أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت خزندار - محاولة اغتيال الزعيم















المزيد.....


محاولة اغتيال الزعيم


شوكت خزندار

الحوار المتمدن-العدد: 2969 - 2010 / 4 / 8 - 13:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



بعد أن وثقتُ شيء عن ( سيرة ذاتية ) في الموقع الفرعي ( الحوار المتمدن ) ، استلمت عدد من الرسائل من أخوتي الكورد والعرب .. متسائلين : كيف أصبحت شيوعياً ؟ ورسائل أخرى يطالبونني بالمزيد عن تأريخ الحزب ، والحديث عن جهاز أمن الحزب .. كما تلقيت باقة من الشتائم " الجميلة " من رفاق الأمس .؟! إلا إنني أخترتُ السكوت وعدم الرد على تلك التساؤلات، خاصة ونحن كنا على أعتاب ذكرى ميلاد الحزب .. وهنا وباختصار الشديد أشير إلى :

أذكر طريفة عن ( خاله رجب ) كمقدمة ، بدل عن الشئ من التأريخ هروباً من بعض الادعياء كالقول ، ان شوكت يستغل هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا .. ذكرى ميلاد الحزب في 31 من آذار عام 1934 .. للهجوم على الحزب وقيادة الحزب ..؟
وهم الأخوة ، رجب ورمضان وشعبان .. من مدينتنا السليمانية .. عرف خاله رجب بنكاته الطريفة ، حيث قال : إن استمر الاسلام والاسلاميين لتنكيل بنا كشعب منذ القرن السابع وحتى اليوم .. سوف نجعل من تقويمهم الاسلامي وهو أثني عشرة شهراً ، إلى تسعة أشهر فقط وذلك عن طريق الاضراب التام والشامل ونشطب الاشهر الاسلامية ، أنا رجب وأخي رمضان والثالث شعبان .
وعلى هدى مقولة خاله رجب أقول : لو منحتُ الصلاحية ( وحي ) من قبل رب العالمين ولو لعدة الثواني .. لشطبتُ شهر شباط نهائياً من القاموس ولجعلتُ السنة الميلادية باحدى عشرا شهراً فقط.. ؟! كي لا يقال عني ، على إني أستغل الذكرى العطرة وهو ميلاد الحزب في 31/آذار/ 1934 .. وأتمنى أن تكون الرسالة واضحة ووصلت .

في مقال للأستاذ عزيز الحاج ، في 5/4/ 2010 .. تحت عنوان :
( راحلون وذكريات – رحلتي – مع عبدالكريم قاسم ) ، يذكر الحاج في القول " لحضور المؤتمر الصحفي حول أحداث كركوك الدموية . “ .. جعلني أن أعود إلى ما وثقتُ في كتابي (سفر ومحطات ). وجواباً إلى السائلين ، لابد أن أشير إلى إني كنت ضمن جهاز أمن الحزب منذ عام 1956، وكنتُ أرتبط مباشرة مع الراحل سلام عادل .. ولأول مرة أذكر هذه الحقيقة ، لاقطع دابر المتشككين عن مصدر معلوماتي وعن الحياة الحزبية الداخلية ..لقد سلكتُ سلوكاً كأي طبيب المعالج لمريضه المصاب بداء السرطان ، أيام زمان .. كي لايصاب المريض بالسكتة القلبية مرة واحدة .. فالطبيب كان يلجأ إلى إعطاء بعض المسكنات الطبية لمريضه ولتخفيف الالام والاوجاع آملاً ومنتظراً لاكتشافات الطبية الحديثة لمعالجة بعض السرطانات كما هو حاصل في أيامنا هذه .. هنا كان تمسكي بالرأي والرأي الآخر منذ أن وعيت ، بدل ، نفذ ثم ناقش؟ وهذا هو الداء الخبيث كالسرطان ، نخر ولازال ينخر في أحسادنا .. أتمنى أن وضحتُ بعض الشيئ ، وليس كل الشيئ .. لأخوتي المتسائلين كما ذكرتُ آنفاً .

محاولة اغتيال الزعيم !
