أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق















المزيد.....

هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق


عهد صوفان

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 11:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



علمونا أن السياسة هي فن الكذب وأن السياسيّ الناجح هو السياسيّ الذي يجيد التلوّن والتحوّل من موقع لآخر فتارة يكون في اليمين وأخرى في اليسار .فلا يشعر بالحرج من ذلك. ونحن لا نشعر أنه أخطأ بل نبرر ذلك لأننا تعلمنا أن السياسة هي هكذا لا قيم لها ولا أعرافْ. بل غابةٌ من المتناقضات يجوز فيها كل شيء. وعندما اقتنعنا بذلك أعطينا للسياسي جواز العبور إلى حيث يشاء وأن يفعل ما يشاء وأن يشرّع ما يشاء فتركنا سفينة الدولة تبحر بدون اتجاه . وهنا كل تبريرات فشل النظام تصبح مقبولة وعادية . ولكن هل السياسة فعلا هي فن الكذب ؟؟وهل بالكذب نبني دولة واقتصاداً قوياً وثقافة قوية متحضرة ؟ وهل بالكذب نبني أجيالاً تصلح لتقود المستقبل بثبات واقتدار؟
كيف يكون الكذب مرفوضاً أخلاقياً وعند كل الشعوب وفي نفس الوقت يصبح زاد السياسيّ اليومي يعيش منه وعليه ؟ كيف نوفّق بين الكذب الذي يُذهب الثقة بين الناس ويزرع العدوات, وبين عمل السياسيّ ...وهل كذب السياسيّ لا يجلب العداوات بل المحبة ؟؟هذه المقولة أعتقد أنها زُرعت في عقولنا بهدف تخديرها لنرضى كل أفعال السياسيين ونخضع لها ولا نناقش بها . فلا نرى ماذا يفعلون أو يخططون فتتحول الدولة إلى مزرعة شخصية وليس بيتا كبيرا للجميع يحتاجه الجميع. بيتا يحتاج الحبّ والتعاون والتفاني ..في السياسة يجب أن نميز بين نوعين من السياسة:
سياسة الحاكم مع شعبه وسياسته الخارجية .
على صعيد السياسة الداخلية: فالسياسة هنا هي علاقة شركاء أحدهم مدير والثاني وزير والثالث رئيس والرابع موظف عادي .هي علاقة صادقة بين النظام والشعب يتكلم فيها النظام بصدق, ويوضح بصدق, وينظر للجميع كإخوة أو أبناء له, فلا يستغلّ الشعارات ويركبْ موجة العظمة والكبرياء ..فالنظام الصالح هو النظام الذي يبدأ بتشريع القوانين التي تحدّ من الفردية في اتخاذ القرار في كل الدولة. ويبدأ من أعلى هرم السلطة حتى يضبط إيقاع السلوك السياسي ويؤطّر حركة الدولة في إطار القوانين الملزمة التي لا تميّز بين كبير وصغير .. فالنص القانوني مقدس للجميع ويسري على الجميع والدولة ملزمة بتطبيق القوانين وتنفيذ الخطط المعدة وإعلام الشعب عن طريق وسائل الإعلام بمراحل تنفيذ خططها وظروفها وبالأخطار الحاصلة والأسباب الموجبة ومن نجح ومن قصّر بعمله . لأن الدولة شراكة بين جميع المواطنين والنظام هو الجهة المؤتمنة على التنفيذ وهو مسؤول أمام الشعب صاحب المُلكية الحصرية لمقدرات الدولة .. فالسياسة الداخلية هي صدق بامتياز لأن الصدق يحمي الدولة نفسها من الشبهات ويحمي المقدرات ويكشف العيوب قبل استفحالها وتضخمها ..الصدق يمنع التلاعب ويوقف الهدر ويسلط الأضواء على الجميع فيكشف المقصّر ويظهر المجدّ المخلص .الصدق يدفع الجميع للاعتراف بأخطائهم والاعتذار عنها وبالتالي حدوث الإصلاح الحقيقي وقيام الدولة المؤسسة الجامعة لجميع المواطنين ..
أما السياسة على الصعيد الخارجي فهي فنّ الممكن وليست الكذب والتلوّن .وفنّ الممكن هو أن نسلك كلّ الطرق الممكنة التي تجلب الخير والمنفعة وتحقق مصالح الشعب . فالعلاقات الدولية تحكمها المصالح والمنافع. والذي يملك أوراقا أكثر وأكبر في لعبة المصالح يستطيع أن يحقق ويكسب أكثر ..وهنا نجد أن الصادق مع نفسه وشعبه يستطيع أن يبني اقتصادا أقوى ومجتمعا متماسكا و يستطيع أن يتبوأ وطنه مرتبة أعلى ويكون له دور فاعل أكبر وحضور مؤثر في العلاقات الدولية. الاقتصاد والتطور يلعبان الدور الأهم في أهمية الوطن وتأثيره ومثال ذلك اليابان وألمانيا . فهما دولتان فهمتا السياسة بكل معنى الكلمة حيث اهتمتا بعد الحرب العالمية الثانية ببناء الدولة والتركيز على الاقتصاد فتحولت كل مصادر الدخل الوطني إلى هذا الاتجاه . وتم قيام دولة جديدة على أنقاض الدمار الشامل بعد انتهاء الحرب. واستطاعتا أن تصبحا رقما صعبا في معادلة العلاقات الدولية لا بل إن شركاتهما تسيطر وبنسب كبيرة جدا على مقدرات اقتصادية عالمية. وميزانيات بعض الشركات في هاتين الدولتين تفوق ميزانيات دول بأكملها .. إذا السياسة الخارجية تحتاج إعداد ودراسة لا انفعال وتهور . تحتاج حسن اختيار وتدبر لكلّ ما هو أفضل والذي يصبّ في خدمة الشعب. والقرارات هنا تحسمها المنفعة التي تعود على الشعب وليس أي شيء آخر والمقياس هو درجة التطور والرخاء والدخل والإبداع التي يحققها نظام ما لشعبه. .