أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - بقي 3600 مسيحي في غزة














المزيد.....

بقي 3600 مسيحي في غزة


عارف علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2999 - 2010 / 5 / 9 - 11:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين تتخذ المشاكل طابع المعضلة، يجب اللجوء إلى التاريخ، كأنسب حلّ، نستلهم منه الحقائق الباتة، الرادعة والمسلم بها، ولن يقال إن مائة سنة، أو ألفين، كافية للتهرب من جوهر الأمور، أو التشبث بما هو خاطئ أو أعوج، لأن كل المسافة، مهما طالت، بين المنبع والمجرى العكر، لن تكون إلا من باب التسويف وحجة للتسويغ، بهذه الطريقة يمكن إعادة الحقائق التاريخية إلى وجهها الناصع.
وبهذا الخصوص يذكر أن أهل غزة الحاليين، جاءوا إليها بعد الغزو الإسلامي للأردن وفلسطين ولبنان وسوريا، قسم منهم ركض مع قوات المسلمين من أجل النهب والسلب الشائعين، والقسم الآخر زحفوا إليها كجماعات مهاجرة من سيناء وعرب شمال السعودية، فطردوا عدداً من البيزنطيين واستولوا على أراضيهم الخصبة، وأقاموا فيها، وبعد صدور ما عرف بوثيقة عمر بن الخطاب (العهدة العمرية) التي ترك بموجبها كنائسهم ومعابدهم وأملاكهم، هدأ نزوح المسيحيين من كل فلسطين، لكن العرب، وهم لا يقبلون بين ظهرانيهم من سكان المنطقة الأصليين، راحوا يضايقون البيزنطيين إلى أن أسلم قسماً كبيراً منهم، ثم تعربوا، ولم تبق غير أبنية الكنائس وقلة يعيشون في كنفها!
كان عدد المسيحيين المقيمين في غزة حوالي 8600 مسيحي معظمهم من الطائفة الأرثوذكسية(1)، لهم ثلاث كنائس منها واحدة في الشمال (كنيسة الله)
وهي تضم أربع مدارس تتبع الكنيسة الكاثوليكية، وتوجد فيها ثلاث جمعيات: جمعية اتحاد الكنائس المسيحية، جمعية الشبان المسيحية، وجمعية كاريتاس، إلا أن عدد المسيحيين هبط إلى حوالي 1300 مسيحي بعد 1967-1993.
عندما قال محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، إن وجود هؤلاء أقدم منا في المنطقة(2) كان يستنكر هجوم حماس على كنيسة الله في الشمال وحرق وضرب بعض المسيحيين، وكان زعماء حماس أرسلوا برجالهم أكثر من مرة للتحرش بالكنائس وما تبقى من مسيحيين ومدارسهم، أملاً في تهجيرهم ثم تسوية المدارس والكنائس بالأرض قبل أن يسمع أحد عنها!
لقد ذكّرنا عمل كريه كهذا بما أقدمت عليه حكومة طالبان بناء على نصيحة بن لادن، حين أقدمت على نسف تمثال بوذا القائم بعيداً في الجبال، وكان هناك قبل وصول جيوش المسلمين إلى المنطقة!
منذ استيلائها على السلطة بانقلاب، أصبحت حماس مشكلة للقضية الفلسطينية، المهزوزة بالأساس من وجهة نظر العالم الغربي، وحين كانت غزة تابعة للإدارة الفلسطينية كانت تغطي، بما تقدر عليه، مشاكلها الاقتصادية، الفلتان الأمني، المواجهات المسلحة بين الأفراد التي تؤدي إلى القتل، وفي أفضل الأحوال إلى السرقات. بيدَ أن سيطرة حماس على كل القطاع إثر الانتخابات ثم الانقلاب العسكري، أصبح ضبط الأمور في غزة معضلة حقيقية، وغدا سكانها غير قادرين على العيش بشكل منتظم!
لم تكن حماس تفهم من السياسة غير مجموعة من الآيات القرآنية تردّ بها على الصحفيين. تلقت الدعم العسكري من إسرائيل نكاية بعرفات، وكانت قد نشأت كذراع لجماعة الإخوان المصرية وتشربت من فكرها الأصولي، وهي لا تملك غير هذا الفكر المنغلق، وعندما حدثت الانتفاضة الأولى تمردت على إسرائيل، وشقت طريقها لوحدها، ثم بنصيحة من سوريا أمسك الإيرانيون بخناق زعماء حماس، وظل زعماؤها لا يشبعون من المال، وحين فرض الحصار على غزة فتحت أو أشرفت على فتح حوالي 3000 نفق بين رفح ومصر لتهريب البضائع التي لم تخطر على بال، بما في ذلك السيارات الجديدة أجهزة التبريد والمايكرويف والتلفزيونات، وتقبض حماس 300 دولار يومياً على كل نفق، ولم يشبع زعماء حماس، وفي الفترة الأخيرة تدهورت الأوضاع الاقتصادية فحرموا الموظفين التابعين لهم من المرتبات وأصبحوا يدفعونها بأقساط صغيرة، بينما الزعماء لا تمتلئ عيونهم من المال الذي يصلهم من إيران ومن التبرعات ويحرمونها على السكان.
ويشكوا السكان من شح المواد الغذائية في نشيد واحد، يصور للعالم أن الحصار يخنقهم، ورغم أن بعض والنفط والبنزين والأدوية تذهب إلى غزة من إسرائيل، فإن مدينة العريش المصرية تشحن البضائع بلا انقطاع نَفس، إلى أن أصاب غزة نوع من الإشباع، أو لم يعد أغلب الناس يملكون ما يشترونها بها. أما الفقراء فقد ظلوا يعيشون على الهامش، مهما خزّن القادة من "الذهب والفضة"
زعماء حماس، الذين لا تشبع عيونهم من المال ولا قلوبهم من السلطة، عزّ عليهم وجود 3600 مسيحي في القطاع، هم كل ما تبقى من مئات الآلاف من البيزنطيين أصحاب الأرض الأصليين، بحضارتهم وعمرانهم القديم، ممن يعيشون الآن منكمشين، خائفين، معرضين لغزوات حماس بابتزازهم أو جمع الضرائب منهم، وبالقتل، أو بحرق بيوتهم وكنائسهم، وهذا أمر لا يطاق، إنه سيف معلق فوق الرقاب!
يقال: بالنسبة للفوضى، ابحث عن بصمات إيران، إذ لم تعد طهران تكتفي من قادة حماس بخلع أربطة العنق، مسايرة للقادة الإيرانيين، إنما أصبح هدفها إحداث انقلاب على منظمة التحرير والسيطرة على الضفة، وبهذا تستكمل إقامة الهلال الشيعي، ولو بأيدي سنية في الطرف الأبعد منه، كقفزة أولى لخلق الفوضى العارمة في المنطقة، خاصة وأن الإمارات العربية، بعد تلقيها تهديدات بقطع الأصابع، وهذا تهديد يحب حسن نصر الله إطلاقه على خصومه، تعمل الآن على نقل ملف الجزر المحتلة إلى هيئة دولية تنظر فيه!
للمزيد راجع: http://www.arif-alwan.blogspot.com/
___________________________________
(1) http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=568374&issueno=11482
(2) http://www.arifalwan/article20.htm.com



