|
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – المسار الواضح – القدوة النضالية.....4
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 14:46
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
الإهداء إلى:
ـ الشهيد محمد بوكرين: علما بارزا في نضال حركة التحرير الشعبية، وفي نضال الحركة الاتحادية الأصيلة، وفي نضال حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ـ لبيب بوكرين، ونصوح بوكرين، وكل أبناء، وبنات الشهيد، والأم العظيمة التي كانت، وستبقى مصدر صمود المناضلين الأوفياء.
ـ كل المناضلين الأوفياء لنهج الشهيد محمد بوكرين.
ـ حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي الذي يستمد قوته، وصموده من صمود الشهيد محمد بوكرين.
محمد الحنفي
الشهيد محمد بوكرين القدوة النضالية:
والشهيد محمد بوكرين كان دائما، في حياته، وبعد استشهاده، قدوة للمناضلين على المستوى الوطني، وعلى المستوى العالمي؛ لأن كل مناضل كان ينخرط في مقاومة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، في أفق العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية والاشتراكية، كان يستمد قوته من شخصية الشهيد محمد بوكرين، ومن صموده، ومن شجاعته، ومن منهجه في التحليل، ومن التزامه بالقيام بالمهم الموكولة إليه إيديولوجيا، وتنظيميا، وسياسيا، وجماهيريا.
فاعتبار الشهيد محمد بوكرين قدوة نضالية لدى مناضلي الحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، تعتبر مسألة أساسية، ومنذ ارتباط الشهيد محمد بوكرين بحركة التحرير الشعبية، وبالحركة الوطنية، وبالحركة الاتحادية الأصلية في مراحلها المختلفة، وبحركة 8 ماي 1983، وبحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
والقدوة بالشهيد محمد بوكرين تتمثل في المستويات الإيديولوجية، والتنظيمية، والسياسية، والثقافية؛ لأن القدوة بأي مستوى من هذه المستويات، تجعل المقتدي في صلب الحركة التي ينتمي إليها الشهيد محمد بوكرين، وفي صلب حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وفي صلب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وفي صلب الحركة النقابية المبدئية المتمثلة بالخصوص في الك.د.ش، سواء تعلق الأمر بالجانب النظري، أو بجانب الممارسة الموجهة بما هو نظري.
فعلى المستوى الإيديولوجي، نجد أن القدوة بالشهيد محمد بوكرين تتمظهر في جانبين:
الجانب التكويني، الذي يسعى من خلاله المناضلون الديمقراطيون، والتقدميون، واليساريون، والعماليون، ومنهم مناضلو حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إلى هضم قوانين الاشتراكية العلمية، المتضمنة في المادية الجدلية، والمادية التاريخية؛ لأنه بدون الهضم لا يتم التمثل.
وجانب توظيف القوانين المهضومة فيما صار يعرف ب"التحليل الملموس للواقع الملموس" الذي لا يعني إلا أن القوانين الموظفة في التحليل هي قوانين الاشتراكية العلمية المتطورة باستمرار، تبعا للتطور الذي يحصل في القوانين العلمية، وفي التقنيات الحديثة، وفي الفكر العلمي، والفلسفي على المستوى العام.
والمناضلون الأوفياء، عندما يقتدون بالشهيد محمد بوكرين: العلم البارز في كل اتجاه، وعلى مستوى الساحة المغربية على الأقل، إنما يسعون إلى:
1) صيرورة الفكر الاشتراكي العلمي هو المكون لفكرهم، والموجه لممارستهم النضالية، والمتحكم في مسارهم: من الماضي، إلى الحاضر، إلى المستقبل، حتى يستمر فيهم فكر، وممارسة الشهيد محمد بوكرين، الذي كان يستند في تجربته النظرية، وفي ممارسته إلى التجارب النضالية الرائعة في تاريخ البشرة، وفي التاريخ القومي، والإنساني، وفي التاريخ المغربي، وخاصة أولئك المناضلين الذين استشهدوا وهم يواجهون الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، لا لتتوقف حركة التاريخ عند حدود تلك التجارب، بل لتصير قدوة نضالية للمناضلين في الحاضر، من أجل تحقيق الأهداف النضالية المتمثلة في الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كمداخل كبرى لبناء المجتمع الذي تختفي فيه كافة الأمراض الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهذا المجتمع لا يمكن أن يكون إلا مجتمعا اشتراكيا. والمجتمع الاشتراكي لا تحكمه إلا دولة ديمقراطية اشتراكية، باعتبارها دولة للحق، والقانون، ودولة علمانية، تحترم شيوع مختلف المعتقدات الدينية، التي تحترم الحدود التي يجب أن تقف عندها.
