أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - رحلة مع فكر الظلام وأهله













المزيد.....

رحلة مع فكر الظلام وأهله


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2996 - 2010 / 5 / 5 - 09:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بداية، ومع التعبير عن الأسف الشديد لخروج بعض التعليقات والمعلقين عن "النص" وعن الموضوع الأساسي المطروح، وأحياناً التعليق من دون قراءة النص، ومع الشكر الجزيل لكل تلك التعليقات والردود التنويرية المؤازرة ، وحتى العقلانية المختلفة معنا والمتفهمة لصلب الموضوع وجوهر القضية التي نناضل من أجلها، جميعاً لدرء انزلاق المنطقة مرة أخرى إلى مستنقعات فإن الظلام الطويل الذي مكثت فيه قروناً من الزمان مخدرة، تنعم بسياط الجلادين وجلاوزة السلطان المأجورين من بياعي الكلام والدجالين الكبار، وأتأسف سلفاً، منً القراء المحترمين والتنويريين الجادين عن كل كلمة بذيئة وسيئة ذات تلميح طائفي وعنصري يأتي بها بعض من هؤلاء القوم، لكن الأمر الجيد هو تسلل بعض "السلايفة" لصفحات الحوار، وهذه نقلة نوعية تعبر عن بلوغ الصراع مراحلة متقدمة واشتداد الطوق على أعناق الفكر الظلامي، نقول، وبشكل عام، فإن تلك الردود السلبية، فقط، لا تخرج عن نسق واحد يلعب على أربعة محاور رئيسية:

1- الهجوم الشخصي على الكاتب
2- "العمالة" للمخابرات السورية
3- طلب تناول الشأن السوري والتذكير بوضع سوريا
4- بشأن الكتابة اليومية

وبالنسبة للهجوم على الكاتب بشكل شخصي وعنصري وطائفي فهذا من صفة المتكلم وصاحب الخطاب بالذات، ويعبر عن مكنوناته وعقده وأمراضه الباطنية والنفسية المستفحلة، وطريقة تفكيره ومحورها، وجميل أن يكشف عتها، ويعرضها للناس للتعرف أكثر وأكثر على مدى الجرح العميق والخراب والدمار السيكولوجي الذي ألحقه الفكر البدوي بعقل وروح هذا الإنسان، وننظر له من هنا من زاوية الضحية التي يجب أن نساعدها ونرأف ونشفق لحالها وندرس وضعها، ولا يظن أحد أن رؤية أي إنسان مريض ومنكوب قد تثير السرور أو الفرح، ولا علاقة لنا البتة بما يأتون به من خطاب، كما أن ثقافتنا التنوير والإنسانية المتمدنة لا تسمح لنا بالانجرار والانحدار إلى ذاك المستوى المتواضع والمؤلم من الخطاب، ونسعى مع كافة الزملاء والزميلات من رسل التنوير على معالجة ما يمكن معالجته من تلكم النفسيات التي دمرتها الفيروسات الدينية وجعلتها غير قابلة على التأقلم والحياة بشكل طبيعي بعيد عن الحقد والكراهية والترصد والاستعداء.

ثانياً، وبالنسبة لتهمة العمالة للمخابرات السورية، والنطق باسمها، فلا أعتقد أن أي جهاز مخابرات في العالم ببنيته السرية، بحاجة لناطق باسمه، ولم نسمع عن أن أي جهاز مخابرات في العالم له ناطق رسمي باسمه على غرار الناطق باسم وزارة الخارجية، أو وزارات الدفاع، وأغبى جهاز مخابرات في العالم لا يرتكب هذه الغلطة الحمقاء، والمخابرات بشكل عام تعتمد على السرية، ولا يوجد رجل استخبارات حقيقي في العالم يعلن عن نفسه ويقول أنا رجل استخبارات فانظروا إليّ. أما الوقوف بموقف وطني مع تطلعات وآمال وأماني الشعوب وأن نكون ضميرها والناطقين باسمها، وفي خندق معاد ومناهض لمعسكر الردة والظلام والانهزام والتخاذل العربي فهذا شرف لا ندعيه وإن كنا نصبو أليه ونتوق للحصول عليه. والأخرى والأخيرة، أود ومن أعماقي شكر كل من ينسبني للمخابرات السورية، وليس للسي. آي. إيه، والموساد، وغيرها من الأجهزة المعادية لشعوبنا، كما فعل القوميون العرب حين اتهمونا بالانتماء للموساد لأن أحداً ما في إسرائيل قرأ مقالاً لنا. وأرجو أن يؤكد هؤلاء المعلقون في كل تعليق هذا الانتماء للمخابرات السورية، وليس لغيرها، لأن الانتماء لمؤسسات وطنية لا أعتقد أنه يعيب أحداً، ولاسيما أن لهذا الجهاز الأمن باع طولى في توفير أمن أمثل لكل مواطن سوري، جعل سورية واحدة من أكثر دول العالم أماناً، ومن جهتنا فمشكلتنا الرئيسية هي في مقاومة ثقافة الاستبداد والظلام فقط، ونكرر شكرنا لمن برأنا ولم يعتبرنا عملاء للسي آي إيه، والموساد، وهذا واحدة، وبحق، تحسب له، وليس عليه تستوجب شكري العميق.

