|
رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد علي اللامي
جاسم المطير
الحوار المتمدن-العدد: 2995 - 2010 / 5 / 4 - 02:08
المحور:
كتابات ساخرة
كما هو الليل في غربة العراقيين داخل وطنهم يتمنون انبثاق النور سريعا ، كذلك فأن في أعماقي مثل جميع المغتربين ، خارج الوطن ، أمنية انبثاق نفس النور سريعا في ربوع وطننا كله . أرجو السماح لي بكتابة هذه السطور إليكم بعد أن وجدتكم اليوم يقظين ببرقكم ورعدكم ضد المخططات الأمريكية المعادية لبلدنا وللديمقراطية العراقية التي يقبل غناؤها الهادر على الإنسانية بفضل قوة أفكاركم الراقية والمثمرة في إيجاد برلمان عراقي نظيف وبعيد عن الأقاويل والسفاسف . أولا ابعث إليكم تحياتي الحارة لشخصكم الكريم عبر سطور هذه الرسالة حيث لم تتح لي الفرصة ، سابقا ، بالتعرف عليكم ، بل أنني لم اسمع باسمكم الكريم منذ نشوء قوى النضال السياسي ضد نظام صدام حسين خلال العقود السبعينية والثمانينية والتسعينية من القرن الماضي . كما لم أجد لكم موقعا سياسيا من خلال متابعاتي الصحفية في أي عالم من عوالم العمل السياسي والإعلامي في قوى المعارضة العراقية قبل نيسان عام 2003 .. كذلك فأن كثيرا من الأسماء الجديدة التي صاغت مبادئ العمل السياسي والقوانين والثوابت في الدولة والبرلمان وفي السياسة العراقية بعد سقوط النظام السابق لم أتشرف بالاطلاع على اسمكم المتميز بين تلك الكثرة من مئات الأسماء القيادية الجديدة ، في دولة العراق الجديد . ربما أنكم تمنحوني المغفرة لأنني كنت قاصرا عن معرفة هباتكم ومواهبكم السياسية وتضحياتكم الوطنية أيضا . لكن ، والحق يقال ، أنكم لمعتم باتساق تام مع حملة الاستعداد لانتخابات برلمان عام 2010 على اعتبار أن (الكون الانتخابي العراقي) برمته بدأ بالتحرك والحراك مع نموذج من نماذج (الكم السياسي) التي وضعتم انتم صياغته حول اندماج زمان هيئة المساءلة والعدالة مع زمان المفوضية العليا للانتخابات بقصد ضمان سلامة القوائم الانتخابية ونظافتها من زغب عناصر من النظام السابق أو من تنظيمات حزب البعث الذي آوى زعامة المجرم الكبير صدام حسين . خلال هذه الفترة تعرفتُ إلى اسمكم ودوركم في إثارة الكثير من قضايا اجتثاث البعثيين ودوركم أيضا في إثارة رغاوي فقاعات إعلامية من على الشاشات الفضائية ، العراقية والعربية ، وقد تضخم دوركم ونما وأنجزتم مهمات قد تكون جديرة بالاحترام من قبل بعض السياسيين داخل العراق وخارجه أو قد تكون مستنكرة ، أيضا ، من سياسيين عراقيين داخل العراق وخارجه ثمة نقطة أخرى أود الإشارة إليها أنني مثل غيري من المواطنين كنتُ قد وجدتُ اسمكم الكريم متربعا على إحدى القوائم الانتخابية مرشحة إياكم لانتخابات البرلمان ، لكن ، كما يبدو ، أن فضاء التصويت الانتخابي يوم 7 – 3 – 2010 قد تقوّس قليلا إذ باعدكم عن جاذبية ناخبيكم الذين ما زادوا عن بضع عشرات ممن منحوكم ثقاتهم ، إذ حرمكم من متعة التربع على الكرسي البرلماني ، الذي تجدون انتم وحزبكم أو المحيطين بشخصكم وموهبتكم متوافقين تماما مع مركزية العمل التشريعي في عراق الرافدين ، الذي استطعتم بتجربتكم الأخيرة المتواضعة محاولة رمي النتائج الانتخابية ـ بعد ظهورها بشهر كامل ـ بصخرة قوية من خلال قراركم باجتثاث 52 فائزا من قوائم الانتخابات وفق كونهم من أعضاء حزب البعث أو من أركان النظام الفاشي السابق . بذلك أصبح اسمكم مشاعا ، كل يوم وكل ليلة ، بل كل ساعة ، في الفضائيات كلها ، فكل فيلسوف من فلاسفة نشرات الأخبار فيها أو من محرري التعليقات السياسية أدرك انه من دون ذكر اسم السيد على اللامي في نشرته فأن النشرة كلها تكون محض قفر لا فائدة فيها على المستمعين والمشاهدين وأنها ستكون نشرة بلا هدف . إن تكرار اسمكم وشموله نطاقا عربيا وعالميا كان بكل تأكيد منطبقا مع رغباتكم المستقرة على إعادة انتخابكم في برلمان 2014 بعون الله تعالى ، لكن ، كما يبدو ، جاء التكرار غير متوافق مع خطط حمايتكم لضمان سلامة حياتكم التي هي من حقكم ، دون أدنى شك ، مهما كانت تكاليفها على ميزانية الدولة في المنطقة الخضراء أو غيرها . ما دفعني أيها السيد علي اللامي لكتابة هذه الرسالة المفتوحة لكم هي (دراما الاغتيال) التي امتلكتم إمكانية عرضها بأساليب جيدة تتحلى بالتواضع التام حين أعلنتم إلى وكالة السومرية نيوز بأن اسمكم ودوركم قد أثار حقد واشنطن عليكم ، أكثر بكثير من حقدها على الرئيس الكوبي فيديل كاسترو ، بعد تمكنكم من إفشال مساعي القاعدين في البيت الأبيض والبنتاغون لإعادة حزب البعث إلى السلطة في العراق عبر قرارات الاجتثاث التي أصدرتها هيئتكم حيث تتناهى أغانيها على كل لسان ..! بهذا وذاك قد تمدد أسمكم الكريم ، اسم الشخصية العراقية (علي اللامي) ، على نطاق السياسة العالمية كلها بشكل قد يؤثر على السياسة الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط اجمع مما جعل المخابرات الأمريكية تتمدد هي الأخرى على نطاق مجرات منطقة الشرق الأوسط وعلى نطاق العراق للقيام بعملية اغتيالكم ، اغتيال علي اللامي رئيس هيئة اجتثاث البعث بمؤسسة المساءلة والعدالة وفق تصاميم سرية بالغة الدقة كي يكون ممكنا توجيه تهمة الاغتيال إلى تنظيم القاعدة وحزب البعث وإبعاد أمريكا عن أي اتهام ..!! أيها السيد علي اللامي : حسنا فعلتم حين استيقظتم باكرا لتوجيه تحذيركم التاريخي ، بعد شروق شمس يوم 1 أيار 2010 وقبل غروبها ، إلى الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة اوباما والى الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي والى السفير الأمريكي في المنطقة الخضراء المستر كريستوفر هيل بتوجيه الاتهام الصريح ، المباشر ، إلى واشنطن وليس إلى غيرها بالإعداد والاستعداد للقيام بعملية اغتيالكم لأنكم لعبتم دورا كبيرا في المقارنة بين نتائج انتخابات 7 آذار وفوز قائمة أياد علاوي بالمرتبة الأولى وبين ضرورة المذهب الداعي إلى أن يكون الفائز الأول هو نوري المالكي لأن هذا الفوز يتطابق من الناحية السيكولوجية على التطابق مع الإيمان والعقل . كما أنكم فعلتم حسنا أنكم ذكرتم أسماء الجهات الاستخبارية العظمى ، العراقية والأجنبية، التي زودتكم بمعلومات ( ذكية ) كاملة عن خطة اغتيالكم فلا احد ينكر أهمية دوركم القيادي الكبير في الزئير الحكومي الكئيب عن الديمقراطية والحرية وعن دوركم الكبير أيضا في تمثيل ذروة المد الديمقراطي ليس في عصر عراقي جديد بل في العصر الحديث كله في العالم كله . خصوصا وانتم على علم تام بوجود عشرات الآلاف من البعثيين في الضوء المرئي لكل زوايا الدولة العراقية وأجهزة التعليم وقيادات الجيش والقوات المسلحة وفي مناصب قيادية في وزارة الداخلية . كما أن السطح المختفي والمكشوف ، في المحاكم ودوائر القضاء ، تضم قضاة من البعثيين أيضا . كل هذه الآلاف لم تقذفوا عليها ، أيها السيد علي