أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن أحمد عثمان - تهميش المفكرين وأزمتنا الحضارية














المزيد.....

تهميش المفكرين وأزمتنا الحضارية


عبدالرحمن أحمد عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3005 - 2010 / 5 / 15 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبدالرحمن أحمد عثمان - كاتب بحريني (سياسي)
إن العلماء والمفكرين والعباقرة والباحثين على طول الساحة العربية يظلون مهمشين سواء في حياتهم أو ما بعد رحيلهم بمزيد من الإهمال والتجاهل والنسيان خارجين عن دائرة الضوء وبعيدين عن تسليط الأضواء على مبتكراتهم وإبداعاتهم ونتاجاتهم.. بينما يظل الرياضيون وأبطال الرياضة العربية جميعا محاطين بمظاهر التشريف وحفلات التكريم والتخليد أثناء حياتهم ومماتهم على حد سواء، حاضرين في دائرة الضوء في أي وقت، خاطفين الأضواء الإعلامية لأنشطتهم الرياضية في اللياقة البدنية، والتدريبات الرياضية والتأهيلات الكروية في كل الأوقات.. لكون أنظمتنا العربية قاطبة قد جعلت من الأبعاد الرياضية سيدة للموقف السياسي.. ولطالما سعى هذا النظام الرسمي أو الآخر إلى ارتباط (الأبعاد الرياضية) بـ (الأبعاد الاجتماعية) ارتباطا محوريا بل استراتيجيا في الوقت الذي تجاهلت فيه هذه الأنظمة العربية (الأبعاد التنموية الشاملة) وفي مقدمتها الأنساق التعليمية والمفاهيم التربوية والعلمية والفكرية والإنسانية وفصلها فصلا ميكانيكيا عن (الأبعاد الاجتماعية).

من هذا المنطلق فإن الشعوب العربية قد وجدت عظماءها ومفكريها ومبدعيها وقد استبد بهم اليأس إلى درجة البؤس والإحباط والفشل وخيبة الأمل أثناء حياتهم، مثلما تطوى صفحة النسيان حول إبداعاتهم وملاحمهم وتضحياتهم بعد مماتهم.

إن مبعث هذه المقدمة الموجزة هو رغبتنا التطرق إلى الذكرى السابعة عشرة لرحيل العالم والمفكر المصري الدكتور جمال حمدان.. رحل هذا الإنسان العظيم في منتصف شهر ابريل عام 1993 من دون أن تبدي الدولة أدنى اهتمام بل أحكمت على يوم رحيله طوقا من الكتمان والتجاهل والنسيان.. لأن مظاهر التكريم وتداعيات التخليد برحيل هذا المفكر الكبير قد ظلت خارجة عن دائرتي الضوء والاهتمام كغيابها مع إشراقة كل عام جديد لرحيله.

ومثلما ألغي يوم رحيل هذا العبقري من الذاكرة الرسمية.. فإنه ظل أيام حياته يعاني الاضطهاد المركب: اضطهاد إدارة الجامعة التي كان يحاضر فيها أستاذا والتي اعتمدت مظاهر الواسطة والمحسوبية والوجاهة والفساد الإداري على حساب مبادئ الحيادية والنزاهة وعلى حساب المؤهلات والكفاءات والشهادات التي يتمتع بها المفكر جمال حمدان.. واضطهاد النظام السياسي الذي لم يحرك ساكنا لدعم المفكر الراحل حينما رفض أساليب الجامعة المهينة في استلاب كرامته وتهميش مكانته من حيث تقريب أصحاب المكافآت على حساب أصحاب الكفاءات وحين محاباة المتسلقين والانتهازيين على حساب المهارات.. بينما النظام الرسمي ظل صامتا حتى تخلى عن أحد عظمائه وعباقرته في أصعب اللحظات على الإطلاق بعد انسحابه من الحياة العامة وانطوائه على نفسه في شقته طوال عشرين عاما بالتمام والكمال منذ عام 1973 حتى يوم رحيله عام .1993

ولكن الأدهى من ذلك كله فإنه بدلا من رد اعتبار هذا العبقري العظيم جمال حمدان وتكريمه بأي شكل من الأشكال بعد رحيله كإقامة نصب تذكاري له أو إطلاق اسمه على أحد شوارع جمهورية مصر العربية أو إحدى الجامعات أو أحد المتاحف أو أي معلم من المعالم التاريخية فإن الدولة بمختلف مؤسساتها الرسمية والمدنية والشعبية والمهنية والحقوقية لم تدفع أدنى اهتمام لما أبدع أحد مفكريها في صومعته وأنتج أعظم موسوعة علمية وسياسية وجغرافية وأدبية وأيديولوجية وهي موسوعته الشهيرة "شخصية مصر".

