تصريحات متناقضة

عمران العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2993 - 2010 / 5 / 2 - 22:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

واحدة من اهم افرازات المرحلة الجديدة ،هي حالة حضورالمسؤولين وبكافة مستوياتهم امام كاميرات التلفزيون ووسائل الاعلام كافة ، حتى اصبح ذلك من ضرورات العمل وفي اي مجال ، وحالة تكرار الظهور بحد ذاتها ليست معيبة ،ولكن الذي نلمسه من ذلك ان مايترشح من تصريحات عن ذلك الظهور هو حالة التناقض بالتصريحات لتصل حد التقاطع في بعض الاحيان لمسؤولين ينتمون ويعملون بنفس الجهة، مما يولد حالة من التناقض ،ويؤكد وبدون شك حالة عدم التنسيق وغياب الناطق الرسمي الذي يمكن ان يعتمد تعليقة او تصريحه كمصدر موثوق .
بعد انتهاء الانتخابات الاخيرة في 7/اذار 2010 كانت الانظار تتجه صوب مفوضية الانتخابات كونها الجهة المسؤولة عن نتائج تلك الانتخابات ، ومن خلال متابعة تصريحات بعض المسؤولين لهذه المفوضية ولو استعرضناها منذ لحظة غلق صناديق الاقتراع لما وجدنا تصريحا يشابه الاخر حتى عندما يتعلق الامر بموضوع واحد ، فلوحظت حالة التخبط الواضحة التي بدأت من مواعيد اعلان النتائج التي قال بعضهم انها لن تستغرق سوى يومين ،لتتحول شيئا فشيئا الى اسبوع واسبوعين وثلاثة دون معرفة اسباب هذا التناقض ،ومازالوا يكررون ويكرسون حالة التخبط دون ان يكترثوا الى مايمكن ان يفقدوه من مصداقية امام الجمهور وانعدام الثقة التي يمكن ان تؤثر كثيرا على عملهم .
آخر التصريحات المتناقضة كان فيما يتعلق بأعادة العد والفرز اليدوي الذي اثبت مرة اخرى حالة عدم التنسيق بين مسؤولي المفوضية ،فبعضهم قال ان العملية تستغرق اسبوع والاخر عشرة ايام، وأخيرا قيل ان المدة يمكن ان تستغرق شهرين ! دون ان يشرح لنا احد كيف يمكن ان يستغرق عد وفرز محافظة واحدة شهرين فيما استغرق عد وفرز ثمانية عشر محافظة واحد وعشرون يوما ؟.
يفترض بالمفوضية ان تكون اكثر مصداقية واكثر تأني في اطلاق التصريحات، وعلى مايبدو أن كل مايصدر عنهم، هو تصريحات ارتجالية ودون تنسيق ،ويؤكد حتى عدم التوافق فيما بين مجلس المفوضين انفسهم .
حالة التصريحات المتناقضة في الكثير من مفاصل الدولة العراقية اصبحت من السمات البارزة وكإنها عاهة مستديمة في الحالة السياسية ، ورغم تكرارها لم يتم تلافيها مما خلقت حالة عدم الثقة بتلك التصريحات، وانموذج مفوضية الانتخابات في الفترة الاخيرة كان ابرزها ، حتى ضاع علينا وحسب المثل الشعبي ( الخيط والعصفور ) .

#عمران_العبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات