|
احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1)
نجيب الخنيزي
الحوار المتمدن-العدد: 2971 - 2010 / 4 / 10 - 11:26
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
احتفاء بالشخصية الوطنية البارزة عبد العزيز السنيد ( 1) كلمة نجيب الخنيزي الاخوة الأعزاء ، بداية اشكر واحي المشرفين على منتدى الثلوثية في الرياض العاصمة على جهودهم الخيرة في رفد العمل الوطني العام ، والحراك الثقافي / الاجتماعي . ومن بينها هذه المبادرة الجميلة في الاحتفاء برمز وطني كبير هو الأستاذ عبد العزيز السنيد ( أبو نبيل ) الذي ينتمي إلى جيل الرواد الأوائل ، الذين حفروا الصخر بصبر وإصرار وعزيمة بأيديهم العارية أو بأدوات وعدة بسيطة ، و مقتحمين فيافي الصحراء الموحشة بزاد قليل وغالبا دون مرشد موثوق ، وسعوا ما في وسعهم لأن يكونوا شموعا تحترق لاختراق دياجير الظلام المدلهم وإنارة الطريق من اجل غد أجمل ، تنبلج فيه شمس الحرية والعدالة والمساواة والتقدم الاجتماعي في سماء بلادنا ، و أن يتجاوز وطننا أفات وعثرات التخلف والجهل والظلم . أبو نبيل هو ممن قدموا ( ومعه آخرون كثيرون ) أرواحهم على اكفهم ، ومن ضحوا بحريتهم ، مقدمين عصارة فكرهم ، وطاقة شبابهم ، ونضج كهولتهم ، وحكمة شيخوختهم من اجل قضايا الوطن الكبرى . وقد كان ولا يزال هذا الشيخ الجليل رغم السنون والأنواء ، شابا في روحه الوطنية الوثابة ، وعطائه ، قابضا على جمر مبادئه الوطنية و الاجتماعية والإنسانية ، و متجاوزا لكل أشكال التشطير والفرقة المناطقية ، القبلية ، الطائفية ، العشائرية التي ابتلى بها مجتمعنا ، كبقية المجتمعات العربية لأسباب وعوامل معروفة ، يأتي في مقدمتها فشل الخيارات والمشاريع المطروحة ( قومية ويسارية وليبرالية وإسلامية ) على الرغم من النوايا الصادقة أو المضببة المعلنة و التضحيات الجسام التي بذلتها الشعوب العربية ونخبها السياسية والاجتماعية والفكرية كافة من اجل الحرية والاستقلال والتنمية والوحدة و اعادة بناء الانسان والمجتمع و صياغة و إقامة الدولة الوطنية العربية الحديثة ، ووصولها ( المشاريع ) جميعا إلى طريق مسدود . كان أبو نبيل منذ شبابه الباكر ، سواء في العراق( حيث ولد في عام 1922م وعاش طفولته و شطرا من شبابه في مدينة الشيوخ مع عائلته المهاجرة من مدينة بريده في القصيم من إقليم نجد ، مثل العديد من العوائل والعشائر والقبائل المهاجرة من الجزيرة العربية بحثا عن الرزق ) أو اثر عودته إلى ارض الوطن ، منحازا ومنذ البداية الى البسطاء ، والكادحين ، والفكر العلمي الجدلي، كأداة لفهم وتفسير وتغير الواقع ، من اجل ظروف اكثر إنسانية تليق بإنسانية وكرامة الإنسان . كان له شرف الريادة في تأسيس اللجنة العمالية في عام 53م التي قادت كفاح الطبقة العاملة في السعودية في مرحلة مبكرة من تشكلها من اجل نيل حقوقها المطلبية العادلة ، وكذالك دوره الريادي المبكر في الصحافة والكتابة التنويرية في المنطقة الشرقية ، وإسهامه المباشر في تأسيس وقيادة جبهة الإصلاح الوطني ( 1954م) التي تحولت إلى جبهة التحرر الوطني ( 1958م ) اليسارية التي أسهمت بدور طليعي مع بقية الاتجاهات السياسية ( ناصرين وبعثيين وقومين عرب ) ضمن تلك الظروف الصعبة في النضال من اجل القضايا الوطنية والقومية انذاك ، مثل المطالبة بإطلاق الحريات العامة ( حرية الصحافة والكتابة والنشر والتفكير ) وشرعية إقامة الاتحادات العمالية والمهنية ، والمنظمات السياسية والاجتماعية المستقلة عن الفضاء الرسمي ، وصياغة قانون للعمل والعمال يصون حقوق العمال والكاحين وسن دستور وقوانين وتشريعات عصرية ، إلى جانب التصدي لإلغاء