أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - يا وطناً أزْرى بِنا...














المزيد.....

يا وطناً أزْرى بِنا...


ابراهيم البهرزي

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 13:30
المحور: الادب والفن
    


سماؤكَ
توشكُ أنْ تتدلّى
كان َ النداء ُ
باهظَ الرقّة ِ
يُخجل ُ الشمسَ


شَعْبك َ
يغذ ُّ التيه َ
في المراعي
لقد فُديت َ بذبح ٍ عظيم ٍ
لكنّ المراعي العجفاء
بعثرت ْ الخراف َ
في معالف الرمل ِ



تشرب ُ دم َ التاريخ
فتعطش ُ,
الندى في حدائقك َالحاضرة
محبوس ٌ في يبوسة ِ الاغصان ِ التي قُطّعت ْ ,
انت الذي زرعت َ
وانت الذي سقيت َ
وانت الذي تعطش ُ
لان َّ دم التاريخ
قسْرا ً
كان رضْعتك َ الاولى


طالما ظل َّ السيد ُ
فلن تحظى
بغير دساتير العبيد
لن تركب َ الحصانَ
لن تهرب َ الى البريّة ِ
لن تنادي نفسك َ
ولو بهمسة ٍ صمّاء َ


تكْدح ُ على اسيجة ِ عظامك َ
بفؤوس الاخرين َ
لئيمة ً
تضرب ُالهيكل َ
من عمود استقامته ِ
تهوي على التراب الذي بيعَ لفرسان الدروب ِ
مؤديّاً اجورَ رُقادك َ ِ
أُجورَ التراب الذي ارتسَمت ْ عليه ِ
من ارث ِ ابناءك َ المُدانين


وجودك َ يشبهُ طبائع َ الغيوم
ثِقالاً مُزمجرة ً
لاتمطر
خفافا ً هِفهافة ً
تزهرُ اليباب َ


حانة ُ التاريخ
في مفترق ِ الدروب
تفيض ُ بسُكاراك َ المتشذّرين َ شتّى
يتخاصرون َ والغواني العتاقَ
والورع َ العتيقَ ,
الليالي الحمْر
خضراء َ من العفّة ِ
خضراءَ مزهرة ً بالحيلة ِ


وجودك َ
راهن ٌ في مخيلة ِ الجنون
تصنع ُ الحدائق َ
من زهْر ِ اسطمبول َ
تنشرُ العطر َ
من زعفران ِ شيراز َ
تشرب ُ الحليب َ
من أِبْل ِ مكّة َ
تهرّب ُ القوّة َ
من مشاجب ِ تكساس َ
وترسم ُ خطط َ المؤامرة ِ
من مخطوطات ِ معاوية َوبريجينيف وعبد الناصر ونيغروبونتي



كتابكَ
لهجة ٌ متسللة ٌ من قلاع ِ اللغات ِ العتيقة ِ
لسانك َ
صوت سواك َ
غناؤك َ
جُرحك َ الصرْف َ
الذي يئن ُّ على ضفاف الكلام


اسميّك َ
خطيئتي وايماني
لانّ الامهات َ ودائع َ الابناء
في خزائنك َ الدنيئة
ولانّ الانساب َ
أقْدم ُ تزوير ٍ يحظى بالقبول ِ
ولان َّ الرضا بواقع ِ الخطيئة ِ
لا يلبث ُ ان ْ يغدو مقدسا ً ,
شهود ُ الزورِ اشياخك َ
والكاتب ُ العدل ُ
مُضار ب ٌ
في سباقات ِالخيول ِ



رحمتك َ
بيادرٌ لقمح ٍفي ذمّة السراكيل ِ *
حُصصُ العصافير
تسُتقطع ُ من نصيبك َ
لانك الالهة التي تورّطت ْ بخلق العصافير ِ
كذلك الزؤان
لانك الارض َ التي تبيحُ لمن هب َّودب َّ من العشب ِ
فُرصة َ الشراكة ِ
في حقول ِ الشيوخ ِ


مُمْتطوك َ
يضعون َ المهاميز َ في اقدامهم
قبلَ السُروِج ِ
ضهرك َ المقسّى
شال َ آلاف َ الارداف ِ الشحيمة ِ
ساقاك َ المشجّجتان ِ بنتوءات ِ المهاميز
لم تقطع غيرَ الصحارى المكرّرة
ماؤك َ
عرق ضهركَ
لجامكَ
مدائح ُ الشعراء ِ القُساة ِ
عن الخيل ِ والليل ِ
معْلفك َ
خانات َ البلدان الغريبة ِ


خبزك َ وتمرك َ
يُسقى بدموع النساء الثواكل َِ
انهارك َ
للجلوس ِ على ضفافها والغناء فحَسْبْ !!
وكلما جفّ ضرعك َ
لا يُستنطق ُغير الشعراء وخطباء المساجد ...
احمد سوسة * , مثلا ً
كان مشعوذا ً يُبطل ُ سحْر َ المياه !


