نضال القادري
الحوار المتمدن-العدد: 2979 - 2010 / 4 / 18 - 10:19
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
إلى عروس الجنوب
الشهيدة سناء يوسف محيدلي
(14 أب 1968- 9 نيسان 1985)
تنفس البحر من رئتي
-1-
سأبكيك في كل الفصول
سنبلة قمح لا تنحني
إن الله قد شاء
والدم شاء أن يقول
هذي أنا
سناء
عطشى
بالخبز سأحيا
في كل الفصول
إن النصر أت أت لن يطول!!
إن تقاطري نحو عريك
لا تضاهيه اشتهاءات السهول
اليابسة
لشتاء قد تعرى
لغيمة خادعة تثرثر
ونيسان أوله الذهول!!
- 2 -
أتعرى حين القمح وعيناك
يقفلان باب المدينة
أماجن ملامحي التي بقيت منك
وأبيح لها سري في السكينة
أحادثها عن رقم الهاتف الذي سرقوه منك
وبطاقة السفر
عن وطن دمه تخثر!!
يا سناء
إن الله قد شاء
ونحن شئنا أن نبوح
بالأبوة
لسر ملكته عيناك
وقد شاع في عرف القبائل
أن الوطن منفى
والبطولة التي تجري من تحتها الأنهار
انتحار
بالله عليكم
هل من يدلني على وطني
كي أمارس شغبي
وشهوتي
كي أخونه في وضح النهار؟!
- 3 -
سأبكيك في كل الفصول
سنبلة قمح لا تنحني
الا بمقدار ما تحمل من خيرات!!
شتاءات مواسمي
من دون سقف أنحني
وخيمتي رسائل
للعصافير
التي تأتينا من كل الأديم
تصعد بقمحك إلى مناجل الحصادين
فيكون البيدر خيرا لك
وقمحا جميلا فسيحا
ومسيحا
بلون الأرجوان
من قال:
واسناء!!
"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان"!!
- 4 -
قرأت في توراة العطارين
عن وطن
أعاقر شمسه التي تسرق لوني
أنتحل صفته
وأنسل كالغجري المتروك في الحلم الجميل
سيان في زمن
صار الصمت فيه من أساليب الحياة
"الصمت موت
قلها ومت
فالقول ليس ما يقوله السلطان والأمير
وليس تلك الضحكة التي يبيعها المهرج الكبير للمهرج الصغير
فأنت إن نطقت مت
وأنت إن سكت مت
قلها ومت"!!
ولا تترك نوارسك ترحل في سرابيل التواري
وسناء بتلاتك
تتلاشى
كفحولة ليل عقيم!!
- 5 -
أنا لست كجنس النساء
قالت سناء
فوق خرائطي
مشى الوطن
فأضحى بعضا من ترابي
من هضابي
لست كجنس النساء
قالت سناء
البحر تنفس من رئتي
من هنا
مشى المسيح
قامت الريح
من هنا
نصبت خيمتي
مشطت شعري
وفي عرسي كان الجنوب
كانت قبيلتي
وزوبعتي
كان الله
والرسول
والملاك الذي بلغني إلى الأبد
أن ستحيا بلادي
وعباءتي الله
ولم يكن له كفوا أحد!!
***
نضال القادري
[email protected]
9 نيسان 2010
أوتاوا / كندا
#نضال_القادري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