أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟














المزيد.....


أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استقر الرأي في العراق, وكما يبدو, على أن يكون السادس عشر من أيار/ مايس من كل عام يوم المقابر الجماعية التي امتلأت بها أرض العراق. وتشير المعلومات المتوفرة إلى الآن عن اكتشاف 240 مقبرة جماعية موزعة على 100 موقع في مختلف مناطق العراق, وفق ما جاء في المؤتمرين المهمين اللذين عقدا في لندن والنجف للبحث في أمر المقابر الجماعية. ولم ينته البحث عن بقية المقابر الجماعية إلى الآن ولا بد من مواصلته.
هذه المقابر الجماعية تحتضن رفات عشرات ألوف الناس الذين قتلوا أو استشهدوا في فترات مختلفة من حكم نظام البعث, وخاصة بعد الانقلاب الدموي الذي نظمه صدام حسين ضد مجموعة كبيرة من قياديي حزب وحكومة البعث في تموز من العام 1979 حيث قتل منهم 63 شخصاً بعد اتهامهم بالتآمر على حكمه وقيادته, ومن ثم إزاحته لأحمد حسن البكر الذي شاركه في كل الجرائم التي ارتكبت في العراق حتى نهايته على أيدي جلاوزة النظام السياسي الفاشي الذي شارك في بنائه في العراق.
تضم المقابر الجماعية عدداً كبيراً من بنات وأبناء وأطفال العراق ممن قتل أو استشهد لأسباب مختلفة على أيدي جلاوزة النظام منهم بشكل خاص:
1. مناضلون سياسيون قتلوا تحت التعذيب أو في السجون والمعتقلات البعثية وهم مؤيدون أو ينتمون إلى مختلف القوميات والأديان والمذاهب والاتجاهات الفكرية والأحزاب السياسية.
2. عدد كبير جداً من الكُرد الفيلية الشباب الذين هجرت عائلاتهم إلى إيران وقتلوا في السجون والمعتقلات.
3. الكُرد الذين استشهدوا أو غيبوا وهم أحياء ودفنوا في مقابر جماعية, سواء أكانوا من النساء أو الأطفال أو الرجال , والذين قدر عددهم بحوالي 182 ألف نسمة في عمليات ومجازر الأنفال ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.
4. الجنود والضباط الذين قتلوا بتهمة الجبن أو الاختلاف مع "القائد الضرورة" أو جمهرة من الجنود الذين قتلوا في جبهات القتال وكانت عائلاتهم مهجرة, سواء أكانوا من عرب الجنوب والوسط أم من الكُرد الفيلية.
5. عدد غير قليل ممن حاول التآمر على صدام حسين ونظامه الدكتاتوري ثم جرى الكشف عن تلك المحاولات وقتل أفرادها , سواء أكانوا أعضاء في حزب البعث الحاكم أم من المستقلين.
إن هؤلاء جميعاً نسمع أصوتهم تتصاعد من المقابر الجماعية تعلن احتجاجها وتطالب المجتمع العراقي والدولة العراقية بالكشف عن المجرمين القتلة الذين تسببوا في تلك الجرائم ومعاقبتهم وإعادة حقوقهم إلى من تبقى من عائلاتهم.
ولكن علينا أن ننتبه إلى أن في العراق مقابر جماعية أخرى غير تلك التي تسبب بها نظام البعث الدموي, مقابر جماعية نشأت بفعل الجرائم التي ارتكبتها قوى الإرهاب والمليشيات الطائفية, سواء أكانت سنية أم شيعية, في المناطق التي سيطرت عليها وقتلت الكثير من الناس الأبرياء. وكذلك أولئك الذين عذبوا وقتلوا في السجون والمعتقلات الأمريكية والعراقية بواسطة أجهزة أمن وقوات الدولتين, والتي كشف عن هذه الرفات أو لم يكشف عنها إلى الآن, والتي دفنت في مقابر جماعية جديدة, ترفع هي الأخرى صوت الاحتجاج وتطالب بالكشف عن المجرمين القتلة وتقديمهم للعدالة بدلاً من السكوت عنهم. إذ أن السكوت عن مثل هذه الجرائم يسهم في توفير مستلزمات تكرارها دون رادع أو وزارع من ضمير.
إن التفكير الإنساني السليم يفرض على الحكومة العراقية اتخاذ كافة الوسائل الكفيلة بالكشف عن كل الجرائم المرتكبة في العراق خلال العقود الخمسة المنصرمة, ومنها شهداء المقابر الجماعية, سواء تلك التي تسبب بها نظام البعث أم قوى الإرهاب والصراع الطائفي السياسي والقتل على الهوية الدينية والمذهبية والفكرية.
لنتذكر دوماً الشهداء الذين تحتضنهم المقابر الجماعية فهم من بنات وأبناء هذا الشعب ومن حقهم علينا أن نبحث عن قتلتهم وأن نعوض عائلاتهم وأن نسعى للتخفيف النفسي والعصبي عن تلك العوائل التي تحملت الكثير من جراء ظلم وجبروت واستبداد وقسوة النظام في العراق ومن شراسة قوى الإرهاب والقوى السياسية الطائفية المتطرفة والمسلحة التي تسببت في موت الكثير من البشر.
الذكر الطيب للشهداء والخزي والعار لقتلتهم.
15/5/2010 كاظم حبيب
نشر في جريدة المدى في 17/5/2010



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جريمتان ترتكبان في العراق , فما هما؟
- هل ناضلنا حقاً من أجل هذا الواقع التعليمي المزري في العراق؟
- اتساع الفجوة الاجتماعية بين الأغنياء والفقراء في العالم الرأ ...
- الخواء والاغتراب هي من أبرز سمات الخطاب السياسي للمؤتمر القو ...
- هل يمكن مواجهة وجود الطائفية السياسية بشعار -الدين لله والوط ...
- خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !
- هل يمكن بناء الديمقراطية في العراق ؟
- هستيريا الصراع على السلطة في العراق ... إلى أين؟
- رسالة إلى رابطة الأنصار الشيوعيين فرع ألمانيا
- هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟
- أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهد ...
- الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
- هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟
- رسالة شكر وتقدير واعتزاز
- قراءة حزينة في كتاب -شاهد عيان: ذكريات الحياة في عراق صدام ح ...
- المرأة والكتابة والنشر في موقع الحوار المتمدن
- هل من علاقة بين نتائج الانتخابات والإرهاب الدموي في العراق؟
- الإرهابيون القتلة يمارسون مهنتهم بنجاح .... فهل فشلنا في الم ...
- تحية وفاء ووقفة إجلال لشهداء الكُرد الفيلية , شهداء الشعب ال ...
- أسئلة موقع ومجلة زهرة النيسان وإجابات الدكتور كاظم حبيب


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - أصوات الشهداء تتصاعد من مقابرنا الجماعية, فهل نحن صاغون لها؟