اللامي ، أية قطرة من حامض كبريتيك المساءلة والعدالة إلا على بضعة أنفار من الفائزين في انتخابات البرلمان لعام 2010 حيث تم تازيم الوضع السياسي في البلاد كلها . من دون شك إن سيادتكم معصوم عن كل خطأ ، كما يظن الواقفون وراءكم ، وهم على صواب تام ، معبرين عن أهواء حزبية تضامنية ، وأن إجراءاتكم هي الصحيحة الوحيدة في حرية اجتثاث كائنا من كان . فهي نمط من أنماط (الذكاء السياسي والانتخابي) يـُرضي الراكضين نحو مستقبل غامض وأنكم أيها السيد علي اللامي نتيجة وضوح أهدافكم ومراميكم وأفكاركم باعتباركم في مقدمة المناضلين ضد بعض الناس الفاسدين في البرلمان والدولة ولكونكم من المناضلين من اجل التقدم والليبرالية والمدنية الحديثة لذلك ادعوكم أن تكونوا حذرين تمام الحذر من ( محاولة الاغتيال ) في عصر التنوير العراقي فأرجو من الحكومة العراقية كلها ان لا تغفل ( مهمة كبرى) من المهمات التاريخية الملقاة من قبل الامبريالية العالمية على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية وهي اغتيال عراقي اسمه علي اللامي . لذلك أنني أشارككم رأيكم بتحميل كامل مسئولية عملية اغتيالكم ـ لا سمح الله ـ على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية رمز الظلامية الدوكماتية المعاصرة ، التي ستظل تتجاهل كل تحذيراكم لأنكم ، كما تعرفونها تعارض دائما كل صور ووسائل البحث عن الحقيقة ، وأنها ستدخل طلبكم ، حتما ، إلى نماذج من تفسيرات غير علمية لتقليل شأنكم وربما سيكون السفير الأمريكي خائفا منكم إلى حد تتجه لديه مشاعر الضغينة إلى حد اتهامكم بمرض سيكولوجي حيث لا يجد أي مصلحة أمريكية بوجودكم على رأس هيئة المساءلة والعدالة . أتمنى لكم عمرا مديدا لكي تظلوا على وجه العراق نورا فياضا على مر السنين متلألئ بالديمقراطية الدافقة . مع الاحترام والتقدير ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ بصرة لاهاي في 3 – 5 – 2010
#جاسم_المطير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آللهم نجنا من زعاطيط السياسة
-
العلمانية وأسس تحرير الإنسان العراقي وانعتاقه الفكري والسياس
...
-
رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى خلفاء بغداد الثلاثة
-
صدمتان سياسية ونفسية بين الوزيرة ورئيس الوزراء ..!
-
عودة العراق إلى عصر صناعة الأحذية يدويا ..!
-
عن المعجزات والمستحيلات في السوق الانتخابية الحرة ..
-
رسالة مفتوحة ثانية من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي
-
الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة
-
رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي رئيس الوز
...
-
صفات الإبصار في عقل النائب الحمار ..!
-
هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟
-
الموت تفخيخا ووعد خمور الجنة وحور العين ..!
-
مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
-
أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القا
...
-
البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
-
تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
-
ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
-
تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
-
سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
-
حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|