أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة















المزيد.....


الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2976 - 2010 / 4 / 15 - 12:56
المحور: كتابات ساخرة
    



نعم .. لقد استبد السأم بجماهير شعبنا من كثرة صراعات قادة القوائم الانتخابية الفائزة ، التي ترقص على أنغام وأحلام كراسي الوزارة المرتقبة ، بأكثرية متسلسلة بمقاعد البرلمان ( القائمة العراقية أولا ، ائتلاف دولة القانون ثانيا ، الائتلاف الوطني ثالثا ، التحالف الكردستاني رابعا ) .لا شك أن التيار الصدري الحائز على أربعين مقعدا يجد نفسه جديرا بالاستيقاظ المتحرك فوق الحلبة والسعي وراء هدف الحصول على منصب (كرسي رئيس الوزراء) كتعبير عن القوة في زمن الضعف ، وتعبيرا عن (الرغبة الجامحة) بديلا عن (الرغبة المتقلبة) لدى القوائم الأربعة ، التي ما زال زعماؤها يلتقون ويتحاورون ويتفاوضون مع هبوب نسيم كل صباح من دون الوصول إلى أي قرار عند الوصول إلى منتصف الليل حيث عودة المتحاورين إلى معابد أفرشتهم متعبين خائبين .
الحوار داخل العراق لم يقدم للمتحاورين أية هبة حقيقية لتشتيت الغمام عن عيونهم ، ولا عن وجوه الناس العراقيين ، كلهم . راح المتفاوضون يزحمون بعضهم بعضا متسابقين في سماء مظلمة نحو كسب الظهير الخارجي المنتظر من وراء أبواب تبدو للجميع أنها أبواب موحشة ، لأنها غير مشرعة حتى الآن . لكنهم جميعا لا يتمنون إلا الدخول لتشكيل الحكومة من خلال نوافذ بعضها ، أو جميعها ، أو بعون من ظهير خارجي واحد لقوة داخلية واحدة على الأقل . بذلك يتسربل ويتدخل أكثر من وشاح إقليمي على أكثر من قوة انتخابية عراقية ، رغم عناء المصرحين بعدم قبول هذا النوع من التدخل .
تسابق الفائزون جميعا لرؤية وجوه الساسة الكبار في طهران أولا . بعضهم وجد ضرورة اللقاء مع سادة السياسة في دمشق ، ثم حمل عدد من قادة العراق الكبار ، سنة وشيعة ، قلوبهم الشاكية إلى المملكة العربية السعودية عسى أن يجدوا فيها راحة يهب منها وفيها نسيم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة ،على اعتبار أن المملكة السعودية أم المقدسات السياسية العربية ، جميعها ، فعندما يبارك مليكها مساعي القادة العراقيين فأن الظلمة العراقية تنقشع حتما وتتوقف عندها رعشات القلوب الطائفية .
أما أبناء العراق المساكين ، التائهين في جميع منعطفات السياسة العراقية ، فلا احد يأخذ منهم رأيا . لا احد يعرض عليهم نتائج تلك الزيارات المكوكية الهائمة في مغامرات سياسية غير معروفة النتائج ، خاصة وان السلة الوزارية ما زالت فارغة حتى الآن ، وأن الأحزان تستبد بجميع وجوه الفائزين رغم أن شاشات التلفزيون تعرض ، كل ساعة من ساعات الليل والنهار ، مشاهد فضائية بادئة بابتسامات اللقاءات بين قادة البلاد ( جلال الطالباني .. عمار الحكيم .. نوري المالكي .. مسعود البارزاني .. أحمد الجلبي .. أياد علاوي وغيرهم ) ممن تظهرهم في بداية أخبار اللقاءات أنهم يضحكون لنكتة وتعبيرا عن راحة اللقاء وعن مودة الملتقين وليس لتغطية ما يمر على شواطئ الحوار من مصاعب حادة وخلافات شديدة ومن أمواج صاخبة . ثم تنتهي تلك الضحكات المربعة على وجوه القادة المتناقضين مع بعضهم ومع أنفسهم أيضا اذ سرعان ما تختفي الضحكات تحت عبوس عيون الجميع المتنازعين على المناصب السيادية وغير السيادية حيث يعودون من حيث جاءوا تخنق كل مجموعة منهم غايات وأغنيات (الأخوة الأعداء) عبر تصريحات متشنجة تكشف عن تباعد المتحاورين بمسافات شاسعة وعن تلاشي نشوة الحواس التلفزيونية ذات الأحلام المصفدة بأكثر من قفل حديدي .
يظل أبناء الشعب يتساءلون : من سيكون رفيقا لكرسي رئيس الوزراء خلال الأعوام الأربعة القادمة ..؟ مـَنْ مـِن الزعماء الكبار يتحقق حلمه ومـَن ستقرى الظلمات بعيون أحلامه ..؟
الأسئلة تتراكم في خيال العراقيين ، في واقعهم الأليم ، وهم لا يواجهون في يوميات حياتهم غير فوهات ينفذ منها الإرهابيون لقتل الأبرياء في الشوارع والساحات العامة بينما التفكير الحكومي عاجز تماما عن فعل شيء مانع .
قادة الدولة يرون الزبالة ، بأعينهم ، تتراكم ، في كل شارع ، كي تحيط ببغداد وبكل المدن العراقية فوهات ضخمة تنفذ منها أنواع مختلفة من الفيروسات تستحث أنواعا مخيفة من الأمراض اللاحقة بالمواطنين بينما الحكومة وقادة الكتل الفائزة سباحين في المنطقة الخضراء.
صار كل حاكم في المحافظات العراقية نصفه بشر ونصفه روبوت . النصف الروبوتي لا يحس بإحساس المواطنين العاطلين . لا يحس بأي شيء من أشياء الضعف في مدينته وفي حياة البشر التي يعيشون فيها ببؤس شبيه ببؤس الأميبا .
كثير من العراقيين لا يستبعدون أن السماء العراقية قد تلتهب بعاصفة سياسية أو أنها تظل تنحب لأشهر عديدة بلا تشكيل وزاري ، وبلا عمل ، وبلا أعمار . يحار المرء في معرفة دروب الحق والحرية الموصلة إلى الضفاف الآمنة . كل القادة العراقيين لا يتوقفون عن لغو الوعود بإبعاد الخزي والعار والفقر والجهل والجوع عن المشهد العراقي ، لكنهم لا يعرفون أن نزاعاتهم قد تودي بالعراق إلى ضفاف مبهمة ، إلى عودة تافهة لسيطرة نظام المحاصصة الحزبية والطائفية والى اقتسام الغنائم طالما الشعب العراقي لم يستيقظ بعد ، وطالما دوائر الدولة العراقية يسيطر عليها ظلام الفساد ، وطالما تدغدغ الفاسدين أنفاس السلب والنهب من المال العام ، وطالما يتوارى أعضاء البرلمان عن ناظر الحق والعدل ، سالكين ذات الدروب النفعية الذاتية التي خطتها عيون البرلمان الظالم السابق ، الذي كانت الرغبة بالنفع الشخصي هي المتأججة عندهم طوال 4 سنوات مضت مما أدى بالسفينة العراقية إلى الخراب والعطب وهي تسير في ما بين الرافدين بلا رادار . صارت الدولة مجرد منظومة لدفع الرواتب دون أن تعمل بجدية حقيقية لصالح الشعب العراقي ، الذي يشعر أن عليه الانتظار بليون ميل ليبدأ خطوة الحركة الأولى .
المفروض في الشارع البغدادي أن لا يسمح بمرور ساعات العراق في الظلمة . لا بد من إشعال مصابيح الاحتجاج كي تمتلئ بغداد نورا في حياتها الحالية والمستقبلية لتنير دروب أجيالها وكي تكون الجماهير يقظة بلا خوف حتى لا يأتيها من بعض قادة الكتل الفائزة ما هو خفي في أسبابه ومراميه وأهدافه .
صار هدف كل مواطن عراقي ، في هذه الفترة ، هو أن لا يحلم .
هذه هي دراما العصر العراقي الجديد وتلك هي المشكلة العراقية الطافية والمتوالدة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 15 – 4 – 2010



