|
الإسلام... دين وحدة أم فرقة ؟
الطيب آيت حمودة
الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 23:10
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
كثيرا ما نصادف في القرآن الكريم آيات محكمات تشير إلى وحدة الأمة الإسلامية ، [( إنما المؤمنون إخوة). ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)].وغيرها من الآيات التي تضمنها المصحف القرآني الشريف ، غير أن هذه الوحدة المؤمولة ، سرعان ما سفهتها الأحداث الجسام بحوادثها المفزعة التي رافقت اغتيال الثوار للخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان ، وما أعقبها من انقسام المسلمين بين معسكرين وخليفتين ، سالت من جرائه دماء المؤمنين ، وسايرت الأقوام مبدأ المد الدنيوي وغزارة العطاء الأموي في سبيل التمكين لأعراب بني أمية في تحويل الخلافة الإسلامية إلى ملك عضوض، تقليدا لآل ساسان والرومان على شاكلة الأكاسرة والقياصرة ، ولعبت الرشوة والعطايا دورها في زيادة المناصرين ضد آل البيت المتقشفين الزاهدين . ، حتى كان الشعار المتداول عند العموم في تحديد الموقف بين آل البيت وبني أمية متمثل في ، قُلوبنا مع آل البيت ، وسُيوفنا مع معاوية ، وهو ما مهد لانقسام أشد على مستوى العقيدة والفكر بظهور الفرق الإسلامية على مسرح الأحداث ، وزيادة حدة التطرف بين النواصب والروافض ، والتكفير المتبادل فيما بينها . إن توريث معاوية الحكم في أسرته بأخذ البيعة لابنه يزيد ، وما أعقب ذلك من نكبة آل البيت بكارثة مقتل الحسين في كربلاء ولد ضغائن مستدامة بين المسلمين بتمزيق وحدتهم السياسية ، بظهور فكر مناويء يرى أحقية علي بن أبي طالب وأبنائه في الخلافة ، وبزع فكر معارض يسري سيران النار في الهشيم، بين الناقمين والمعارضين لهذا الحكم الطاغي الذي أحدث رجة وردة في القيم السياسية بتنكرها للشورى ، زيادة عن استئثار العربان بالحكم والسيادة ، والريادة بتكوين دولة عربية خالصة، ترسخت قيمها أكثر في عهد عبد الملك بن مروان وخلفائه من بعده ، وهو ما أحدث فكرا معارضا للهيمنة عرف تجاوزا بالشعوبية ، لأن الشعوبية في تقديري هي شعوبيات ، فالشعوبيات هي نتاج طبيعي لعناد وتعسف شعوبية العرب . ولا أجد نفسي هنا ملزما بالتعرض لمختلف التيارات والفرق الدينية وتشعباتها ، وتباينها في فهم هذا الدين الذي تفرق وتمزق بين معتنقيه إلى ثلاث وسبعين شعبة كلها في النار إلا واحدة ، حسب حديث مشكوك في صحته ، لأنه لا يتطابق مع آي الرحمن . فزيادة عن السنة والشيعة والخوارج ، فقد تشعب كل فريق إلى فرق أصغر زيادة في التقريظ أو التقديح ، فتفرق الشيعة إلى إمامية ، وزيدية ، وإسماعلية ، وعلوية ،ورافضة ، والخوارج إلى صفرية ، وإباضية ، وأزارقة ونكارة ، وتشعبت السنة إلى مذاهب تتباين في الفروع لا في الأصول ، مالكية ، وحنفية، وشافعية ، وحنبلية ، وظاهرية ، وكان للحنابلة مقود أهل الحديث الذين ازدهر تشريعهم العنيف في عهد ابن تيمية ، صاحب السجنات الثمانية ، والتكفيرات التى لا تُعد ولا تحصى ، توارثها عنه ابن القيم ومدرسته ، التي أنهل منها سلفية اليوم ووهابيتها الذين رغبوا في أحياء المجد الجهادي