أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم حبيب - خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !














المزيد.....

خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2997 - 2010 / 5 / 6 - 16:21
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حين يخلو الإنسان إلى نفسه ويفكر بصوت غير مسموع, يُفترض أن يكون صريحاً وشفافاً مع النفس, وإلا لما احتاج إلى مثل هذه الخلوة, فهو يعيش حياته اليومية بصورة اعتيادية ويمارس كل ما يرغب به دون عوائق وربما دون مساءلة. ولكن الأسئلة الذي تطرح على النفس في خلوة ذاتية كثيرة ومعقدة ومركبة أحياناً كثيرة ومتعددة الأوجه, رغم بساطة صياغتها, منها مثلاً: هل أنا عادل مع نفسي ومع غيري من الناس حولي في التعامل اليومي؟ هل أنا صادق في تعاملي مع الغير؟ وهل أنا مرتاح الضمير في ما أمارسه من أعمال يومية؟ وهل أنا راض عن الصراعات التي أخوضها, سواء اعتقدت بأنها مبدئية أم غير مبدئية؟ هل أسئت إلى آخرين بتصرفاتي؟ وهل شعرت بالندم؟ وهل اعتذرت عنها أم ركبت راسي وشعرت كما العزة بالإثم؟ وهل أفدت غيري في أعمالي أم حولت حياة البعض إلى جحيم؟
بالرغم من أهمية مثل هذه الخلوة مع النفس, فهي لا تحصل بين الشباب, وإذا تمت فهي ربما قليلة, ولكن يفترض أن تحصل مع الكثير من كبار السن ممن هم بعمري أو اقل بقليل أو أكثر. وهو الذي افتقدته لدى الكثير من البشر من جيلي.
كان صراع الأجيال وما يزال حالة صحية وطبيعية ومرتبطة بطبيعة الفرد والمجتمع ومسيرة الإنسان, وهي حالة عالية لا تقتصر على شعب واحد. وصراع الأجيال يتخذ صيغاً شتى وأبعاداً كثيرة ومضامين مختلفة وأساليب متباينة وتمارس فيه أدوات مختلفة. وهو في غالب الأحيان بين التقدم نحو الأمام, حيث يمثله الشباب, وبين المراوحة والتي لا تعني سوى التراجع, حيث يقف فيه كبار السن من أمثالي.
كنا نحن اليساريين بشكل عام ولا زلنا نتحدث بثقة عالية عن العلاقة الجدلية الضرورية والصحية بين الأجيال. أي بين الشباب وكبار السن ممن تجاوزا سن الشباب ودخلوا في الشيخوخة مثلي. وكان الحديث ولا زال يؤكد على أهمية أخذ الشباب مواقعهم في العمل الذي يستوجب الحركة والفعل السريع والمباشر, وأن يُمنح كبار السن فرصة تقديم الرأي والمشورة أن كانت مطلوبة وضرورية دون أن يزجوا بأنفسهم في معمعان العمل الذي لا ينجزه غير الشباب من النساء والرجال. وإذا كان من واجب الشباب احترام كبار السن والإصغاء إلى أرائهم, فأن هذا لا يعني أبداً أن عليهم الأخذ به من جانب, كما أن من واجب كبار السن احترام حيوية وطاقة والقدرة على التجديد والمبادرة لدى الشباب وفسح المجال لهم للعمل والإبداع دون عوائق من جانب آخر. وأن النقد من جانب كبار السن يفترض أن يأخذ بالاعتبار الصيغة التي يفترض أن يُقدم بها, فكأس الماء الذي فيه حتى النصف ماء, يمكن أن يعبر عنه بصيغتين: نصف مليان أو نصف فارغ, ورغم أنهما حقيقة واحدة, ولكن الاختلاف في النظرة الإيجابية في الحالة الأولى والسلبية في الحالة الثانية.
وحين ينسى كبار السن هذه الحكمة التي جاءت في كتاب ليو شاو شي قبل ما يزيد على ستة عقود على أهمية أن يخلو المناضلين إلى أنفسهم أولاً, وأهمية احترام دور الشباب وعدم منافستهم في العمل ثانياً, تنتهي الأمور إلى صراع قاهر لا فائدة فيه بل يلحق أضراراً بالجميع. وغالباً ما خرق أصحاب هذه الحكمة والمتحدثون بهذه القاعدة العمرية. فلو ألقينا نظرة على الاتحاد السوفييتي السابق وبقية الدول "الاشتراكية" لوجدنا أن القائد السياسي الحزبي يلتزم بقاعدة أخرى على النقيض منها وهي حين يصل إلى القيادة عليه أن يبقى فيها حتى الموت. وعلينا أن نتذكر في هذا الصدد والتر أولبريشت, إيرك هونيكر, وماو تسي تونگ وكيم أيل سونگ وليونيد بريجنيف وغيرهم من قادة الدول والأحزاب الشيوعية في الدول الاشتراكية السابقة. وکان الإنسان يلاحظ هذه الظاهرة في اتحاد النقابات العالمي وفي حركة السلام العالمية على سبيل المثال لا الحصر.
