أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مصطفى لمودن - عابد الجابري الجبل الذي لن يهد














المزيد.....

عابد الجابري الجبل الذي لن يهد


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 22:04
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عزاؤنا واحد في وفاة المفكر والمناضل الدكتور محمد عابد الجابري يوم الاثنين 3 ماي 2010 بالدار البيضاء، وقد ازداد قبل 75 سنة بفكيك شرق المغرب، ورغم كل مظاهر الإقصاء التي كانت ضده، استطاع التعلم والدراسة، وقد احتضنته إحدى مدارس الحركة الوطنية في الدار البيضاء، ومنها اعتل جهازه الهضمي كما ذكر في أحد حواراته بسبب التغذية التي كانت تقدم للتلاميذ أمام ضيق ذات اليد، درس الفلسفة بجامعة محمد الخامس بالرباط، وناقش دكتوراه الدولة في فرسنا دارسا وشارحا تراث ابن خلدون، وقد عنونها ب" العصبية والدولة: معالم نظرية خلدونية في التاريخ العربي الإسلامي"، ساهم في وضع أسس تعريب العلوم الإنسانية بالمغرب منذ بداية الاستقلال، وأدمج كل نظريات الفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع في المقررات الدراسية، بما فيها برامج الفلسفة في الثانوي، قبل أن يوقف ذلك في منتصف ثمانينيات القرن الماضي بقرار جائر وخارج منطق التاريخ، كان مناضلا في صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، (ثم الاتحاد الاشتراكي)، وقد استقال بعد ذلك احتجاجا على غياب الأخلاق ووضوح الرؤية في السياسة كما تواتر عن ذلك، ترك إرثا زاخرا من المؤلفات في مختلف المجالات المعرفية؛ كالتعليم "أضواء على مشكلة التعليم بالمغرب"، "من أجل رؤية تقدمية لبعض مشكلاتنا الفكرية والتربوية"والفلسفة "المنهاج التجريبي وتطور الفكر العلمي"، واللغة، والدين "الدين والدولة وتطبيق الشريعة"... وقد اشتهر بأطروحته الخالصة حول "نقد العقل العربي"، من قبل ظهور الدعوة وكيفية تشكل العقل العربي القائم على العصبية القبلية والغنيمة.. وكيف تشكل بذلك العقل السياسي ثم الأخلاقي، وقبل سنوات أصدر كتابين متميزين في دراسة القرآن، من ضمن ما فيهما العودة إلى أساب النزول وتحليل لغوي معمق.
قبل سنوات قرأت حوارا له مع مجلة "الكرمل" التي كان يشرف عليها الشاعر محمود درويش، ولم أنس قولة قوية له، ذكر فيها أنه من "راعي غنم"، قد أصبح في المكانة التي وصل إليها، وأضاف يومها أنه ربما قد يصبح وزيرا... (لا أعتقد أنه بعد ذلك بقيت له نفس الأمنية).
لا أعرف لماذا يذكرني دائما محمد عابد الجابري بأحمد الباهي، الصحفي المخضرم، والذي جاء به عبد الرحمان اليوسفي من باريس ليشرف على إعادة هيكلة إعلام الحزب، خاصة جريدة "الاتحاد الاشتراكي"، عندما تولى حزب القوات الشعبية مسؤولية قيادة "حكومة التناوب" في 1998، ربما أن الباهي والجابري يتميزان بنفس قوة الشخصية والحنكة في الكتابة والصراحة التي تميز الصحراوي البدوي، وتجعله لا يأبه لرأي الآخرين فيه، مادام هو متيقن من صواب رأيه وحسن توجهه، لقد غضب الجابري ـ كما سمعناـ إثر وفاة الباهي الذي جاء من باريس ومعه أحلام بداية الستينيات، لكنه اصطدم بكتل من المصالح لا يمكن زحزحتها، فتوفي كمدا متحسرا على أوضاع انقلبت رأسا على عقب.
الجابري ظل يعيش في أنفة ولم يحدث أن تنازل يوما عن توجهه، وعن أفكاره، رغم كل الصعاب والعراقيل التي صافته، ومن ذلك طبعا عدم رضى بعضهم على كتباته التي تفتت الموروث الثقافي برمته، وقد انبرى بعض أشباه الكتاب للرد عنه ومحاولة دحض خلاصاته المخلخلة لعدد من المفاهيم، ومن المفجعات/المضحكات أن هناك جهات بالمشرق أفتت ب"هدر دمه". من المعروف كذلك أن الجابري توجه إلى سوريا سنة 1958 لدراسة الرياضيات، لكنه لم يجد مقعدا بالكلية لذلك، فتسجل في سلك الفلسفة، ولعل هذه الصدفة كانت منعرجا حاسما وإيجابيا في مساره.
ليس الوقت الآن تعداد كتبات الراحل المتنوعة، وليس من الضروري التأكيد على أهمية فكره، واعتماده مرجعيات مختلفة سواء عربية/إسلامية (فلسفة، تصوف، علم كلام، لغة..)، أو مرجعيات فلسفية غربية، مما جعله واسع الاطلاع، ومتميزا في تحليله الثاقب. ولكن من الضروري الحرص على الاستفادة مما تركه من موروث فكري لا يقدر بثمن، وفي الختام يحق أن نتساءل عن دور رفاقه ومحبيه من أجل خلق مؤسسة تعنى بذلك، وأن تترفع الدولة عن هذا الحجود الذي تعامل به أبناء المغرب البررة كمحمد عابد الجابري.



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوي ...
- إشكاليات تدبير الماء بالمغرب
- فاصلة من حياة مواطن
- مخاطر الفيضانات بالمغرب، وضعية قرية كنموذج
- مواجهات استخباراتية قذرة بالشرق الأوسط
- تاء التأنيث المتحركة: حكايات نسائية/عائشة غير الشقية
- تساؤلات عن الجهوية في المغرب
- المقاومة المغربية، حركة عبد الكريم الخطابي في الواجهة
- كشف تناقضات الواقع من خلال مسرحية- بلاغ هام-(المغرب)
- هل ستظل الفيضانات تكرر المآسي في المغرب؟
- نادي الأسير الفلسطيني في جولة له بالمغرب
- عاشوراء بين النار والماء(المغرب) من قطرات الماء الرمزية إلى ...
- حوار حول الوضع السياسي بالمغرب، الانتخابات، الأحزاب، دور الي ...
- فيروس الزوكام المميت يتوسع في فرنسا ويتحول في النرويج وشكوك ...
- من ذكريات المسيرة الخضراء(المغرب)
- هدر مدرسي يساوي خسارة أمة(المغرب)
- حركية دولية للتضامن مع بنصميم(المغرب)
- الخادمات بالقناة الثانية المغربية
- تجمع المدونين المغاربة يعقد ندوة ويصدر بيانا
- المخيمات الصيفية بالمغرب: ضعف التأطير وقلة الإمكانيات.


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مصطفى لمودن - عابد الجابري الجبل الذي لن يهد