محمدالجبلي
الحوار المتمدن-العدد: 2989 - 2010 / 4 / 28 - 10:29
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
ثمة مؤشرات توحي بأن شحصيات نضالية واعتبارية من المعارضة في محافظة الحديدة ,قامو بتأسيس حركة"العمال التهاميين بالاأرض "والتي تعد حاليا تحت التأسيس وسيتم إشهارها فيما بعد وهذه الحركة التي يسعى العديد من أبناء تهامة الى تجسيدها على حيز الواقع دفاعا عن الأراضي التهامية التي تعرضت للسطو والنهب بقوة الإرهاب والسلاح وستكون من مهامها الدفاع عن حقوق الإنسان اليمني في تهامة وتتلخص أهدافها في جملة من الأهداف سوف يتم الكشف عنها عند الإشهار.
الجدير بالذكر ان حركة"العمال التهاميين بلأرض" ستكون على غرار حركة"العمال الريفين بلأرض" في البرازيل التي تأسست في سارانداي في ولاية ريوغراندية دوسول وعاصمتهابورتواليغري وأصبحت حركة MST المحرك الاجتماعي الأساسي المنظم في البلاد والتي تمكنت من استعادة7,5مليون هكتار من الأراضي التي تم الأٍستحواذ عليها من قبل لوبي الدولة ولوبي المحروقات الزراعية وفي هذاالصدد من الجميل ان هذه الحركة أنشأت مراكز تدريبية لكوادر البرازيليين والأميريكيين اللاتينيين وهي ترسل متطوعيين دوليين الى كوبا وهايتي وفنزويلا ونعتبر المنتج الأساسي للبذور والأرز البيولوجي في أمريكا اللاتينية حيث شهدت حركة العمال الريفيين بلأرض في البرازيل التي تتموضع عند ملتقى الاحتجاجات والمطالب الريفية الاقتصادية والديموقراطية والبيئة علاقات صراع مع الرئيس البرازيلي وتفرض نفسها قطبا نافذا للمقاومة الاجتماعية لهذا السبب يشن أصحاب الأراضي والمحكمة الفيدرالية العليا ضدها حربا مالية وقضائية لاترحم , اذا تتعرض الحركة حاليا لحملة تجريم قوية خصوصا في ولاية ريوغراندية دوسول وقررت السلطات الأقليمية المبادرة الى اغلاق مدارس الحركة باعتبارها غير شرعية ,ووفقا لذلك من الرائع أن يمتلك نخبة من شباب تهامة زمام المبادرة وهذه الروح العالية في رقي التفكير ولاسيما في الدفاع عن قضاياهم والتي تتمحور في الدفاع عن الأراضي التي شهدت اسنحواذا ارهابيا عليها وتعتبر هذه القضية قضية جوهرية اظافة الى الإقصاء والتهميش ولاستبدادالذي يتعرض له أبناء تهامة ومن هذا المنطلق يمكن القول ان حركة "العمال التهاميين بلأرض " سوف تثبت الأيام حيويتها الفاعلة في الدفاع عن قضايا مزارعي وعمال مزرعة الجرابح للحبوب والفواكة والبذور المحسنة وتضمن الأمن الغذائي اليمني والدفاع عن قضايا عمال الملح وعمال مزارع الجمبري في منطقة اللحيّة ومايتعرض له أبناء مديرية الضحي من انتهاكات وسوف تتعزز جهود الحركة في استعادة أراضي الجر الزراعية التي يسيطر عليها متنفذيين ومسؤوليين والعديد من
أراضي محافظة الحديدة والأهم من ذلك الأيمان المطلق بأهداف الحركة التي يوليها مؤسسيها اهتماما بالغا في إعادة الاعتبار لأبناء تهامة .
