|
السوق الاسبوعي لجماعة سيدي رضوان/ دراسة سوسيولوجية
احمد اسريفي
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 21:30
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مقدمـــــــــــــــــة
لقد لعبت الأسواق الأسبوعية أدوارا اقتصادية واجتماعية وسياسية كبيرة ومهمة في العصور الماضية، فقد كانت مكانا لتبادل السلع والمنتجات والبضائع والمصنوعات، بين السكان سواء منها المستوردة أو المحلية، وكانت مكانا لاجتماع القبائل والسكان لتبادل الأخبار، وحل الخلافات وغيرها، بل وكانت تستغل كمكان لتجمع الجيوش وتجهيزها وتموينها. وتعتبر الأسواق الأسبوعية ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد وطنيا ومحليا، وتلعب دورا هاما في التنمية وتنشيط دورة الحياة الاقتصادية المحلية للجماعات والمدن على السواء، ويبقى ارتباط المواطن بها ارتباطا قويا لا مناص له منها.. في هذا الصدد وفي إطار المشروع الذي أعلن عنه الأستاذ عبد الرحيم العطري والمتمثل في وضع إطار مرجعي طلابي يتمثل في إصدار كتاب عن "أسواق جهة الغرب " تأتي مساهمتنا كباحثين سوسيولوجيين نستهدف دراسة السوق الأسبوعي "لسبت سيدي رضوان" ومن خلالها سنحاول النبش في تاريخ نشأته وتطوره، عبر تعريف المجال الذي ينتمي إليه، والبحث في ارتباط تسمية هذا السوق بيوم "السبت" وباسم الولي الصالح "سيدي رضوان"، والقبائل التي كانت تحميه وترتبط به تاريخيا، وقد حاولنا من خلال هذا البحث استكشاف الواقع الداخلي للسوق من خلال القيام بجولة كبيرة بداخله واستنطاق أنماطه المكانية وتوزيع الباعة بداخله، والاعتماد على آليات البحث العلمي عبر الملاحظة والاستبيان والاستمارة والإحصاء والمقارنة، قصد استكشاف بعض أسراره الداخلية بغية السعي نحو الفهم ثم الكشف عن الخبايا التي يختزنها هذا السوق المحلي.. كما نسعى إلى البحث عن بعض الأرقام القديمة ومقارنتها بالأرقام الحالية المتعلقة بكرائه ومداخيله وحجم أو رقم معاملاته المالية، وهذا ما سنحاول رصده في بحثنا التالي...
الطلبة الباحثين
المحور الأول: النشأة والتطور 1- تعريف المجال الذي ينتمي إليه السوق: ينتمي سوق سبت سيدي رضوان إلى جماعة وقيادة سيدي رضوان، والتي يبلغ عدد سكانها حوالي 20774 نسمة، وتتشكل بنيتها العمرية من الفئات التالية: - أقل من 6 سنوات : 13 %. - من 6 إلى 14 سنة : 20.3 %. - من 15 إلى 59 سنة : 57% . - ما فوق 60 سنة : 9.7 %. كما يبلغ عدد الأسر بهذه الجماعة 4116 أسرة، ويصل معدل النمو الديمغرافي 0.4%. كما تصل الكثافة السكانية إلى 163.63 في كلم2. وتبلغ مساحتها حوالي 126.96 كلم2. وتضم31 دوارا كلها ترتبط بالسوق موزعة على كل أنحاء الجماعة وهي ضمن تراب دائرة وزان عمالة إقليم سيدي قاسم، بجهة الغرب الشراردة بني أحسن، إلا انه في إطار التقسيم الجديد وبعد إعلان مدينة وزان عمالة جديدة، وتعيين السيد محمد طلابي عاملا عليها يوم 1/3/2010 أصبحت جماعة سيدي رضوان التابعة لعمالة وزان تنتمي إلى جهة الشمال -طنجة تطوان- وتم فك ارتباطها الإداري وغيره مع جهة الغرب. وتحد جماعة سيدي رضوان من جهة الشمال بجماعة زومي، ، وتحد من جهة الشرق بجماعة عين دريج وونانة، ومن جهة الجنوب بجماعة سيدي بوصبر، ومن الغرب بجماعة بني كلة هذه الأخيرة تعتبر إلى عهد قريب ضمن تراب جماعة سيدي رضوان، وتم إحداثها كجماعة قروية مستقلة حديثا..إلا أنها لازالت ترتبط قياديا بالسلطة المحلية وبالسوق الأسبوعي لجماعة سيدي رضوان.1. جماعة سيدي رضوان التي يتواجد بها السوق قيد الدراسة تضم في طياتها جزءا من قبيلة بني مستارة الكبيرة، وضمنها تتواجد فرقة أولاد كنون وفرقة أحجار بني يعيش، منذ أمد التاريخ وهاته المنطقة لا تعرف سوى بالنشاط الفلاحي وتربية الماشية وإنتاج الزيتون والزيوت بشكل تقليدي ولم يتطور إلا في السنين الأخيرة . ونشير هنا إلى أن النشاط الفلاحي يمثل نسبة 86 % ، وتمثل التجارة نسبة 6 %. والوظيفة العمومية 5 % إضافة إلى أنشطة أخرى تمثل نسبة 3 في المائة. وبالإضافة إلى هذا هناك زراعة التبغ التي كانت مزدهرة بالمنطقة واندثرت بشكل نهائي لتعود الآن بشكل محتشم، وللإشارة فهاته الزراعة كانت تغطي الخصاص الذي كانت تحدثه المواسم الفلاحية الضعيفة، فنشير إلى انه سنة 1973 كان هناك 1495 مزارع وينتجون 845956 طن في السنة، وكان متوسط مردود الهكتار الواحد 8998.87 درهم سنة 1987. فقد كانت تلعب دورا مهما في تحريك الاقتصاد وتشغيل العمال سواء لدى المنتجين الفلاحيين أو لدى شركة التبغ، ونظرا للتضخم لدى الشركة في تلك الفترة، فقد عملت على تخفيض الثمن والإنتاج، وبذلك تراجعت المساحة المزروعة بالتبغ من 903.60 هكتار سنة 1976 إلى 500 هكتار سنة 1984. 2 ___________________________________________________ 1- معطيات إحصائية من المجلس القروي. 2- بحث لنيل شهادة الإجازة في الجغرافية تحت عنوان "دراسة جغرافية لسوق سبت سيدي رضوان وميكانيزمات تطور المركز" للطالب الأستاذ الشريف اسريفي.1988/1989.
