب خيبة " والعلاقة مع الأرض خصام ، ولا وجود لجوع إلا جوع الذاكرة، وفي قصيدة " بيانات الحزن والفرح " يسافر بنا الشاعر محمد بلمو إلى براثين كل البانات من بيان الوصل إلى بيان الشروق وكلها بيانات الهزيمة والضياع، ويبحث السلمون عن وهج الضوء، فنحس أننا ننتقل بين الخراب والنور، وقصيدة مسودات " خبز طن " وجع لا ينقضي، وفي قصيدة " حريك مضاد " تتناثر شظايا الإعلام ، ونحس بالضيق والرغبة في الانفلات من مواضعات اليومي في قصيدة "موعد محجوز" ، ونعانق الألم مع سيزيف في قصيدة إلى العزيز سيزيف ، وتنتابنا موجة من الألم والأماني اللقيطة في القصيدة الأخيرة للشاعر عبد العاطي جميل التي عنوانها " تلك أمنيتي ".

إنها مداخل أبواب فقط لهذه القصائد المتناثرة على صفحات هذا الديوان، وكما يقول : " جورج تراكل " : للشعر أبواب أيضا أبواب المعاني التي ندخلها " ، أترك لكل محب للحرف الشعري فرصة دخولها وملامسة شئ من لوعة وحرقة وألم وقلق وأمل وحلم هذين الشاعرين ..

ـ سماع شريط موسيقي للفنان المرحوم الحسين السلاوي ... والفنان القاص عبد الرحيم الرزقي والفنان حسن شيكار ...

وو ـ قراءات شعرية بمشاركة الشاعرين علية الإدريسي البوزيدي وعبد العاطي جميل والتلاميذ الشعراء :

خديجة المجدوب وكريمة البعون وصابر أسكو و الزيراوي بن ناصر ...

عن اللجنة الثقافية لثانوية الحسين السلاوي التأهيلية ـ أبو القنادل ـ سلا .



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فناجين تعطلت ...
- انتفاضة ...
- يأتي أخيرا ...
- تشبيه ..
- وتر يئن ...
- نبارك ذبحنا ...
- رحيل السفين ...
- عاصمة تحت الصفر .. أو نقط حذف ...
- يتوسدني الظل ...
- مجاز ما لا يجوز
- وارتكبها ...
- أبهى من جراد ...
- نصير الشمة ...
- أبجديات ..
- رسالةأخيرة ...
- وكأني ...
- مسودة البهاء
- كلام للإشارة فقط ...
- رمال الشوارع أو شوارع رمال ..
- وقل لهما أفين ...


المزيد.....




- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...
- الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم ...
- “عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا ...
- وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
- ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
- -بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز ...
- كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل ...
- هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
- -بوشكين-.. كلمة العام 2024
- ممثلة سورية تروي قصة اعتداء عليها في مطار بيروت (فيديو)


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - الحسين السلاوي يحتفي بحماقات السلمون