|
بيت العود.. قريباً بالمنصورة لاكتشاف المواهب
محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 3003 - 2010 / 5 / 13 - 14:51
المحور:
الادب والفن
استضاف قصر ثقافة المنصورة الفنان والعازف العربي/ نصير شمة، في أمسية موسيقية لكي يتعرف على المنصورة وتكرمه الدقهلية، وذلك مساء يوم الثلاثاء 11/5/2010، كانت الأمسية تحت رعاية محافظ الدقهلية اللواء/سمير سلام الذي حضر بنفسه للترحيب بهذا الموسيقار على أرض محافظة الدقهلية، أما صاحب الدعوة فكانت للأستاذ/ محمود سلمان، أدار الأمسية وقدمها الشعر المهندس/ مصطفى السعدني-وكيل وزارة الثقافة ورئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، والذي اعتبر هذا اللقاء هو لقاء تكريم من محافظة الدقهلية لهذا الوافد عليها، ألا وهو الفنان نصير شمة. رحب محافظ الدقهلية بالفنان حيث قال: كان لابد من استضافته منذ زمن، لأنها تأخرت، وخاصة وأن الفنان يرغب في رؤية المنصورة عاصمة الفنون والآداب، فهو فنان معتز بفنه وثقافته وحضارته، خاصة الثقافة العباسية، فهناك توأمة بين مصر والعراق في كل المجالات وعلى مر العصور. وأضاف الوزير سمير سلام قائلاً: "نحن على يقين أن العراق سوف يعود قريباً بفضل أبنائها". وقال المحافظ بأنه كان يستمع منذ أيام قليلة لأغنية أم كلثوم "مصر تتحدث عن نفسها"، كلمات الشاعر الكبير/حافظ إبراهيم، وألحان الموسيقار الرائع/رياض السنباطي؛ فالمبدعين الثلاثة من الدقهلية، فهم فعلاً كانوا عظماء؛ لذا كان لابد لتلك المحافظة أن ترحب وتستضيف وتكرم نصير شمة، وهذا هو اقل شيء نقدمه له، تكرمه مهبط الإبداع والفن والحب والثقافة وكل ما هو جميل؛ وأكد سلام على أن أجمل ما في هذه المحافظة ثروتها البشرية، فالثقافة ضرورة وليست طرفاً. وجه الأستاذ/ محمود سلمان تحية إلى الموسيقار نصير شامة بعبارة "لحبه واحترامه وانتمائه لمصر، دعوناه لزيارة المنصورة"، وأكد بأن تلك الليلة ما إلا حفل تعارف فقط ليس إلا، وذلك على وعد بإقامة حفل كبير يليق بقدره ومقامه، لأننا نحبه جداً جداً. حضر الاحتفالية بعض قيادات العمل التنفيذي بمحافظة الدقهلية، بالإضافة للعديد من قيادات الحزب الوطني بالمحافظة، ومن القيادات الثقافية الأستاذ/عبد العزيز إسماعيل (مدير عام ثقافة الدقهلية)، وصاحب البيت الأستاذ/ سامح العطروزي (مدير عام قصر ثقافة المنصورة)، ومن أدباء الدقهلية الأستاذ/ محمد خليل، والأستاذة/ فاطمة الزهراء فلا، وجمع غفير من شباب وفتيات مدينة المنصورة الذين امتلأت بهم القاعة من المهتمين بالثقافة والفنون والآداب. قام محافظ الدقهلية اللواء سمير سلام في ختام الأمسية، بتقديم درع المحافظة للموسيقار نصير شمة، تقديراً وتكريماً لشخصه ولفنه الذي وصل به للعالمية. جاء الآن الدور لكي نذكر الكلمة التي ألقها الموسيقار العالمي/ نصير شمة في تلك الاحتفالية: مساء الخير، أشكركم على هذه الكلمات المحبة والترحيب، فعلا عندما وجهت لي الدعوة لزيارة المنصورة، لم أفكر للحظة واحدة، ووافقت على الفور ولم أتردد، لأني سعيد بلقاء أهالي المنصورة، علينا أن نبحث على جينات أم كلثوم ورياض السنباطي، لابد من البحث في تلك القرى للعثور على تلك المواهب مرة أخرى. كُنت من أيام على قناة الأهلي، كان اللقاء مع المذيع/ نصر القفاص، كنت أتكلم عن رياض السنباطي، لأنه زرع فيّ وأن