لتعلن هذه الشركة – التي تعتبر محركا أساسيا لاقتصاد المنطقة بامتياز- في أواسط التسعينات عن توقيف نشاطها بالمنطقة وإغلاق مقرها للأبد... لتعود في السنوات الأخيرة بشكل محتشم إلى المنطقة.. لقد عرف الإنتاج الفلاحي الذي تعتمد عليه المنطقة في تلبية احتياجاتها تراجعا ملحوظا منذ سنوات الجفاف إلى اليوم، فإنتاج الحبوب عرف تراجعا كبيرا، كما أن تربية المواشي هي الأخرى عرفت تراجعا ملحوظا، ويبقى إنتاج الزيتون رغم موسميته يغطي جزءا هاما من حاجيات السكان، وأثناء دراستنا لهذا الموضوع، وقد اخترنا درب البحث السوسيولوجي في المغرب العميق، وحاولنا استنطاق الفلاح القروي، الذي عبر عن امتعاضه ومعاناته اللامحدودة في سبيل توفير لقمة العيش وصراعه الدائم مع الحياة، فصرح هذا الفلاح المغلوب على أمره وأمطرنا بسيل من الجمل الاستفهامية من قبيل أن هذا الفلاح حينما يحتاج هو لشراء الحبوب فانه لا يحصل عليها إلا بثمن عال يصل إلى 450 درهم للقنطار، وعندما ينتج هو الحبوب ويعمل على بيع فائضه أو جزء من مخزونه لتلبية احتياجاته الضرورية الأخرى فانه يعمل على تسويقه بثمن بخس لا يستجيب حتى لأتعاب الإنتاج، وبالتالي لا يتعدى ثمن القنطار 250 درهم في أحسن الأحوال، وفيما يخص إنتاج الزيتون عبّر الفلاحون عن أنهم يتكبدون العناء في الاهتمام به وتربيته وجنيه وعندما يهمّون ببيع فائض منتوجهم أيضا يواجهون بانخفاض ثمن تسويقه إذ لا يتعدى 3 دراهم ونصف للكلغ على أكثر تقدير.. إن الفلاح القروي يعاني معاناة مع الإنتاج ويواجه غلاء الأسمدة والأدوية.. وفي نفس الوقت يعاني الم وحرقة بيع منتوجه ومحصوله بأثمان بخسة.. لذلك عبر لنا مجموعة من الفلاحين في هذا السوق بتساؤلهم... " احنا دابا كانشريو مطيشة وبطاطا والفلفل بأكثر من 8 دراهم للكيلوا وملي كانوجدوا ديالنا كانبيعوها ب 2 دراهم كي غادي نديروا نعيشوا؟؟؟" لذلك يجد الفلاح نفسه أمام مفارقات كبيرة بين ما ينتجه ويسوقه وبين ما يصدّر إليه.. لذلك كان من الأجدر أن تتخذ الجهات المسؤولة إجراءات عملية لدعم الفلاح وقت الدعم وحمايته وقت تسويق منتوجه.. بدل الاكتفاء بخطابات وشعارات لا ترقى إلى أن تكون مجرد خطابات للاستهلاك الإعلامي والسياسي بعيدا عن المعاناة الحقيقية للفلاح القروي المغربي. 2- نشأة سوق سبت سيدي رضوان: ترجع نشأة سوق سبت سيدي رضوان إلى عصور قديمة ما قبل الاستعمار بسنوات كثيرة حيث يعود أول مكان له بالقرب من دوار تكسرت، وعند دخول الاستعمار للمنطقة عمل على تحويله بالقرب من دوار بوقية، وبعد ذلك بفترة وبعد سيطرة الاستعمار على المنطقة تم تحويل السوق مرة أخرى إلى مركز القبائل أو مركز الجماعة رغم تخلف بنيتها آنذاك، وذلك بهدف تقريب السوق من مركز المخزن الاستعماري، بهدف التحكم فيه واستغلاله ومراقبته، 1 . وهو المكان الذي بنيت على أنقاضه الآن العديد من المرافق العمومية والمباني السكنية، إذ بقي في ذلك المكان إلى حدود سنة 1981 (المغرب المستقل) ليتم نقله عن تلك النقطة بعيدا عنها بحوالي 300 متر، وعملت الجماعة على بناء أرضيته وبناء سوره الخارجي وتقسيماته الداخلية وبعض المرافق الخاصة كدكاكين اللحوم وأرضية "رحبة الزرع" ومكان الذبائح "الكورنة" . _________________________________________ 1- معطيات للأستاذ الياس بلعافيا باحث في التاريخ بالمنطقة.
وسبب هذا التحويل يرجع لكون المركز قد ضاق عن استيعاب باقي التجهيزات والمرافق الإدارية، فتم بعد 1981 استئصال البناء العشوائي بالطوب والقصدير، وتشجيع السكن العصري وفق قوانين معمارية، وهذا ما يفسر أن المكان الذي كان فيه السوق قبل 1981 يضم الآن إدارات عمومية ومستوصف والقيادة ومركز الدرك الملكي ودار الثقافة رغم إغلاقها منذ مدة طويلة، إضافة إلى بعض المباني السكنية التابعة للجماعة والتي تعمل على كرائها للموظفين.. ونظرا لاتساع مركز الجماعة وانتشار المباني السكنية والمرافق العمومية قررت الجماعة القروية هذه السنة 2010 تحويل السوق من مكانه هذا إلى مكان آخر غرب الجماعة على بعد حوالي 600 متر ولا يزال الآن في طور الإجراءات لنقله لمكانه الجديد.. وبذلك يكون سوق سبت سيدي رضوان قد استكمل بهذا التاريخ المرة الخامسة في تغيراته المكانية.. المحور الثاني: دراسة الأنماط الزمانية 1- التسمية: ترتبط تسمية سوق سبت سيدي رضوان بأمرين اثنين: الأول ارتباطه بيوم من أيام الأسبوع وهو "السبت" وقد حاولنا البحث عن هذا الارتباط ، فغالبية العارفين القدامى بهذا السوق لم يجدوا جوابا له ؟ وهناك من يرى أن هذا الارتباط بيوم السبت هو ارتباط ما قبل الاستعمار، في زمن السيبة، ولا علاقة له بالتقسيم الاستعماري ولا بالاستقلال وعصر الدولة المستقلة.. ويعزى هذا الارتباط للصدفة و لغاية التفريق ما بين أسماء الأسواق، فكل قبيلة أو جماعة قروية في محور المنطقة لديها سوق يرتبط بيوم من أيام الأسبوع، فهناك سوق الأحد، وهناك سوق الاثنين جرف الملحة، وهناك سوق ثلاثاء عين دريج وهناك سوق أربعاء عين الدفالي وهناك سوق الخميس وزان وسيدي بوصبر وهناك سوق السبت سيدي رضوان، وباستثناء يوم الجمعة الذي يبقى يوما دينيا بامتياز لا تقام فيه الأسواق في المنطقة المحيطة بهذه الجماعة.. الأمر الثاني الذي يرتبط به اسم السوق هو الولي الصالح سيدي رضوان والذي تستمد منه الجماعة تسميتها كذلك، ويعود الأمر إلى هذا الولي الذي كانت ولا زالت له مكانه كبيرة -رغم تراجعها- في قلوب ساكنة المنطقة وعند استفسارنا عن تاريخ هذا الولي نجد هناك روايات مختلفة نورد أهمها على لسان مقدم "السيد" حيث انه ورث من سلالته "آل اسريفي" مهمة الإشراف والاهتمام بالولي الصالح، في سياق بحثنا استطعنا العثور على وثيقة قديمة تعود إلى سنة 1339 هـ حيث قرأنا محتواها بصعوبة بالغة، واكتشفنا أنها عبارة عن وثيقة سلف من مقدم "الولي" لأحد سكان القبيلة مقداره 50 ريالا فضية خالصة ويعيده متى طالبه المقدم بذلك، ولما استفسرنا بشأنها جاءنا الجواب من كبار شيوخ القبيلة أن الولي الصالح كانت له مداخيل مهمة (ماشية وأراضي وأموال) وكان يعمل على منح الديون منها للساكنة ويوثق الدين في وثيقة عدلية 1. ويرجع أصل الولي الصالح "سيدي رضوان" حسب رواية "مقدم السيد" إلى أصول ايطالية، وذو جنسية مغربية، حيث ازداد بمدينة سلا، التي هاجر إليها أبوه قادما من ايطاليا حيث اسلم بها، ويحكى انه كان إنسانا زاهدا في الدنيا متصــوفا ، شاربــا من بحــر التصوف ___________________________________________ 1- وثيقة عدلية تعود للمقدم محمد بن لحسن اسريفي
لصديقه "احمد التادلي" هذا الأخير الذي كان تلميذا لمولاي عبد السلام بن امشيش، ويتوافد على هذا الولي زوار من شتى أنحاء المغرب، حيث يقال انه يشفي من مجموعة من الأمراض كالصرع والجنون، ولا يزال الناس يعمدون إلى زيارته إلى الآن بالرغم من تسجيل نسبة من التراجع بفعل انتشار العلم والمعرفة والقراءة وكما يحكي "المقدم" وبألم أن سلالة وحماة الولي الصالح قد تراجعوا عن مهمتهم في دعم وإحياء ذكراه بدعوى أن هذا حرام وهذا حلال؟1 . ومن بين الركائز الأساسية التي تؤسس للمعتقدات والأساطير في قلوب وعقول الساكنة عامة هو أن العروس أثناء زفافها يمنع منعا كليا عليها أن تمر أمام مرقد هذا الولي، وتشير هذه الطقوس إلى أن العروس إن هي مرت أمامه فان مكروها ما سوف يصيبها، ويتم تأسيس هذا المعتقد القديم على أن هذا الولي الصالح توفي وهو لا يزال شابا "عزري" لذلك فهو يمقت النساء ويتضايق منهن، وانه سبق أن مرت أمام مرقده في يوم من الأيام في القديم امرأة تم زفها لعريسها فتوفيت في تلك الليلة. وأخرى مرّ موكب عرسها أمامه فجاءت حمقاء فاقدة لعقلها في المساء، لذلك فان الساكنة وكل عروس يتم زفها، وبالرغم من انه في بعض الأحيان يكون لزاما عليها المرور من الطريق التي أمام الولي لقربها من سكن العريس أو هي السبيل الوحيد فانه يتم في جميع هذه الحالات تحويل الاتجاه ولو في أراضي الخلاء لتجنب "الموت المحتم" الذي قد تلاقيه العروس إن هي مرت أمام الولي "العزري". ومع حكايات المقدم وشهيتنا للمعرفة تزداد حدة، وقد دفع بنا الفضول إلى الدخول إلى مرقد الولي فوجدنا القبر مغطى بخشب رباعي، عليه لباس مطروز يغطيه بأكمله، وهذا ما يطلق عليه في ثقافة الأولياء ب "الدربوز"، وبجانبه صمّم صندوق حديدي تم إلصاقه بعناية مع الأرض و بإحكام وبه فتحة صغيرة لاستقبال دراهم الزائرين.. وفي لحظة جلوسنا في حوار مع المقدم وحكاية العداء بين الولي والعرائس، تدخّل رجل قد تجاوز الخمسين من عمره، وقد التقط فكره تساؤلا هاما فقال للمقدم: سيدي رضوان ولي صالح من أولياء الله، فقال المقدم نعم، فقال الرجل: إن أولياء الله وأحباؤه لا يؤذون الناس ولا يعتدون، فكيف يعتدي إذن ولينا سيدي رضوان على العرائس؟؟؟ من هنا ننتقل إلى عالم الطقوس الاحتفالية بموسم الولي الصالح سيدي رضوان، حيث تتم في يوم السابع من كل سنة من ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولذلك يطلق عليه "السابع ديال سيدي رضوان" وتتم التحضيرات من طرف أعيان الدواوير حيث يؤدون "الفريضة" للمساهمة في ثمن "الذبيحة" والتي غالبا ما تكون من صنف الأبقار، وفي غالب الأحيان تكون هناك أربع أو خمس فرق مشكلة من عدد من الدواوير وكل فرقة تشتري ذبيحتها "الهدية" فيتم إحضارها في صباح "السابع" على أنغام "الغياطة" والرقص، ويصاحبها حمل "العلام" ووضع "السبنية" على رأس "الهدية" ولما تصل قوافل الهدية إلى موطن الولي يعملون على إجراء مسابقة لجميع الذبائح "الهديات" على شكل سبع دورات على "السيد" والفائزة منهم في السباق هي التي يكون من نصيبها الذبح أولا.. وبعد الانتهاء من إجراءات الذبح يتم توزيع لحومها على المساهمين "الوزيعة" ويتم إجراء قرعة على كل "وزيعة" لحم ، وكل مساهم يأخذ حصته من لحم الذبيحة التي ساهم فيها. ______________________________________________________ 1- حوار مع مقدم الولي السيد الطيب اسريفي ، هي التي اعتمدنا عليها ونشير إلى عدم وجود أي مرجع مكتوب يؤرخ للولي باستثناء روايات من هنا وهناك.