والشهيد محمد بوكرين نفسه، صار تجربة نضالية كتلك التجارب التي كان يستند إليها ابتداء بتجارب الشهداء المغاربة، وشهداء الشعب الفلسطيني، والشهداء الإنسانيين كما هو الشأن بالنسبة للشهيد تشي غيفارا.
وتجربة الشهيد محمد بوكرين، لا بد ان تصير نبراسا يضيء الطريق النضالية للشباب بصفة عامة، وللشبيبة الطليعية بصفة خاصة، حتى ينهج نفس النهج الذي يقود إلى مواجهة الاستعباد، الذي لازال متفشيا في المجتمع، والاستبداد الذي يطبع مسار الحكم في المغرب، وفي كل بلد من البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، والاستغلال الذي يمتص قدرات الكادحين في المغرب، وفي كل البلدان ذات الطابع الرأسمالي التبعي، وفي البلدان الرأسمالية، والعمل على فرض الحرية والديمقراطية، والاشتراكية.
2) صيرورة الهاجس التنظيمي حاضرا في ممارسته التنظيمية الحزبية، والجماهيرية.
فعلى مستوى الممارسة التنظيمية / الحزبية، نجد أن الشهيد محمد بوكرين، يصير قدوة للمناضلين الديمقراطيين، والتقدميين، واليساريين، والعماليين:
أولا: الالتزام بالإطار التنظيمي الذي ينتمي إليه حضورا، ومناقشة، وبرنامجا، وتكليفا بالمهام، وغير ذلك مما يقتضيه التنظيم الحزبي، وخاصة في حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي.
ثانيا : العمل على إشاعة التنظيم في صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وفي صفوف الشباب لتحقيق هدفين:
الهدف الأول: تغذية الحزب بمناضلين من صفوف العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، ومن صفوف الشباب.
والهدف الثاني: إيجاد محيط جماهيري للحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ومنها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، لأنه بذلك المحيط تستطيع هذه الحركات جميعا، ويستطيع الحزب أن يتجذر في نسيج المجتمع، ذلك التجذر الذي يعتبر شرطا للاستمرار، والتطور، والقوة، التي تؤهل أية حركة، وتؤهل الحزب لممارسة الصراع، ولقيادته في المجتمع، في إطار الصيرورة النضالية التي تخوضها الحركات مجتمعة، ويخوضها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اقتداء بالمسار النضالي للشهيد محمد بوكرين.
3) بلورة المواقف السياسية المنسجمة مع الاختيار الإيديولوجي للحركات الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ولحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، حتى تصير تلك المواقف مؤثرة في الواقع، على اختلاف مستوياته، ومعبرة عن إرادة الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة. والقدوة النضالية في هذا المستوى، من خلال اعتبار الشهيد محمد بوكرين كان مساهما بشكل كبير في بلورة المواقف السياسية للحركة الاتحادية، منذ تأسيس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبعد حركة 30 يوليوز 1972، وخلال المؤتمر الاستثنائي، والمؤتمر الوطني الثالث، وبعد حركة 8 ماي 1983، وفي ظل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، قبل وبعد تغيير الاسم، مثالا للاقتداء في اتباع الخطوات المناسبة لبلورة المواقف المناسبة، والمعبرة عن إرادة الكادحين، وطليعتهم الطبقة العاملة.
