أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الهادي خليفي - الزعامة :وطأة زيف .. متى تنتهي ؟














المزيد.....

الزعامة :وطأة زيف .. متى تنتهي ؟


الهادي خليفي

الحوار المتمدن-العدد: 2974 - 2010 / 4 / 13 - 14:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الزعامة وهم شرير يسكن المرضى ويصدق به الجهلة ،الزعامة لا تجد لها ارضا في المجتمعات التي تشكَّل العقل فيها على اساس العلم والمنطق وهي لا تنتشر وتروج الا حيث العقل تحكمه العاطفة ويبنى على الانطباع .. الزعامة تعكس خللا في نفسية اجتماعية عامة يجد له تجلٍّ في عدم التوازن لدى المتزعم و"المزعوم"( المفعول به=المصدق بالزعامة) على حد سواء.المتزعم اومن يُدعى زعيما لا يعدو ان يكون حالة من اثنتين فإما انسان تجاوزت عنده الثقة بالنفس حدودها القصوى .وكل ما جاوز حده انتهى الى ضده او شخص مفتقد الى تلك الثقة اتاحت له مصادفات تاريخية او ظروف ما فرصة الامساك بالسلطة فيعمل على استغلالها الى الحد الذي يغطي بها عن نقاط ضعفه ..بعض المتزعمين كان يدعي أن العناية الالاهية هي من ارسله لانقاذ امته فانتهي بها بممارساته الرعناء الى هزيمة واذلال تاريخيين ..
مهما استندت الزعامة الى دين او جنس او ايديولوجيا فانها لا تتجاوز حقيقة كونها خرافات العصر اذا جاز ان لكل عصر خرافاته ..اما المزعوم الخاضع للزعامة فهو فاشل ، غريق ينتظر المخلص وعلى استعداد ان يصدق اوهاما تغازل احلامه اكثر من استعداده لتصديق واقع مرٍّ يعيشه او ممكن لا يرتقي الى انتظاراته ..
أسوء ما في ظاهرة الزعامة اتفاق جميع المصابين بدائها حول امر واحد :اهمال الانسان وامتهان ذاته بدعاوى شتّى نشر الدين او حمايته،توحيد الامة،تحرير الوطن،اعلاء القومية ،حفظ الامن ،تحقيق التنمية،مكافحة الارهاب...وتحت كل العناوين وفي كل الصور يُنفق الانسان ويُهدر كأتفه ما يكون من اجل غاية تنتصب فوقه وتحيله اداة تستعمل لبلوغها ..نتيجة آلية تنتج عن هذه النظرة العمودية إلى الإنسان تتجسّد في تغييب كامل للشعب كفاعل وكصاحب ارادة وحق في تقرير مصيره كما يراه ويعبر عنه ..انه لامر طبيعي في حضور ذات الزعيم شبه الاهية ذات تستذكر ابطال الميثيولوجيا الاغريقية القديمة وتستحضرها في نسخ جديدة ..
تستحدث الزعامة اذ تحدث في التاريخ طبقة اجتماعية جديدة في البناء المجتمعي تتكون من افراد يحيطون بذات الزعيم من الانتهازيين والمتزلفين ومستغلي الفرص واللامبالين بماسي الاخرين طبقة همها رضا الزعيم ..وملء الجيوب.
يتزامن مع مرحلة الزعامة تحول في قيم المجتمع ومعاييره الاخلاقية ولا يذكر التاريخ زعامة سياسية خلت فترتها من تفشي ظاهرة الوشاية وتحولها لدى الفرد من قيمة مرفوضة الى واجب وطني او على اقل تقدير لا يعاب ممارسها وظاهرة اللامبالاة وان يظهر الانسان لتامين سلامته غير ما يبطن ...
واذا كانت هذه بعض اثار الايمان بالزعامات فان استئصال هذا الوباء المميت لطاقات الامم والمخدر للشعوب يتطلب منا - كابناء منطقة فاض تاريخها بالزعماء فاغرق ابناءها في معاناة لم تنته بعد -الاستثمار في انماء العقل وتحريره من انماط واصول ثقافية بالية ومتحجرة تسهل انبثاق فطر الزعامات السّام والارتقاء به الى فهم العالم وفق مناهج العلم ودعوة الفرد الى الثقة بالنفس دون افراط للتأسيس لمواطنة تحترم الانسان وتؤمن بانسانية الحاكم وامكان خطئه ومحاسبته كالبشر ...



#الهادي_خليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة.. بثقافة الردة
- جمهورية تونسية ام دولة حزب
- المستبد ومظلة الوعي القطيعي
- الاستبداد وخيار المقاومة الشعبية
- الاستبداد:بين عنف السلطة وسلطة الثقافة
- تونس: الانفراج السياسي وعلاقة السلطة بالمعارضة -الحزب الديمق ...
- فوبيا الثقافويين
- تونس:الامكانيات الوافرة والغبن الدائم
- دروس من حرب غزة ..في اسباب التخاذل
- ظاهرة المناشدة في البلدان العربية
- من المسؤول عن ضعف المجتمع المدني في تونس


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - الهادي خليفي - الزعامة :وطأة زيف .. متى تنتهي ؟