|
وصلات عاشقة مع قصائد مظفر النواب /الوصلة الثانية.
محد نور الدين بن خديجة
الحوار المتمدن-العدد: 2980 - 2010 / 4 / 19 - 23:01
المحور:
الادب والفن
انجاز ../محمد نور الدين بن خديجة- المغرب.
كلما عدت الى الأوراق التي دونت فيها بعض قصائد الشاعر الكبير مظفر النواب..وهي الأوراق التي أخدت مني عمرا في تتبع انتاج شاعر عظيم مصادر وغير متاح قدر الامكان ومحاصر وفق اللائحة الطويلة للممنوعات المفروضة على المواطن العربي..وخاصة قبل ظهور ثورة المعلوميات التي حطمت بعض جدران المنع والكبت المتعددة الا وأقف على الحقيقة العارية الفاضحة وهي أننا "أمة" جاحدة ومتصحرة...وأن أكبر ضحايا التصحرالعربي هذا المبدعون الحقيقيون العظماء وخاصة الذين يغردون خارج السرب..ومظفر العجيب -الغريب-الفريد واحد من هؤلاء.فالمتصفح لابداعاته الهائلة وفي مختلف مناحيها وهواجسهاومابين ارتياباتها ويقينياتها سيكتشف أنه أمام قامة شعرية كبيرة من قامات الشعراء العالميين الكبار..بابلو نيرودا/ناظم حكمت/غارسيا لوركا... وهي حقيقة فرضت حتى على أعدائهم الذين كانوا يعادون انتماءهم الماركسي. فالاحتفالات بهؤلاء الافذاذ خير دليل على ذلك. وما دمنا أمام اكتساح التصحر السياسي وةالثقافي العام فان الواقف أمام هذه الحقيقة سيصاب بالذهول في التعامل مع قامة شعرية أوفت لمبادئها دون تنخادل..بل وأوفت لخيارتهاعلى طول مسارات الاخفاق الثوري العربي العام بنقد حاد أحيانا حتى على خيارات رفاق تجربته السياسية. وربما تاتي محاكمة الشاعر أحيانا والتنقيص من تجربته والتي تطالعنا أحيانا من رؤى سياسيةضيقة لبعض السياسيين أحيانا أو من رؤى ثقافية ابداعية متعالية ونخبوية في فهمها للابداع والشعر أحيانا أخرى.وبين الرؤيتين تضيع الحقيقة وهي أن التجربة تأسست على فهم دقيق لمفهوم حداثة شعرية غير متعالية وغير مستنسخة عن تجارب اخر الصرعات الحداثوية الغربية...بل مندمجة في هم واقعها فاعلة ومتفاعلة مع هذا الواقع لتؤسس لحداثة مرجوة وثورية مصادرة ومعاقة ومتهمة حتى من دعاتها. حيث أن هناك من يضيق درعا بالحضور الجماهيري الواسع لتجربة الشاعر.. فيصف التجربة بأنها شعبوية تتكأ على شعارات الشارع العربي المكبوت والمهزوم وان هذه التجربة ستزول مع الوقت ولن يكتب لها الخلود.هكذا نصب البعض نفسه قاضيا ومرجعا وحيدا واوحد لمفهوم الشعر بل وأبا روحياللحداثة الشعرية..يدخل من أراد الى جنة الخلود الشعري ويطرد من يشاء.هكذا ستصبح القصيدة الاكثر حداثة او الشاعر الخالد حسب زعم هؤلاء هو الشاعر الذي ليست له جماهيرية والذي يستعصي على الفهم والمنعزل. أما في الضفة الأخرى فيحاكم الشاعر بالمنطق السياسوي الضيق فيغيب خيط الشعر الرفيع في متاهات الحسابات السياسية الرخيصة.حيث تنتصب المحاكمات من قوميين او ماركسيين او اسلامويين يقيمون التجربة من خلال تقييمهم الاني للاوضاع السياسية وما تستوجبه من مواقف حسب زعمهم.وكان الشاعر مجرد كاتب للافتتاحيات الحزبية. من هنا طرحت اسئلة غرضها التقزيم او ابعد من قبيل..لماذا لم يكتب الشاعر عن العراق ما بعد الاحتلال؟ لماذا لم يكتب عن المقاومةالعراقية؟... لماذا ..؟...ولماذا...حسب طلب كل فئة من هذه الفئات..لتكون الخلاصة حسب البعض قراءة الفاتحة على التجربة. ان هذا المنطق من خلال تمثلاته السياسية والثقافية فيالتعامل مع الا بداع هو أحد مظاهر التصحر الفكري التي تحاصر الابداع العربي بوطننا .وبالتالي يصبح معه المبدع مجرد عضو في مليشيا من المليشيات الرائجة في واقعنا. ان ما سينصف هذا الشاعر هو مكانته المهمة في قلوب العديد والعديد من متتبعي أعماله..وكذلك في المستقبل حين يتم التعامل مع ابداعه من منطق القيمة الابداعية الخلاقة.والابداع حرية والحرية اولا اما الموت فياتي في التالي حسب الشاعر الكبير ريتسوس.
عودة الى الطفولة/ شعر ..مظفر النواب
تمنيت تطرق بابي تعيد وقلبك يخفق طائرة في الطفولة ضيعتها فيك معتذرا عن غيابك أو عن غيابي وتلمح رغم محاولتي أنأخبأأني صنعت كثيرا من الطائرات ولكنها لم تطر مثل تلك التي في الطفولة صادرتها.. كم تمنيت ترجع طائرتي نفسها أو تجيءبلا أي طائرة مسرفا في الضباب.. أعد لي وثارة روحي فما عدت من ورق يصل الله من نفخة ثقل الورق العذب مل.. تهرأ ما عاد تحمله الريح الا ليسخر مني وينكس ثانية للتراب تمنيت أن تطرق الباب في رقة العاشقين وألمح طائرة الأمس في ناظريك أقبل فيك صديقي القديم ونرجع طفلين نلعب تنهي اغترابك في وأنهي اغترابي...
*كم تمنيت أن نطرق باب شاعرنا الكبير برقة العاشقين وأن نعيد له وثارة روحه لانه ليس من ورق بل هو كيان جريح وغائر غور جرح العراق العظيم بل والوطن العربي قاطبة.
#محد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
-
الفيلم الفلسطيني -خطوات-.. عن دور الفن في العلاج النفسي لضحا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|