وها نحن نشهد هذه الظاهرة في العديد من المجالات في بلداننا العربية, سواء أكانوا قادة سياسيين أم قادة أحزاب سياسية. كما نلاحظ هذه الظاهرة في العراق, سواء أكان الأمر في الداخل أم في المهجر, حيث نتلمس صراعاً على المواقع في المنظمات غير الحكومية مثلاً يجري بين الشبيبة, [التي يمكن أن تخطأ في العمل وتتعلم من أخطائها, ومن لا يعمل لا يخطأ ولكنه يرتكب أكبر الأخطاء حين لا يعمل], وبين كبار السن الذين يعتقدون أنهم لم يخطئوا يوماً في حياتهم أبداً! وأن على الآخرين التعلم منهم لأنهم كبار السن وأصحاب معرفة وخبرة طويلة بالعمل. وسرعان ما يقود هذا الشكل من الصراع إلى طلاق بين الأجيال في وقت نحن جميعاً بأمس الحاجة إلى التفاعل بين الشباب وكبار السن من أمثالي, لا تنافس على المواقع في المنظمات المهنية بل تفاعل ودعم للشباب من النساء والرجال في مواقعهم ومساعدتهم على إنجاز مهماتهم والتسامح معهم عند وقوع الأخطاء, وتجنب ارتكاب الأخطاء من جانب كبار السن. على كل منا أن يتذكر حين كان شاباً كيف كان يمارس إنجاز المهمات وكيف كان الكبار ينجزون مهماتهم, وهي الحالة التي تتكرر الآن, ولكن بتبادل المواقع.
أتمنى على أصدقائي ممن بلغ السن التي بلغتها أن يخلو إلى نفسه ويفكر بعمق ومسؤولية إلى مواقفه الذاتية ويمارس بجرأة النقد الذي يجب أن يمارسه لكي يستطيع أن يؤكد مصداقيته أمام نفسه وأمام الآخرين. ريما ما استطعت أن أخلو إلى نفسي من جديد لو لم أكن قد مارست النقد الضروري بصوت مرتفع للأخطاء غير القليلة التي ارتكبتها في سالف الأيام وربما في الوقت الحاضر أيضاً.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يمكن بناء الديمقراطية في العراق ؟
- هستيريا الصراع على السلطة في العراق ... إلى أين؟
- رسالة إلى رابطة الأنصار الشيوعيين فرع ألمانيا
- هل سيبقى الهم العراقي خلف ظهور الفائزين بالانتخابات؟
- أيها الناس احذروا ثم احذروا ثم أحذروا .. فميليشيات جيش المهد ...
- الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
- هل من جديد في تجربة القوى الديمقراطية – العلمانية في العراق؟
- رسالة شكر وتقدير واعتزاز
- قراءة حزينة في كتاب -شاهد عيان: ذكريات الحياة في عراق صدام ح ...
- المرأة والكتابة والنشر في موقع الحوار المتمدن
- هل من علاقة بين نتائج الانتخابات والإرهاب الدموي في العراق؟
- الإرهابيون القتلة يمارسون مهنتهم بنجاح .... فهل فشلنا في الم ...
- تحية وفاء ووقفة إجلال لشهداء الكُرد الفيلية , شهداء الشعب ال ...
- أسئلة موقع ومجلة زهرة النيسان وإجابات الدكتور كاظم حبيب
- رسالة مفتوحة إلى الأخ السيد عباس العگيلي
- خلوة مع النفس ...القطط السمان المتنفذة وحديث الناس ...!!
- ملاحظات مطلوبة على تعليقات حول مقالاتي بشأن تصريحات السيد طا ...
- إذا كانت أحداث عبد السلام عارف في الفترة 1958-1963 كمأساة .. ...
- رسالة مفتوحة إلى الزميل رئيس الهيئة الإدارية لنادي الرافدين ...
- الانتخابات تدق الأبواب .. وصوتي لن يضيع هدراً, فهو لقائمة وب ...


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كاظم حبيب - خلوة مع النفس : صراع الأجيال وتجلياته الإيجابية والسلبية !