مثلما تجاهل النظام الرسمي وفاء هذا الرجل العظيم، هذا الابن البار الذي أعلن ولاءه لوطنه، والارتباط بأرضه، والتشبث بهويته ومواطنيته، حينما لم يستقطب بعوامل الجذب كسائر الكثير من العلماء والمفكرين والهجرة إلى الدول المتقدمة التي بدورها أعطت العباقرة وعظماء الوطن العربي بالغ الاهتمام ووفرت المكانة الرفيعة لهم وعظيم الاعتبار لنتاجاتهم.

وحينما لم يتأثر الراحل الحاضر جمال حمدان بعوامل الجذب فإنه تجاوز محنة عوامل الدفع والمتمثلة في مكابدته القهر السياسي ومعاناته الاغتراب الذاتي والداخلي والنفسي والاجتماعي، وبحسب رزوح هذا الإنسان هذا العبقري العظيم تحت طائلة عملية المخاض العسيرة بأبلغ آلامها وأوجاعها فإنه بالمقابل وفي الوقت ذاته قد كشف عن أزمة حضارية يعانيها الوطن العربي بأسره.. ولكن أولئك العظماء العرب حاملي منارة العلم والمعرفة والفكر والكلمة وراية الحرية ولواء الكرامة الإنسانية قد سعوا إلى تلاشي تداعيات تلك الأزمة الحضارية بإصرارهم على شق سدول التخلف الشديد بجميع مظاهره وأشكاله وذلك بتأثير إنجازاتهم العلمية والاجتماعية والإنسانية وبفعل مكتسباتهم الحضارية الرائعة التي تألقت بعقولهم وتجلت بأقلامهم وزخرت بتضحياتهم.. هؤلاء العظماء هم جميعا تجلوا برسالتهم العلمية والمهنية والأخلاقية قمة التاريخ وذروة المجد فصنعوا المعجزات وسطروا التاريخ الإنساني وفي مقدمتهم الراحل الحاضر المفكر المصري والعربي جمال حمدان.



#عبدالرحمن_أحمد_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أول مايو.. عيد العمال ألأممي
- الدول الأوروبية وأدوات التعذيب وازدواجية المعايير
- كيف يمكن التعامل مع دعاوى الحسبة؟
- وسيظل المناضل عبدالرحمن النعيمي شامخا
- ذكرى استشهاد المناضل الليندي.. وتجدد الماركسية
- رحل ناجي العلي.. لكن حنظلة لايزال حيا
- هل يمكن احتواء المشكلة الكردية في تركيا؟
- الوطن العربي والإنفاق العسكري وغياب الديمقراطية
- في ذكرى رحيل المناضل أحمد الذوادي
- هكذا يرحل الطغاة.. أذلاء مهانين
- المؤتمر الخامس للمنبر التقدمي.. حقائقه وتداعياته
- الفيلسوف والمناضل حسين مروة.. شهيدا
- بين الأنظمة السياسية والأحزاب الشيوعية
- جمعية العمل وأمانتها المركزية بين الواقع والطموح
- دور المال السياسي في دعم تيار الإسلام السياسي
- المناضل أحمد الذوادي في ذكرى رحيله
- أول مايو.. عيد العمال الأممي
- وحدة التيار الديمقراطي.. تداعياتها وحقائقها.. إلى أين؟
- تناول الحركة العمالية البحرينية في كتاب عبدالله مطيويع
- قراءة مبكرة للانتخابات النيابية المقبلة


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن أحمد عثمان - تهميش المفكرين وأزمتنا الحضارية