ومعلوم أن الاقتداء بشخصية الشهيد محمد بوكرين على المستوى السياسي، ستجعل المناضلين المنتمين إلى مختلف الحركات، وإلى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، في صلب عملية الصراع، من خلال اتخاذ المواقف المناسبة، والضرورية من:
أولا: الاختيارات الرأسمالية التبعية: اللا ديمقراطية، واللا شعبية للدولة المغربية، ولباقي الدول التابعة، وللنظام الرأسمالي العالمي، سواء كانت تلك الاختيارات اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو سياسية. ذلك أن فضح هذه الاختيارات، هو الفرصة المناسبة لجعل الجماهير الشعبية الكادحة تنخرط في مقاومتها، وبواسطة المنظمات الجماهيرية: النقابية، والحقوقية، والجمعوية، والتربوية، والثقافية.
ثانيا: من القضية الوطنية المتمثلة في قضية الصحراء المغربية، والجزر المغربية، وسبتة، ومليلية، وغيرها من الأماكن التي لا زالت تحت الاحتلال الأجنبي، من أجل أن تكون تلك المواقف وسيلة للتمسك بمغربية الصحراء، مهما كانت التضحيات التي يقدمها الشعب المغربي، وبمغربية باقي الأماكن المحتلة، وتعبئة الشعب المغربي من أجل الضغط في أفق تحرير جميع أجزاء التراب الوطني التي لا زلت محتلة.
ثالثا: من الهجوم الممنهج على قوت الجماهير الشعبية الكادحة، من خلال السياسة الاقتصادية التي تنهجها الحكومة، لخدمة مصالح الطبقة الحاكمة، ومصالح التحالف البورجوازي / الإقطاعي / المخزني / المتخلف، وضدا على مصالح العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
رابعا: من الهجوم على المدرسة العمومية المغربية، عن طريق إفراغها من محتواها، وبواسطة البرامج التي تعد أجيالا لا تهتم بالواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، وتستعد للانخراط في ممارسة الطبقة الحاكمة، كنتيجة لمفعول البرامج التعليمية، ولطبيعية التحول الذي تعرفه عقلية نساء، ورجال التعليم الذين صاروا لا يهتمون إلا بتسلق السلاليم والرتب، ولا يعنيهم في شيء إعداد الأجيال الصاعدة إعدادا جيد،ا لمواجهة تحديات الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بما يخدم مصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وطليعتها الطبقة العاملة
خامسا: من الإجهاز على المستشفى العمومي، التي تحول، بفعل السياسة الصحية، التي تنهجها الحكومة إلى مستشفى خصوصي، لا يفكر المشرفون عليه إلا بمضاعفة المداخيل، بدل التفكير في المحافظة على صحة المواطنين، ومحاربة كافة الأمراض الجسدية، والنفسية، والعقلية، التي تنخر كيان المجتمع، الأمر الذي يترتب عنه أن لا يتلقى الشهيد محمد بوكرين العناية المركزة اللازمة، وبالسرعة المطلوبة، ضمانا لتمتعه بالحق في الحياة، وكما يحصل لغيره من المواطنين في المستشفيات المغربية كل يوم، وهو ما يقتضي تحريك النقابات، والجمعيات الحقوقية العامة، والمختصة، من أجل اعتبار الحق في الحياة مقدسا، ومن أجل إلزام المسؤولين عن المستشفيات، وعن صحة المواطنين، بإعطاء الأولية لمحاربة مختلف الأمراض التي تخرب الكيان الاجتماعي برمته، وبعد ذلك يطالب المعالجون بأداء واجبهم تجاه المستشفيات العمومية، التي صارت شبه مخوصصة.
سادسا: من غياب الشغل المناسب للمعطلين، والعاطلين عن العمل، ومن طرد العمال، والأجراء من عملهم، ومن غياب تشجيع المقاولات الصغرى، التي تلعب دورا كبيرا في إيجاد مناصب الشغل للعاطلين عن العمل، ومن تشغيل الأطفال، الذين كان يفترض فيهم أن يكونوا جالسين على مقاعد الدراسة.