واذا نظرنا الى الفكرة نرى انها تمثل تجربة متقدمة وراقية ولعل مجرد التفكير في الارتقاء الى مصاف الحركات الانسانية العالمية الناجحة والتي جسدت نجاحا فريدا وملموسا في تطورات المجتمعات الانسانية كما هو واضح في حركة العمال الريفيين بلأرض التي تؤيد على الصعيد القاري تأسيس مجلس للحركات الاجتماعية ضمن الحركة البديلة البوليفارية لشعوب أمريكا ALBA رغم ان البرازيل ليس عضوافيها كما ستقوم الحركة التي تتموضع خارج الأحزاب بإسماع صوتها خلال حملة الانتخابات الرئاسية للعام 2010م كون طروحاتها ونضالاتهاتلاقي أصداء مع أزمة الرأسمالية الدولية ونموذجها التنموي وتوافقا مع ذلك نود العبيير ان حركة"العمال التهاميين بلا أرض " تحت التأسيس سوف تعكس صدى جماهيريا في تهامة على وجه الخصوص وفي اليمن بشكل عام من منطلق الدفاع عن الأراضي المنهوبة التي تم السطو عليها بالقوة والإرهاب المسلح نحو غاية المواطنة المتساوية وأرى ان حركة" العمال التهاميين بلأرض سوف تحضى بالتأييد والدعم الجماهيري من قبل أحزاب المشترك باعتبارها تهدف الى تعزيز وطن للجميع وستكون تجربة نضالية مغايرة وفريدة على مستوى اليمن .وفي هذا السياق أثارت تداعيات تقرير نهب أراضي تهامة في قبة البرلمان هروب النظام الحاكم وتملصه الىقضايا بالغة الخطورة ولم يكن غريبا على الجماهير اليمنية المظاهرات الرسمية التي حدثت مطلع هذاالأسبوع التي تشرعن لسياسة التجويع وانتهاك حقوق المواطنة والسطو على الأراضي وغيرها من الأزمات المفتعلة التي تعني الهروب من الحقوق الاجتماعية الى تهييج سياسي أكثر تعقيدا , ولم يعد خطاب السلطة عبر شاشة التلفزة الرسمية والذي يتضمن تجريما للمعارضة مقنعا باعتبار ذلك هروبا من قضية جوهرية رئيسية تتمثل في ظاهرة السطو على أراضي تهامة إظافة الى قضايا يمنية أخرى بالغة التعقيد .
ومن المعروف جدا ان تردي الأوضاع السياسية والاجتماعية أثار اهتمام القائمين على السلطة بتوجية أصابع الاتهام الى المعارضة والذي تزعمه السلطة في ارتباط أحزاب اللقاء المشترك بعناصر ارهابية وتخريبة ويأتي هذا الاتهام تهييجا سياسيا على قضايا اقليمية وخارجية , مثل قضية الارهاب مثلا لغرض تحويل الرأي العام من الواقع اليمني المأزوم من ناحية وللقضاء على نضالات الاحتجاجات المطلبية من ناحية أخرى والذي يعني باختصار شديد التهرب من الحقوق الاجتماعية عبر التهييج السياسي ويلخص ذلك مضمون اجادة اللعب على الخارجي لإسكات المحلي الذي أصبح مصيره غامضا وإزاء ذلك يتمظهر الخطاب الرسمي للحاكم في اليمن تمظهرا معقدا في الهروب الى قضايا السياسة الدولية المتمثلة في الأرهاب والصراع الأمريكي الايراني والقرصنة وأحيانا الهروب المعقد والأشد تعقيدا ولاسيما عندما يزعم مزاعم واهية تتضمن ان تدهور العملة المحلية وتصاعد وتيرة ظروف الحياة المعيشية جأت جراء الأزمة المالية وهذا هروب تصاعدي من الأزمة المحلية الى العالمية وذلك لم يعد أمرا مجديا باعتباره تصرفا تقلييديا سابقا لعصره ويخطب المواطنيين خطابا مفعما بلإستغباء والتجهيل,ومن هنا تجسد النظرة الموضوعية لتقرير البرلمان بخصوص أراضي الحديدة المنهوبة أبعادا مجهولة وغريبة الأطوارأثارت ردود أفعال السلطة للتشويش عليها لتحويلها من قضية سطوارهابي منظم على الأراضي في تهامة الى قضية ضرب عضو برلماني من أبناء محافظة الحديدةولكون هذا النائب من الحزب الحاكم الا ان السواد الأعظم من أبناء تهامة يحترمونه ويرون فيه شخصية الزعامة النضالية باعتباره الوحيد من مسؤولي تهامة في السلطة قال: لالنهب أراضي تهامة ,ومن هذا المنطلق تمثل قضية السطو على أراضي تهامة تساؤلات بالغة الأهمية مفادها:
هل ان عملية الاعتداء التي تعرض لها البرلماني أهيف كما تعرض من قبل الدكتور حسن محمد مكي للضرب تكشف ان أبناء محافظة الحديدة يهمشون ويقصون ويعاملون بدونية حتى ولوكانو في السلطة !! وهل يأتي يوما يضرب فيه مسؤولين من أبناء محافظة الحديدة علنا بعد أن كانو يضربون سرا ؟؟
لاشك ان تلك التساؤلات تسلط الضؤ على أبعادا موضوعية في غاية الأهمية .. وربما تكشفها الأيام القادمة.
