يوسف ليمود
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 18:48
المحور:
الادب والفن
منذ بداياته الفنية في مطلع الثمانينات، وجد عاصم شرف في الجسم العاري، مفردته التي يسرد، من خلال أوضاعها الشبيهة بالرقص، رؤيته للعالم، ويعبر عن تراكمات مشاعره تجاه هذا العالم. الجسد عارياً في فعل الرقص. الرقص، مثل الحب، فعل غريزي لن تجدي محاولة حصر معناه في السعادة. إنه حاجة جسدية في الأساس، لها أبعادها الغامضة الغائرة في النفس، والسعادة أحد هذه الأبعاد. أجساد عاصم شرف حركاتُها وإيماءاتها ورغباتها متداخلة بعضها في البعض، لكنها منفصلة، تدور حول ذاتها بثقلها المتراكم عليه تعب الوجود. إنها، في حركاتها، لا تسأل عن المعنى بل تحيا لحظة الرقص كتحرر لحظي، مثلما العري في فعل الحب.
في الإمكان، حين تتّبع تطور أعمال عاصم شرف خلال العقدين الأخيرين، رصْد فعل الزمن في أجساده الراقصة، حيث أصبحت حركاتها أكثر هدوءا وأقرب للتعب. أعماله الصغيرة الحجم، غير المتبجحة، المشبعة بحس تلويني عالٍ، هي أيقونات تسمح لهذا الفنان أن يدير ظهره لواقع صاخب، كي يراه عارياً متلبساً بأعمق أمنياته. أمنيات الجسد، في التحرر والتداخل في فعل العشق.
يوسف ليمود
م. جسد
يتبع: دينا الغريب .. وردة الرغبة في حقل جسم ملتبس.
المادة السابقة: http://www.doroob.com/?p=42954
#يوسف_ليمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