بالنسبة لتناول الشأن السوري، وكما هو معروف فنحن نكتب بشكل خاص للحوار المتمدن، والحوار المتمدن غير متاح في سورية، وأعتقد أن قراءه السوريين قلة قليلة، وذلك من واقع الاطلاع على إحصاءات إليكسا التي تضع مصر في مقدمة قراء الحوار المتمدن، وتليها السعودية، والأردن، وغيرها، أما سوريا فهي في مواقع متراجعة من حيث عدد القراء القراءات لهذا الموقع، وأعتقد أن قارئ الحوار المتمدن التنويري والعقلاني هو بحاجة لمواضيع علمانية ومن هذا القبيل، وليس لمواضيع داخلية تتعلق بهذا القطر العربي أو ذاك، وحين يصبح لنا قراء سوريون، فبالتأكيد سنكتب لهم، ومع ذلك فالأمر لا يخلو أحيناً من تناول مواضيع داخلية وسرية، وكان أقربها بالأمس القريب موضوعان عن سرقة جرات الغاز، والثاني عن البيروقراطية في المصرف العقاري، ولكن أعتقد أنها جميعاً ليست من صلب اهتمام قارئ الحوار الذي يعنيه المواضيع ذات الطبيعة العلمانية والتركيز على الحقبة الظلامية التي تخيم على المنطقة، ثم إن مقالاتنا، وبكل فخر واعتزاز، ممنوعة في جميع المواقع السورية، ولا يسمح لنا لا بالكتابة ولا بالنشر فيها. وقد تم، مثلاً، ذات مرة، حذف مقال "السلف الصالح"، بعيد سويعات من نشره في موقع شام برس، الذي رضخ لإملاءات "الشارع"، وإملاءات أخرى على ما يبدو ورفع المقال فوراً، في واحدة من الفضائح مجلجلة ووالسقطات الكبرى والتاريخية لهذا الموقع وغيره من المواقع السورية، "وهذاك يوم وهذا يوم، ووكيلكم الله"، والحظر لا زال ساري المفعول في الوقت الذي تتقدم فيه الظلامية وتزحف بشكل ممنهج ويزحف فكرها الضال في جميع المواقع السورية موالاة ومعارضة، وتغزو رموزها الساحة السورية، الأمر الذي استدعى ما يشبه الصرخة العلنية من قبل السيدة الفاضلة الدكتورة بثينة شعبان، المستشارة السياسية والإعلامية المعروفة، ونشكرها من القلب على هذا اللفتة الشجاعة والطيبة. ثم أن الإعلام السوري الرسمي والمواقع السورية تنشر كل شيء عن الوضع السوري وتحفل بالكثير مما هو ساخن وجريء جداً عن سورية، لدرجة أن كثيراً مما يسمى مواقع معارضة سورية "تلطش"، وتنسخ عن المواقع وحتى الصحف الرسمية السورية، وتتناول مواضيع داخلية عن الفساد والتجاوزات والمخالفات وبكثير من الشفافية والموضوعية والأمثلة أكثر من أن تحصى ولا يكلف القارئ للتأكد، إلا النقر على أي من هذه المواقع والحكم عند ذلك. ولا أستطيع في الحقيقة أن أضيف شيئاً على ما يقال، أما إذا كان المطلوب السب والشتم، والاصطفاف مع معسكر الردة، فهذه ليست من خصالنا، ولن نفعلها في يوم من الأيام حتى عندما كنا نقيم في عواصم الغرب، وأغدقت علينا الإغراءات من كل صوب وحدب. وللعلم أن سوريا هي البلد الوحيد، تقريباً، مع أجزاء معينة من لبنان، ممن لم تقع وبشكل رسمي ومعلن وممنهج في براثن الحقبة الظلامية السوداء التي تهيمن على المنطقة، ولا زال فيها هامش اجتماعي علماني وحضاري ومدني واسع يتمتع به كل من يزور ويعرف سوريا، وفي مجالات شتى، وأعتقد أن هذه نقطة تحسب لسوريا وسط هذا المحيط الظلامي، لا تستوجب مهاجمتها أو التشهير بها، وليست نقطة ضدها على أية حال. وحين يسمح لنا كبقية خلق الله ومثل رموز ومستحاثات ومومياءات الإعلام السوري المعروفين منذ الأزل، بالكتابة في الإعلام الرسمي وتنشر لنا المواقع السورية، الموالاة والمعارضة، فلن نتوانى، وبصدق، بالكتابة والاستفاضة عن الشأن السوري. والأمر الأهم إن موقف سورية المناهض للشرق أوسطية وللمشروع الصهيوني الاستيطاني في المنطقة لا يستوجب هو الآخر الهجوم على سورية، بل من يجب أن يهاجم ويشهر به هم أصحاب المشروع ومن يواليهم من عرب الردة والانبطاح.

