|
امريكا ليست امبريالية ياسادة
محمد الرديني
الحوار المتمدن-العدد: 3004 - 2010 / 5 / 14 - 00:49
المحور:
كتابات ساخرة
كلما جمعتني جلسة مع بعض الاصدقاء حتى يتبرع احدهم بالنواح على هذه الامة ويبكي امجادها ويلعن امريكا معقل الامبريالية فهي سبب البلاء ةالتخلف الذي يلف عقول شيابنا قبل شبابنا. ويتشعب الحديث الى شرح الامبريالية والبرجوازية التي تفرخ الديكتاتورية ، حتى ان بعضهم يذهب الى القول ان بلداننا بخير لولا امريكا عدوة الشعوب والديمقراطية. لست ضد هذا الكلام، ولكن اللجوء الى العقل التآمري لاراحة الضمير لايمكن ان اشبهه الا بعراكي مع زوجتي التي ترمي المسوؤلية في سبب تعاستها الزوجية على اي احد دون تمييز حتى تشعر بالاطمئنان في انها لم تقدم على فعل غير جيد.. الاخرون هم السبب. لقد نسي هؤلاء الاصحاب ان منطق القوة هو الذي يحكم العالم منذ مئات السنين .. انه اللغة التي مازال يجيدها كل من يشعر بانه "السوبر" في هذا العالم. هولاكو كان قويا في زمانه ولم يكن من سبيل لتفريغ هذه القوة الا عبر الاحتلال فزحف فيما زحف على بغداد وبقية التفاصيل معروفة. كان الحجاج بن يوسف الثقفي قويا ومدعوما بقوة اكبر حين ارسل الى الكوفة ليقضي على الفتنة فيها فقتل من قتل وعلق على المشانق من علق. وحين أستتب الحكم بالخليفة عمر بن الخطاب ووجد نفسه بطلا لايضارع ارسل عمر بن العاص الى مصر ليحتلها، فاحتلها واتى بنسائها الى الخليفة ليختار منهن مايشاء. ولم يختلف الرسول محمد عن سابقيه ولاحقيه فقد غزا معظم بلدان العالم تحت شعار نشر الاسلام وهذه ايضا قصص سجلها التاريخ وباتت معروفة. وفي عصرنا الحديث اراد هتلر ان يحقق حلمه – لانه وجد نفسه الاقوى في هذا العالم – في السيطرة على نصف الكرة الارضية، وهذا هو التاريخ القريب جدا حين رأى جورج بوش انه لم يكن قويا فقط وانما الكاوبوي الذي لايقهر فزحف على بغداد لاعلان بطولته قبل سيطرته على البترول واتخاذ العراق مركزا استرتيجيا لوضع الكف على كل دول المنطقة. كان الرئيس العراقي السابق صدام حسين معجبا بستالين واستمد منه القوة لغزو ايران وبعدها الكويت دون الدخول في التفاصيل الاخرى. لايحضرني اسم الملك البابلي الذي دانت له شعوب الدول المجاورة ولكنه تمادى ليغزو الهند بناء على رغبة زوجته التي اقنعته بان خزينته خاوية ويجب الا تكون كذلك لانه الرجل الاقوى في هذا العالم والهند خير محطة للاستيلاء عليها فهي مليئة بالثروات ومن كل مالذ وطاب. حين نهضت اليابان من وجعها القاتل اثر ضربة هيروشيما صممت ان تكون الاولى في العالم بكل المعايير المتداولة حاليا وهكذا كان وكذلك فعلت المانيا التي كانت خرائب في اربعينات القرن الماضي لتصبح ضمن الدول الثمانية الغنية في العالم، وي منكم قبل الانتهاء من القراءة ان تلقوا نظرة على ادوات مطبخكم واثاث غرف نومكم وقمصانكم لتجدوا عليها عبارة"صنع في الصين". لست مؤيدا لهذا المنطق ولست ادافع عن القوي ولكني في نفس الوقت لااميل الى اللجوء الى العقل التآمري لتفسير اطنان من التخلف التي تحيط بنا ولكي نريح ضميرنا العربي – اذا كان مايزال عربيا -. هاهي اسرائيل تعبث يمقدراتنا منذ اكثر من خمسين عاما وتلوح لنا كما يلوح القصاب بالعظمة لكلبه الذي ينبح من اجل اسكاته. ماذا فعلنا لنكون اقوياء؟؟؟ فعلنا الكثير فنحن مازلنا لانعرف كيف نحتفل بليلة عرسنا مع الزوجة المقبلة،فهل نقبلها قبل المضاحعة ام بعدها لاوهل الايلاج يتم في ساعة محددة ام نطلب الاذن من حرمنا المصون؟. وعلينا ابتغاء للبركة ان ندخل رجلنا اليمين قبل اليسار ونحن نزور بيوت الناس، ولابد من ترديد دعاء السفر حتى ولو كانت سفرتنا الى "سوبرماركت" لايبعد عن البيت الا مائة خطوة.. مازلنا نروج الى بول الرسول ففيه الشفاعة والتحصن ضد الايدز، اما نتف الحواجب والسماح للمرأة في قيادة سيارتها او الجلوس بدون محرم امام شاشة الكمبيوتر فهذه ورب الكعبة من اكبر الكبائرولايصلحها الا مص ثدي الموظفة من قبل زميلها في المكتب خمس مرات ولمدة اسبوع. اعرف جيدا ان البعض سيغضب ويصيح باعلى صوته:هناك مئات النقاط المضيئة في تاريخ هذه الامة لماذا تؤكد على هذه السفاسف. لايجدي الصياح ايها السادة فتلك لعمري ليست بالسفاسف لانها دمرت الكثير من مساند مجتمعنا التي لم تكن قوبة في يوم ما ، واذا لبستم طاقية الاخفاء وهرولتم نحو ابواب القضاء فسترون ماذا يحدث وراء قضبانها وما كتب في ملفاتهاوملفاتها. ضحك ابو "ابو الطيب" حين اكمل قراءة هذا اللغو وقال لي ساخرا: والله لو املك قوة اكثر جبروتا من امريكا لغزوت السعودية وقطر وايران وما بينهم من مدن يسيل لها اللعاب.
#محمد_الرديني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الملائكة تكره الموسيقا في البحرين
-
رسالة مغلقة من محمد الرديني الى جاسم المطير
-
زوجتي ورانيا وانا
-
تسرقون التسميات حتى في الاعدام
-
عينوا ربهم مشرفا على حسابات المسلمين
-
حان وقت الجنون ايها السادة
-
نتف الحواجب يانعيمة
-
بن لادن وجيمس بوند
-
كنت طفلا ذات يوم
-
ممنون ل-بو نونة- ..ملحق اضافي
-
انا ممنون ل-ابونونة-
-
الله يلعن هذه القيلولة
-
اعلان عن وجود وطائف شاغرة للمفخخين
-
عصير -غيرة- للبيع
-
راحت عليك يا افلاطون
-
مقابلة منقطعة النظير
-
العقول من امامكم والانترنت من خلفكم فاين تذهبون؟
-
خسئت ايها الطيار العراقي
-
-دير بالك- على معسكر اشرف ياشريف
-
حتى الزبالة عزيزة
المزيد.....
-
الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى
...
-
رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
-
-ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|