أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3














المزيد.....

ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 2987 - 2010 / 4 / 26 - 00:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وبعدها
شاهدت مسرحية،لربما حلمت حلما غريبا،حيث الشخوص والأدوار والتحالفات تتغير. رأيت كيف طرح كبش صغير الحجم ولكن شرس الطباع وسريع المناورة، بمساندة فيل يأتمر بمن يقوده، ثورا عملاقا على الأرض وقطع أوصاله ، كان الثورخاملا فاقدا سليقته وقدرته على الحركة والدفاع عن نفسه لضخامة هيكله وترهل جسمه. وفى زاوية أخرى من المسرح كان ثعلبان (ثعلب+ثعلب) ماكران منهمكان فى القاء نمر، كانا حملاه على أكتافهما عندما كانوا بحاجة الى مخالبه و هيبته، فى وادى عميق ليصبح لا فى العير ولا فى النفير وهما واثقان من النصر المؤزر لهما حيث فى الشرق الحية أنكودا، وهى العدوة اللدودة للنمرالذى خسر أمامها معركة تأريخية وهرب بعيدا، وهى جالسة على عرش الطاووس. وفى الجانب الأخر كراهية الكبش والفيل للنمر.
الحية أنكودا تخطط لأحاطة النمر بمجموعة من صغارها ليقتربوا خطوة بعد أخرى من الألتفاف حوله واصطياده واحظاره حيا أمامها نادما لربما ذليلا. هكذا شأن الأباطرة على طول التأريخ مع من وقفوا بوجههم وخصصا المتربعة على عرش الطاووس. عصفوران بحجر واحد:أن يساعدها النمر فى أن يُحقق ، من دون أن يدرى ، الفصل الأول من حلمها المتوارث عن سلفها من جانب . وأن يعود اليها فى نهاية المطاف خائبا منكسرا.لا تلدغ الحية أنكودا أعدائها وانما تبلعهم وهم أحياء.
كان الثعلبان يتغازلان مع انكودا والكبش فى أن واحد حيث يشربون، جميعا، الماء من نفس الينبوع وعرابهم واحد وخمرتهم واحدة، لقد ضاق الأمر بالنمر لدرجة أصبح على وشك الهروب من الميدان، مرة أخرى، لولا الرسالة التى أوصلته طائر الفينيق من الفيل الذى أراد تصفية حسابه مع الكبش يدعوه الى الصبر قليلا حيث يُعيد، بدون تردد، الكبش الشرس الى الحضيرة وينزع قرنيه ويوثق أطرافه (بعد أن نفذ مهمته بتقطيع أوصال الثور الذى اذا ما هاج يوما ، وهو بهذا الحجم،لأهلكهم جميعا وما بالك اذا اتفق الثور والكبش معا ). وبعد أن تمكن الفيل من شد أطراف الكبش وخلع قرنيه ووضعه فى المحجر، بدأ الفيل والنمر يتغازلان فى العلن، كانت مفاجئة غيرسارة للثعلبين، عندها شعرا بأنه لم يكن أمامهما خيار اما الرضوخ لشروط النمر، أو الألتجاء الى أنكودا. ولكن الثعلب الذى يتمعن كثيرا فى طول ظله وذيله ، عندما تشرق الشمس وهو واقف على تلة عالية هل يجد مخلوقا أكبر منه حجما وأطول ذيلا لينحنى أمامه. لهذا التجؤا الى الحية أنكودا طالبا معاونتها ليتمكنا من طرح النمر أرضا كما طرح الكبش الشرس، بمعاونة الفيل، الثور العملاق أرضا وقطع أوصاله. ولكن حلم أنكودا المتربعة على عرش الطاووس وحيلها تختلف كليا عن حلم و حيل ثعلبين هاربين مذعورين وهى تفكر فى استخدامهما، ببراعة منقطع النظير، لأيقاع نمرمحنك يقظ ذات تجربة فى شباكها قبل أن يقع فى شباك أعدائها.