منذ أحداث المحاولة الإنقلابية ( لشواف ) أثقلت قيادة الحزب كاهل الحزبيين عسكريين ومدنيين . والنقابات العمالية ، بالأنذارات المتكررة والمتشددة حول وجوب الحذر ثم الحذر ومراقبة النشاطات التآمرية وأخبار الحزب والجهات الرسمية المعنية عند ملاحظة أي تحرك مشبوه ؟ . وبلغ الأمر درجة دفعت المرحوم ( كامل الجادرجي ) أن يقول ( لسلام عادل ) : ما لكم وعبدالكريم قاسم ، فهو لديه الشرطة وأجهزته الأمنية ودفاعكم عن عبدالكريم قاسم .. لن يكسبكم شيئاً .
لكن قيادة سلام عادل لم تبال بهذا النقد اللاذع .. فشعار الحزب الغريب ( كفاح وتضامن ) بقي سيد الموقف حتى آخر لحظات حكم ( عبدالكريم قاسم ) ولم تكن قيادة حاذقة في التعامل مع الأحداث بصورة سليمة وواعية . ففي أول أيار عام 1959 يهتف مليون متظاهر ( الحزب الشيوعي في الحكم مطلب عظيمي ) وافراد القوات العسكرية والشرطة أيضاً يهتفون ( وطن حر وشعب سعيد ) قادة الجيش والشرطة تتصدر مسيرة الأول من أيار التي شارك فيها مليون مواطن وأستمرت من الصباح حتى الفجر . وقيادة الحزبي لم تحرك ساكنأ متذرعة أن الاتحاد السوفياتي لا يريد ذلك . كأن الحزب الشيوعي السوفيتي طليعة الطبقة العاملة العراقية وقواها الوطنية والثورية . وليس الحزب الشيوعي العراقي. هكذا بقي الحزب أسير( قفص عبدالكريم قاسم والسوفيت معاً ) أما الأوجاع وآلام الشعب والوطن فلم تكن موضع إهتمام قادتنا الميامين فالاجيال بعد الستينات من عمر حكم عبدالكريم قاسم ، لا تعلم بما توفر لدى الحزب من امكانات هائلة ، والقادة أخفوا كل الحقائق عن الحزب وأصدقاء الحزب ، كما أخفوا الوجه الآخر للحزب أي الوضع الداخلي للحزب سوف أشير بصورة مركزة اليها . وأنا أخاطب أجيال أوائل السبعينات أسجل وأركز بأختصار شديد لما يلي : ــ
ـ جميع النقابات العمالية تحت سيطرة وقيادة الحزب .. بما فيها الأتحاد العام لنقابات العمال .
ـ نقابة المعلمين والمهندسين والمحامين وغيرها إما للحزب دور ريادي فيها أو تحت تأثير الحزب .
ـ اتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقيـة لجانـه في كافة المدارس والمعاهد والكليات كلها توجه من قيادة الحزب دون منازع .
ـ رابطة المرأة العراقية وهي أكبر منظمة في عموم العراق .
ـ اتحاد الشبيبة الديمقراطية في الجمهورية العراقية يعمل وينشط بتوجيه من الحزب .
ـ حركة انصار السلام .. كان الخصوم يقولون انها منظمة شيوعية وفي ذلك نسبة كبيرة من الصدق .
ـ المقاومة الشعبية . وهي منظمة شبه عسكرية انتزعت من (عبدالكريم قاسم ) قائد المقاومة هو الشهيد ( مهدي حميد ) عضو قيادي ومرشح للجنة المركزية .
ـ قائد الفرقة الثانية ( داوود الجنابي ) أصبح قائد الفرقة الثانية بعد اعتقال القائد السابق للفرقة المذكورة ( ناظم الطبقجلي ) . عام 1959 م عند توديعه من المحطة الى كركوك من قبل جمهور كبير من الشيوعيين وأصدقاء الشيوعيين. ( كنت ضمن التوديع ) أستلم عضويته الحزبية في محطة القطار بحضور بهاء الدين نوري .
ـ سلمان الحصان ــ أبو سفيان .. آمر كتيبة الدبابات شيوعي متقدم في الحزب.
ـ هاشم عبدالجبار ، آمر قوات أطراف بغداد . صديق مقرب من الحزب ينصاع لتوجيهات الحزب .
وصفي طاهر المرافق الأقدم ( لعبدالكريم قاسم ) وطه الشيخ أحمد وضباط كبار آخرون كلهم حزبيون وكانوا في معقل عبدالكريم قاسم في وزارة الدفاع .
