محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)
الحوار المتمدن-العدد: 2998 - 2010 / 5 / 7 - 20:02
المحور:
الادب والفن
أقبل فصل الصيف ودخل موسم الإجازات الدراسية، وبدأ فصل حفلات الزفاف والأعراس حيث تقام أغلبها في تلك الفترة من العام، وأصبحت الأسر تقيم تلك الحفلات في قاعات مخصصة ومجهزة لهذا الغرض، ولا يتأخر أحداً من أهالي العروسين ومعارفهم وأصدقائهم وجيرانهم عن الحضور للقاعة المقام فيها العُرس، وترى الشباب والفتيات يضحكون ويرقصون ويزغردون، ولكن لا تشعر أنهم سعداء فرحين، فالمظهر الخارجي للوجوه يبدو فرحاً، ولكن إن جلست تدقق في تلك الوجوه فلن تشعر أنها سعيدة، فلكل يأتي لكي يفرغ طاقته في الرقص والحركة، ولكنها طاقة الكبت والضيق، فلم يعد هناك شيء يًفرح الناس في ظل انشغالهم بالبحث وراء لقمة العيش وارتفاع الأسعار وضيق العيشة.
حتى العروسين الجالسين أمام من جاءوا للاحتفال بهم والفرحة لهم، تجدهم مهمومين ومرهقين فهم لم يصلوا إلى هذا اليوم وتلك اللحظة إلا بعد رحلة كفاح ومعاناة كبيرة، من إنفاق الكثير من الأموال في أشياء لا طائل لها وفي الكثير من الأمور غير الضرورية وليست أساسية في إقامة بيت جديد، فالعريس يًفكر في الأقساط المتراكمة عليه والتي سوف يظل يًسدد فيها لعدة سنوات قادمة، ورأس العروسة مشغول بالتفكير في حماتها التي اصطدمت بها عدة مرات أثناء تجهيز وفرش عش الزوجية، فتنظر إليها وتسأل نفسها كيف ستعاملني تلك المرأة؟! وكيف ستكون الحياة معها؟!
أما والد وأخوان العريس مشغولين بتوزيع المشروبات والمأكولات والحلويات على المدعوين، يراقبون توزيع تلك الأشياء ويظلون يتابعون عمال القاعة ومصوري الفيديو، ويدخلون في نقاشات معهم بخصوص إجمالي حساب الحفل، وأهل العروسة بالهم مشغول بالأشياء التي سوف يأخذوهم معه في اليوم التالي لهذه الليلة من مأكولات ومشروبات ولحوم وطيور لبيت بنتهم وأهل زوجها!
وفجأة تنتهي حفلة العُرس ولم يجلسوا أو يفرحوا مع العروسين وكأنهم في حفلة عمل وليسوا في حفلة زفاف!!
#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)
Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