أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - مغادرة الجسد














المزيد.....

مغادرة الجسد


هيفاء حيدر

الحوار المتمدن-العدد: 2990 - 2010 / 4 / 29 - 00:38
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



هل تستطيع المرأة مغادرة جسدها اٍن أرادت ولو لبرهة من الزمان؟أن تتركه ورائها وتمضي تدعه يستكين للراحة للحظات وتذهب هي في سبيل ربها تبحث عن السكينة ولو لمرة، أرادت لها أن تكون لنفسها ولوحدها لا يشاركها فيها أحد حتى ولو كان هو نفسه الجسد الذي أتعبته رحلة السنين معها .
من صاحب الطلب في ترك الآخر المرأة أم جسدها ؟أيكون لديه نفس الأسباب لترك صاحبته وماذا سيكون وضعه لو اٍستجاب لطلبها ؟
سيبقى كامنا" دون حراك أم سيصبح لديه ما يفعل في غفلة منها؟
كيف للعلاقة مع المكان أن تكون ؟
أي الأشكال ستأخذ علاقة المرأة بالمكان التي أحبت و تلك التي لم تحب؟
أي الأماكن سيكون من السهل مغادرتها واٍبقاء الجسد فيها ملقى هناك دون أي حراك ؟
هل سينبض بالحركة؟ أم ستغادرة الروح هي الاخرى ؟أتراها تعبت من حاملها وتريد أن تبتعد عنه ؟ كما تريد المرأة وتحب أن تلقي بجسدها في مكان معلوم وغير معروف في اللحظة ذاتها.
لقد اٍشتهيت في رحلتي هذه المرة أن أستطيع أن لا يغادر جسدي معي كان من المفروض أن يشعر بي أكثر ويدعني أسافر كنت بحاجة للوحدة و اللجوء الى نفسي معراة حتى من الجسد الذي ما زال يغطيها ، لم يشعر معي لماذا لا أعرف لماذا لم يدعني و شأني كان من الأفضل أن أسافر بلا اٍحساس بالغربة بأن من يغادر معي من بقايا الجسد و الروح كانوا متأمرين على فسحة الأمل التي اٍرتأيت أن أعيشها بدون هذا الحمل الثقيل الذي أرهقني.
ما هذا السحر الذي يحمله المكان في حياة المرأة ، لدرجة اٍنها لا تدع من مجال حتى للتفكير بأن نغادر ونترك جزءا" منا لا نريده أن يرافقنا في كل مرة نريد أن نبحر الى قاع حقيقتنا و نحن مجردين من أجسادنا هذه، وغيرها مما أتعبنا الحديث معها مرات ومرات ، حول ما يجب أن يكون و ما لا يجب أن يكون حتى نبقى على ما نحن عليه حتى الآن.
في العلاقة مع المكان هناك ما لا يحسب عقباه ما بين المرأة و ذكرياتها التي كانت، لذلك ربما تختار أن تترك جسدها وتمضي حتى لا تحزن المكان و يغضب الجسد وتصبح الأمور أبعد من ارتباط بالمكان و الخروج من دائرة الزمان الذي تعيش به ،هذا ما كان لو أـن الأمور التي نقرر أن نتركها ورائنا ونمضي تبقى كذلك نبتعد نحن عنها وهي هل تبتعد هي الاخرى؟ هل تغادرنا؟أم تبقى بداخلنا تصر على الحضور فينا و نحن نغض النظر عنها .
كيف سنتصرف لو اٍكتشفنا أن الأشياء التي قررنا أن نتركها و نمضي الى سكينة متوخاة لم تغادرنا و لم تبتعد عنا ولو بضع خطوات فقط وربما للحظات تمر من أمامنا أطياف الأمكنة التي غادرناها مسرعات حتى لا نلتفت للوراء و نغير من أرائنا ونبدأ اٍستدعاء الذكريات و تفلت منا بعضها ويعود أدراج الريح كل ذاك الهدوء الذي اٍبتغيناه ولم نجد سبيل لذلك.
قد ينادينا المكان الذي ألفناه و أعتدنا على مشاغباته معنا ،سيراهن أننا سوف لن نتحمل الأبتعاد كثيرا" عنه هو يغفو على رائحتنا لقد أنتمى اليها ، لذلك حتى ولو تركنا الجسد هناك فسوف لن يهنئ الجسد بصحبة المكان الذي سيصحوا بنا من جديد لنرى أنفسنا أن رحلة السرحان في سبيل الله لم تدم طويلا" .



#هيفاء_حيدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعلم...
- عندما يكتبون
- تأمل
- ما بين الفطري و المكتسب
- فقر المرأة
- بين المجال و المدى
- منظومة قيم
- في البعد النسوي
- حقوق منقوصة
- بقايا الصوت
- خلف الأبواب المغلقة
- نقطة النون
- انضباط أخلاقي
- صابرات بعنف
- اكتساب مهارات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة


المزيد.....




- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هيفاء حيدر - مغادرة الجسد