لصوصك َومضللوك َ
يزدهرون َ في المكتبة ِ والهتاف ِ
جلادوك َيرسخون َ في ذكراك َ
كحنين ٍ ايروسي ٍ
كذابوك َ
يتحللون َ بين اصابع يديك َ
مثل حكّة ٍ
تستوجب ُ التصفيق َ
متاملوك َ بالاسى
شياطينك َ المرجومين


عقلك َ
يسقط ُمهصورا ً
بين قبضة أُذنيْك َ
تسمع ُ جيدا ً
تسمع ُ جيدا ً
وتروي بامانة ٍ
كلّ ماتسمع


وعّاظك َ
يستثمرون َ الربيع َ
وهو لا شيء َ
غير عبث الورود
ويستثمرون َخريفك َ
وهو لاشيء
غير علف الاشجار ِ
ويستثمرون شتاءك
وهو لاشيء غير وحل الامطار
ويستثمرون َ صيفك َ
وهو لا شيء َ غير عصبّية ِ الشمس
وعّاظك َ يعتقدون َ
ان لافصل َ
يجيء ُلاجلك َ


ايامك َ
قديمة ٌ جّداً
كما يقول ُ امين ُ المكتبة
عليك َ أن ْ
تُنجّدها
وتجلدها
وتصنع ُ الرفوف َ لاجلها
وتصفّها
وتتامل من بعْد في هذه الصفوف ِ العريقة ِ .....
لقد انتهى وقت العمل ِ
عليك َ ان تحدّق َ بالزائرين َ
والزائرون َ
ربّما مثلك َ
يتامّلون َ هذه الصفوف العريقة
هكذا ستحتفي بالعدالةِ
الصانع ُوالزائر ُ غائبان معا ً في شراكة ِ التامّل ِ
وحين يجوع ُ الجائع ُ
لاباسَ بان يتناولَ من الرفِّ وليمة ً ,
ولكنها محنة ٌ
فالجميع الجميع
يريد ُ ان ياكلَ ويتامّل َ في آن...


*السراكيل :هم وكلاء الاقطاعيين وكانوا ممن يتميزون عادة بالقسوة على الفلاحين لمنافقة الشيوخ
** احمد سوسة : مؤرخ ومهندس ري عراقي مشهور ابرز مؤلفاته كان عن تاريخ الري في العراق القديم



#ابراهيم_البهرزي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاشقان من ثمود
- فواصل ُ الوقت المُمل
- خماسية الخريف
- طريقُ خُراسان
- شُكرا ً لساعي البريد
- أكثرُ من أَِيماني بك ِ
- في ذكرى شهيد شيوعي
- مضيعة الايام
- قصائد قدر الامكان
- مواعظ النبي المخمور
- ستكونين ..وان بعد العهد بنا
- اتحاد الشعب...قائمة الوجوه المشرقة في ليل الذئاب
- اذكرتني (الهمّ ) وكنت ناسيا ..
- ما مروا عليَّ...(عصرية العيد )
- بين المحبة والعنصرية ...شَعرة
- هل هذه هي حقوق سكان العراق الأصليين؟
- مؤسسة (المدى ) ومؤسسة (البرلمان العراقي) في الميزان
- لنْ أُبْقي شيئاً للحُور العِينْ...
- قصائدٌ بين الضحك والبكاء
- صورة الملك فيصل الأول في ساحة الصالحية


المزيد.....




- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- رحيل أسطورة هوليوود فال كيلمر
- فيديو سقوط نوال الزغبي على المسرح وفستانها وإطلالتها يثير تف ...
- - كذبة أبريل-.. تركي آل الشيخ يثير تفاعلا واسعا بمنشور وفيدي ...
- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم البهرزي - يا وطناً أزْرى بِنا...