#عارف_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منظمة العفو الدولية وبيانها المخجل عن النقاب
- الكذب ملح رؤساء الحكومات البريطانية الحاليين
- ما يشبه السيرة
- الخلاف بين أوباما ونتينياهو حول مصير إسرائيل
- الرماد الذي غطى أوربا، وعلاقة الآلهة بالبراكين
- عثرة براون الجسيمة
- وفاء سلطان، والوهابية على الجانب الآخر
- هل اشترى القطريون ال CNN ؟
- الحفرة التي أنقذ الرئيس أوباما البشير من الوقوع فيها
- شيعة العراق، حكومتان فقط
- الجوامع والكنائس، الفنون والجدران الكئيبة
- سيرحل أوباما، وتبقى صواريخ إيران مسلطة على الخليج
- اصغوا الى عباس، ولا تستمعوا لغضب هنية الموعز به!
- هذه السيدة تجرح حين تردّ
- الكنيسة الكاثوليكية تهتز، والإسلام يختبئ
- الخلل الذي يسمح للإبادة بالصراخ بأعلى صوتها!
- أوباما يخرج الأرنب من القبعة
- المسؤولون الإيرانيون والكذب النووي من باب -التقية-
- صراخ نصر الله أيقظ 14 آذار من نومها
- إيران تهيئ مخالبها العربية لحرب تبعد بها الأنظار عن الداخل


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف علوان - بقي 3600 مسيحي في غزة