أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - المخرج التونسي ناصر خمير














المزيد.....

المخرج التونسي ناصر خمير


محمد عبيدو

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 17:26
المحور: الادب والفن
    


تربى ناصر خمير منذ طفولته، الذي ولد بتونس عام 1948، على الحكاية وثقافتها الخارجة من ألف ليلة وليلة. ليهيم بعدها بالتصوف الذي كان مادة لأفلامه التي أثارت انتباه النقاد إليه. تعلم كيف يسرد الحكاية وكيف يطورها من خياله الخاص بطريقة ساحرة جعلت "أنطوان فيتز" يدعوه عام 1982 ليروي قصص "ألف ليلة وليلة" على خشبة مسرح شايلو الوطني، حيث كان يحكي أمام النظارة المشدودين إليه طوال ساعة ونصف من ذاكرته وخياله.

اخرج أول فيلم للسينما في تونس عام 1975 "حكاية بلاد ملك ربي" عن هجرة الشباب العربي او ما يسموا " الحراقة " الذين لا يجدون لهم مستقبل . ثم اخرج بعده بعام فيلم "الغولة" عن مجمعة خرافات في قريته ، وهما تسجيليان. وفي السنوات الأخيرة من ثمانينات القرن الماضي، أخرج ناصر خمير فيلمه الأول هو "الهائمون" الذي ظهر عام 1984 وهو لوحة تشكيلية فائقة الجمال والتناسق والحرفية في الرغبة بالطلوع خارج قيد المكان , بحثا عن ماض مفقود . "الهائمون" الذي يحكي عن قرية صغيرة معزولة في الصحراء غادرها رجالها فلم يعودوا وضاعت اثارهم ، بل تحولوا إلى أشباح هائمة في الصحراء تمر مرة في العام في القرية لتأخذ معها من بقي في القرية. وفيلم "الهائمون" مبني كله على الخيال ومصنوع كأسطورة يراد من ورائها طرح تأملات فلسفية حول الإنسان والحياة والقدر. ضمن سلسلة أفلام توالت في الانجاز، حصل الفيلم على تقدير عالمي وجوائز كثيرة (جائزة أفضل مخرج في قرطاج عام 1984، الجائزة الذهبية في مهرجان فالنسيا بأسبانيا عام 1985).. ومازال يعرض في المحافل السينمائية العالمية.. وسيمضي الناصر خمير خطوات أبعد باتجاه الفانتازيا في فيلمه الثاني "طوق الحمامة المفقود" عام 1990الذي يتضمن شخصيات خيالية تجسد تراث وأساطير الماضي.

وقام ناصر خمير باستكشاف جديد لثراء تقاليد الرواية الشفهية في "طوق الحمامة المفقود" . ، هو ملحمة بصرية وسمعية مدهشة تتكامل فيها عناصر التكوين في الصورة مع براعة النص المحكم إضافة إلى حالة من السرد الناعم للمشهد الأندلسي بكل ثرائه و روعته . ويلجأ المخرج في هذا الفيلم إلى تصوير مشاهد حديثة أسطورية، تستند إلى التصميم الفني والجماليات البصرية والتشكيلات الغرائبية المبهرة.. ولكن بدون اللجوء إلى الخدع والمؤثرات البصرية التي تحتاج إلى تقنيات معقدة.

الفيلم يطرح نموذجاً للمعادلة الصعبة التي يقول الكثيرون من المبدعين بأنها مستحيلة ، فهو يطرح قضية في غاية الجرأة ، وهي (( ماهية الحب )) منطلقاً من سطور في كتاب (( طوق الحمامة )) الفقيه الأندلسي الشهير " ابن حزم " ، وهو - أي الفيلم - يضعك وسط أزقة الأندلس ، ويدخل بك مساجدها دون أن ينفق جهداً كبيراً في تحديد العصر أو المدينة التي تجري بها الأحداث .

في الحقيقة أن المخرج تألق في استخدام أدواته الفنية ، ومعارفه المتنوعة من العمارة و الفلسفة و الفن التشكيلي ليرسم لك الصور مشهداً مشهداً ، ويضع المعاني متوالية تنفذ إلى العقل والقلب ، وهو يناقش مسألة الحب من منظور هذا العصر المجيد حين كانت المساجد هي مجالس العلم الذي يشمل كل معارف الدين و الدنيا …

فتجد نفسك داخل درس للشيخ الذي يشرح الأسماء المختلفة للحب ، ومعانيها ولا يكتفي الفيلم بذلك ، بل يتضمن نقداً سياسياً لاذعاً للاستبداد و الفوضى في الصراع بين الطغاة و المستضعفين الذي يتكرر عبر مراحل التاريخ المختلفة . ورغم أن الخيال يتداخل مع الواقع طوال حكايات الأحداث ، والشعر ينساب جنباً لجنب مع رواية الأحاديث الشريفة ، وتشكيلات الخط العربي تخطف بصرك و الموسيقى المصاحبة تشد أذنيك ، ورغم الاحتشاد المتلاحق للكلمات والمعاني ، والمفردات والأدوات الفنية فإنك لا يمكن أن تشعر بالتشويش أو التناقض أو التداخل ، بل ستشعر بتضافر كل هذه المفردات لتعيش الحالة الساحرة التي يصنعها هذا العمل المدهش . آخرها فيلمه الحالي «بابا عزيز، الأمير السابح في روحه». ، وتشي عناوين الأفلام ومضامينها، بانشغال عميق وهجس مستمر لدى خمير بإبراز أبعاد وأدوار حضارية سابقة لإنسان المنطقة العربية وتبيان حصة أو دور حضارة الإسلام والمسلمين كنصوص وتجليات عملية في بعض الحِقب، في رسم صورة مشرقة، والمشاركة في تقديم انجازات حضارية انسانية تخالف جوانب من الصورة الحالية الموصومة بعلل كثيرة.

وفيلمه الأخير هذا يتناول من خلال مجموعة متداخلة من القصص والحكايات بأسلوب ألف ليلة وليلة،قصة تنشا من داخل قصة اخرى حتى يتشكل النص السردي . فكرة الماضي وعلاقته بالحاضر، كما يناقش مغزى الوجود من خلال الدين بالمعنى الفلسفي الروحي حتى التصوف، والمعاصرة بمعنى عدم إنكار الحياة.



#محمد_عبيدو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السينما الهندية الجديدة
- سيرجي بارادجنوف أفلامه أساطير خالدة
- (( لونٌ هجراتي ))
- كيتانو تاكاشي يعبر بأفكاره بصوت عالٍ عما يقوله الآخرون بصوت ...
- الفيلم الامريكي -الزائر - و قضايا الهوية والهجرة وتقاطع الثق ...
- /فان غوغ/ أفلام سينمائية رصدت تاريخه ومعاناته
- بياض واسع من الشمع
- اسئلة السينما العربية
- مرينال سين لغة جديدة بالسينما الهندية
- (( صورك المحترقة))
- على حافة الروح
- - مال وطني - للمخرجة والممثلة الجزائرية فاطمة بلحاج
- الممثل والمخرج السينمائي الروسي الشهير نيكيتا ميخالكوف
- «ميخائيل روم»أحاديث حول الاخراج السينمائي
- تفاصيل حلم عتيق
- المخرج الإسباني بنتورا بونس : لا أحب الفائزين انهم مملون جدا ...
- نجيب محفوظ والسينما
- ايميه سيزير صوت للتّاريخ
- مصطفى أبو علي رائد ومؤسس السينما الفلسطينية
- فلليني مخرج يصور أحلامه..الفانتازيا ضد الفاشية والطفولية الم ...


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبيدو - المخرج التونسي ناصر خمير