اسماء محمد مصطفى
كاتبة وصحفية وقاصّة
(Asmaa M Mustafa)
الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 23:41
المحور:
الادب والفن
منذ زمن الضباب وزحمة النساء ،
خيَّرتُ قلبك بين اثنتين : أنا او أنا ..
لم تفقه لغتي ..
أختارني الصمت عروسه .. ومضى بي بعيداً عن محطات تيهك ، يشقّ بي طريق النسيان علّه يحتويني .. فتموت أناي وأناي .. ويزاحم صفير قطاراتك نحيب العزاء .
راوغ َ نبضُ قلبي القدرَ ، وقررتُ أن افارق الصمت ، واليك انعطف ..
عند المنعطف .. لم أجد في عينيك صدى نداءاتي يوم خيَّرتُ قلبك الأعمى .. كان أعمى بحق .. و قلبي يتشظى بعيداً عن نعمة البصر ..
مرّ قطار العمر مبعثراً أوراق الحلم على أرصفة الخيبة .. لكنني ، وأنا استقبل موتي الآن بعيداً عن مدافن عينيك مازلتُ أقف في محطات التيه ، أصرّ على القرار : إنني اخيّرك بين اثنتين : أنا او أنا ..
لعلك تفقه مغزى الخيار ..
*****
لو أنك أخترت الـ أنا الأولى ، لملأتْ عمرك بنشيد الحقول القصية ، حيث أصابعك تعتاد العزف على أوتار قيثارة روحي .. روحي التي تعشق أن تتيه في أساطير تيهك ..
ولمنحتك هذه الأنا شهد الحياة .. كما لو أنك تولد كل يوم ..
.....
لو أنك أخترت الـ أنا الثانية ، لمنحتْك جناحَي عصفور ، فتحلق في سمائي وتجتاز مابيننا من دهور ، وتخترق مجاهلي ودهاليزي .. حيث مغامرة الاكتشافات السرمدية ..
ولقتلتك هذه الأنا كل يوم ، لتخلقك باستمرار بين يدي .. حيث دهشة التجدد ..
*****
ها أنت .. لاتدرك مغزى إصراري على أناي او أناي ..
لأنك لاتفهم أن القلب لايقبل القسمة .. إلاّ على واحد ..
وقلبي منذ زمن الضباب وزحمة الرجال خيرّتُه بين أنت .. وأنت .. فأختارك أنت ..
يا أنت .. إذن ، متى تتعلم الدرس وتختار من بين كلهن إحدى الاثنتين : أنا او أنا ؟!
#اسماء_محمد_مصطفى (هاشتاغ)
Asmaa_M_Mustafa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