أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - فاصلة الشاهدة والقبر : شعر














المزيد.....


فاصلة الشاهدة والقبر : شعر


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 913 - 2004 / 8 / 2 - 12:35
المحور: الادب والفن
    


فاصلة الشاهدة و القبر

1- 1- محضر أقوال الضحية

... مرة ...
زرت قبري.
و تفحصت شاهدتي,
فغضبت..
ليس ثمة حرف,
و لا رقم ..
أو .. علامه!؟!
صار رأسي خلية أسئلة,
فتقريتها :
ليس ثمة باب ..
و لا نافذه..
..أتسلل منها.
فتفحصتها مرة ثانيه.
صار رأسي خليّة أجوبة,
و اهتديت إلى السر ..
و اصطدت من صمتها خبرا.
و تناهضت..
أنفض عجزي.
ألملم ذاكرتي .
و أقود خيالي حتى اقتفيت طريقا
إلى داخل الشاهده
وتمكنت منه:
فصار حصاني,
اعتليت ,
مضيت ,
ترجلت,
ثم دخلت إلى جسد الشاهده:
كان ثمة صمت يدوي..
كان ثمة عتم يضيء
و ينطق ..
ينبئ عمّن !!
و عمّا..!!
و يؤكد موتي الذي ما يزال
يثير الخيال ..
و يطرح ألف سؤال ؟!
و توغلت ..
في صمت ..
في ليل شاهدتي :
فسمعت ,
رأيت,
قرأت,
اهتديت.
و افتتحت إلى القبر بوابة ,
و دخلت ,
تخطيت فاصلة القبر و الشاهده.
و عبرت إلى جثتي.
و عظامي ...
و صلت ..
عرفت ...
اكتشفت من الموت بوابة للحياه.

خطواتي تسابقني ..
و الطريق..
و قبري.


* * *

2 – محضر أقوال الشهود
آ ( الشاهد الأول )
... قالت الشاهده :
كنت ذاكرة ..
نزع المجرمون اللصوص ملامحها ..
سرقوها
و فما ردموه.
و لسانا إلى الحلق قد ربطوه.
فهلمّ إلي ,
و فكّ وثاقي,
و حل لساني,
و أطلق ذراعي.
أنا ما زلت تاريخ وجهك
ما زلت أحمل في جسدي
بصمة
ووثيقه.
فهلمّ إليّ,
و خذني إليك,
لسوف أبوح الحقيقة ..
عمن تعاطى ..
و عمّن تواطأ
عن كل ما كان ..
حتى الذي سيكون.


* * *
ب-(الشاهد الثاني )

. . . و حدثني القبر ..

قال :
مثلما للعصافير أعشاشها..
للوّاحم وكر..
و جحر..
للطفولة حجر..
أنا كهف جثتك النائمه.
و أنا البيت ..
و القصر..
مأواك حتى الحياة
و أنا كاتم السر..
حارس موتك ..
حاضن جثتك الرافضه.
و أنا وطن الميتين ..
أنا رحم
مستقر ّ..
و منطلق

و أنا ...
همزة الوصل ..
و الفصل
هيّا إليّ..
فأمنحك مما لديّ,

إليّ..
إليّ
أبارك خطاك,
و في يدك النصر ..
تعقده راية للمقابر و الميتين ..
و بشرى الأجنة..
و حي الولاده.

ج- ( الشاهد الثالث )

... جثتي...
حدثتني عن الاغتراب
الذي كان بين حياتي ..
و موتي ..
عن العيش موتا ..
عن الموت عيشا ..
و عن الصوت ..
و الحنجرة..
و عن الصمت ..
و المقبرة ..
و عن السفر المتواصل ..
بين الفواصل ..
عنها..
و عنّي
عن قتيل .
و قاتله ..
ثم تنبئني ..
و تقص :
الجريمة في وضح الشمس تسرح,
و المجرمون ...
و الضحية في السجن ..
في القبر منسية ..
و تقص : الجريمة قائمة ..
حية ..
و العدو ...
و موتى بلا جدث ..
و بقايا أناس بلا شاهده..
و تحدثني :
عن حواجز تفصلنا ..
عن جواسيس ترصدنا ..
عن نهار يلوثه الليل ..
عنها ..
و عنّي..
و تدعو:
هلمّ إلي
و خذني إليك .. لنحيا معا
أنت ميت..
فما الفرق ما بيننا ؟؟!
فتعال ..
نعش.
ثم ننحت تاريخنا
بين فاصلة القبر ..
و الشاهده



3 – قرار ديمقراطي
اخرسوا نار صوت المقابر.
و اردموا بالرصاص الحناجر.
احرقوا .. وردة الشاهده.
و اشنقوا الحلم في
جثث الميتين.


4- قرار الضحيّة
سوف أخرج من غابة الإنس ..
من بطن مفترس ..
رافعا رايتي بالبراءة

وورائي جيوش المقابر ..
و الجثث الغاضبة,
والشواهد ,
كي نوقف الموت ..
في الموت ..
كي نطلق القبر ....
و الموت ..
و الشاهده.



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة الظل والتراب : شعر
- طلقة في الهواء : قصة قصيرة
- جحود : قصة قصيرة
- حالة شاذة : قصة قصيرة
- الرجل الذي فقد وزنه : قصة قصيرة
- الشارع العجوز : قصة قصيرة
- العين المعدنية البيضاء : قصة قصيرة
- مدن الذباب : شعر
- خرافة : قصة قصيرة
- الحائط : قصة قصيرة
- الطيف : قصة قصيرة
- قصائد قصيرة -3
- أفكار حول القصة القصيرة
- (2 ) قصائد قصيرة
- دعدوش : قصة قصيرة
- أنا والآخر : مقال
- الانتصار : شعر
- لم أكن أتألم
- الأمير: شعر :
- - 1 - قصائد قصيرة


المزيد.....




- -نسمات أيلول- السوري.. كوميديا تغتصب الضحكة بعيدا عن رائحة ...
- فن اليوميات العربية.. نبش أسرار الكتابة الذاتية في دراسة نقد ...
- ابنة النجم المصري محمد صلاح: -هددوني بالحبس- (فيديو)
- منصات الإنترنت: نسبة المخرجات السينمائيات تزداد باطراد
- فيديو.. الفنانة نور علي تروي شهادتها على أحداث الساحل السوري ...
- توقيف نائب يوناني إثر انتقاده أعمالا في متحف بأثينا بحجة مكا ...
- ألغاز معقدة تسبب بها تغيير التوقيت في التقويمات القديمة
- أسئلة النسوية العربية وكتابة الذات في قصص أمل بوشارب
- فنانون سوريون ينددون بالعنف ويطالبون بوقف الانتهاكات عبر وسا ...
- محللان: إسرائيل تخشى المخرجات السياسية لمفاوضات واشنطن وحماس ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - فاصلة الشاهدة والقبر : شعر