وليد عباس
الحوار المتمدن-العدد: 915 - 2004 / 8 / 4 - 12:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إنها صرخة من القلب، أو هكذا أراد لها أن تبدو كامل السعدون، صرخة ضد مخلفات النظام الديكتاتوري السابق (وهو محق في ذلك), وصرخة ضد التخلف والوحشية التي يحاول أن يفرضها البعض باسم الإسلام (وهو أيضا محق في ذلك)، إلا أن الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الحسنة (أو بالنوايا السيئة)
الرجل سعيد بعودة يهود بابل إلى العراق، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من بناء عراق متسامح تعددي (وحتى هنا، لا مانع أن نقول أنه محق في ذلك).
إلا أن الرجل ليس بالغبي، وهو يعرف جيدا أن الأمر لا علاقة له بيهود بابل، وإنما بشركات إسرائيلية، يمكن أن يكون أصحابها هاجروا إلى إسرائيل من بولندا أو الولايات المتحدة أو أوروبا ... الخ، بل وهناك من يتحدث عن شركات تتمتع بدعم الموساد، ولم يقدم أحد منهم ما يثبت أنهم من يهود بابل، وباختصار وبعيدا عن صرخات القلب التي عودنا عليها كامل السعدون ـ ربما لتمرير ما يريد ـ الأمر يتعلق بشركات إسرائيلية لا أكثر ولا أقل.
نذكر أن هذا الكاتب المتحمس، صاحب صرخات القلب المستمرة، كان قد أطلق صرخة سابقة يؤكد فيها أن سياط المارينز الأمريكيين في سجن أبو غريب أهون وأقل قسوة من سياط صدام، وأن تعذيب سجناء أبو غريب ليس بالأمر المزعج لأنهم مجرمون أو من أنصار النظام السابق
باختصار، يجب على العراقيين أن يتقبلوا بسعادة وببسمة واسعة التعذيب في سجن أبو غريب طالما كان على أيدي المارينز الكريمة، كما ينبغي عليهم أن يرحبوا بالشركات الإسرائيلية التي تشتري الأراضي والعقارات العراقية، لأن الهدف في نهاية الأمر هو أن نبدو بمظهر متحضر أمام العالم، أو بمعنى أدق لنستجيب لرغبات وأهداف هذا (العالم المتحضر) وعلى رأسه جورج بوش.
كل ما أتمناه أن يجمع السيد كامل السعدون المقالات التي نشرها في "الحوار المتمدن"، وينشر أعماله الكاملة، لكي نتوصل إلى تكوين رؤية متكاملة لـ(منظومته الفكرية).
#وليد_عباس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