أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - حامد خضر .. صورة للروح الحية














المزيد.....

حامد خضر .. صورة للروح الحية


صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)


الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 14:39
المحور: الادب والفن
    



في البدء كان رحيلك ألمًا دائمًا.. بعد كل تلك الأعوام، هي المرة الأولى التي يطلب مني الكتابة عنك.. كم أخافني هذا الطلب.. وللمرة الأولى اشعر بأنك رحلت.. كنت في داخلي روحًا حية تدير دفة الحياة التي أعيشها.. في كل عمل أتوجه اليه، كنت انظر في عينك عبر صورتك المعلقة في غرفتي، وكانت توحي لي بأن افعل او لا افعل، دائما كنت تفكر معي، قريبا من روحي.. استعيد كل مواقفك وأتعلم كيف أواجه الأمور..في اليوم الأول للدراسة في معهد الفنون الجميلة – بغداد منذ سنوات عدة.. كانت نظرتك الأولى موجهة الى طلبة صغار كنت تختار منهم نخبتك كم تعودت ان تفعل كل عام.. وفي لقائنا الأول معك ضربت لنا مثالك الغول وكان "اسمعوا ايها الأصدقاء نحن كمن يركب قطاراً في رحلة من البصرة الى الموصل وهناك من سيترجل نازلا في الناصرية او العمارة او الحلة ومن يطول بقاؤه اكثر فسيترجل في بغداد وربما هناك من يعجبه البقاء برفقتنا ويبقى الى نهاية الرحلة معنا" بهذه الكلمات علمتنا كيف نستمر في معرفتك..
في اليوم الأول كنت اجهل تماما ما سوف يحدث وكان الخجل هو البطل الحاضر بدلا عني.. جاءت نظراتك تطمئنني لكنها زرعت خوفا اكبر؟.. كيف يمكن لي انا الجاهل بالمسرح ان انظر في عينيك.. وجاء درسك الاول ليزيل مخاوفي ..وليصبح معهد الفنون وغرفتك هي
فرحتي وبهجتي على مدى السنوات اللاحقة.. في كل يوم كنا نلتقي معك، تعلمنا ما نجهل من الحياة عبر المسرح.. كانت طريقة
مثلى للمعرفة.. علمتنا كيف نحب ونحن لم نزل فتية نتلمس طريق الحب.. وبالمقابل علمتنا ان نحترم من نحب.. كنا بحق طلبتك النخبة كما اطلق علينا في المعهد.. او "اولاد حامد" كما تعود الاخرون على تسميتنا.. الفخر كان رفيقنا لأننا أولادك.. ذات يوم شعرنا بغيابك الحقيقي بسبب حالة صحية عارضة منعتك من الحضور الى المعهد.. أصابنا الارتباك وافتعلنا مشاجرة صبيانية مع بعض الطلبة وفي اليوم التالي جئت الينا مسرعا تتفقد أولادك وحالما أيقنت ان احدا منا لم يصب بأذى بدأت بتأنيبنا وقسوت علينا لأنك كنت بحق تريد لأولادك ان يكونوا كبارا بحضورك وكبارا بغيابك.. وكان هذا درسا آخر من دروسك. كنا نسأل دائما متى سوف نتعلم المسرح وكنت تعرف ان المسرح هو حياتنا التي علمتنا اياها.. وكان درسك الجديد الينا هو كيف نشاهد المسرح.. علمتنا كيف نشاهد صلاح القصب وهمست في اذني ونحن نشاهد مسرحية "الشقيقات الثلاث" قائلا ً: صميم هذه مسرحية من تأليف الكاتب الروسي تشيخوف ومن إخراج د. صلاح القصب..
وهذا يسمى بمسرح الصورة.. فقلت مرتبكا: أستاذ انا لم افهم أي شي... فضحك معلمي وهمس.. صديقي سوف تتعلم.. المهم لا تنسى انك شاهدت مسرحية للقصب.. ومرة أخرى تركتني في حيرة من أمري عندما كنا نشاهد عملا للراحل قاسم محمد وكان في قاعة الشعب .. فعلمتني كيف استقبل تجربة هذا المخرج التي تختلف كليا عن تجربة القصب.. كنت تؤكد دائما التقاء المسرح بالحياة وعدم الابتعاد عنها..
ذكرياتي معك كلها تقول انك مجبول بمسرح يحب الحياة وحياة تعشق المسرح.. في ذلك اليوم التقينا في معهد الفنون قبل سفرك الى الحلة طلبت مني ان أرافقك لنبحث معا عن نص مسرحي كنت تريدني ان امثل معك فيه.. كان الفرح يغمرني بهذه الفرصة.. قبل ان نصل الى "كراج العلاوي" غيرت رأيي في الذهاب وقلت اني سأنتظرك غدا في المعهد ..ابتسمت وقلت لي حسنا انتظرني.. جاء اليوم التالي وانا انتظرك وكلي شوق بأن تكون قد وجدت النص لنعمل معا ولكنك لم تأت كانت المنية اقرب اليك مني.. كان يوم ٥ /٨/ ١٩٩٧ نهاية للسعادة التي عشناها تحت رعايتك.. لقد ترجلت ايها الروح الحية من قطارنا ونحن مازلنا في أول الطريق كنت مجبرا على النزول في الحلة.. لكننا يا معلمي مستمرون في قطارك حتى النهاية .



#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)       Samem_Hassaballa#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيمياء براغ المسرحية ... ونظرية العرض المسرحي(*)
- رحلة الانثربولوجيا في مسرح ايوجينيو باربا(*)
- المحنة العراقية في نص مسرحي من أميركا اللاتينية ..اين العذرا ...
- الدراماتورج .. وتعدد المفاهيم !!(*)
- رؤى كلكامش ....خدعة الحلم !!
- بعد الطوفان 2003 .. حرية في الحركة.. هروب من المعنى !!
- تحت فوق / فوق تحت .. المسرح واللامسرح ؟
- الكتابة ودلالات المعنى واللامعنى؟
- ساعات الصفر….التجريب – التخريب ؟
- العراق مسرحاً للأحداث !
- ذاكرة الابرياء ؟
- ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!
- غرفة الإنعاش .. بين الموت والضحك !
- مسرحية : -نساء في الحرب-
- -كاسبار- حلم بالموت
- أضغاث أحلام تعود بالمسرح الي الواقعية
- مقال للنشر
- الحداد لا يليق بالطغاة
- أسرار العرض المسرحي وحرية التلقي
- جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صميم حسب الله - حامد خضر .. صورة للروح الحية