كما جرت العادة في مثل هذا اليوم أن يتم منح نصيب من ذلك اللحم لسيادة قائد المنطقة كما يتم جمع مبلغ من المال أو شراء خروف يقدم على شكل "هدية" لقائد قيادة سيدي رضوان ليصبح ممثل السلطة أيضا "سيد" تمنح له الهدايا إلى جانب الولي.. وان لم تمنح له هديته اشتد غضبا عليهم.. وتصاحب عملية الاحتفال العديد من الطقوس التي تأخذ شكلا غرائبيا مثل فرق "حمادشة" الذين هم من أصول بعيدة ويشكل طقسهم شكلا غريبا ويتمثل في الرقص بأشكال مختلفة.. وفرقة "عيساوة" الذين هم اغرب من سابقيهم، إذ يعملون على حمل أشواك "الهندية" فوق أكتافهم وأذرعهم، والغريب في الأمر أنهم لا يتأثرون ولا يحسون بأشواكها.. وبالرغم من تسجيل تراجع كبير لبعض الطقوس والاحتفالات المصاحبة لهذه المناسبة والتي تراجعت منذ سنوات الجفاف حيث تعالت أصوات تدعوا إلى الإقلاع عن مثل هذه الطقوس الشركية التي يحرمها المعتقد الديني والإسلامي، وحيث ساد الاعتقاد أن الجفاف هو نتاج هذا الشرك العظيم بالله وخاصة أن هذه الدعوات تأتي من شباب متعلم انفتح على عصر العلم والتكنولوجيا وبخاصة مع تعالي المد الفكري الإسلامي.. ومنذ ذلك الوقت والاحتفال لم يعد مستمرا كل سنة فهناك بعض السنوات التي لم يتم فيها الاحتفال ومنها موسم هذه السنة، حيث علمنا أن الأمطار الكثيرة هي التي حالت دون إحيائها. 2- القبائل: تضم جماعة سيدي رضوان جزءا مهما من القبيلة الكبيرة "بني مستارة"، هذه القبيلة الشديدة البأس والمعروفة عبر التاريخ، تحد شمالا بقبيلة رهونة، وجنوبا ببني سفيان، وشرقا ببني مزكلدة، وغربا بمصمودة. "وقبيلة بني مسارة قبيلة شديدة البأس إبان الغزو الفرنسي للمغرب، والتي قاومته بشتى الوسائل دفاعا عن كرامتها وأرضها ومجالاتها، إلا أن الاستعمار سلك معها مسلكا همجيا بتشريد أبنائها وتقتيلهم وتجويعهم، الشيء الذي أجج نار الحقد والغيرة لدى القبيلة وحفزهم على الكفاح المسلح لإحباط مشاريع الاستعمار، وهو ما يفسره مكوث الاستعمار مدة 7 سنوات في منطقة السيلة، كدليل على شدة بأسهم، حيث لم يفك هذا الحصار إلا بخدعة من الكامبرادور1 المحلي، فانطلقت الأيادي العابثة في المنطقة باستنزاف خيراتها في محاولة لإضعاف القبيلة ودفعها للاستسلام، ورغم ذلك لم يذق الاستعمار طعم الراحة والسلام منذ دخوله المنطقة، حيث كانت دائما تقع مواجهات ومناوشات تلو الأخرى تعبيرا عن عدم الرضا... لكن ولعدة اعتبارات إدارية قسمت هذه القبيلة إلى قسمين جزء تابع لعمالة الشاون والجزء الآخر تابع لعمالة سيدي قاسم" (عمالة وزان حاليا) 2 . كما أن الجزء الذي بقي تابعا لجماعة سيدي رضوان تم تقسيمه لفرقتين: فرقة أولاد كنون وفرقة أحجار بني يعيش، ونتيجة لاختلاط الأنساب والمصاهرة وتغيير العائلات لمكان سكناهم وغيرها، اختلطت هذه الفرق فيما بينها فتجد الكنونيين في الحجريين والعكس صحيح، وهكذا بقي التقسيم بالنسبة لكل دوار بتبعيته لفرقة معينة ذو طابع إداري لتسهيل مأمورية المخزن والشيوخ والمقدمين فقط، أما على ارض الواقع فلم يعد له وجود. ____________________________________________ 1- الكامبرادور اسم كان يطلق على المجموعة البرجوازية المتنفذة في المنطقة والتي كانت على علاقة بالاستعمار. 2- بحث لنيل شهادة الإجازة في الجغرافية تحت عنوان "دراسة جغرافية لسوق سبت سيدي رضوان وميكانيزمات تطور المركز" للطالب الأستاذ الشريف اسريفي.1988/1989.ص 47.
المحور الثالث: الدراسة الداخلية للسوق: 1- نمط توزيع الباعة داخل السوق: إن ابسط نظرة فوقية لسوق سبت سيدي رضوان تمنحنا انطباعا حقيقيا بالتجول بين الدروب والشوارع، لذلك نجد هذا السوق محاطا بسور خارجي، وبداخله تنتصب الخيام "القياطن" على محاور السوق الرئيسية، تاركة بذلك ممرات صغيرة للعابرين والزبناء، هذه الشوارع الافتراضية والوهمية تقسم المجال الداخلي للسوق إلى عدة أمكنة متخصصة تكبر أو تصغر بحسب حجم ونوع النشاط التجاري وأهميته، هذا الحجم الذي يعكس لنا نوع وبنية السلوك الاستهلاكي المهيمن في المنطقة أو السوق بكل صدق ووضوح. وكباحثين سوسيولوجيين نرفض الانكفاء على الذات والاكتفاء بالنظرة السطحية والخارجية، ونهيم في سبيل البحث عن المعنى ونهفو إلى تفسير البنية الاقتصادية والاجتماعية للسوق، على اعتبار أن السوق هو وحدة متكاملة، تمنحنا إمكانية القراءة السوسيولوجية للسوق باعتباره ظاهرة مجالية تختزن في أعماقها العديد من العادات والتقاليد، كما أنها ظاهرة جد معقدة وعريقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ. عند أول نظرة في باب هذا السوق تصادف ازدحام الداخل إليه والخارج منه، كل له وسيلته إما على رجليه أو عبر الدواب أو الشاحنات والسيارات وكل يهفوا إلى تحقيق غاياته منه.. فنجد أصحاب ما يعرف "بالصنك" أو الضريبة على المنتوجات والبضائع، كل له ثمنه، ويتوفر هذا السوق على بابين رئيسيين، لكن بفعل انعدام الصيانة أصبحت له أبواب متفرقة. هنا ورغبة منا ونحن نهفوا إلى المعرفة، دخلنا السوق من بابه الجنوبي، وأول ما صادفناه باعة الخضر والفواكه بالجملة، حوالي 3 شاحنات كبيرة و 10 سيارات متوسطة تلج السوق مبكرا حوالي 5 صباحا لتبيع وتوزع منتوجها وبضاعتها على باعة التقسيط، وتنتهي من ذلك في حدود الساعة 8 صباحا، ليبدأ باعة التقسيط في بيع بضاعتهم، هؤلاء الذين يتعدون حسب إحصائنا 100 بائع، كل حسب قدرته المادية في حجم استغلال المكان المخصص له وفي حجم وكمية شرائه للبضائع لإعادة تقسيطها، إلا انه حسب استفساراتنا فان معدل كل بائع بالتقسيط لا يتعدى 4000 درهم، ويصطفون في صفوف متقابلة، لكن