|
العراق مسرحاً للأحداث !
صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)
الحوار المتمدن-العدد: 2973 - 2010 / 4 / 12 - 00:40
المحور:
الادب والفن
نسمع كثيرا في نشرات الاخبار ومنذ سنوات ليست بالقليلة بأن العراق بات مسرحاً لأهم الاحداث في العالم وعلى مختلف الاصعدة والمجالات منها السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي والخدمي ومجالات اخر لاتعد ولاتحصى ، واصبح معروفا بأن العراق هو "السوبر ستار" في نشرات الاخبار العربية والعالمية وقد لاحظ المراقبون عدم خلو الساحات العراقية من الازمات المتعاقبة وما ان تنتهي واحدة حتى تولد اخرى جديدة فهناك (ازمة المعتقلين وازمة الكهرباء والماء والخدمات والفساد الاداري والمالي والمحاصصات التي لاتريد ان تنتهي وازمة المهجرين وازمة الثقافة العراقية عامة والمسرح العراقي على وجه الخصوص ....الخ ) من ازمات انهكت المواطن العراقي، على الرغم من الكلام المتداول حول تحسن الوضع الامني في البلاد. نعود الى مسرح الاحداث الذي هو موضوعنا الرئيسي فعلى الرغم من كثرة مسارح الاحداث على طول البلاد وعرضها الا ان المسرحيين في العراق يعانون من شحة المسارح وخلو البلد من المرافق الفنية التي يعبر فيها الفنان المسرحي عن ابداعاته الفنية ، من جهة اخرى وفي زحمة الاحداث تتكاثر الاخبار عن قيام وزارة الثقافة العراقية بتأجير المسرح الحقيقي الوحيد والفريد للمسرحيين واقصد بهذا بناية (المسرح الوطني) ومعنى هذا الكلام ان الساحة المسرحية العراقية سوف تغلق ابوابها الى اجل غير مسمى حتى تفتتح مؤسسة السينما والمسرح ابوابا لمسرح للاحداث ولكن من النوع الذي (يهز الوسط) من اجل الحصول على ايرادات لأستمرار ديمومة هذه الدائرة العتيدة . ومن جهة اخرى سوف تغلق الكثير من الابواب بوجه ثقافة فنية ورصينة لتنشر بديلا عنها ثقافة السخرية من الحدث من دون ان تسعى الى طرح معالجات جادة له ، ولأن المسرح ليس ترفاً اجتماعيا وإنما هو فكر ووعي وأفق جمالي فإن الحاجة مازالت قائمة على تطويره وبث الحياة فيه وإعادة المسارح التي دمرتها الحروب او تلك التي اقتطعتها المنطقة الخضراء لتكون من حصة السياسة والسياسيين وبعيدة ومحرمة عن المسرح والمسرحيين وهي تشكل شريانهم الحي والنابض فماذا نفعل بمسرحيين بلا خشبة مسرح ، وإذا استمر قرار القائمين على الثقافة في هذا البلد الذي دائما مانسمع انه بلاد الحضارات والثقافات فستكون نهاية مؤلمة لكل من عمل في المسرح من مخرجين وممثلين ومؤلفين وتقنيين وجمهور حريص على تلقي الثقافة والابداع .. ومن المؤكد ان الحزن الذي يعصر قلوب المسرحيين الشباب سيكون بسيطاً اذا ماقورن بالحزن والالم الذي يعتصر قلوب رواد المسرح العراقي لأن قسماً كبيراًمنهم قضى حياته في سبيل تطوير المسرح العراقي وهم كثرة نأمل ان تكون لهم كلمتهم امام القائمين على وزارة الثقافة لرفض هذا المشروع أياً كانت تسميته ومهما كان هدفه ، لأنه في نهاية المطاف سوف يكون عنصراً فاعلاً في القضاء على ماسمي ولعقود طويلة تاريخ المسرح العراقي واكيد انه سيقضى على كل رموزه ( حقي الشبلي ، ابراهيم جلال، اسعد عبد الرزاق، سامي عبد الحميد، فاضل خليل، قاسم محمد،عقيل مهدي، صلاح القصب،وآخرون ) وهم باقة جميلة ومنوعة تزين المسرح العراقي وتنير الطريق امام المسرحيين الشباب، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا اذا خلت الساحة المسرحية العراقية من مسرح للاحداث الفنية فهل نكتفي بمسارح للاحداث الدموية ونبتعد عن الثقافة والفن؟ والتي هي في حقيقية الامر صارت تشكل امرا منتناقضاً وغير مناسب مع الواقع العراقي اذا ما قورنت مع مسارح الاحداث المهمة التي صار يعرفها القاصي والداني من فساد ومفسدين وعابثين بمقدرات هذا الشعب والمستغلين لجرحه ، والذي صار واضحاً ان نزيفه لن يتوقف في الوقت القريب لأننا كلما اغلقنا جرحا في جسده طعن طعنة اخرى تكون اشد وامضى من التي سبقتها، ترى هل وراء محاولة تأجير المسرح اسباب سياسية ؟ ان مايدفعنا لهذا القول هو تساؤل آخر هو هل تحتاج الحكومة العراقية الى ايرادات المسرح لكي تسد العجز المالي في وزاراتها على الرغم من اننا نسمع عن وجود ايرادات وفيرة للنفط كما نسمع كل يوم عن وجود فساد مالي واداري في مرفق من مرافق الدولة ، فمن المؤكد ان هؤلاء المفسدين في اموال الدولة يجدون مايسرقونه ومعنى هذا انه لايوجد عجز مالي ..اذن الغاية سياسية واكيد انها لن تكون في مصلحة المسرحيين لأن عملية العودة الى المسرح الاستهلاكي او التجاري او الجماهيري كما يحب للبعض ان يسميه انما تشكل عودة للقبح على خشبة المسرح مقابل طرد للجمال الذي هو اساس للمسرح الرصين والجاد لذلك بات من المهم والضروري الانتباه الى هذه الظاهرة التي تسعى بواحد من معانيها سواء كان بقصد او بغير قصد الى قتل المسرح العراقي في عقر داره.
#صميم_حسب_الله (هاشتاغ)
Samem_Hassaballa#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ذاكرة الابرياء ؟
-
ورشة كاليكولا.. محاولة للبحث عن المدهش !!
-
غرفة الإنعاش .. بين الموت والضحك !
-
مسرحية : -نساء في الحرب-
-
-كاسبار- حلم بالموت
-
أضغاث أحلام تعود بالمسرح الي الواقعية
-
مقال للنشر
-
الحداد لا يليق بالطغاة
-
أسرار العرض المسرحي وحرية التلقي
-
جدلية العلاقة بين الممثل المسرحي .. والآخر الاجتماعي
-
سبتمبر يطرق الابواب..!
-
الفرق المسرحيةالعراقية وحلم العودة الى الواقع
-
المسرح العراقي.. والعروض المهاجرة
-
الاغواء والضحية.. نهاية لاقتباسات متعددة .. أسئلة ترتقي إلي
...
-
-المسرح جنتي-
-
بوح الخطاب المسرحي
-
مسرحية -غرفة الإنعاش-
-
مسرحية -قلب الحدث-:
-
مسرحية الظلال : عندما يكون البطل نصاً مسرحياً
-
مسرحية -هنا بغداد- : موت في النص .. تشويه في العرض !!
المزيد.....
-
أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
-
الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم
...
-
التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
-
التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
-
بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري
...
-
مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
-
مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب
-
الكويت توزع جوائز الدولة وتحتفي باختيارها عاصمة للثقافة العر
...
-
حتى المواطنون يفشلون فيها.. اختبارات اللغة الفرنسية تهدد 60
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|