وأخيراً وبالنسبة للكتابة اليومية، فعملي اليومي، هو في المجال المكتبي والثقافي، ولاسيما حالياً، في الترجمة، وقد أشرفت على مواقع سورية وأدرتها، وعملت في مواقع أخرى بصفة محرر ومترجم بشكل يومي، وأمضي أحياناً، أكثر من اثنتي عشرة ساعة وراء جهاز الكومبيوتر، يراكم لدي كماً من الأفكار والمعلومات يتم صياغتها بالشكل الذي يظهر أمامكم، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، أعتقد أنه ومن حقي الطبيعي أن أكتب وأعبر عن رأيي، ضمن الأسس العلمانية والتنويرية وقواعد النشر، وتحليل ورصد الظواهر الأنثروبولوجية المختلفة والتعليق عليها، وأنا لا أحمل سلاحاً، ولا أشتم فرداً، ولا أهدد أحداً بالقتل، وأمارس حقي الطبيعي في خوض معارك فكرية وبسلاح القلم والكلمة، وليس في هذا أية مخالفة أو اعتداء على أحد، أما إذا كان هناك من لا يريدنا أن نكتب، ويشترك في هذا مع أنظمة الردة والعمالة والقهر والفقر والاستبداد، فبكل أسف قد لا نجاريه في هذا الطلب وليعذرنا، وسيبقى قلمنا مشهراً في وجه الظلام ما دامت تدب فينا عروق الحياة. وإن كثرة الاطلاع من خلال الترجمة والقراءة وتقليب المراجع و"المواجع" والاتصال مع الإنترنت، تولد لأي إنسان أفكار يصيغها في شكل مقالة سريعة و"سندويشة" فكرية سريعة، لا أعتقد بالنهاية أن الكتابة فعل قبيح، أو مستهجن، ويعاب المرء عليه على الإطلاق.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل العالم بحاجة اليوم للحضارة العربية؟ إشكالية العقل والعقال
- لماذا يحتقر البدوي المهن الإنسانية النبيلة؟
- الخطاب البدوي العنصري
- من المئذنة إلى شاشة التلفاز
- لماذا لم يعتذر المؤذن السابق من السوريين؟
- مليونيرات الحوار المتمدن
- هل يحرر حزب الله المقدسات الإسلامية؟
- شيوخ التكفير والإرهاب على القوائم السوداء
- وصفة حزب الله
- منطق العصور الحجرية
- السيد المدير العام لجرّات الغاز المحترم
- السيرة ذاتية لكاتب عربي
- العرب وموسوعة غينيس
- أنفلونزا البراكين
- التعنيز: وإفلاس إعلان دمشق
- دول الخليج ومخالفة شرع الله
- الزيدان الفهلوي: وتصابي الشيخ الماضوي
- هل أفلس إعلان دمشق حقاً؟
- هل ينتهي الإرهابي الدولي أحمد موفق زيدان إلى غوانتانامو؟
- سكاكين أحمد موفق زيدان ودعواته العلنية للتطهير العرقي


المزيد.....




- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - رحلة مع فكر الظلام وأهله