البشير النحلي
الحوار المتمدن-العدد: 2994 - 2010 / 5 / 3 - 02:46
المحور:
الادب والفن
لَمْ أخرجْ من تيهي حتّى حين انفتحت عين الفجر
وبقيتُ طريحاً تشويني شُعَلٌ لا يطفئها غيمٌ أو نهر
من بين الأخلاط المتكاثرة الحرّى
ميَّزتُ الذِّكرى
ذكرى يانِعَةٍ سكنتْ في الرّأس وفي الصّدر:
في زنقتنا ما من أنثى
إلاّها
كانت تلقانا بصفاء طفولتها
تتحدّى عسف الآراء
تسخرُ من عُرْفٍ أعشى
وتعيش حياة الغيم
تغشى حلقات الأقران
فتجالسنا وتجارينا وتخفِّف قهر الدهر
* لكن -قالت يوما- لا ترمي صدري قصدا..
* بذا - وأشرتُ إلى البالون- أمْ باللهب العيني الصّاعد من قعر الرّوح
فأنا بُركانٌ يأكل بعضي بعضا
انسابتْ بسمتُها كالماء وقالت: يامجنون بالإثنينْ!
لمّا انسلَّتْ سلّتْ زهر الفرح المتفتِّح في وقت الأقران:
* لِمَ قلت لها ذلك؟ صَلَقَ الأكبر.
فضحكت وقلت له: كتم النار أفقدني الصبرا!
فتشاتمنا وتهارشنا
لكنْ
وكما كّنا عدنا
في العطلة سافرتُ (كيف يهم إلى أينْ؟ْ)
وقضيت بعيداً عمرين!
لمّا أبت قال رفيقي الكاتم حبَّ ندى:
أفعى بخاخة سمٍّ أعماها الحقد دسَّتْ موتاً في سمكٍ مقلي
أهـدته لها
فقضتْ في الحينْ
وبكى...
فيما ألقى
في أحنائي مَـحْلاً
يخشاه حريق سِـــنينْ.
#البشير_النحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