الملاحظ هو اختلاط باقي المنتوجات معهم فنجد بين خضار وخضار هواة آخرون للفواكه أو المواد الغذائية أو النعناع أو الخميرة، وغيرها مما يظهر عدم تنظيم السوق، وللقيام بعملية تصنيف اجتماعية تراتبية وبعد استفسارنا لمجموعة من الأسر غاليتهم من النساء، صرّحوا لنا أن الخضر منذ سنين تعرف ارتفاعا صاروخيا، وعن حجم تبضعهم للخضر أكدوا أنهم لم يشتروا سوى نصف ما يشترونه من حاجياتهم في الأيام العادية، نظرا لغلاء الأثمان الذي تعدى 8 دراهم للكيلوا، لذا وكنتيجة خلصنا إلى أن المواطن القروي وحتى الموظفين منهم قد تراجعت قدراتهم الشرائية إلى النصف وبالتالي تراجع نسبة الاستهلاك.. وفي جولة بجانب هذا القطاع الحيوي نجد العطارون، أو باعة المواد الغذائية Alimentation générale بالرغم من أن لهم مكانا خاصا بهم إلا أنهم يتوزعون بشكل متفرق على كل السوق في مداخله وفي وسطه وبجانب بائعي الخضر، وهذا يرجع إلى عدم اتساع المكان المخصص لهم والإقبال المتزايد عليهم باعتبار أنهم يبيعون موادا أساسية وضرورية في الاستهلاك اليومي للمواطن كالشاي والسكر والعطرية.. أما على مستوى اللحوم فهي تنقسم ما بين اللحوم الحمراء والبيضاء، وخلال زيارتنا لهذا المجال الحيوي وبالضبط لمكان الذبائح "الكورنة" سجلنا معطيات وأرقام عن الذبائح موثوقة نوردها في الجدول التالي مع أرقام تعود لسنة 1989 :1
في هذا القطاع الخاص باللحوم الحمراء سجلنا ونحن نلاحظ التراجع المهول لنسبة الذبائح تقريبا إلى النصف باستثناء صنف البقر الذي تراجع إلى الربع ما بين سنة 1989 وسنة 2010 ويرجع ذلك إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطن القروي وارتفاع أثمنة اللحوم والى التحول نحو استهلاك الأسماك و اللحوم البيضاء التي تطورت وعرفت انتعاشا هاما في السنين الأخيرة عكس ما كان عليه الأمر سابقا وسجلنا 15 دكانا لبيع اللحوم وبعض القياطن كذلك والتي تبيع أمعاء الذبائح وأطرافها. لذلك عرفت تجارة اللحوم الحمراء تراجعا كبيرا أثّر بشكل سلبي على ممتهني هذه المهنة في الوسط القروي وانعكس على وضعهم الاجتماعي. في مقابل ازدهار تجارة اللحوم البيضاء التي عرفت انتعاشا قويا بفعل تناسب أثمانها مع القدرة الشرائية للمواطن وهكذا سجلنا 8 أشخاص باعتبارهم بائعين بالجملة و15 بائعين بالتقسيط وقد بلغ ثمن الكيلغ من اللحم (الحمراء)80 درهما . وفيما يخص تجارة الدقيق الذي انتعش بشكل مهم لتراجع المحصول الزراعي، بالرغم من انتشار بيعه في جميع الحوانيت بالمركز خارج السوق، فقد سجلنا وجود ثلاث شاحنات ممتلئة بالدقيق وهي تبيع بالتقسيط ويصل ثمن القنطار الممتاز إلى 400 درهم، كما لاحظنا اندثار تجارة البون منذ مدة و"البون هو التأشيرة أو الرخصة التي تمنحها السلطات المحلية لأشخاص معينين قصد الاستفادة من أكياس الدقيق قد تصل إلى 20 طن للفرد بأثمنة هزيلة ويتولوا بيعه إما في الدكاكين طيلة أيام الأسبوع أو بداخل السوق، وقد كان عدد المحظوظين يصل إلى 5 أشخاص وهم المزودون الرئيسيون للباعة بالتقسيط"2. ______________________________________ 1- المكلف باستخلاص ضرائب الذبائح بالمجلس القروي. 2- بحث الطالب الأستاذ الشريف اسريفي، مصدر سابق ص 17.
وعلى مستوى بيع الأسماك فقد سجلنا انتعاش هذا المجال وتأثيره بشكل كبير على تجارة اللحوم الحمراء ومنافسته للحوم البيضاء نظرا لاستجابتها للقدرة الشرائية ونظرا لقيمته الغذائية فقد سجلنا بائعين بالجملة(شاحنات) كما سجلنا وجود حوالي 30 بائع بالتقسيط مع الإشارة إلى وجود بائعين للأسماك يوميا بمركز الجماعة، وغالبية أنواع الأسماك تتمثل في السردين والكبايلا والشران.. رغم تسجيلها في بعض الأحيان لاثمان صاروخية تجعل المواطن يتغاضى عنها ويعوض عنها باللحوم البيضاء.. أما ما يتعلق بالزيتون فقد سجلنا غيابه التام عن السوق لانتهاء موسمه ونظرا لعدم تطوير الساكنة لآليات تصبيره وبيعه في مثل هذا الوقت الذي يرتفع فيه الثمن بشكل مهم.. وأثناء مرورنا لمكان تجارة الحبوب قصد فهم قيمة هذا المنتوج الأساسي فقد كانت قليلة جدا لعدم تصادفها مع موسمها، إلا من بعض الفلاحين الذين يبيعون بعض احتياطهم لمواجهة متطلبات الحياة الأخرى وضروريات العيش، ويرجع ذلك إلى تراجع الإنتاج الفلاحي بشكل كبير منذ الثمانينات وحسب احد "الجمالة" يأتي من احد كورت فقد صرح لنا أن سوق سبت سيدي رضوان هو من اضعف الأسواق من ناحية إنتاج وتجارة الحبوب في هذه المنطقة. وأثناء مرورنا بدروب هذا السوق نصادف في كل منطقة نوعا من أنواع المهن يحاول الصمود في وجه الأزمة.. ونصادف هنا أصحاب التجهيزات المنزلية المتنوعة كالأواني والأفران وغيرها والتي تختلف أثمانها ومبيعاتها بتقلبات السوق ومدى انتعاشه. ومن درب إلى آخر نصادف باعة الملابس والأحذية المتنوعة والمنتشرة في مجال السوق حيث تشكل نسبة كبيرة من مساحته، واغلب التجار يملكون شاحنات، وهي تزدهر في الأعياد والمناسبات ويرتفع الثمن بحسب ظروف الإقبال والانتعاش، وفي هذا الإطار تمكنا من رصد حوالي 35 قيطون للملابس المختلفة إضافة إلى 12 قيطون للملابس التقليدية النسائية من جلابيب وقفاطين، وفي حديث لأحد الباعة عبر لنا عن امتعاضه وهو يحمد الله على ذلك إذ يقول "كانت الحركة مزيانة ملي كان عيد العرش عندو الشان والموسم ديال البلاد والمناسبات الدينية والأعياد، كان الخير والرباح.. أما دابا غير كانسلكو.. الحركة عيانة الوقت مقتول". هكذا يعبر هذا الشاب/الشيخ القادم من جرف الملحة والذي ألف القدوم للأسواق للتجارة في الملابس وهو يعبر عن عمق الأزمة أو السكتة القلبية التي