ـ لجان لدفاع عن الجمهورية منتشرة في كافة انحاء العراق بقيادة الشيوعيين .
ـ محكمة الشعب بـرئاسـة ( فاضل عباس المهداوي ) الأكـثرية الساحقـة مـــن أعضائها شيوعيون مع العلم ان المهداوي طلب مرات عديدة عضوية الحزب والحزب يرفض ..
ـ الراحل ( غضبان السعد ) في هيئة أركان قيادة الجيش ، شيوعي معروف ومتقدم في الحزب .
ـ لدى الحزب قوى ظاهرة وغير ظاهرة في الشرطة وقيادات الشرطة وحتى داخل شرطة المرور وداخل الأجهزة الأمنية والمخابراتية العديد من الأعضاء وأصدقاء الحزب.
ـ قائد القوة الجوية العراقية الشهيد ( جلال الأوقاتي ) شيوعي ومتقدم حزبياً.
ـ بعد استكمال وبناء وتحديث القوة الجوية العراقية في نهاية عام 1960 وأوائل عام 1961 كان الأكثرية الساحقة من الطيارين في أسراب ميك 17 وميك 19 وميك 21 .. شيوعيون وعدد كبير من الملاحين الجويين والفنيين في القوة الجوية العراقية هم شيوعيون أو أصدقاء مقربين من الحزب اضافة لما سبق . الألوف من أساتذة الجامعات والمفكرين والباحثين والكتاب والصحفيين والشعراء إما أعضاء في الحزب أو ينتظرون دورهم لعضوية الحزب.
بعد كل هذه القوة الظاهرة والفاعلة تقول الوثائق والكتابات الحزبية والمذكرات الشخصية لبعض الشيوعيين ان قيادة الحزب كانت قيادة حكيمة وبارعة في قيادة وتوجيه الأحداث والتطورات التي عاشتها بلادنا في تلك المرحلة من التاريخ المعاصر للعراق . ان قيادة الحزب كانت تتخبط في سياسة تتأرجح من اليمين الى اليسار ، ولم تحدد هدف الحزب وتشخيص التطور اللاحق ، وتحديد الموقف من سلطة عبدالكريم قاسم معه أو ضده ، خاصة إن عبدالكريم قاسم كان يقود البلاد دون برنامج محدد ، ودون أن يحدد بصورة ملموسة من هي القوى المتحالف معها أو القوى التي يناقضها . والأغرب من كل ذلك قيل ان قيادة الشهيد سلام عادل كانت قيادة ثورية . ؟!
لنرى ماذا كان وماذا جرى بعد محاولة اغتيال ( عبدالكريم قاسم ) لقــد عشـــتُ تلك اللحظات الرهيبة . ليس في محاولة اغتيال (الزعيم) وانما أعني كيف تصرفت تلك القيادة الثورية ؟ في تلك الساعات والأيام اللاحقة :
كان مسؤولي الحزبي ينتظر { كنتُ عضو اللجنة الحزبية في شارع الرشيد ـ منطقة رأس القرية } مني اتصالاً تلفونياً حسب إتفاق سابق وذلك بعد ظهريوم 7 / 10 / 1959م . وفي محل عملي ، محل ( أحمد خماس ) بمجرد أن درتُ قرص الهاتف وقبل أن يرن جرس الهاتف المقابل . انقطع خط الهاتف وسمعنا صوت انفجار قنبلة ، كانت دخانية ، ورأينا الدخان في الشارع الرشيد رأس القرية .. ومن ثم طلقات متعددة من الأسلحة الأتوماتيكية . بعد لحظات انتهى إطلاق الرصاص . هرعتُ الى الشارع وأنا أرتدي قميص أبيض وسروال أسود وأنتعل ( نعل ). بمجرد أن ظهرتُ من باب المحل ، رأيتُ شرطي مرور يركض ويطلق الرصاص ودخل الشارع الفرعي لشركة ( بيت لنج ) البريطانية يصرخ ويقول أغتيل( الزعيم عبدالكريم قاسم ) . في الجهة المقابلة لمحنا ، بأتجاه الباب الشرقي وعلى مسافة أقل من 20 متراً رأيتُ سيارة ( عبدالكريم قاسم) واقـفـة الـى جانب الرصيف تماماً لقد إنحرفت السيارة عن مسارها ووقف بالأتجاه المعاكس لمسارها نتيجة الضرب ومقتل السائق .. ركظت حافي القدمين بأتجاه السيارة .. كنتُ أول من دخل سيارة الزعيم . فوجىء الزعيم معتقداً انني أحد أفراد الأغتيال . كان خائفاً مرعوباً بدرجة لا تصدق .
