باسم محمد حبيب
الحوار المتمدن-العدد: 2977 - 2010 / 4 / 16 - 09:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما ان انتهت الانتخابات العراقية وبانت للعيان نتائجها المتقاربة حتى بدات حرب التصريحات والاتهامات بين الاطراف المشاركة في الانتخابات او بينها ومفوضية الانتخابات فدخلت بغداد في دوامة جديدة زادت من المها ومعاناتها بعد ان اخذ الارهاب والفساد منها كل ماخذ ومع ذلك كان يمكن ان ينظر لهذا الامر على انه شيء طبيعي يحصل عادة في الكثير من الانتخابات الديمقراطية بما في ذلك الانتخابات التي تجري في الدول المتقدمة لولا ان حصل تطور جديد تمثل بهرولة الساسة العراقيين الى عواصم دول الجوار لغرض معلن وهو تمتين العلاقات الدبلوماسية مع تلك الدول لكن مثل هذا الامر لا يمكن ان يؤخذ من هذا المنظور اولا لان الهرولة كانت جماعية ولم تقتصر على طرف معين وقد شملت كل الاطراف الفائزة بالانتخابات وبواسطة رؤساء كتلها السياسية فالعلاقات الدبلوماسية ليست مسؤولية الكتل السياسية انها بالدرجة الاولى مسؤولية الحكومة وبالتالي ليس هناك من سبيل لتجاهل الغرض الخاص من هذه الزيارات الا وهو استدرار عطف هذه الدولة او تلك وكسب دعمها في السباق الجاري نحو الكراسي السيادية ولذلك ليس على الشعب الذي انتخب وضحى الا ان ينتظر موافقات الجوار على المرشحين حتى تصير له حكومة فاختيار الحكومة على ما يبدو لم يعد رهن بمشيئة الشعب بل بمشيئة دول الجوار وبالتالي ليس على الشعب الا ان يفوض دول الجوار انتخاب الحكومة العراقية بعد ان اصبحت اصواته بلا قيمة في سوق النخاسة الديمقراطية مع احترامي لهذه الكلمة الجليلة .
#باسم_محمد_حبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