عمري 6 سنوات الفن والإبداع. أتيت إلى المنصورة منذ سنوات عندما كنت آتي لإحضار بعض المرضى العراقيين لمستشفى الكلى بالمنصورة (المعروفة بمستشفى غنيم للكلى). عندما قررت أن إنشاء بيت العود العربي بانجلترا، وجدت دعم كبير جدا من الأكاديمية البريطانية لإقامته هناك، ولكن أتت الدكتور/ رتيبة الحفني، عميدة معهد الموسيقى العربية، ودعتني لإقامة هذا البيت بمصر، وقالت لي تعالى وجرب عام واحد، وها أنا ذا مرت 12 عام منذ ذلك الدعوة، نجح بيت العود بمصر، وأصبح له العديد من الفروع، فهناك فرع بقصر الهواري في حي الحسين وبه العشرات من الطلاب، وأصبح بيت العود يدرس بالإضافة للعود، الناي والقانون، وقد تم تخريج طلاب كثر، أصبحوا أساتذة منتشرين داخل مصر وخارجها في جميع أنحاء العالم في أمريكا وأوروبا، أصبح المكان والمناخ له سمعته المتميزة، قريباً سوف يفتتح بيت العود، الفرع الرابع بطرابلس بليبيا، وإن شاء الله في المنصورة بعد الاتفاق عليه، جدير بالذكر بأنه سوف يحمل بيت العود بالمنصورة اسم رياض السنباطي، ربما يظهر قريبا في هذه البقعة، الحديث الذي طرحته هو فكرة بسيطة. لابد منا جميع ألا ننظر إلى المعوقات والمشكلات التي تعترضنا، المهم النتائج التي نصل إليها، فالشباب صاروا رسل في جميع أنحاء العالم،فقد أسسوا بيوتا للعود في كل مكان ذهبوا إليه بعد تخرجهم من بيت العود، وسبب نجاح هذا المشروع هو أنه مليء بالحب والعمل المباشر بين الأستاذ والطلاب، فالطالب بعد ستة أشهر من التعليم يصعد على المسرح وسط الأوركسترا ويثبت ذاته وقدراته على العزف، أخاطب الشباب لو عندك حلم دافع عنه، وصر عليه، وأسعى لتحقيقه، أنظر ماذا فعلت أم كلثوم بعد نكسة 67 من حفلات لجمع المال، والأهم من جمع المال، الجمع المعنوي لجميع العرب على القضية والالتفاف حول مصر. نقول نحن كل شهر بأخذ من 25 إلى 30 طفل عراقي يحتاج للعلاج ونسفرهم خارج العراق لتلقي العلاج، فالفنان إذا امتلأ إبداعيا، فلابد له أن يدعم المجتمع الذي يعيش فيه، ويضيء الروح في الجمهور خاصة الشباب، فالذي يعطي هو الذي يكون له في الله، ونقول انه فنان له هم إنساني، مما يجعل القيادات أن تكرمه وتحترمه، الفنان هو الذي يفرح قلوب الأمهات، وهذا كله بدون مقابل، فقط كل أدواتي هو العود، أنا أحب أن أعمل في الدول العربية جميعاً، فهذه هي مساحتي، فكرة تحويل مساري من انجلترا إلى مصر، كانت خطوة جيدة، يرجع الفضل فيها إلى الدكتورة/ رتيبة الحفني، التي دائماً تذكر وتفتخر بأنها من أبناء محافظة الدقهلية. لا توجد أي مكونات آكله عراقية إلا وهي موجودة في مصر، أشياء كثيرة موجودة بالعراق متوفرة بمصر، هذا بخلاف التحام الحضارتين، حضارة وادي النيل بمصر وحضارة الرافدين بالعراق؛ فالذي ينتمي للعراق يحمل إرث كل الحضارات. لابد أن تدخل هذا العالم بخطى سليمة وصحيحة عن طريق الاهتمام بفنك وإبداعك، لابد أن نعطي ونقدر هذه الجينات التي نحملها من تلك الحضارات، فلابد من الانتماء لهذه الأوطان العزيزة، قيمتك تقدر بآلاف السنين، لابد أن نأخذ هذه الجينات بعين الاعتبار، دورك الثقافي والإبداعي يكون بفهمك لهذا العمق وهذا الانتماء. إلى هنا انتهت كلمة وحديث الموسيقار نصير شمة، ثم بدأت فقرة المداخلات مع الجمهور الحضور، وقد بدأ تلك الفقرة بعزف لعازف الجيتار الشاب/ محمد علي، وهو من مدينة المنصورة