كان المرافق ( جاسم العزاوي ) ممتد على أرض الشارع بجوار الباب الأمامي مباشرة ومن الجانب الأيمن . يبدو انه قد حاول الهرب لكنه جرح . وعبدالكرم قاسم ، كان نصف جسمه تحت المقعد الأمامي . وخلال لحظات تجمع المواطنون مندهشين .. سحبته الى مقعده ، قلت ماذا نفعل يا سيادة الزعيم ؟
قال : الى مستشفى ( دار السلام ). طلبنا من المواطنين من بأستطاعته قيادة السيارة .. تبرع الكثير . كان رأس سائق الزعيم يستند على موقد السيارة . إنزل من السيارة ، وجهه مهشم جراء اصابات عديدة . تم تغطية وجه السائق بجريدة .. وتحركت السيارة بأتجاه الباب الشرقي .. وصولاً الى مستشفى ( دار السلام ) ثم أخذ ( العزاوي ) بسيارة أخرى الى مستشفى ( المجيدية ) في باب المعظم.
تجمع المئات من المواطنين . حضر أربعة من رفاقي وهم من المقاومة الشعبية حاملين المسدسات . قيل لنا ، هناك في مدخل الزقاق قتيل يراد سحله .. ركضنا بأتجاه القتيل . وفعلاً كان الحبل مربوطة على رقبته . منعناهم بقوة السلاح عن عملية السحل . لاحقاً حضرت مجموعة من الأنضباط العسكري وأخذوا الجثة ثم تبين انها جثة ( عبدالوهاب الغريري ) .
صرخت النساء من شرفة بيوت عقد النصارى : هناك ( جريح ) يسير بأتجاه شارع ( الكفاح) تابعتُ السير مع رفاقي الأربعة المسلحين بالمسدسات ، نتعــــقب آثار الدم قبل الوصول الى شارع الكفاح ، رأينا شاب طويل القامة وهو يلتفت يميناً ويساراً ، يسير وينزف دماً . بمجرد أن رأنا سحب رشاشته من نوع (بور سعيد ) وصرخ : ( خطوة أخرى أرميكم ) توقفنا وقلت : روح الله معك، كان بأنتظاره سيارة مرسيدس موديل 1956 رصاصي اللون وسقف السيارة ابيض. خاطبني الرفاق وقالوا :
( ماذا فعلت يا رفيق انه أحد المجرمين لماذا جعلته يذهب ) ؟
أجبت : لن أضحي بأحدكم مقابل هذا المجرم . وهومسلح برشاش أوتوماتيكي وأنتم تحملون المسدسات . إن كان لنا عقل سليم علينا أن نصنع تماثيل لهؤلاء القتلة هم أوصلونا الى السلطة هذه الليلة يستلم الحزب السلطة .. هكذا كان اعتقادي وقناعاتي بقادتنا الأفاضل ؟! تبين لاحقاً ان الجريح كان ( صدام حسين).