تعرفها المنطقة ويقول "الناس ما عاندهومش.. المدخول ماكاينش.. منصاب يلقاو ما ياكلوا"، وفي خضم حديثنا إليه ظن أننا تابعين للجماعة أو المخزن فطلب منا أن نوصل صوته للجهات المسؤولة التي قال عنها أنها تجني مداخيل مهمة من هذا السوق ولا تهتم به أبدا حيث قال "السوق ولا مكرفص.. يشوفوا من حالوا شي شوية".. ودعناه على وقع هذه الكلمات ونحن على العهد بإسماع صوته لمن يهمه الأمر.. وتابعنا المسير بين ثنايا ودروب السوق، ومن خلاله في قراءة عمق الأزمة والمعاناة التي يختزنها العالم القروي والتي يتمخض فيها المغرب غير النافع، لنعرج على مهنة أخرى يصارع مرتادوها على أمل البقاء أحياء.. من اجل لقمة العيش، هنا خيام "قياطن" الحلاقة الشباب والشيوخ، يجهدون لكسب لقمة العيش ومنهم من يجمعها مع نشاطه الفلاحي خاصة منهم الشيوخ أما الشباب فيعيشون الأسبوع متنقلين بين الأسواق في مزاولة هذه الحرفة فسجلنا 15 حلاقا هذه السنة في مقابل 19 واحدا سنة 1989 ويتراوح ثمن الحلاقة بين 3 و 5 دراهم ويبلغ دخلهم في السوق 50 درهما، وقد علق احدهم بقوله "حنا كانتقاتلوا باش نعيشوا"، إلى جانب هؤلاء بحثنا عن مهنة كانت لها مكانتها في الثمانينات، إنها مهنة الحجامة الذين يمتصون الدماء من خلف رؤوس الرجال والنساء بواسطة أنابيب خاصة اعتقادا منهم أنها تخفف من الضغط وتزيل الدم الفاسد، لم نجد لها أثرا بين جنبات السوق فقد اندثرت على الإطلاق، وقد يرجع ذلك إلى ظاهرة التمدين والتحضّر التي يشهدها العالم القروي إضافة لانعدام الإقبال عليها مع تعاطي هذه المهنة من قبل أطباء مختصين في هذا المجال. وسط اندثار هذه المهنة وانتعاش تلك.. وتراجع الأخرى ومصارعتها من اجل البقاء على قيد الحياة وقفنا على مهنتين كانتا منتعشتين في مغرب الأمس ومستقلتين عن بعضهما البعض، إنهما الحدادون والاسكافيون الذين كان يبلغ عددهم في الثمانينات 24 فرد يمارسون هذه المهنة، أما الآن فلم نجد سوى 11 فردا يمارسون هذا العمل، وبعدما كانت كل مهنة مستقلة عن الأخرى فقد بدأوا في الجمع بينهما، فيقومون بدور الحداد الذي يشحذ الفؤوس والسكك والاسكافي الذي يعمل على معالجة حوافر البهائم ، ويعزو تراجع هذه الصناعة العتيقة إلى استخدام المكننة والآلات والجرار وتراجع دور البهائم في الإنتاج الفلاحي "درس الحبوب"، بفعل استعمال آلات الحرث والحصاد. وفي لحظة من جولاتنا بين هؤلاء الصناع توجه نحونا رجل بين الشيب والشباب، ضانا منه أننا نبحث عن شخص معين ليدلنا عليه، وأثناء تجاذبنا للحديث عن مهنته اكتشفنا انه يتعاطى هذه المهنة منذ 16 سنة، بعدما كان مساعدا لسائقي الحافلات متنقلا بين المدن (كريصون) والتي قال عنها أنها مهنة مليئة بالمحرمات وان متعاطيها غالبا ما يتعاطون للخمور وغيرها، وأثناء ملله من ذلك الجو الفاسد وبفعل قادر وجد نفسه في هذه المهنة لشحذ الفؤوس ومعالجة حوافر البهائم، وقال إن مهنته هاته كانت لها مكانتها وكانت تدر عليه دخلا لا بأس به، وقد تراجعت ولا تكاد تسد رمق العيش، ودّعنا هذا القروي الذي احمرت عيناه من شدة البؤس في اتجاه مهنة أخرى اشد بؤسا، إنها مهنة النعالون الذين سجلنا ارتفاع عددهم من 7 سنة 1989 إلى 14 في هذه السنة ورأسمالهم لا يتعدى 300 درهم ويصل مدخولهم في السوق حوالي 50 درهم. ويتوزعون بين أصل محلي وغرباوي من منطقة الجرف وعين الدفالي. إن عقارب الساعة تمر بسرعة وتدركنا في كل لحظة وجعلت منا نولي وجهنا صوب مصلحو الساعات والراديوا والأجهزة الالكترونية، والتي سجلنا فيها تراجعا كبيرا من 4 سنة 1989 إلى 2، وهم من أصل محلي يصل دخلهم الأسبوعي إلى 40 درهم في السوق، عقارب الزمن تمر ونحن نبحث عن ساعاتي معروف لم نعد نرى له أثرا بفعل ارتقاء مرتبته الاجتماعية ليس بفعل مهنته وإنما بفعل كفاحه ودفعه لأبنائه نحو العلم والمعرفة فكان له ذلك أن أصبح احد أبنائه صحافيا مرموقا ومزعجا في قناة الجزيرة وآخر صحفيا أيضا ورئيسا لمنظمة عربية لحرية الانترنت. ومع اقتراب الساعة من الثانية زوالا ونتيجة إحساسنا بالجوع ونحن نتجول في دروب عالم السوق القروي أحسسنا بالرغبة في اكتشاف عالم آخر ومهن أخرى والتي تعتبر المهنة الوحيدة التي تعرف ازدهارا قويا بفعل ارتباطها بالحاجات البيولوجية للإنسان هنا نحط الرحال في محيط خيام الشاي والبيصارة الذين ينتظمون في خيام متصلة ومسترسلة بشكل يجعلها تتعارض في الأعلى مع خيام الكفتة، وهذا يعكس الفوارق الاجتماعية، وهناك خيام لبيع الأسماك المشوية والمقلية ويصل عددها إلى عشر خيام أربع منها تنتصب فوق خيام الكفتة وثلاثة لشواء الأسماك تنتصب قرب محيط بيع الأسماك والباقي يتوزعون في باقي أنحاء السوق، وهي تنافس خيام "قياطن" الأكلة الجبلية (البيصارة) وفي الجهة السفلى نجد خيام لبيع الكفتة المتنوعة، وهم يتوزعون على شكل أشرطة متقابلة وجميعهم من مناطق الجرف، احد كورت، كما أن ممارستهم لهذه المهنة تختلف بحسب الزبناء، فهناك كفتة من النوع الممتاز وهناك الكفتة العادية والتي تعكس الفوارق الاجتماعية، ويخضع استهلاكها لتذبذب السوق ومدى انتعاش مواسم الزيتون والحصاد.. كما يلعب الموظفون في المدن دورا هاما في انتعاش هذه المهنة، ويصل عددهم إلى 7 قياطن يعملون على توزيع الذبائح مناصفة. وبالرغم من انتشار المقاهي وأصحاب المأكولات في مركز الجماعة خارج السوق فان هذه المهنة داخل السوق لازالت تحتفظ بأهميتها وقيمتها وتعرف انتعاشا بحسب تقلبات الوضع بالمنطقة. وهذا ما يعكسه انتشار الأفران في مركز الجماعة، إذ نجد 6 أفران تطبخ وتبيع الخبز المحلي في الدكاكين والأسواق المجاورة بثمن