أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مجيد - وماذا بعد الحكومة؟














المزيد.....

وماذا بعد الحكومة؟


صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو التغيير السياسي في بلد منكوب أمنيا وسياسيا كالعراق ضرورة ملحّة، حتى لو تأسس هذا التغيير على أرضية ربما تكون غير قانونية لقائمة دولة القانون. فعهد نوري المالكي شهد أمواجا من العنف الذي أغرق البلاد، وآخره حادثان، أحدهما أغرب من الآخر: الأول مقتل 25 شخصا من عائلات، كانت تواجه تنظيم القاعدة، على أيدي عسكريين يرتدون بزات أميركية، والثاني سلسلة انفجارات بالقرب من سفارات مصر وسورية وألمانيا في أشد المناطق أمنا داخل بغداد.

كما شهدت ولاية المالكي طاعونا من الفساد الإداري المستشري في وزارات الدولة، وتأثيرا إقليميا في مجريات الأحداث العراقية، ونزوح وهجرة الملايين داخل العراق وخارجه، واستهدافا مبرمجا للأقليات، وانتقاء دمويا لأصحاب الكفاءات، وانقساما طائفيا وقوميا، وإن عنون المالكي خطابه السياسي بعناوين الحرية والديمقراطية والمساواة أمام القانون حاله حال جميع القادة السياسيين.

أصبح واضحا أن الإرادة الخارجية تتبنى دعم القائمة العراقية، أيا كانت تحالفاتها. كما تجتهد لوضع إياد علاوي على رأس السلطة.. فجميع المؤشرات التي سبقت وتلت انتخابات مارس/آذار 2010 في العراق، تدل على الدفع في اتجاه تحويل القوة العنفية في المنطقة السنية إلى قوة رسمية قانونية، حتى، ولو كانت لا تمثل السنة، بل مفروضة عليها، وأن توازي هذه القوة مثيلتيها الشيعية والكردية في التأثير على مجريات الإدارة العراقية. فمن إعادة المستبعدين من الترشيح قبل الانتخابات، إلى رفض التدقيق اليدوي لأصوات الناخبين بعد الانتخابات، إلى تفسير الدستور بالكيف الذي يؤهل القائمة العراقية لتشكيل الحكومة، كل ذلك السيناريو بدا وكأن الضغط الأميركي والإقليمي يُحاول أن يُفصِّل الحكومة على مقاس «العراقية».

لكن الأهم من ذلك كله هو: ما الذي ينتظر العراق بعد تشكيل الحكومة الجديدة؟ وهل سيتوقف العنف، أو تخفّ، على الأقل، حدّته في السنوات الأربع المقبلة؟

خارجياً يتوقف المستقبل العراقي على أحد اتجاهين أساسيين في الخطة الرباعية التي تفرضها مصالح واشنطن الاستراتيجية والدول المتحالفة معها:

الاتجاه الأول، هو دعم العراق سياسيا وأمنيا واقتصاديا، ووقف التدخل الإقليمي (الإيراني - السوري)، وإقامة المصالحة الوطنية، ولكن بطريقة عكسية هذه المرة (أي مصالحة مقدمة من القوة الحكومية المتهمة بالبعثية للقوى الممثلة للشيعة). وهذا الاتجاه يقود إلى ضرورة الدعم الاقتصادي من خلال إخراج العراق من البند السابع، وإطلاق أمواله النفطية في صندوق النقد الدولي. والمقابل الذي تحصل عليه الولايات المتحدة، هو ضمان حكومة عراقية موالية، والتفرغ والاستعداد لمواجهة طهران سياسيا أو عسكريا.

أما الاتجاه الثاني، فهو دعم للحكومة العراقية الجديدة لإضعاف النفوذ الإيراني في العراق، دون تحقيق تقدم إيجابي على الصعيد الأمني. وفي المقابل تستفيد الولايات المتحدة من هذا الاتجاه في التخلص من الأطراف مزدوجة الموالاة (أميركية - إيرانية)، وإدارة أموال العراق النفطية للأربع سنوات المقبلة مع مراقبة تطورات الملف النووي الإيراني ووضعه تحت السيطرة.

داخلياً، في حال تبني الولايات المتحدة للاتجاه الثاني، فإن ذلك يعني دخول العراق في مواجهة بين الحكومة الجديدة المستندة إلى قاعدة بعثية - سنية، وبين القوى الشيعية. وسيتجلى ذلك عندما تحاول هذه الحكومة إزالة العناوين والمضامين الشيعية التي خلفتها حكومة المالكي؛ حيث ستوفر الغطاء القانوني لإلغاء قرار اجتثاث البعث، وإعادة القياديين البعثيين إلى سدة الحكم، ثم محاولة استبعاد القادة الشيعة من المناصب الحكومية والإدارية الحساسة، فيما سيحافظ إقليم كردستان على وضعه الاستثنائي بسبب صلابة القبضة الكردية الأمنية على الإقليم وإدارته السياسية التي تتمتع بدعم دولي.

وستتسع دائرة المواجهة بين الحكومة المقبلة بأجهزتها العسكرية والقوى الشيعية بميليشياتها ودعمها الإيراني لتمتد إلى العنف اليومي في مناطق الشيعة، التي شهدت أمناً نسبياً في الأعوام المنصرمة، الأمر الذي قد ينذر بالعودة إلى المربع الأمني لعام 2005 والمواجهة بين الميليشيات المسلحة، وبالتالي الانزلاق في هاوية الحرب الأهلية.

وسعيا لمنع هذه التداعيات ولإنجاح ولايته، سيحاول إياد علاوي تبني نهج توفيقي يضمن له ولاء مؤيديه، وفي الوقت ذاته تقديم المبادرات التي تكفل له إقناع الأطراف السياسية المعارضة بضرورة تقاسم السلطة، بدلا من المواجهة بما يضمن تخفيف الخسائر المتوقعة.

أمّا تخلّي علاوي عن اتفاقاته الضمنية مع حلفائه في الداخل السني، فسيعني استمرار العنف في مناطقهم، على رغم أنه عرف بجرأته في المواجهة إبان عهده رئيسا لوزراء الحكومة الانتقالية، عندما واجه الفلوجة بقوة مع الجيش الأميركي وفي المناطق الأخرى التي نشطت فيها فصائل البعث بأسماء إسلامية.. ففي إحدى حارات مدينة الموصل وقف أحد ضباطه العسكريين مع دوريته، وصرخ موجها حديثه إلى أهالي المنطقة المشتبه فيها قائلاً: إذا كنتم أنتم جيش محمد، فنحن جيش علاوي!!



#صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصائد قصيرة
- من أحادية الإعلام إلى فوضى المعلومات


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صالح مجيد - وماذا بعد الحكومة؟