عدنا الى شارع الرشيد ، موقع محاولة الأغتيال . كــان التجمع كبير جداً والهتافات تتعالى بحياة الزعيم .. فوجئنا بقافلة عسكرية قادمة من الباب الشرقي تسير بأتجاه باب المعظم . تصدت الكتل البشرية للحيلولة دون مرور القافلة العسكرية اعتقاداً منها انها محاولة انقلاب عسكري . واذ ( بوصفي طاهر ) نصف جسمه خارج نافذة السيارة ( جيب عسكري ) يصرخ ويقول أفسحوا المجال ، عند رؤيته جوبه بالتصفيق والهتاف بحياة ( وصفي ) مرت القافلة ثم توجهنا في حشد كبير بأتجاه دار الإذاعة والتلفزيون للاطمئنان على الوضع ، عند وصولنا وجدنا مدرعات ومصفحات عسكرية قد طوقت الاذاعة قال ضابط شاب ملازم أول : القائد ( هاشم عبدالجبار ) موجود وسيطر على الوضع أذهبوا وأطمئنوا . كل الأحداث أستغرقت 35 دقيقة . بعدها صدر بيان منع التجول وأذيع خطاب أو كلمة ( عبدالكريم قاسم ) مؤكداً :
( أرادوا أن يمزقوا هذا الشعب شذر مذر . أوصيكم أن تشدوا بعضكم البعض كالبنيان المرصوص ) هذا هو المقطع الأساسي من كلمته وبصوت بح . شرع الناس في العودة الى البيوت بعد منع التجول . كنتُ حافي القدمين وقميصي ملطخ بدم ( عبدالكريم قاسم ) كان لابد أن أعود الى الأعظمية سيراً على الأقدام. لأنه لا توجد وسائط للنقل . اثناء العودة مع العديد من المواطنين وصلنا بوابة وزارة الدفاع . وخلف الأعمدة الضخمة وأمام محل ( لبن أربيل ) المشهور انذاك . كان ( سلام عادل وبهاءالدين نوري ) خلف أحد الأعمدة يراقبون وزارة الدفاع . تقدم اليهم ( محمد ملا كريم ) الكاتب والصحفي والشيوعي المعروف قائلاً لهم :( مساء الخير رفاق .. هذه أحسن فرصة لنستلم السلطة . )
لزم ( سلام عادل ) جانب الصمت .. لكن بهاءالدين نوري أجابه :
( روح روح كلام ملالي يا سلطة يا بطيخ ) .؟!
والمفارقة ان العزيز بهاءالدين نوري ، هو ملا وأبن ملا وأخوانه كلهم ملالي مع ذلك ينعت رفيقه بالملا .! بعد أن وقفنا بعيداً عنه وهو يحاور الرفاق ..هذا ما نقله ليّ الأخ ( محمد ملا كريم ) خلال حواره مع القادة .. أصحاب (( ان الحياة زكت صحة وصواب سياساتنا ))؟! يالها من سياسات حكيمة ورشيدة ! ألا ينطبق عليهم قول رئيس عشيرة آل " ربيعة " كما جاء في برقيته الى ( نورالدين محمود) رئيس وزراء العراق في الخمسينات من القرن الماضي ، حيث قال : ــ
( إن سياستكم الرشيدة أثلجت صدورنا ، وتسعيركم الشلغم أظهرت حكمتكم سيرواعلى بركة الله ونحن من ورائكم . ) ( الشلغم أي الـ " لفت " . وهكذا بالنسبة للرفاق القادة فالحياة قد فنددت سياساتهم الأرتهانية ).
وبهذه المناسبة أذكر الشيوعيين والقراء بما قاله ( بهاءالدين نوري ) عام 1981وفي ( ناوه زنك ) مقره في كردستان : ( كل الشعب والجيش تقول .. حزب شيوعي للحكم مطلب عظيمي . لا أدري من كان حائلاً دون استلام السلطة) ؟ وأنا أتساءل أيضاً من المسؤول عن ذلك التردد وأنت أحد أبرز قادة الحزب ؟
الأخ ( أبو سمرة ) كان حارساً في مقر اللجنة المركزية أيام الجبهة والتحالف وهو رجل أمي . قال مخاطباً بهاءالدين نوري : ( أنت بالذات كنت حائلاً أمام وصول الحزب الى السلطة)) سكت بهاءالدين نوري وأنسحب من المكان وكأنه لم يسمع كلام الرفيق .. آنذاك كنتُ في ناوه زنك .
التأريخ عبر ودروس !
إن لوقائع التاريخية التي سردتها بكل صدق وأمانة ، كما عاصرتها وكنتُ مساهماً ، بهذه القدر أو ذاك في الأحداث التي أشرتُ إاليها ، أو التي ستلي هذه الوقفة ، الهدف منها هو القاء الضوء على جوهر سياسة الحزب بعد ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 م . وبودي تلخيص تلك السياسة بما يلي وحسب رأيي وبالطبع هناك من يعارض هذا الرأي ولـه كامل الحــق في الرد أو التفنيــد معتمداً على الوقائع ، كما أعتمدها شخصياً .