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة من جاسم المطير إلى السيد نوري المالكي رئيس الوز ...
- صفات الإبصار في عقل النائب الحمار ..!
- هل يكون الفرح الانتخابي جوهر الحياة الديمقراطية ..؟
- الموت تفخيخا ووعد خمور الجنة وحور العين ..!
- مشاغل الفائزين بالانتخابات تضخم فعاليات الإرهابيين
- أبو مجاهد فوق القانون وهزال الادعاء باستقلالية القضاء / القا ...
- البرلمان الطائفي أفيون الشعوب ..!!
- تماثيل صدام حسين في طرابلس ..!
- ضحايا وجلادون في شركة مصافي الجنوب بأرض الجن ..
- تحية إلى وزارة الثقافة بمناسبة يوم المسرح العالمي ..!
- سيدي الشاعر : إنهم يفضلون السماء الغائمة ..!
- حمدية الحسيني هيكل انتخابي غامض وعاجز..!
- دعوا مستشار الرئيس المالكي في نومه العميق ..!
- مياه العراق عام 2222 كما أنبأتني العرّافة..!!
- في السراء والضراء كانت قمرا لا يغيب
- السينما الصينية تعتمد على مصادر القوة الداخلية في تطورها
- بعض الملاحظات عن التعاون بين السلطات الثلاث لحل الأزمات السي ...
- إلى النائب بهاء الاعرجي : اعتذر مِنْ شَرِّ ما صنَعْت وما قلت ...
- احتمال بابلي : عضوات مجلس محافظة الحلة في حالة حب ..!
- تخصيب يورانيوم هيفاء وهبي لشهر رمضان النووي ..!


المزيد.....




- حماس تدعو لترجمة القرارات الأممية إلى خطوات تنهي الاحتلال وت ...
- محكمة برازيلية تتهم المغنية البريطانية أديل بسرقة أغنية
- نور الدين هواري: مستقبل واعد للذكاء الاصطناعي باللغة العربية ...
- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - الراقصون على انغام الوزارة العراقية المرتقبة