فمواقف الشهيد محمد بوكرين السياسية من كل ذلك، كانت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء، مما يجعله قدوة لكل المرتبطين بالحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية يسترشدون بشخصيته النضالية في: ـ الارتباط بالواقع في مستوياته المختلفة. ـ استيعاب مكونات الواقع. ـ اتخاذ الموقف السياسي المناسب من الواقع.
وعلى مستوى الممارسة التنظيمية الجماهيرية، فإن الاقتداء بالشهيد محمد بوكرين، يعتبر اقتداء بالشهيد عمر بنجلون، والشهيد المهدي بنبركة، والشهيد محمد كرينة، وغيرهم من شهداء حركة التحرير الشعبية، والحركة الاتحادية الأصيلة، وحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي. فالشهيد محمد بوكرين، كان يحرص، باستمرار، على أن تكون التنظيمات الجماهيرية مبدئية، ومبنية على أساس احترام الممارسة الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، وإذا كانت هذه التنظيمات نقابية فيجب احترام مبدأ الوحدوية على مستوى النقابة الواحدة، وعلى مستوى مجموع النقابات، وإذا كانت حقوقية، فيجب أن تحترم بالإضافة إلى المبادئ الأربعة مبدأي الكونية، والشمولية.
واعتبار الشهيد محمد بوكرين قدوة في العمل الجماهيري يقتضي:
أولا: استيعاب مفاهيم المبادئ في مستوياتها التنظيمية / الجماهيرية، حتى تصير واضحة على المستوى النظري.
ثانيا: تمثل مختلف المبادئ على مستوى الممارسة التنظيمية / الجماهيرية، من خلال الحرص على تفعيلها.
ثالثا: مقاومة كافة أشكال التحريف الممارسة في مختلف التنظيمات الجماهيرية، والتي تتمظهر في الممارسة البيروقراطية، وفي تبعية التنظيم الجماهيري لأجهزة الدولة، أو للأجهزة الحزبية، وفي اعتبار التنظيمات الجماهيرية، مجرد تنظيمات حزبية، تقوم بتنفيذ القرارات الحزبية في مختلف المجالات، وفي اعتبارها مجرد مجال للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين. ذلك أن التحريف، ومهما كان، لا يمكن أن يكون إلا عدوا للعمل الجماهيري، ومخربا لتنظيماته، ومنفرا للمعنيين بتلك التنظيمات، بدون محتوى نضالي، وجماهيري.
رابعا: فضح المحرفين، وتعرية ممارستهم على جميع المستويات: التنظيمية، والجماهيرية، وفي أفق جعلهم ينسحبون من التنظيمات الجماهيرية، من أجل جعل ممارساتهم للتحريف منتهية. وفي هذا الإطار فالاقتداء بالشهيد محمد بوكرين، لا يقل أهمية عن الاقتداء بالشهيد عمر بنجلون، الذي أدى ضرائب عظيمة، بسبب محاربته للتحريف النقابي في الاتحاد المغربي للشغل، ومحاربته للتحريف السياسي في الحركة الاتحادية الأصيلة؛ لأنه كان يدرك جيدا أن التحريف لا يمكن أن ينتج إلا تفريخ المزيد من الإطارات النقابية، والسياسية، التي يدعي كل منها أنه يسعى إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وإلى تحقيق الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والتي يصعب توحيدها مستقبلا نظرا لاختلاف الأسس التي قامت عليها، ولاختلاف الأهداف غير المعلنة التي تسعى إلى تحقيقها.
خامسا: الربط الجدلي بين النضال الجماهيري، والنضال السياسي، الذي يجب أن يتميز عن ربط العمل الجماهيري بالعمل الحزبي.
فالربط الجدلي بين النضال الجماهيري، والنضال السياسي، يحضر في الممارسة التنظيمية لمختلف المنظمات الجماهيرية، وفي بناء الملفات المطلبية، وفي البرامج النضالية، وفي مواقف مختلف المنظمات الجماهيرية، وفي المحطات النضالية الكبرى.
أما ربط العمل الجماهيري بالعمل الحزبي، فيتبين من خلال حرص العديد من الأحزاب على توجيه عمل المنظمات الجماهيرية، أو جعلها مجرد مجال للإعداد والاستعداد لتأسيس حزب معين.