فالنظام الأفضل والأصلح هو النظام الذي يحقق الأفضل لشعبه والذي يقوده لمراتب أعلى وأرقى على سلم الحضارة ..فالدول المتطورة هي الدول التي امتلكت الأنظمة الأفضل. والدول المتخلفة هي الدول التي امتلكت الأنظمة الأسوأ ..إذا الأفضل هو من يحقق أفضل النتائج من ازدهار وعمار وتعليم وخدمات ودخل عال وفوائض بالميزانيات ..هو من يطوّر الصناعة والزراعة والإنسان . هو من يغزو الآخرين بإنتاجه وإبداعه . هو من يحول بلده إلى قبلة للعلم والإبداع والابتكار .. هو من يحقق أعلى المعدلات في مجال التنمية . هو من يقدم المساعدات للدول الفقيرة ولا يتسوّل على أبواب الأغنياء .. هذه المعادلة البسيطة التي يفهمها الصغير قبل الكبير وهو أن النجاح أو الفشل يحددان الاختيار الأفضل ...
وببساطة نستطيع أن نقيّم دور ونجاح حكوماتنا دون تجني أو مواربة أو محاباة .. لأنّ الهدف هو التقييم والإصلاح وليس النقد والتجريح ..
أين معدلات النمو في أوطاننا وكيف نقارنها بالدول الأخرى ؟؟
أين الابتكارات والإبداعات وما معدلها بين الابتكارات العالمية ؟؟
أين الصناعات الوطنية التي غزت العالم وملأت أسواقها بجودتها؟؟
أين جامعاتنا من جامعات العالم وما هو ترتيبها على المستوى العالمي؟؟
أين قوة مجتمعاتنا الداخلية وهي متشرذمة ومنقسمة طائفيا ومذهبيا وقبليا وطبقيا ؟؟
أين قضاؤنا العادل البعيد عن السياسة ورأس المال؟؟
أين القوانين التي تحاسب المسؤول المقصر ؟؟
أين عدالة القوانين التي تنصف وتحمي الفقراء من الجوع والعوز؟؟
أين الانتخابات الحقيقية التي تتم من دون خوف؟؟
أين الإعلام المجرد الذي يقول الحقيقة دون أدلجة؟؟
أين القوانين التي تحمي الضعفاء من الأقوياء ؟؟
أين العلاقات الدولية المتميزة مع دول العالم فالأعداء أكثر بكثير من الأصدقاء ؟؟
أين منظمات المجتمع المدني التي تساعد في حماية الإنسان ورعايته؟؟
أين حرية الرأي وحرية الكلمة؟؟
أين الشفافية في إدارة المؤسسات الحكومية والخاصة. فالعقود توقع بالخفاء والتنفيذ بالخفاء ..والمال العام يُهدر بلا حسيب أو رقيب ؟؟
أين البرلمانات التي تشرع القوانين التي تلامس هموم الناس ومشاكلهم اليومية؟؟
أين معدلات الأعمار عندنا ومقارنتها بالدول المتطورة ؟؟
لماذا نحن مهجرون في بلاد الله الواسعة نتسول ونهان على أرصفة العالم؟؟
لماذا لغتنا تتقهقر وتتراجع؟ هل لأننا أثرينا العالم بدراساتنا وإبداعاتنا ؟
لماذا نتقاتل ونتعادى ونشتم بعضنا البعض ليل نهار ؟؟
القائمة لن تنتهي ..فهي قائمة مؤلمة نتغاضى عنها كي ننسى آلامها وحزنها الذي صار سمة على وجوهنا ...تصوروا امة صار الحزن سمة الوجوه فيها ..صار لوحة واضحة تحكي قصة مؤلمة
لماذا لا نفرح ؟؟ لأن الأمل بعـــــــــيد ..............



#عهد_صوفان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الاقتراب من الدين خط أحمر؟؟
- الخوف من سلطة الله وسلطة النظام
- انفصام أم انسجام ما بين الوطن والدين والنظام
- من يجيد قراءة التاريخ يكتب المستقبل
- أكذوبة اسمها العروبة 3
- إلى وطني الذي أُحبّ
- المرأة في النصوص المقدسة..الوجه الآخر
- المرأة قصة قهر و ظلم طويلة
- كل شيء عندنا مقدس
- كذبة اسمها العروبة 2
- اكذوبة اسمها العروبة 1
- الكتابة ليست ترفاً فالكتابة كلمة والكلمة بداية
- الغزوات الاسلامية قراءة أخلاقية
- أيديولوجيا الفساد بين القبلي والديني
- رسالة إلى وطني
- الناسخ والمنسوخ في القرآن
- لماذا نحن متخلفون ؟هذا هو السؤال
- النقد المجرد والطريق الى الحقيقة
- بالطفولة نبني الوطن أونهدمه
- بناء الانسان هو لبنة بناء الأوطان


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عهد صوفان - هل السياسة فن الكذب أم أنها جوهر الصدق