الإسلامي الغابر في النفوس ، متناسين بأن الإنسان مدني بطبعه ، ميال للمستقبل أكثر من الماضي ، وجهابذة اليوم تشدهم حبال العهد النبوي والصحابة العظام ، فيسعون نفاقا إلى تقليد ما لا يستطيعون تقليده ، لأنهم خلقوا لزمان غير زمن القرن الأول الهجري . ***الصراع المذهبي أكثر خطرا من الصراع الديني . المتتبع للخلافات المذهبية داخل الإسلام ، يستخلص ما استخلصه الصادق النيهوم في كتابه ( إسلام ضد الإسلام ) ، وهذا التضاد يفوق في عنفوانه الصراع الإسلامي المسيحي في عصر الحروب الصليبية ، وبغض النظر عن حوادث الجبهة الشرقية المشرقية وما عرفته من تجاذب وصراع واقتتال بين المسلمين لدواعي سياسية ومذهبية ، فإن الجبهة الغربية للإسلام بمغربها وأندلسها كانت صورة لعنف الصراع بأشكاله وتجلياته ، خاصة في الفترة الانتقالية ( نهاية العهد ألأموي وبداية العهد العباسي ) ، فقد تفاقمت مظاهر الفرقة وغدا (الإنسان مجرد بيدق على رقعة الشطرنج يحيا ويموت بإرادة اللاعبين )[2] ، فكانت مظاهر التصارع المذهبي قائمة على قدم وساق بين السنة المالكية والشيعية العبيدية ، والخوارج الصفرية ، فأصبح مغربنا الإسلامي مرتعا خصبا لتطبيق نظريات أهل الهوى من مبتدعي الخروج والتشيع ، لوجود عباد(الأمازيغ)الذين تتغلب عليهم طبائع الباطن ( الباطنية) ، وأرض جبالها محصنة لا تصلها جحافل جيش الخلافة البعيد ، وهو ما ساعد على بروز دول مستقلة على أساس مذهبي ، فكان الأغالبة مُمثلين للدولة العباسية السنية ، والعبيدية للشيعية الرافضة ، والرستمية اتخذت لنفسها مذهب الإباضية المسالم القريب من أهل السنة ، غير أن قربه ومسالمته لم تشفع لهم عند المالكية الذين لا يرضيهم إلا مذهبهم . *** نماذج من غلو الفرق والطوائف : وتتحدد ة مظاهر الغلو والتعصب في السب والشتم والدعاء في المساجد ، والخصومات والشجارات ، وقد سبق لبني أمية سب الخليفة علي في المساجد ، والدعاء عليه ، وترويع آل البيت في مرج راهط وموقعة فخ ، وهو ما أوصل إلى التكفير والتضليل والتبديع المتبادل ، والتي كثيرا ما تتحول إلى صدامات مسلحة بين الفرق المتخاصمة ، فقد ذكر المقدسي أخبارا مروعة عن قتل عبيد الله المهدي الفاطمي للسنيين المغاربة ، فقد كان يذبح الناس في بيوتهم وعلى فرشهم [3] وذهب نتيجة ذلك علماء أجلاء ومفكرين أفذاذ قتلوا عدوانا لأنهم خالفوا مذهب الحاكم ، و ذكر الحافظ الذهبي أن الذين قتلهم الحاكم الشيعي عبيد الله المهدي و بنوه بلغوا : أربعة آلاف سني ، قتلوهم في دار النحر ليردوهم عن الترضي عن الصحابة فأبوا واختاروا الموت ، و فيهم قال أحد الشعراء : و أحل دار النحر في أغلاله ==== من كان ذا تقوى و ذا صلوات[4] و من جرائمه أن خيله دخلت المسجد، فقيل لأصحابها : كيف تدخلون المسجد ؟ فقالوا : إن أوراثها وأبوالها طاهرة؛ لأنها خيل المهدي، فأنكر عليهم قيم المسجد، فذهبوا به إلى المهدي فقتله، يقول ابن عذارى : وامتُحن عبيد الله في آخر حياته بعلة قبيحة : دودٌ في آخر مخرجه يأكل أحشاءه فلم يزل به حتى هلك [5]. ولم يكن الفعل مقصورا على الشيعة العبيدية ، فحتى السنة اقترفت جرائمها الإنتقامية أيام غلبتها ، فيذكر ابن الأثير (.... فأسرعت العامة إلى مكان يجتمع فيه الرافضة ، و قتلوا منهم طائفة ، و قد تلقت العامة دعما من رجالات في الدولة . ثم انتقل القتل إلى جميع نواحي إفريقية ، فقُتل من الشيعة خلق كثير ، و احرقوا بالنار ، و نُهبت ديارهم ، و قد لجأت طائفة منهم إلى جامع بمدينة المهدية ، فقُتلوا كلهم .