في ضؤ ماسبق كشفت الاحتجاجات والاعتصامات والتظاهرات في مديرية الضحي ضد مدير المديرية الذي يجرد المواطنيين من وطنيتهم ويعبث بهم في نطاق الاقصاء والدونية والتهميش ونظرا لتزامن هذه الاحتجاجات المطلبية في الضحي مع تقرير مجلس النواب المتضمن نهب أراضي تهامة يهرب النظام الحاكم الى خطابه المأزوم
في تعزيز الوحدة الوطنية ضد عناصر التخريب التي يزعمها في المعارضة ولكن من المفارقة الغريبة أن نستعرض ماشهدته منطقة اللحيّة قرية الخدور في العام المنصرم 2009م شهريونيو من تظاهرات احتجاجية قام بها أهالي المنطقة احتجاجا على بيع أراضيهم من قبل عضو مجلس النواب بقيمة 40مليار ريال لشركة سقطرى لاستزراع الجمبري والتي تمتد مساحتها من شرق مزرعة بامسلم لاستزراع الجمبري شرقا الى مرسى العلوي غربا محاذاة الساحل.
وللتشويش على المظاهرات الاحتجاجية في منطقة اللحيّة في العام المنصرم قام النظام بتكريم بعض من مثقفي محافظة الحديدة وبعدها أختارت السلطة بعض من أدعياء الثقافة من أبناء المحافظة لمشروع توثيق التراث التهامي مقابل مهمة رئيسية يقوم بها هؤلاء تتمثل في اسكات الأصوات المدافعة عن حقوق الانسان في تهامة , وكانت تقدر قيمة المشروع 20,000000مليون ريال وبعد مدة فوجئ فريق المشروع بفشلهم الذريع في اسكات هذه الأصوات وكانت عاقبتهم الوخيمة بأن سحبت السلطة من بين أيديهم مشروع توثيق التراث وحرضت بعضهم على بعض للإدعاء بأنه صاحب فكرة المشروع وكانت السلطة تهدف من خلال ذلك ان أبناء تهامة يختلفون على مبلغ من المال يقضي بتوثيق تراثهم ,,
ولامناص من الاعتراف ان قضية نهب أراضي تهامة باتت قضي محورية وشائكة جدا ومما يفتح الباب على مصراعية أنها أصبحت ظاهرة ارهابية لتروييع المواطنيين
والسطوا على أراضهيم باعتبارها معركة غير متكافئة بين مالكي الأراضي البسطاء من أبناء تهامة والمتنفذيين كما حدث لملاك أراضي خبت الكير خلف وادي الحسينية غربي مديرية الضحي وذهب وقودها الضعفاء ولاشك ان حصاد السطو على أراضي المواطنيين في تهامة لايعد ولايحصى حيث شهد العام 2007م تصاعدا مخيفا في ذلك اذ شهدت محافظة الحديدة نهب أراضي وانتهاك حرمات منازل في ذلك العام وفي السياق ذاته تشكل قضية السطو على الأراضي كابوسا مقلقا وتطرح في معظمها قضايا شائكة ومتداخلة حيث تشهد مزرعة الجرابح التي تم بيعها للمستثمر الاماراتي لوتاة لبناء مشروع خيري ساكني بديلا عنها حيث ان المزرعة تتميز بالزراعات الغذائية ويعمل بها الكثير من الأيدي العاملة الذين أصبحو مهددين بخطر البطالة ولقد حدث ذلك مع عمال مناجم الملح في منطقة اللحيّة جبل الملح الذين كانو يعملون في شركة الملح والجبس التابعة للدولة وفي مناجم أخرى خاصة بالمواطنيين ملاك الأراضي وبعد أن قام متنفذيين بالسطو على الأراضي والشركة استبدل العمال بمعدات الشيولات وكانت ردود فعل العمال ازاء ذلك تنظيم مظاهرات احتجاجية في نهاية العام 2008م تعرضو على أثرها للقمع والسجن وحلق رؤوسهم صليب للتعزير بهم ,,لم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب ولكن أصبحت ظاهرة نهب الأراضي في محافظة الحديدة بمثابة خطر جسيم ولاسيما عندما يحولها المتنفذيين الى أسلوب تحايل يقضي بإدعاء ملكية الأرض لأكثر من طرف للتشويش على المدعي الحقيقي بملكية الأرض وعند تقديمه للوثائق الملكية تقوم المحكمة بإخفائها لأنها متواطئة مع المتنفذ تحت ذريعة ان هذه الأراضي تابعة للدولة لكي يتسنى لهذا المتنفذ السيطرة عليها ولكن من الكارثة الكبرى أن يتحول ملاك الأراضي الى عمال رق بالأجر اليومي الضئيل في اراضيهم كماحدث ذلك مع العمال في مزرعة الجر ,,
بالفعل لقد أصبحت ظاهرة السطوا على أراضي أبناء تهامة بكافة الطرق الأرهابية مأسي تراجيدية حزينة ولكن أمال( حركة العمال التهاميين بلأرض) باتت طموحا مشروعا في أفكار مؤسسيها من أجل بقاء سيادة الشعب اليمني في الدفاع عن لقمة عيشه وحريته وكرامته.
#محمدالجبلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