القاعدة العسكرية الأمريكية في الظهران ، و النضال ضد الصهيونية والامبريالية و الأحلاف الاستعمارية في المنطقة ، والتضامن مع كفاح الشعب الفلسطيني وبقية الشعوب العربية من اجل الحرية والاستقلال الوطني ، وغيرها من المطالب التي لا يزال العديد منها يحتفظ براهنتيه في الوقت الحاضر ، في ضوء مشاريع التفتيت والتقسيم ، وإعادة تشكيل الخرائط والمجتمعات في عموم المنطقة العربية ، وفقا للأسس الاثنية والمناطقية والطائفية والمذهبية . لقد عانى عبد العزيز السنيد ( هو ورفاقه والوطنيون عموما ) في سبيل ذالك ما عانى من الاعتقال ، وشظف العيش ، وحياة اللجوء الذي استمرت قرابة خمسة عشر عاما ، حيث عاد إلى وطنه من منفاه في عام 1975، اثر إعلان العفو الملكي العام عن المعتقلين والمنفيين السياسيين . واثر عودته ظل يتواصل مع الأجيال الجديدة، التي دخلت المعترك والنشاط الوطني العام، و متفاعلا مع قضايا الوطن والمجتمع. وبالتأكيد كان بإمكانه أن يعيش عيشة هانئة وطبيعية بالمقاييس والشروط السائدة ، لو قنع بما هو كائن وليس بما يجب أن يكون. . الإخوة الأعزاء ، الهدف المشترك المعلن من الجميع ( القيادة السياسية للدولة ، وكذالك المجتمع وقواه المدنية المستقلة ) يتمثل في ترسيخ التوجه الإصلاحي الجذري و الشامل ، وتحقيق وانجاز مستلزمات التنمية المستدامة في بلادنا ، بأبعادها ومكوناتها الاجتماعية ، الاقتصادية ، الثقافية ، السياسية ، و الأمنية ، وهو ما يتطلب بالضرورة العمل على خلق مقومات بنيتها ( الفوقية ) القانونية ، والتشريعية، والدستورية العصرية ، وكذالك بنيها ( التحتية ) المتمثل في مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني المستقلة ، ومنتداكم ومعه العشرات من المنتديات المماثلة المنتشرة في ربوع بلادنا الحبيبة ستكون من ضمن أنويتها التأسيسية الصلبة. لذا من الضروري في هذا الوقت العصيب والدقيق الذي يمر به الوطن والمجتمع والدولة في الآن معا ، و حجم ومستوى التهديدات و التحديات الداخلية والإقليمية والدولية ، العمل على ترجمة الاستحقاقات الوطنية المطلوبة لمواجهتها على ارض الواقع ، بما في ذالك التصدي لتفاقم مظاهر التكفير والتشدد و التطرف والإرهاب ، التي ابتليت بها بلادنا ، والتي كشفت الأحداث الأخيرة الجزء الظاهر من جبل الجليد . فالإرهاب هو ثمرة فاسدة ،في شجرة عميقة الجذور، متعددة الأفرع ، و له مكوناته ومحاضنه الفكرية ،والاجتماعية ،والاقتصادية ، والسياسة ، وبالتالي فان مقاومته لايمكن حصرها في الأجهزة الأمنية ،التي نحيي جهودها وتضحياتها الكبيرة في هذا المجال ، غير أن المواجهة الأمنية كما دللت الوقائع والتجارب غير كافية لأستئصال جذور العنف ، والتطرف ، والإرهاب . إنها واجب ومسؤولية الدولة والحكومة وأجهزتها التنفيذية المختلفة ، كما هي مهمة وواجب المجتمع ومؤسساته المدنية المستقلة التي تنبثق و تنمو وتنتعش في فضاء الحرية ، والعدالة ، والمساواة ، والتعددية ، وعبر ترسيخ قيم المواطنة الحقة في إطار عقد اجتماعي بين الحاكم والمحكوم . يا أبا نبيل احتفائنا بكم في هذه الامسية الجميلة ، هو جزء يسير و متواضع نعبر فيه عن وفائنا وحبنا واحترامنا لشخصكم المعطاء ، كما هو تكريم لجيل الرواد الوطنين الأوائل من المجايلين لكم . ومن هذه القاعة وبحضور الشخصية الوطنية البارزة واحد رواد التنوير في بلادنا الأستاذ عبد الكريم الجهيمان ( أبو سهيل ) و وجود العشرات من مختلف مناطق المملكة ، من ذوي المشارب الوطنية، والفكرية ، والثقافية المختلفة، الذين حضروا خصيصا لهذه الاحتفالية الخاصة للأستاذ عبد العزيز السنيد ، ادعوا و أتمنى من شهود تلك التجربة