[6] كما أن الصوفية نالت حقها من التقتيل والتنكيل مشرقا ومغربا على يد السنة ، وما وقع للحلاج البغدادي عام 309 للهجرة بتهمة الحلول ، فضُربت عنقه سنة 309هجرية ببغداد أمام جمع من الناس[7] . ونفسه وقع للمتصوف الإتحادي عثمان الدكاكي الدمشقي(ت 741ه) ، الذي اُدعي عليه الألوهية ، وأُقيمت عليه الحجة ، وحكم عليه القاضي المالكي بضرب عنقه وإن تاب ؟! ، فقُتل سنة 741 هجرية ، و نُودي عليه : (هذا جزاء من يكون على مذهب الاتحادية) [8]. وما تكرر من فتنة بين الشيعة والسنة عبر التاريخ يرسخ وجود قناعات دامية بين التيارين ، وأن انمحاءاها صعب المنال ، بفعل الحقد الدفين المتراكم عبر العصور والأجيال ، وما نراه حاليا في بغداد من تفجيرات واعتداءات على الحسينيات والمساجد لأكبر دليل على أن الغرس الكراهي والعنصري تنامى وتجذر ، وهو ما ينبيء بمستقبل غامض للعلائق بين المسلمين وإن حاول البعض التقليل من هول الحوادث أو التستر عليها ، وما وقع في بريان الجزائرية من تحرش سني على الإباضية المزابية ، وما وقع قبله أيام الإرهاب الدموي بضحايا زاد تعدادهم عن مائتي ألف مواطن بريء ، يدخل في هذا الحسبان . ولا داعي لتقديم نماذج أخرى للإقتتال والإبادة والتهجير بين المسلمين المتعصبين ، فكتب التاريخ مثقلة بهموم التردي ، والإنحطاط ، وان كان مستساغا ذات زمان ومكان ، إلا أن استمراره بأي ذريعة كان غير مُرض ، ولا مقبول ، ولا يخدم الإسلام بتاتا ، هذا الإسلام الذي أصبح مثار سخرية واستهزاء لما يطفح به من تعاليم تحتاج لذوي الألباب والعقول لـتأويلها وتصحيح المعوج منها ، لأن أرباب صناعة الوضع والتأويل الساذج تجاوزهم الزمن ، وعليهم يقع عبء تردي الإسلام الذي يهتم بأمور البول ، والرضاعة ، والنخامة ، وبول البعير، وبول الرسول وبرازه ، ويهتم حتى بحقوق البراغيث[9]! ويهمل حقوق الإنسان وحقه في الحياة ، ولو خالفنَا في الّلون والفكر والمعتقد . ***ما أشبه اليوم بالبارحة : إن ما نشهده اليوم من تناطح على الويب بين أصحاب المذاهب والهوى ، وما نقرأه ونسمعه من كلام مقرف ، يظهر ترديا مخيفا في منظومة قيمنا ، وكلما ظهرت أصوات العقل والتعقل والعلم ، إلا وجوبهت بزيادة التطرف الديني ، واتساع مداه الإعلامي ، فعدد المواقع الدينية السلفية الجهادية في تزايد ، والفكر النكوصي التكفيري أخذ لنفسه مقعدا وثيرا بفضل نعم العلمانية والعلم ، الذي أثبت بأن القوم ( يأكلون الغلة ويسبون الملة)، وهو أمر ينذر بالإنفجار الوشيك ، وحدوث رجات فكرية تبحث عن حقيقة العلائق بين الإيمان والحياة ، وبين مصدر الخلل بينهما ، أهو من الإنسان ، أو من سوء فهمه للأديان ، أومن الأديان ذاتها ، وقد يصدق من قال بأن الدين أفيون الشعوب لأنه دافعٌ قوي لارتكاب الجريمة تحت ذرائع طقوسية مخدرة تفوق في قوتها مفعول الكوكايين والهيروين ، وهي التي أنتجت وفعَّلت قنابل آدمية متحركة ، لقتل آدميين كفارا ولو من أهل دينهم ، وما يحدث في العراق حاليا ، وما حدث في الجزائر ماضيا عبرة لمن يعتبر . الهوامش والمراجع /--------------------------------------------------- [1]سورتا الحجرات: 10 ، آل عمران: 105. [2] صادق النيهوم ، إسلام ضد الإسلام . [3] أبو شامة المقدسي : كتاب الروضتين في أخبار الدولتين ،حققه إبراهيم الزئبق ، ط 1 ، بيروت ، مؤسسة الرسالة ، 1997، ج 2 :218 [4] الذهبي: السير ، ج 15 ص: 145 . و العبر في خبر من غبر ، ج 2 ص: 200 [5] مقدمة حسين مؤنس على رياض النفوس ص 17. [6] ابن الأثير : الكامل في التاريخ ، ج 8 ص: 114 . [7] ابن كثير : البداية ، ج 11 ص: 139 ، 140 ، و ما بعدها . [8] نفس المصدر ، ج 14 ص: 190 . [9] روى الإمام أحمد، والبخاري في الأدب المفرد، والبزار والطبراني في الدعاء، والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يسب برغوثا فقال: لا تسبه، فإنه أيقظ نبيا من الأنبياء لصلاة الفجر ).
#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يزيد زرهوني العلماني ،في صراع مع السلفيين
-
زكية الضيفاوي ... أو نضال المرأة التونسية.
-
التيهان بين العروبة والإسلام .
-
هل العرب أحسنوا تمثيل الإسلام ؟
-
فتنة قرطبة الأندلسية. 403 هج/1013م ، هل هي فتنة أمازيغية أم
...
-
جريمة فرنسا النووية في الجزائر.
-
خراب القيروان!!!
-
عقبة بن نافع الفهري (بين القيل والقال والحقيقة والخيال).
-
انتشار الإسلام في شمال إفريقيا ( بين الفتح والغزو).
-
عقيدة الولاء والبراء بين الشريعة والحياة .
-
الأمويون صناع المذهب الجبري .
-
عروبة شمال إفريقيا في الميزان .
-
الأمير عبد القادر الجزائري بين العلم والدين .
-
تكفيرات ابن تيمية .
-
الأفناك والبافانا بافانا والتحدي .
-
العلمانية بين الإختيار والإضطرار .
-
بين العلم والدين ( بين غاليليو وابن باز)
-
سقوط تاج العروبة ..أو نتائج مقابلة مصر والجزائر .
-
كرة القدم ...وبعث الفتنة .
-
مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟
المزيد.....
-
تحول إلى كرة لهب في ثوان.. منزل يتعرض لصاعقة برق عنيفة تسببت
...
-
قادما من الهند.. الجبير يصل باكستان مع تصاعد التوترات بشأن ك
...
-
-في تنازل كبير-.. ترامب: الرسوم الجمركية على الصين يجب أن تك
...
-
سايغون... سقوط مدينة وصعود ذاكرة: خمسون عاما على نهاية حرب ف
...
-
الجزائر تصدر مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب كمال داود الحائ
...
-
بعد 44 عاما صحفية ليبية تعثر مصادفة على أهلها مصادفة عبر بث
...
-
وزير الدفاع الأمريكي يلغي زيارة لإسرائيل كانت مقررة الأسبوع
...
-
بوتين في عيد النصر: ستبقى روسيا سدّا منيعا بوجه النازية والع
...
-
براغ تحيي ذكرى يوم النصر بإعادة تمثيل انتفاضة عام 1945 ضد ال
...
-
بوتين يغضب أوروبا بمقارنة هزيمة النازيين بالحرب في أوكرانيا
...
المزيد.....
-
برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية
/ رحيم فرحان صدام
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
المزيد.....
|