أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - إضاءة مواطنون ام مستوطنون














المزيد.....

إضاءة مواطنون ام مستوطنون


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 3007 - 2010 / 5 / 17 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



قد أكون مبالغا أن قلت أختلط عليّ معنى المواطن والمستوطن ، ولربما سأسأل لا حقا ما معناهما من المتخصصين بعلم الاجتماع او السياسة ، وأن عدت قليلاً للوراء مستذكراً أيام دراستي الإعدادية أو الكلية ، وأحاول جاهداً مد جسوري المعرفية بهذا الباب ، لوجدت أن المواطن قد يعني ذلك الإنسان الذي يعيش ببقعة من الأرض معلومة الحدود له فيها ما للآخرين من حقوق وواجبات ، وهنا أتذكر الأبيات التي قالها الشاعر صفي الدين الحلي الذي يقول
بلاد ألفناها على غير رغبة وقد يؤلف الشئ الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هواءها ولا ماءها عذب لكنها وطن
و لك أن تتصور مدى تمسك صفي الدين الحلي ومن هو على شاكلته بأرضه والدفاع عنها ، وحتى أن كانت هذه الأرض مجدبة لا تدر لأبنائها ما يقتاتون به من ماء وطعام ، إلا أنها وطنهم ولا يمكنهم التخلي عنها .
منتصف التسعينات وبعد أن أحكم الطوق على مواطني العراق ، سواء من الداخل ممثلا بالنظام المباد ، أو من الدول التي وجدت بالعراق لقمة سائغة طيعة القطاف ، في هذه المعانات بدأ الأخوة من المسيح مغادرة العراق لمنافي الدنيا ، وحسنا فعلوا ، كان لأحد أصدقائي الأطباء صديق مسيحي غادر أقاربه العراق وظل وحيدا ببلده متمسكا بهذه الأرض التي أحب ، سأله صديقي مرة قائلا له ، فلان لماذا لم تغادر العراق وتلتحق بأقاربك سيما وأن الحدود مفتوحة لك إضافة لوجود قاعدة أمينة لديك من أهلك المغادرون ؟ ، أجابه بهدوء تام ، عجيب أمرك صديقي هل تطلب فعلا مني أن أغادر معشوقي العراق ، أسمع جيدا يا صديقي ، حينما خلقني الله خيرني وقال لي أنظر لتحتك سترى الدنيا بأسرها فأختر أين تريد أن أنزلك فيها ، قلت له يا رب أنت أعرف بها فضعني حيث تشاء ، أجابه الرب بأني سأختار لك العراق ، قلت للرب لماذا هذا الاختيار ، أجابني الرب قائلاً أسمع يا فلان ودقق معي أنظر ستجد جبالاً شاهقة يعلوها الجليد ، وستجد أرضا خضراء مكسوة بالزرع ، وستجد صحراء واسعة ، ثم لا حظ معي جيدا ستجد نهرين جاريين بالحياة ، وستجد في باطن هذه الأرض من الخيرات ما لا يحصى ، ثم جعلت لهذا البلد أربعة فصول ، وهذا يعني تعدد أنواع المزروعات ، ثم أن كل شئ هنا بحساب دقيق ، ثم تريدني أن أغادر ما منحنيه الرب هذا جهل منك صديقي ، يقول صديقي أقنعني بهذا الحديث عن ربه وعن وطنه المختار له ، بعد مضي أكثر من سنة على هذه الحادثة وأنا وصديقي المسيحي على اتصال شبه يومي ، أحد الليالي أتصل الصديق المسيحي – البغدادي السكن - بصديقه الحلي قائلا له أنه ضجر جدا من الوحدة القاتلة والبعد عن الأهل والأحبة وقال له مخاطبا بأنه سيحضر للحلة الآن ، قلت له أن الفصل شتاء والساعة قاربت العاشرة أنتظر ليوم غد ، أجابه أنه عازم على القدوم فهئ مائدتك يا صديقي ، يقول صاحبي الطريق من الحلة لبغداد لا يتعدى الساعة والربع في أشد حالاته لكن صاحبي تأخر كثيرا بالقدوم حتى تجاوزت الثانية عشر ليلا ، أتصلت على هاتفه الأرضي – اذ لا سواه آنذاك – ولم يجبني أحد ، قلت بنفسي لربما أفرط بالشرب وأخذته نومة هانئة لذا تأخر عن موعد قدومه ، في الصباح الباكر أتصلت به فوجدت من يرد علي معلنا أن صاحبي قد أصيب بحادث سيارة وهو ذاهب لصديقه بالحلة الفيحاء ، قلت لهم أنا صاحبه فهل هو بخير ، جاءتني الصاعقة بأنه قد غادر الحياة وأن معارفه في بغداد يجرون معاملة أستلام جثته من الطب العدلي في المحمودية ، وصلت لبغداد كما يقول صاحبي وأودعناه مثواه الأخير .
من هذه الحادثة التي أوردتها لأبين مدى تمسك العراقيون بأرضهم لأنهم مواطنون ومواطنون من الدرجة الأولى مع سابق التأكيد والدعم لعراقية المواطن ، الآن وبعد التغيير الذي يفترض أن يجذّر عراقية المواطن أجد ومتحدثا عن نفسي – على أقل تقدير - أني لا أملك هذه المواطنة التي كنت أملكها سابقاً ، في عهد الدكتاتورية البغيضة كنت أمني نفسي كمواطن له حق العيش بهذه البقعة التي أحب وأدافع عنها لأصل بآخر المطاف لمستوى المواطنة التي أبغي ، إلا أن الحال الذي نعيشه الآن سواء قصد به أم لم يقصد ، أجد نفسي دخيلا على هذا الوطن المستباح ، ولو قدر لي الحصول على مكان آخر أعيش به آمنا لاستبدلته كما أستبدل ملا بسي الداخلية ، وأعتقد أن الفرق قد أتضح بين المواطن والمستوطن ، للإضاءة ....... فقط .



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إطلالة على الترانيم والنواعي وأغاني الرحى العراقية وتسمية(كع ...
- إطلالة على الترانيم والنواعي والنواعي العراقية وتسمية كعيم / ...
- إطلالة على الترانيم والنواعي وأغاني الرحى العراقية وتسمية(كع ...
- أيام المزبن /محاولة لمجاراة الرمز العراقي الكبير الشاعر مظفر ...
- إضاءة /(بالروح بالدم )
- إضاءة /بايدن قادم بعصاه
- دموع الأنبياء/مهداة لأحباب الله – الأطفال - شهداء المسيح
- أبو ذيات
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الأخير
- كي لاننسى /3
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / 3
- لطيف بربن سلطان الظرفاء / القسم الثاني
- كي لاننسى /2
- إضاءة / (نسرين السامرائي) وطاولة الحوار الشفيف
- لطيف بربن سلطان الظرفاء/ القسم الاول
- إضاءة 1 ايار عيد العمال العالمي
- حرامية كُحل
- الرحيل
- إضاءة أربعة اثنان أربعة
- إضاءة صبراً أيها العمال إن موعدكم.. !!!!


المزيد.....




- الكونغو الديمقراطية: مصرع 50 شخصًا على الأقل في حريق قارب شم ...
- برفقة ابنته.. كيم جونغ أون يدشّن مجموعة جديدة من المباني الس ...
- بوتين يهنئ تروفانوف بإطلاق سراحه من قطاع غزة ويقول: علينا إب ...
- بيسكوف: بوتين وويتكوف لم يناقشا الملف الإيراني في اجتماع بطر ...
- وسائل إعلام: إيقاف ثالث مسؤول في البنتاغون عن العمل على خلفي ...
- مفتي مصر السابق يثير تفاعلا بحديثه عن هجوم 7 أكتوبر
- ربما هناك أمل.. ماسك يشيد بقرار المحكمة العليا البريطانية حو ...
- حكومة نتنياهو تصف الوضع بالـ-خطير على أمن إسرائيل- وتتحرك لإ ...
- إعلام: الرسوم الأمريكية قد تكلف ألمانيا نحو 290 مليار يورو ب ...
- دوديك: على الغرب التوقّف عن شيطنة روسيا و محاولة فهم ما تريد ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حامد كعيد الجبوري - إضاءة مواطنون ام مستوطنون