التجأت أنكودا الى حيلة على عدة مراحل خاتمتها أن يعود الثعلبان ليتحالفا مع الفيل لمحاربة النمر بضراوة وشراسة عندها لا يجد النمر بُدا الا الأعتماد الكلى عليها عندئذ سيكون التحكم بالنمر ممكنا. وفعلا كلما كانت خطة عرش الطاووس تجد مكانها على أرض الواقع وتتوسع مدياتها كلما كانت محاصرتها للنمر تشتد.
ولكن الكبش الذى أدخل المحجر برأس منزوع القرنين ظهر بعد فترة يحمل رأسا مغايرا تماما لربما رأسين متلاصقيىن ويأتى طائر الفينيق ليهمس فى أذنه اليسرى همسا بعيدا عن سمع الطرف الأيمن: كل الشروالبلاء من وراء رأس الحية أنكودا المتربعة على عرش الطاووس. لو تحالفتم مع النمر تحالف الند للند وتصالحتم مع الثور لكان قلب عرش الطاووس على رأس الحية أنكودا ليس مستحيلا. ولكن كيف السبيل للتخلص من الفيل الكبير الذى أصابه الوهن ؟ التغيير من الداخل كان الحل السائد والممكن. وظهرت الى الواجهه ليحل محل الفيل مجموعة متكونة من الحمير والكبش مرة أخرى ولكن برأسين بدلا من قرنين. ولم يكن التعامل مع الحميرصعبا حيث برفسة واحدة أزاحهم الكبش برأسين من الساحة. بذلك بدأ صراع من نوع جديد حيث تحول الجهة اليسرى للرأس الى حمامة سلام تسعى لتجاوز الماضى والبدء بعملية مصالحة، أما الجهة اليمنى بدأت تتطورتدريجيا باتجاه أخر، الى أخطبوط جذاب يُوقع ضحاياه الواحدة بعد الأخرى فى شباكه فى بالغ السرية ويمحى أثرهم من الوجود تماما. الصراع الخفى بين الجهتين كان محتدما الجهة اليسرى كانت جذورها عميقة حججها قوية أما الجهة اليمنى فكانت قسوتها مخيفة وخطوطها غير مرئية وكانت الغلبه،بالتأكيد، للجهة التى سيتحالف معها النمر وكان مصير عرش الطاووس وأحلامه كان مرهون باتجاه هذا التحالف نحو اليمين أواليسار ....هكذا تخيلت المشهدعلى المسرح الذى كنت الى يوم أمس أحد المتفرجين عليه، من قريب، أثناء نزولى من القطار فى محطة البصرة صباح يوم 2كانون الثانى 1970وبأنتظارنا مجموعة من الأنضباط العسكرى يتأبط كل واحد منهم عصا مملوئه بالنتوءات ليوجهوننا نحو السيارات المعدة لنقلنا الى مركز تدريب العمارة.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- أمريكي انتقل إلى ريف إيطاليا هربًا من-ستاربكس- و-ماكدونالدز- ...
- حماس: مستعدون لإطلاق سراح جميع الرهائن مقابل إنهاء الحرب
- وزراء إسرائيليون يرفضون مقترحات حماس بشأن وقف إطلاق النار
- تونس: الرئيس قيس سعيّد يزور مدينة المزونة بعد مصرع ثلاثة تلا ...
- الصين.. روبوت لإطفاء الحرائق!
- مصر.. إغلاق محال ومطاعم شهيرة في حملة تفتيش مكثفة
- الولايات المتحدة تنفذ إطلاقا ناجحا لصاروخ Minotaur IV إلى ال ...
- غلوبو: ترامب ولولا دا سيلفا معجبان ببوتين ويزدريان زيلينسكي ...
- زعيم حزب الوطنيين الفرنسيين: روبيو وويتكوف أذلا ماكرون في قل ...
- هل منع ترامب نتنياهو من ضرب المشروع النووي الإيراني؟


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3