وغيرها من التجارب الوطنية المختلفة ، وخصوصا الرواد منهم ، و من الذين انخرطوا فيها ، إلى الإفصاح عن شهادتهم ، وتجاربهم وتقييماتهم النقدية الخاصة ، لتجلية وإلقاء الضوء على مرحلة وفترة مهمة من تاريخ بلادنا ، لا يزال الكثير منها ، وخصوصا بالنسبة للأجيال الجديدة مجهولا ومغيبا ، وهذا لا يعني بالتأكيد استعادة تلك المرحلة الماضية أو إعادة استنساخها من جديد ، إنها مرحلة تاريخية انتهت ، وجرى تجاوزها بما لها وعليها ، وسيقول التاريخ ولو بعد حين كلمته فيها . لكن المهم إن تلك المرحلة تمثل احد مكونات الذاكرة التاريخية والثقافية الجمعية للوطن والمجتمع، كما ان تلك التجارب والمشاريع (بمستويات متباينة) كانت تصب في اتجاه ترسيخ مقومات الوحدة الوطنية الشاملة بعيداً عن الولاءات والانتماءات الفرعية التقليدية ، او الدعوات والممارسات العدمية كما هو حال بعض جماعات الاسلام السياسي التي ترفض فكرة ومفهوم الدولة الوطنية و المدنية الحديثة ، وهو ما ينبغي عدم تجاهله، بل رصده وتوثيقه ونقده ضمن سياقاته الموضوعية والذاتية آنذاك.
( 1 ) في ديوانية " الثلوثية في الرياض " إحتفى العديد من أصدقاء و محبي الشخصية الوطنية البارزة الاستاذ " عبد العزيز السنيد " بمآثره المضيئة في تاريخ الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في بلادنا ، وقد قدم عريف اللقاء الاستاذ عبد الله الفريحي " أبو طفول " لهذه المناسبة بنبذة عن حياته و أهم عناوين محطاتها الطويلة والتي امتدت من مطلع الأربعينيات الميلادية واستمرت حتى اليوم ، من الكتابة عن الشأن العام في الصحف المحلية ، و قيادة اللجنة العمالية في الشرقية ، وتأسيس جبهة الاصلاح الوطني وما بعدها، و عمله في مكتب العمل والعمال الذي سعى لحماية حقوق العمال وترقية مستوياتهم المهنية والحياتية، وعن اضطراره إلى السفر إلى خارج بلاده لمتابعة الهموم الوطنية و حتى عودته في أواخر السبعينات حيث انخرط في الكتابة عن قضايا المواطنين وهموم الوطن وساهم في الحراك الاجتماعي و الإصلاحي الذي حفلت به ساحتنا الاجتماعية خلال السنوات الخمس الماضية . وقد تحدث في هذه المناسبة عدد من محبي هذه القامة الوطنية السامقة، وهم : الاستاذ محمد سعيد طيب الاستاذ حمد الناصر الحمدان الدكتور يوسف مكي الأستاذ عبدالله القفاري الأستاذ محمد القشعمي و شارك الاستاذ محمد العلي بكلمة قرئت نيابة عنه كما أعد الكاتب نجيب الخنيزي كلمة خاصة لهذا اللقاء
#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
- ماراثون - القطيف في معرض الكتاب في الرياض
-
ماراثون - القطيف - .. وحراس - الفضيلة -
-
عوامل التغير الاجتماعي.. وفكرة التقدم
-
نجمان مشعان غابا عن سماء بلادنا - 1 -
-
المنتديات الثقافية الأهلية والحراك الثقافي في المملكة
-
8 مارس وحقوق المرأة المستباحة
-
من اجل وطن حر وشعب سعيد!
-
علي الوردي وطبيعة المجتمع العراقي
-
النشاط السياسي للشيعة في السعودية
-
في ذكرى رحيل الإنسان الوطني السيد علي العوامي
-
داليا.. ستظلين حية في القلب والذاكرة
-
ظاهرة الجماعات الدينية المتشددة في الولايات المتحدة
-
الأصولية الأمريكية.. التداخل بين الأيدلوجي والسياسي
-
التقرير الأول ل - جمعية الدفاع عن حقوق المرأة في السعودية -
-
الأصولية الأمريكية -الجذور والمكونات
-
الأصولية الكاثوليكية.. الموقف من الحداثة ولاهوت التحرير
-
الأصوليات الغربية..الأصولية الكاثوليكية
-
الدولة العربية والمسألة الطائفية
-
الدولة العربية ومستقبل المشروع القومي
-
الدولة العربية الحديثة وأسئلة النهضة
المزيد.....
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|