حمزة رستناوي
الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 18:01
المحور:
الادب والفن
لستُ عيكمْ بعليّ
غير نادمْ
ليسَ في قلبيْ شراعٌ أو حقيقة
لا ...و لا قَدَّرتُ يوما ً
في النطاف ِ السابحاتِ إلى الحقيقة ِ
أيَّ شيءٍ ..أي شيء.
لم أقدِّر في نطافِ ولادتي الأولى نبيَّا ً مُنتظرْ.
جنّتيْ أوسعُ من جنَّتكمْ
و على تخوم ِ مشيئتي تنبتُ النبواتُ
كما ينبتُ الفطرُ و الكماة
أنا الشاعرُ المُنتظرْ
و غيري إمام
جاءتْ ثورتي صادقة
و أبدتْ محاسنها , و زخرفت ُ قبةُ الخلقِ
ثم زخرفتُ مكائدَ الله عنْ الصراط ِ المستقيمْ
و جاءَ كلُّ مُؤْتَمن ٍ إلىَّ يسعى فطردتهمْ
إلى إمام ِ العصور ِ الخوالي
و أغلقتُ خلفهُ قفصَ الكتابِ المقدَّس
و مغاليقَ التفاسير ِ
أنا الشاعرُ المُنتظرْ
و لا أحدٌ ينتظرني
أجلسُ على كرسي في محطة ِ الحجاز
القصائدُ طوع أمري
ما قتلتُ أحدا ً
و لكنَّ البردَ شديدٌ
و حجارةُ المقاعد ِ لا تؤمنُ بالشاعرِ المُنتظرْ
تسافرُ عابرا ً الحياةَ
إلى محطّة ِ المؤمنين
و ليسَ ثمَّة َ من ينتظرك
تغادرُ المحطّة َ
و قليلونَ جدا ً يلوّحونَ بأيديهمْ مودعين
في لحظة ٍ بينَ ادعاء ِ الابتسامة
و البكاءِ المرير
تودِّع ُ هؤلاءِ القليلين
أمُّكَ التي قضتْ نحبها
و أبوكَ
و زوجكَ
و أهلك
و أصدقاءً لا يتجاوزونَ أصابعَ اليدين
و قصائدا ً لمْ و لنْ يقرأها أحدْ
سبحانَ منْ رفعَ الكتابة َ بغير ِ عَمَد ٍ ترونها
و سبحانَ منْ أظهرَ الأئمَّة
و أجلسهمْ تحتَ ظلال ِ الزمانْ
في الطريقِ إلى نسل ِ جدّي
فاجئني الشاعرُ المُنتظرْ
و أنبئني عن مدينة ِ الشعراء ِ
و عن بابٍ لها يُسمى الغاوون
أوثقني باسم ِ امرؤ القيس ِ موثقا ً
ثم أودعنيْ مفتاحها
و جاءَ المهنِّئون َ إلى مدينتي يسعون.
في الطريق ِ إلى نسلِ جدّي
هبّت رياحُ الخوارج ِ
و فاجئني بني أمية
فناديتُ: يا نفسي
أعينيني على ما فاتني
فَفُتحَ أماميَ سردابُ الصفاتِ
و أُوصدَ من خلفي َ سردابُ الذات.
وجدتُّهُ مُكبَّلا ً
يسعى ما بين قبريْ و منبري
متعثراً يسعى
كان َ اسمهُ "لا يُسمَّى"
**
شققتُ عليه ِ
و فككتُ وثاقهُ
قلتُ لهُ : ليسَ في الأرض ِ قبرٌ
و منبري صهوةُ الريح
أنا الشاعرُ المُنتظر
و انتظرتُ نفسي طويلا
فما استيقظوا
ثم ناديتُ "يا حمزة"
فجاءَ المُلبّونَ من كل فوج عميق
فتحتُ لهم خزائن العلم
فلم يوقنوا
ثم ناديتُ
و انتظرتُ نفسي طويلا ً
فما استيقظوا
ثم ناديتُ "يا حمزة"
فناداني "الصلاةُ خيرٌ من النومْ"
&&
&
#حمزة_رستناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