يوسف ليمود
الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 19:44
المحور:
الادب والفن
الجسم، مساحةً، أكبر مما نظن. إنه على كل المستويات خداع. الجسم مكوّر، يتلاشى معظم حيّزه في البعد الثالث، أي ما يسمى المنظور. لاحتواء هذا الخداع البصري، نحتاج أن نحوّل المنظور إلى مسقط. يعني أن ندور حول الجسم، أن نمشي عليه بالعين سنتيمتراً سنتيمترا، أن نقسّمه بعلامات لنقيس المسافة بين نقطة وأختها. إننا لنذهل مما لم نره قبلاً على سطح أجسادنا نفسها. أين كان جلد الطبل البشري هذا مختبئاً وفي أي أرض يُسمّع؟ إذا كنا لم نر هذا الامتداد كما هو في الواقع بسبب خداع البعد الثالث، فهل ثمة خداع آخر لا ندركه ذائب في أغوار الجسم؟
في مشروعه الجديد "خريطة الجسد" (تحت التطوير لا يزال)، يفرد الفنان المصري المقيم في أمريكا، حمدي عطية، الجسمَ، بأبعاده الغائبة في المنظور، إلى مسقط. سطح. طوبوغرافيا بشرية. كيف يفعل هذا؟ يضغط باسكانر الكمبيوتر على الجسم جزءا جزءا ويصوّر. يلحم الصور والأجزاء بعضها في البعض بدقة متناهية، ينبسط الجسم أمامه سطحاً واقعياً في بعدين اثنين لا خداع بصرياً فيهما. هذا المشروع يعيدنا إلى مشروعه السابق الذي فعل فيه بالكرة الأرضية نفس الشيء، وإن كان في ذاك، أكثر تعقيداً عنه في هذا، حيث تداخلت الجغرافيا مع التاريخ مع السياسة...الخ مما ينوء به جلد الأرض وتضاريسها. لكن ساحة الجلد البشري وتضاريسه التي يعمل فيها هذا الفنان، رغم أنها أكثر تجريدا، إلا أنها تنوء بجغرافيا الوجود نفسه وغموضه الغائر في سطح الجسم.
ي. ليمود
م. جسد
يتبع: يوسف نبيل .. الجسد مثقوبا بوجوده
المادة السابقة: http://www.doroob.com/?p=43352
مادة سابقة عن الفنان: http://www.doroob.com/?p=17653
#يوسف_ليمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