أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسمين يحيى - انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة














المزيد.....

انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة


ياسمين يحيى

الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 12:56
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شعرت ذات مساء بملل وضجر فأحببت أن أتنزه قليلا في مدينتي الجميلة الرياض ، أرتديت ملابسي ، بلوزة وتنورة قصيرة . ووضعت نظارتي الشمسية فوق شعري ثم قمت بتشغيل سيارتي وأنطلقت بها متجهة الى أحد الأماكن الجميلة في وسط المدينة .
وبينما انا مستمتعة في قيادتي لسيارتي وتجولي في ذالك المكان الهادئ والمضيء بالأنوار الرائعة التي تعطي أحساسا بالصفاء والاستجمام والراحة النفسية ، لمحت من مرآة سيارتي سيارة تراقبني من بعيد ثم أصبحت تطاردني فعرفت أنها جيمس الهيئة ، أنطلقت مسرعة حتى لا يمسكوا بي وأكون لهم صيدة دسمة ثم خطر في بالي أن أتغدى بهم قبل أن يتعشوا بي فقلت بيني وبين نفسي لما لا أستغل هذه الفرصة السانحة للقضاء على هولاء الوحوش (عفاريت المدينة ) فهذا عمل أنساني أستحق عليه جائزة نوبل للسلام لأنني سأخلص الناس من شرورهم وأذاهم وأجعلهم يعيشون بسلام وأمان .

ففكرت وفكرت ماذا سأفعل بهم ! وبينما انا أفكر وهم يلاحقونني بمنتهى الحماس واللهفة للأنقضاض علي كفريسة دسمة ، صرخت بصوت عالي وجدتهاااااااااااااا .
فقذ تذكرت بأنني أحمل معي في حقيبة السيارة جالون بنزين أضافي كي أستخدمه في وقت الحاجة وأيضا علبة كبريت في درج السيارة . فرحت كثيرا بهذه الفكرة ومن شدة سعادتي قمت برفع صوت مسجل السيارة على أغنية للفنان عبدالمجيد عبدالله وأشعلت سيجارة ودخنتها كي أشعر بالأسترخاء وهدوء الأعصاب وكل هذا وانا أقود سيارتي بأعلى سرعة لها ، ثم قمت بألغاء نظرة عليهم من المرآة لكي أعرف عددهم وعدتهم فرأيت أربعة ذكور سمان غلاظ لحاهم طويلة وكثيفة وبشعة ، هيئتهم ومنظرهم أقرب الى العجول منه الى الأنسان وسمعتهم يصرخوا علي بصوت ساخط يملئوه العنف والقبح :
توقفي يا فا . . .
قبحك الله يا سا . . .
وانا لا مبالية بهم وسائرة على خطى خطتي لهم التي ستأتي بأجلهم وتعجل بذهابهم الى حورياتهم القابعات في خيامهن ويترقبن قدوم هولاء الذكور الأبطال .

كان عددهم أربعة وعدتهم هي الارهاب والعنف واللسان البذيء ، فصرت أتجول بهم في الشوارع والحواري وهم يلهثون ورائي كالكلاب السعرانة وانا سعيدة ومنتشية جدا بمنظرهم هذا الذي يدل على مدى أرتقاء فكرهم وعقولهم . ثم أتى في بالي الرجال الغربيين الكفار الذين يجرون وراء المخترعات والمعجزات الأبداعية ويبحثون عن حياة أخرى على القمر والمريخ وهم أمامهم اجمل نساء الأرض وفي قمة درجات السفور وقارنتهم بهولاء الهمج الأغبياء الذين لا هم لهم سوى جسد المرأة ومفاتنها وفتنتها وشيطنتها وكيف أن الكفار لم يمنعهم فتنة ومفاتن المرأة عن العمل والتقدم والأبداع بينما هم يبحثون بكل ما أستطاعوا من قدرة على امرأة تظهر بعضا من جسدها ويكرسون لهذا العمل الوقت الطويل والجهد الكبير وينفقون المال من أجله وكل ذالك حتى يصدونها عن فتنتهم بها التي تبعدهم عن الله وتعطل أعمالهم العظيمة من أجل البشرية .
فقلت بأبتسامة ساخرة : يالهم من مساكين ، تسيرهم الغريزة مثلهم مثل الحيوانات .

