مروان المغوش
الحوار المتمدن-العدد: 3001 - 2010 / 5 / 11 - 12:05
المحور:
الادب والفن
ماذا يقول الغيم ، أغصان الفرح
لمّا يزل في رحلة الدمع المطر
حدثيه عن احتضارات العرب
بلغيه تحايا النفط أشواق الذهب
في شتاء الدهر دون موت
دون رقص في برك الغضب
قولي له
يأيها الغيم المسافر إلى هناك
نحن ضجرنا من هنا
تكاثرت أحجار العمر في المآقي
تناسلت سياط الذل في دمع العيون
مقهورة في أرضنا طٌهر الرؤى
تحنطت كل الأماني إلى ظنون
تخشى التساؤل في ارتحالات المدى
ترقب الأطفال يرمون الهدى
صوب صدر الغيم يبغون الكتابة
فلربما تستيقظ تلك السماء
لربما تخلع أقنعة الكآبة
ماذا يقول الغيم ، أغصان الألم
لمّا يزل في رحلة الصمت الحجر
بلغيه إذن شوقنا للطين
إخبريه عن هشاشة عصرنا
وفي همس بلغي برد السماء
أن الإله اليوم
قد بيع في سوق البشر
ماذا يقول الغيم، ياقمم النخيل
هل يرتحل سراً لعرسها في الليل
أتراه أمسى وضيعاً مثلها
أم أنه لمّا يزل
يحلم بسيقان الصحارى
ترتجي قُبلَ السخط
هدهدي له السماء، قد ينام
عِديه بأطباق النهود قد ينام
عِديه بشفاه العذارى
برؤى العشق الفصام في رحم الزمن
لمّا يزل يا غيم غيمنا
يبحث عن الجنس الرفيع مدفوع الثمن
ماذا ترى يا غيم في ذاك العلا
فالثلج يزحف على الأصابع
والوهم قد سكن الحقيقة والمضاجع
ما عاد الليل للنجوم مرتعاً
قد أمسى الليل مصنعاً كما المصانع
هجر السحر أكوام الضجيج
تاركاً لك ياغيم همساً في عتب
ألم يكن رحيلك محض افتراض
لِما أوهمتنا أنك زمناً لعائد
فابتنينا لك في القلب أحلام المعابد
جلسنا أمام فرج الدهر
ننتظر المخاض
فتدفق وجع وصوت
دونما صدق الولادة
ماذا يقول الغيم ، أغصان الفرح
لم أعد أدري ولم
أعد راغباً في البوح
في عرس البلادة.
#مروان_المغوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