وبالنسبة للأهداف المتوقعة من الربط الجدلي بين النضال الجماهيري، والنضال السياسي، فإنها تنصب جميعا على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.
أما أهداف ربط العمل الجماهيري بالعمل الحزبي، فتنصب على تحقيق التوسيع الحزبي، وتوسيع المحيط الجماهيري للحزب، والوقوف وراء وصول مختلف الأحزاب السياسية إلى مراكز القرار المحلية، والإقليمية، والجهوية، والوطنية.
وبناء على ذلك، فالربط الجدلي بين النضال الجماهيري، والنضال السياسي، لا يتم إلا في الإطارات الجماهيرية المناضلة، وبعيدا عن الأحزاب السياسية، ومهما كانت هذه الأحزاب قريبة من العمل الجماهيري، أو داعمة له.
ولذلك فالعمل الجماهيري المبدئي، هو العمل المنتج، والجاذب للمعنيين به، وعلى جميع المستويات، وهو الذي تتحقق فيه إرادة الكادحين، وهو الذي يستطيع قيادة الجماهير الشعبية الكادحة حتى تحقيق المطالب المادية، والمعنوية للجماهير الكادحة، سواء تعلق الأمر بالمطالب الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، أو المدنية، او السياسية.
والنضال في الإطارات الجماهيرية المبدئية، وبواسطتها، يعتبر اقتداء بنهج الشهيد محمد بوكرين، والتزاما بذلك النهج لتحقيق هدفين أساسين:
الهدف الأول: تحقيق المكاسب المتحققة على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.
والهدف الثاني: الاستمرار في تعبئة الجماهير المعنية، من أجل فرض تحقيق مكاسب جديدة، حتى يتم وضع حد للاستعباد، والاستبداد، والاستغلال، وحتى يتم تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كما كان يسعى إلى ذلك الشهيد محمد بوكرين. وهكذا يتبين أن اعتبار الشهيد محمد بوكرين قدوة نضالية يتحقق في مجموعة من المستويات:
ا ـ المستوى الإيديولوجي.
ب ـ المستوى التنظيمي.
ج ـ المستوى السياسي.
د ـ مستوى التنظيمات الجماهيرية المبدئية.
ه ـ مستوى النضالات الجماهيرية المطلبية.
و ـ مستوى نقض البنيات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية السائدة، التي يقف وراء تسييدها الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
ز ـ مستوى العمل على تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية.
ح ـ مستوى الربط الجدلي بين النضال الجماهيري، والنضال السياسي.
ط ـ مستوى إشراك الجماهير المعنية في التسيير، واتخاذ القرارات، وتنفيذها، درءا لكل ممارسة تهدف إلى مركزة كل شيء بيد الأفراد.
ي ـ الاستماع إلى الجماهير، والعمل معها، وبها، حتى تساهم في مختلف النضالات المؤدية إلى تحقيق المكاسب التي تهم مستقبلها.
وهذا الاعتبار سيبقى بقاء الحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، والعمالية، ومنها حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، وبقاء الحركة الجماهيرية المبدئية، التي ساهم الشهيد محمد بوكرين في تأسيسها، وفي بنائها، وفي تفعيل نضالاتها، كما هو الشأن بالنسبة للك.د.ش، وبالنسبة للج.م.ح.إ، والجمعية المغربية لتربية الشبيبة، وجمعية التنمية للطفولة والشباب، والمنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، وغيرها والإطارات المبدئية المناضلة.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 1
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...2
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 1
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
صحافة الشعب... و صحافة الارتزاق...!
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
العمل الجمعوي يتحول إلى مناسبة لممارسة الارتزاق ... !!!
-
العمل التنموي في اطار الجمعيات التنموية وسيلة للعمالة، ونهب
...
-
الأصالة والمعاصرة- سرقة للتاريخ وسطو على الحاضر من أجل مصادر
...
-
الدروس الخصوصية وسيلة لابتزاز حاجة الآباء إلى رفع مستوى قدرا
...
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|