وحاصل على ليسانس حقوق جامعة المنصورة، وبعد أن انتهى محمد على من عزفه، سأل الشاعر/ مصطفى السعدني، نصير شمة عن رايته في تلك الموهبة الشابة، فرد قائلاً: محمد يمتلك خيال عازف جيد، ولكنه يجتاح إلى كورس مكثف في أسبانيا على سبيل المثال، لمدة ستة أشهر، يُصبح بعدها نجم ساطع في المنصورة ومصر والعالم، وأنا قريبا سأسفر لأسبانيا وسوف أحدثهم عنه. وجه له الفنان والممثل/ إبراهيم الباز سؤالاً عن المقامات العراقية ومدى بعدها أو قربها للموسيقى المصرية؟، فأجاب قلاً: العراق تقف على إرث من المقامات العراقية التي تصل لحوالي 51 مقام، وأكثر شخص قريب من هذه المقامات هو زكريا أحمد، حيث تجد في موسيقاه التسلسل لتلك المقامات العراقية، وكان أصعب شيء ندرسه في معهد الموسيقى العربية هي مادة المقام العراقي، فكان أحسن طالب لا يحصل إلا على 70% على أقصى تقدير. الحرب في العراق من 2003 غلى الآن هي حرب فقط لقتل واغتيال علماء العراق، لدرجة أنهم بدلوا مهنهم إلى مهن دنيا حتى لا يغتالوا، فالعراق لم يعش في أرضية خصبة إلا في خلال فترة الستينيات حتى أوائل السبعينيات فقط، وبعد ذلك كلها فترات حروب، ويكمل شمة فأنا غادرت العراق منذ العام 1993 ولم أعد إليه إلى الآن. واختتم الأسئلة المهندس/ مصطفى السعدني بسؤاله عن ناظم الغزالي؟، فقال بأن ناظم الغزالي كان مبدع من طراز خاص، فكان من أحد مطوري الإيقاعات والمقامات العراقية، فكان سابق لعصره من الموسيقي العراق، ولكن شاء القدر أن يكون عمره قصير، بعد أن توفى في فندق ببيروت بعد أن أنهى حفلاً أقامه، وأنا أنفي الشائعات التي تقول بأنه مات مسموماً من خلال وضع السم بيد زوجته سليمة مراد (كان يطلق عليها سليمة باشا)، فهذا الكلام غير صحيح تماما، والذي أكد لي هذه التفاصيل هو الفنان/ سالم حسين-عازف القانون العراقي-والذي مازال حياً يرزق في دمشق، وهو كان أحد العازفين في فرقة ناظم الغزالي.
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فضفضة ثقافية (الحلقة التاسعة والتسعين)
-
أين ذهب وأين اختفى؟!
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الثامنة والتسعين)
-
إشكالية التعليم وسوق العمل! (1)
-
المساحيق ستنهي عصر الغسالات الأوتوماتيك!!
-
انتخابات بريطانيا كشفت المستور!
-
دور الإنترنت في عالم الفنون في عصر الملتيميديا
-
رد ونقد على مقال: ويسألون لماذا يتخلف الشباب المصري؟!
-
فضفضة ثقافية (الحلقة السابعة والتسعين)
-
وفاة الإمام وتصرف الكبار!!
-
فضفضة ثقافية (الحلقة السادسة والتسعين)
-
هل عدنا نفرح؟!
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الخامسة والتسعين)
-
ويسألون لماذا يتخلف الشباب المصري؟!
-
الصحة مسئولية من..؟!، وهل تؤثر الصحة على التنمية داخل الأوطا
...
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الرابعة والتسعين)
-
فضفضة ثقافية (الحلقة الثالثة والتسعين)
-
مدن البحر وأثرها على البيئة المحيطة بها
-
يوميات ملتقى الشباب السادس بالإسماعيلية (6)
-
هل ترقى الرسائل العلمية في الماجستير والدكتوراه إلى المستوى
...
المزيد.....
-
القبض على مغني الراب التونسي سمارا بتهمة ترويج المخدرات
-
فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف
...
-
خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|