المهم بعد دوراني بهم في جميع شوارع ومناطق المدينة وبعدما شعرت بالملل والتعب من كثرة الدوران واللعب بهم ، ألتفت نحوهم فرأيتهم لا زالوا متحمسين ومتهيأين للأمساك بي ، فهم أجساد قوية بلا عقل لا يهمهم التعب ولا يأثر بهم مادامو في أعظم مهمة خلقوا من أجلها وهي : مراقبة المرأة وملاحقتها ومنعها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي .

وقمت بأيقاف سيارتي في أحدى المناطق الخالية من البشر وقبل أن يوقفوا هم سيارتهم نزلت وأتجهت مسرعة نحو حقيبة سيارتي وأخرجت جالون البنزين ثم عدت وجلست داخلها وأخذت علبة الكبريت من الدرج وبقيت في مكاني داخل السيارة أنتظرهم ، فلما أوقفوا سيارتهم ونزلوا منها فرحين وكأنهم أخترعوا السيارة التي تحملهم هم وعقولهم الصدئه ، وأتجهوا نحوي مسرعين ونظرات الشر المختلطة بنظرات الفرح بأنتصارهم المتوقع تملئ عيونهم الشيطانية . تظاهرت انا بالأستسلام لهم حتى يقتربوا مني أكثر فأكثر الى أن ألتصقوا في باب سيارتي مطالبينني بالنزول منها فقمت انا بالأمساك بجالون البنزين الذي كان بجانبي ثم فتحت نافذة السيارة وسكبته على وجوههم وأجسادهم وقمت بأشعال عود كبريت وقذفته عليهم فأشتعلت النيران بهم وألتهمتهم بشهية وشوق .
تلك النار التي لطالما كانوا يخوفون ويرعبون الناس بها من أجل أبتزازهم وأستغلالهم بأسمها وأسم مبدعها ، هم إذن أحق بها وهم الأولى في العيش بها .

ثم صحوت من نومي وانا في قمة السعادة والسرور .
كان حلما صحيح ولكنه حلما جميلا .


فكيف لكم ياأيها الأشرار أن تمنعوني من حقي في النزهة والأستمتاع وتحسين المزاج بمفردي وأنتم لا !
وكيف تمنعوني من استنشاق الهواء من دون حواجز وأنتم لا !
وكيف تخنقوني بعباءة ونقاب في جو ساخن لا يطاق وأنتم لا !
وكيف تحرمونني من حقي في قيادة سيارتي وأنتم لا !
فكم أنتم وقحين ومجرمين .

ملاحظة : انا أرحم من أن أعاقب شخص بالموت الرحيم فما بالكم بالحرق في النار ولكنها مجرد تعبير عن الحرقة التي أشعلوها في قلوبنا نحن النساء هولاء المجرمين .. أنتهى



#ياسمين_يحيى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكر دلوع الله ..
- أواخر الشتا .. قصة قصيرة
- أنا وأعدائي الوهابيين !! (2)
- أنا وأعدائي الوهابيين .. !
- الأصرار على الحب .. قصة قصيرة
- الفرق بين السيد حمادي بلخشين وسي السيد محمود الشمري / تحليل ...
- مفهوم القوة في العالم العربي .
- يوم المرأة العالمي .. أيش يعني ؟
- السنة والشيعة ...
- أبو عنتر ... نموذج للرجل العربي ؟
- الفرق بين هيفاء المسلمة وأليسا المسيحية
- ما الفرق بين تعدد الزوجات وتعدد الأزواج ..!!
- العدل والله ...
- رسالة إلى الفتاة المسلمة ... وردي عليها
- انتقادات متنوعة 4
- خربشات
- ردود على الاشواك والورود
- هل المحاماة فطرة ؟
- تحليل نفسي لأشباه العلمانيين !!!
- أنا ممثلة العلمانية الحقيقية !!


المزيد.....




- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ياسمين يحيى - انا وعفاريت الهيئة .. شبه قصة قصيرة