أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس الطريقة














المزيد.....

التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس الطريقة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2972 - 2010 / 4 / 11 - 23:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غدا حينما يتأبط التأريخ أوراقه, ويفتح دواة حبره, ويغمس قلمه, ثم يبدأ كتابة تأريخ العراق في السنوات التي سبقت الاحتلال وتلك التي تلته, فلا تخافوا مطلقا أن يرتكب التأريخ هفوته التقليدية المعتادة حينما يسمح ليد الأقوياء أو المنتصرين أو الزعماء المهووسين أن تحرك قلمه وتكتب على هواها قصصه ودروسه.
لقد كان بإمكان هؤلاء أن يفعلوها في السابق: ..
حينما كان التاريخ يطبع في مطبعة الحكومة ويقرأه التلاميذ كحصة وزارية مقررة.. وحينما كان واجبا على الناس أن يقرءوا ما كتبه غيرهم دون أن يكون لهم الحق ولو في هامش معد للتنويه أو سطر مخصص للرأي الآخر أو للاتجاه المعاكس.
لم تعد الأمور أبدا كما كانت في السابق حينما كان التاريخ يكتبه الحكام الأقوياء. الآن بإمكان أي واحد منا أن يجلس إلى لوحة الحروف, ثم يحرك إصبعا في اليد اليمنى وآخر باليسرى ليكتب التاريخ كما شاهده وسمعه وقرأه في تلك اللحظة, وبحركة واحدة يحول ما كتب إلى صفحة مقروءة, فإذا بها تصبح بكل ما فيها من تناقض أو تضاد أو تجانس في الآراء حكاية توزع على الجميع بتساو, وخارجة على طاعة الرقيب والخوف من مقصه.
لو كان الزمان الآن كما كان في السابق, ولم يعد هناك إنترنيت ولا صحافة إلكترونية تضم عشرات بل مئات الصحف, وبمئات بل وبآلاف من الكتاب,لأستمر التاريخ إقطاعية للحاكم, ولظل ممكنا أن يهيمن وعاظ السلاطين على تدوين التاريخ, ومعهم كل أولئك الذين يحملون حقيبة وزير الإعلام ويفتحون له دواة حبره وباب سيارته.
الآن لم يعد يهمنا مطلقا أن يرضى عنا الوزير الفلاني أوالمدير العلاني, ولم نعد بحاجة لأن نفتح باب سيارة الأول أو نحمل حقيبة الثاني. لقد صار بإمكاننا, بإصبعين ولوحة حروف, أن نشارك بكتابة التاريخ, دونما حاجة لموافقة من وزير الإعلام أو من المكتب الثقافي للحزب الفلاني أو ل .. "برمشن" من جنرال أمريكي أستطاع في التاسع من نيسان أن يستولي على دواة وقلم لطيف نصيف جاسم أو على ميكرفون محمد سعيد الصحاف لكي يكتب أو يقرأ علينا تاريخا من تأليفه وإخراجه وتمثيله.
الآن ليس هناك فرصة واحدة يمكن فيها لكاتب من عشاق صدام أو مريديه أو من مرتزقته أو من محاميه أن يملئ عقولنا بحكايات من شأنها أن تجعل من حفرة صدام حسين عرينا للأسود لا وكرا للفئران..
أن يجعلوا منه بطلا رغم أنفه وأنوفنا.. لأن بإمكاننا في نفس اللحظة ونفس السرعة, وبإصبع باليمنى وآخر باليسرى, أن نكتب حكاية معاكسة ستكون أكثر قبولا حينما تقول : ..
إن كل تاريخ بعد تأريخ الحفرة لا يمكن أن يكون تاريخ بطولة...
ولقد فقد صدام بعد الحفرة حقه في أن يكون بطلا..
إن كل شعر صاروخي يمزق طبلات آذاننا لكي يجعل من صدام شهيدا للعروبة سيلاقي وعلى نفس الصفحة الإنترنيتية أو في صحيفة مجاورة قصيدة معاكسة تؤكد على إن صدام هو الذي خرب العروبة وهو الذي مسخها..
فلا دفاعه عن الوحدة كان صادقا, لأنه هو الذي مزق ميثاق العمل القومي وإتهم رفاقه بالتآمر مع سوريا لا لغرض سوى ليتخلى عن ميثاق الوحدة لأنها ستجعله يتراجع من موقع رجل النظام العراقي القوي إلى موقع الشخص الثالث أو الرابع في سلم القيادة الحزبية والرسمية مما يعرض للخطر مملكة العوجة التي بناها بجماجم الآخرين وأولها جماجم رفاقه.
ولا دفاعه عن فلسطين كان صادقا لأنه هو الذي جعل الجيش العراقي يستدير إلى الخلف لكي يواجه أبناء جلدته بدلا من أن يواجه الإسرائيليين, وكان قبلها قد خدع الفلسطينيين في حرب أيلول في الأردن ثم راح يمزق التضامن العربي ورقة ورقة ودفع العرب جميعا لكي يحاربوا مع الأمريكان ضد العراق في مهزلة أم المعارك.
وإذا ما قال أحد مريديه إن صداما ذهب شهيدا للوطن وضحية للاحتلال فسوف يجد عشرة, بل مئة مقالة تقول إن صداما هو الذي دعا الاحتلال وهو الذي أتى به, وإن أمريكا ما كان بمقدورها أن تحتل العراق لو لم يمنحها صدام كافة الذرائع والمبررات القانونية وحتى الأخلاقية لكي تفعل ذلك.
إن صداما كان طاغية بحق ومجنونا أيضا... لكن كل ذلك لن يعطي الحق لكائن من كان لكي يعتبر يوم التاسع من نيسان هو اليوم الذي شهد سقوط صدام و تحرير العراق في وقت واحد, فإن كتب ذلك في صحيفة الكترونية فسيجد إلى جانب مقالته عشرة مقالات تؤكد له إن ذلك اليوم كان يوما لسقوط الطاغية لكنه أبدا لم يكن يوما للتحرير.
وانه كان نهاية لعهد أسود لكنه لم يكن بداية لعهد أبيض.
ومن بين مئات المقالات والمقالات المضادة ربما سيعثر القارئ على مقالة تقول... إن يوم التاسع من نيسان كان يوما للفرحة ولكنه أيضا كان يوما للبكاء..
يوما للفرحة بنهاية الطاغية ..
ويوما للبكاء على وطن متمزق محتل ..
وسوف يكون العراق هو البلد الوحيد في هذا العالم الذي عليه أن يضحك بنصف فم ويبكي بالنصف الآخر...
وفقط بذلك الفم .. سيولد العراق من جديد.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من حقنا أن نخطأ ... ولكن ليس كثيرا
- كلام حق عن علاوي
- علاوي والمالكي ... وبيضات ألقبان
- لا تدوخونه ولا ندوخكم
- يا لها من وطنية رائعة
- أياد علاوي ... هل تكون الديمقراطية عون بدلا من فرعون
- صدمات انتخابية
- لماذا سقط صدام حسين
- ليس بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- هل بإمكان الديمقراطية وحدها أن تخلق المعجزة
- عن الديمقراطيتين .. الأمريكية والعراقية
- كما في السياسة كذلك في الطبيعة ... الديمقراطية وأحزاب رد الف ...
- وما زال العراق تحت التكوين
- إني أرى عزت الدوري ضاحكا
- إنها محض أمنيات


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - التاسع من نيسان ...لا تخافوا, التأريخ لم يعد يُكْتَبْ بنفس الطريقة