يبدأ في الصباح ب 3 دراهم وينزل عند المساء إلى حدود درهم ونصف في حالة بقاء الخبز. وهذا ما يعكسه أيضا وجود حوالي 16 موقعا في كل أنحاء السوق يبيعون الخبز، ويبيعون ما مجموعه حوالي 4000 خبزة في السوق. وبالعودة إلى الصناعات المحلية التقليدية في السوق، ومن أهمها صناعة "طرز الدرار" المنتشرة في "رحبة الدرار" أو غطاء الرأس التقليدي الذي له خصوصيات تقليدية محلية وجبلية رغم تراجعه، فقد وقفنا عند 20 امرأة يمتهنّ هذه المهنة، ويصل معدل رأس مال كل واحدة منهن حوالي 7 ألاف درهم ويبلغ ثمن الدرة أو الفولار الواحدة مابين 130 درهم و200 درهم، وقد أسهبنا في الحديث إلى امرأة متخصصة في هذا المجال، وبشق الأنفس منحتنا الفرصة للاطلاع على خفايا مهنتها، وأسرّت لنا بان رأسمالها في هذا السوق يصل إلى 15000 درهم وصرحت انه في لحظات انتعاش السوق يصل دخلها من الأرباح إلى 3000 درهم في الأسبوع، وتعتبر "الدرة المطروزة" من الأشياء الضرورية في الثقافة الشعبية الجبلية لتجهيز العروس والمعروف "بالدهاز"، وتعاني هذه المهنة الفريدة من المنافسة مع الفولار العصرية ومن تحدي التسويق إضافة إلى تأثيرات العولمة والتحضر مما يدفع نساء القرية وبناتها إلى الإقبال على الغطاء الذي يجعلها تبدوا متحضرة ولا تميزها بكونها فتاة أو امرأة قروية. وبالإضافة لذلك نشير إلى مهنة "الدرازة" والذين يعملون على إعداد الجلابة الوزانية والمناديل النسائية الجبلية ويبلغ عددهم حوالي 15 دراز. وفي لحظة من لحظات الاستكشاف لما هو محلي عملنا كباحثين على استكشاف صناعة محلية عريقة وتتمثل في صناعة الأواني الفخارية، ووجدنا في مجالهم 8 نساء محليين من دوار الكزيرة المعروف منذ زمان بهذه الصناعة والتي لا يتعدى ثمن القطعة الواحدة 10 دراهم . بالإضافة إلى صناعة القفف والشواري والبردع للبهائم والتي تعتمد على الدوم وتبن "الزوان"، وقد رصدنا 9 أشخاص يزاولون هذه الحرفة لكسب لقمة العيش، والتي يشكوا فيها ممتهنوها من ضعف الإقبال لتراجع دور البهائم.. وعلى العموم فالصناعات التقليدية المحلية تعاني من اندثار تدريجي للمواد الأولية (الدوم) ومن المنافسة من طرف التجهيزات المنزلية الحضرية وانجراف المواطن القروي نحو ماهو جديد وحديث. بالإضافة لهذه المهن هناك من يمتهن في السوق بيع المشروبات الغازية والماء، هذا الأخير الذي يعملون على جلبه من العيون والآبار المجاورة في براميل ويتوزعون بشكل متفرق على كل السوق ويتركزون بالخصوص قرب خيام المأكولات. وعلى الجانب الأيسر للسوق تجد من يرغب في عقد الزواج أو الطلاق أو عقد الكراء أو الشراء يتوجه لهذا الجناح الخاص "برحبة العدول" حيث كل العقود ممكنة والحضور الأسبوعي للعدول القادمين من مدينة وزان وذلك نظرا لكون السوق يعتبر مكانا خصبا لهذه المهنة ونظرا كذلك لاستغلال العدول للقروي غير المتعلم في فرض تعريفة عالية لكتابة العقود في ظل غياب المعرفة بالتعريفات الرسمية والقانونية.. بالرغم من تسجيل تراجع كتابة العقود في أرضية السوق نظرا لتطور وسائل المواصلات وقرب المجال الحضري لمدينة وزان من قرية سيدي رضوان. 2- معاينة نمط الاستهلاك: وبين ثنايا هاته الدراسة وهذا البحث نحاول رصد نمط استهلاك المواطن القروي داخل المجال، فمن بين أهم الاحتياجات الأساسية التي يهتم بها المواطن، نجد الخضر التي تأتي في مقدمة المواد المستهلكة، وتليها اللحوم البيضاء والأسماك بالإضافة إلى التغذية العامة كالسكر والشاي، ولكن الاستهلاك يرتبط دائما بمدى أهمية الموسم الفلاحي وموسم الزيتون، فكلما كان المحصول جيدا كلما كان الاستهلاك مرتفعا، ومع تراجع المواسم لم يعد القروي يهتم بالكماليات . كما نسجل الدور الذي يلعبه الأبناء العاملين بالمدن في الرفع من مستوى نمط الاستهلاك ويعتبر هذا تحولا كبيرا في وضعية وسلوك هذه المناطق التي كانت فيما سبق تعرف رتابة في استهلاكها اليومي "قطاني وبيصارة"كما كان للتوجهات التنموية دورا كبيرا في عزل المنطقة واعتبارها غير نافعة. ولإعطاء نظرة على أهمية أبناء المنطقة العاملين بالمدن اتصلنا بالمسؤول عن البريد الوحيد بالمنطقة فأشار إلى انه يتم ضخ مبلغ مالي بالمنطقة يصل إلى 100 مليون سنتيم شهريا 90 في المائة منها عبارة عن تحويلات من أبناء وذوي الأسر العاملين بالمدن لأهلهم بالمنطقة، مما يعني أن سكان المنطقة يعتمدون بشكل كبير على الدعم الخارجي من الأهل والأبناء. 3- كراء وضرائب السوق: تبلغ مساحة سوق سبت سيدي رضوان 10 هكتارات وتتم عملية كرائه من طرف الجماعة القروية عبر سمسرة عمومية، وقد وصل ثمنه سنة 1988 إلى 70 مليون سنتيم وفي سنة 2009 تم كراؤه بثمن 85 مليون سنتيم، أما في سنة 2010 فقد سجل تراجعا كبيرا وصل إلى 64 مليون سنتيم، (بما في ذلك السوق الأسبوعي الاستثنائي الذي يقام بدوار الزواقين يوم الأربعاء والذي يبلغ ثمن كرائه 7 مليون سنتيم). حيث سجل تراجعا وصل إلى 20 مليون سنتيم، وفي سياق بحثنا عن أسباب هذا التراجع توصلنا إلى انه تم عرضه في سمسرة عمومية ثلاث مرات ليتم في الأخير كراؤه، وان المنطقة عرفت السنة الماضية والحالية تساقطات مطرية كبيرة تمتد لشهور طويلة في السنة مما اثر على السوق ومدخوله، ومسألة أخرى تتمثل في انهيار أجزاء من السور الرئيسي للسوق مما يجعل الباعة والمتسوقين يتسللون إليه دون أداء الرسوم أو ما يعرف "بالصنك". وللمكتري الذي فاز بصفقة كراء السوق استخلاص الرسوم من كل داخل إليه أو خارج منه وهكذا نورد في هذا الجدول قيمة الضرائب كما هي مثبتة في قانون تحديد نسب وأسعار الرسوم الصادر عن المجلس القروي سنة 1988 وسنة 2010: من خلال قراءتنا لهاته الأسعار المفروضة على البضائع وغيرها نلاحظ الفرق الشاسع بين ثمن الرسوم لسنة 1988 وسنة 2010 إذ عرف بعضها ارتفاعا لمرتين والبعض الآخر إلى ثلاث مرات، هذا بالإضافة إلى أن الرسوم الخاصة بالذبائح لا تدخل ضمن صفقة كراء السوق بل تحتفظ الجماعة لنفسها بصلاحية وحق استخلاصها، ويصل دخلها السنوي حسب مذكرة الميزانية لسنة 2009 للمجلس القروي إلى 13000 درهم سنويا.. وعند قيامنا بعملية حسابية لعدد الكيلوغرامات من اللحوم لسنة 2010 ( انظر الجدول ص9) من مختلف الذبائح نجده 55128 ألف كلغ في السنة، وقمنا بضربه في 0.40 د كثمن ضريبة الذبائح للكلغ فإننا نحصل على رقم مدخول سنوي يصل إلى 22051.20 درهم وهذا يعكس بشكل واضح الفارق الكبير بين ما حصلنا عليه من خلال مشروع الميزانية للمجلس وبين هذا الرقم الواقعي؟؟؟ وهذا يفتح المجال إلى أكثر من سؤال..؟؟؟ انه بالرغم من هذه المداخيل المهمة التي يضخها السوق في حساب المجلس القروي فان هذا الأخير لم يعمل منذ إنشاء هذا السوق على صيانته وتجديد بنيته، وبالرغم من أن المجلس يتوفر على موظف كان من ضمن مهامه الاهتمام بنظافة السوق فانه قد تخلى عن دوره هذا وهو ما يتجلى مباشرة لدى دخولنا إلى السوق نفاجأ بانعدام النظافة منذ زمان في كل مجالات السوق.. انعدام النظافة في المكان المخصص للذبائح. بالاضافة للأزبال المتراكمة التي تنم عن عدم وجود حس للمسؤولية في باب "الكورنة"........ هذا ويتوافد على السوق الرجال والنساء والأطفال، وفي غالب الأحيان النساء هم من يقمن بعملية التسوق، عكس ما كان في الماضي، ويرجع السبب إلى تعاظم دور المرأة في المجتمع بشكل عام وفي الأسرة بشكل خاص. فنجد أن الرجل قد تراجع عن دوره ومهمته المحورية في الأسرة (التسوق) فأنيطت هذه المهمة بالمرأة، إذ نجد غالبية الرجال الموظفين يمنحون زوجاتهم مبلغا ماليا محددا ومتفقا عليه بين الطرفين لتتكلف هي بمجموعة من المصاريف وعلى رأسها التسوق الأسبوعي. وهذا يرجع بالأساس إلى أن المرأة كما يقول البعض "كتعرف تشري.. وكتعرف شنو خاصها" ويرجع أيضا إلى رغبة الرجل في التخلص من جزء من متاعبه وانشغاله بأمور أخرى.. هذا بالنسبة لنساء الموظفين القرويين، أما بالنسبة لنساء الفلاحين فنجد المرأة تتعب طيلة الأسبوع تبحث عن مصادر تعتمد عليها لأجل توفير مصروف السوق الأسبوعي من جني لمحصول الزيتون أو الحبوب أو الاعتماد على تربية الدواجن وتحصيل بيضهم لبيعهم في السوق وشراء الحاجيات الأساسية...
خاتمــــــــــــــة
بين ثنايا هذا البحث وفي دروب التمحيص قررنا القطع مع تلك الحواس البيولوجية واستبدالها بأخرى سوسيولوجية، كما تقتضي ذلك قيم البحث العلمي وأصالة المنجز السوسيولوجي، ومن خلال معاينتنا لتحولات نمط الاستهلاك بهذا السوق الأسبوعي، نستطيع التأكيد أن المستهلك القروي يقاوم من اجل توفير حاجياته الأساسية، فمع تراجع المواسم الفلاحية منذ سنوات الجفاف، وانسحاب شركة التبغ التي كانت لها أهمية كبيرة في تعويض الخصاص الذي كان يحدثه التراجع الفلاحي ونتيجة لانخفاض أثمنة تسويق المنتجات الفلاحية للفلاح القروي سواء منها الحبوب أو الزيتون في مقابل ارتفاع أثمنة المواد الغذائية التي يقتنيها الفلاح... ومع انعدام أي دخل موازي، بالإضافة إلى انتشار واسع لمؤسسات القروض الصغرى "كالأمانة" ومؤسسة ارضي، هاتين المؤسستين اللتين أغرقتا المواطن القروي في دوامة كبيرة وخطيرة من الديون مع فوائد كبيرة ترهق كاهل الفلاح، وأمام هذا الوضع، كيف يستطيع الفلاح القروي مواجهة غلاء المعيشة ومعالجة وتعويض الفارق بين أثمنة بيع محصوله وأثمنة شرائه لحاجياته من الخضر والفواكه والحبوب في لحظات نفاذ مخزونه واحتياطه.؟ وكيف يستطيع تلبية حاجيات عناصره الاجتماعية من تطبيب وتدريس وغيرها؟؟ وأمام انسحاب الدولة وعدم ايلائها للفلاح الصغير والبسيط أي اهتمام يذكر، وأمام السياسة التي لا ترى في العالم القروي سوى خزانا للأصوات الانتخابية ومجالا لحفظ التوازنات يبقى الفلاح أو المواطن القروي وحده في مواجهة متطلبات الحياة وظروف العيش القاسية في انتظار التنمية المؤجلة إلى حين ... الطلبة الباحثين احمد اسريفي هلال اعريبو وسام الشبلي فتحي جلال ادريس العسري كما لا يفوتنا ان نشير اننا حذفنا بعض الجداول الاحصائية وبعض الصور المدعمة للبحث نظرا لكون الموقع لا يوفر امكانية وضع الصور والجداول. مع الشكر للاستاذ الفاضل عبد الرحيم العطري والاستاذ السلمي على توجيهاتهم النيرة.
مصادر ومراجع:
• بحث لنيل شهادة الإجازة في الجغرافية تحت عنوان "دراسة جغرافية لسوق سبت سيدي رضوان وميكانيزمات تطور المركز" للطالب الأستاذ الشريف اسريفي.1988/1989. • قانون تحديد نسب وأسعار الرسوم الصادر عن المجلس القروي لسنة 1988 و سنة 2010. • مذكرة تقديم مشروع الميزانية للمجلس القروي لسنة 2009 و 2010. • مقابلات مع أساتذة وباحثين في تاريخ المنطقة. • مقابلات مع كبار شيوخ المنطقة. • زيارات لضريح الولي الصالح سيدي رضوان وحوار مع مقدم الولي. • اعتماد الوثائق التاريخية التي تؤرخ للولي الصالح. • زيارات ميدانية للسوق.
#احمد_اسريفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحديات آنية تواجه العامل الجديد لوزان…
-
جماعة سيدي رضوان تستغيث...
-
الهزات الأرضية بوزان بين التعتيم والهروب ....
-
-رعايا ومواطنين... أم أكباش عيد..؟؟-
-
-التسول بين الاحتراف.. والحاجة...-
-
التحولات السوسيوسياسية بجماعة سيدي رضوان.وزان
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|