ـ لم تكن القيادة موحدة في قراراتها وتحديد سياسة الحزب بكل وضوح تجاه حكومة عبدالكريم قاسم . وانعدام الوحدة في اتخاذ القرارات مما دفعت الحزب الى التخبط تجاه الثورة ! وتجاه حلفاء الأمس من الأحزاب السياسية التي وحدت جهودها في اطار جبهة الاتحاد الوطني لأسقاط النظام الملكي الرجعي الأقطاعي وكانت التكتلات في القيادة تنخر كيانها وتضعف طاقة الحزب الكفاحية .
ـ لم تكن القيادة حاذقة ويقظة لأدراك أساليب المناورة والدس بين القوى الوطنية التي إنتهجتها القوى المعادية للثورة . خاصة نجاح القوى المعادية في الأستفادة القصوى من القوى القومية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الأشتراكي وكانت قيادة الحزب تنجر وراء دس القوى الرجعيـة ! بـدلاً مـن إدراك مناوراتهـا وفضحها . لأن القيادة اعتقدت ان المد الجماهيري الــذي كــان يدعم الحزب ، يكفي الحزب لكي ينفرد بالساحة السياسية والأستغناء عن القوى السياسية الأخرى مما دفع هذه القوى لتكون فريسة للقوى الرجعية المحلية والخارجية . وكان الأولى بقيادة الحزب ان تجر البساط من تحت اقدام الرجعية، وتلجأ الى القوى القومية السليمة لأبعادها عن الأنسياق في الطريق الخاطىء من خلال الحوار وتطمينها بأنها مازالت حليفة ويجب المشاركة سوية في قيـادة الحيـاة السياسية وانها لا تطمح للأنفراد بذلك ، والسعي من أجل تنفيذ برنامج مشترك لحماية الثورة وتطويرها لصالح تقدم وازدهار الوطن وتلبية احتياجات الجماهير.
ـ بدلاً من ذلك ركزت القيادة على دعم عبدالكريم قاسم دون تحفظ ! ودون إتفاق مشترك مع حكومته الوطنية حول التطور اللاحق للبلاد في المجالات السياسية والأقتصادية والأجتماعية ولم يعاملنا عبدالكريم قاسم بالمثل فهو بدلاً من ان يدرك اننا حلفاء حقيقيون لا نطمح لابعاده عن السلطة ! كان ينهج سياسة مترددة وفق اهوائه أعتقل القوميين الوطنيين وبعدها تحول الى اعتقال رفاقنا ! أي انه كان يعادي الجميع لكي يكرس حكم الفرد ! حكم الزعيم الأوحد وهو الشعار الذي تبناه الحزب دون القوى الأخرى . ( شعار الزعيم الأوحد من ابتكار عزيز الحاج ) وتجربة التأريخ أكدت ان حكم الفرد لابد وان يسير نحو الهاوية.
ـ وتجاه السياسة المترددة لعبدالكريم قاسم ! لم يضع الحزب سياسة واضحة المعالم والأهداف لمقاومة ذلك النهج الخطير . فهو لم يقاوم الأجراءات القمعية لعبدالكريم قاسم ، ولم يفكر في إستلام السلطة رغم توفر الأمكانيات دون إراقة الدماء ودون المس بشخص الوطني عبدالكريم قاسم . فقيادة الحزب كانت في موقف المتفرج والمتابع للأحداث ، وهذه ليست سمات القيادة الحكيمة الخلاقة التي عليها ان تشخص الحاضر بصورة سليمة وعلى ضوء ذلك تضع سياساتها.
ـ صحيح ان الغالبية الساحقة من الأحزاب الشيوعية والعمالية كانت تعمل إنطلاقاً من موقف قيادة الحزب الشيوعي السوفياتي ! تجاه هذا الحدث أو ذاك . ولهذا أيضاً فأن قيادة الحزب كانت تراعي الى حد بعيد موقف القيادة السوفياتية التي كانت ترى في حكومة عبدالكريم قاسم بمثابة الحليف ! الذي أسقط حلف بغــداد وأتخذ مــواقف تخــدم قضايا السلام والأمــن في العالم ! لكنهــا أي القيــــادة السوفياتية لم تكن تولي إهتماماً للظروف الموضوعية الخاصة في البلاد وما كان يعاني منه الحزب ، ومخاطر سياسة الفرد التي تهدد كل مكاسب الثورة وانجازاتها وهنا أيضاً فأن قيادة الحزب أسوة بالأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم ، لم تجرأ على التفكير في إزالة حكومة عبدالكريم قاسم ، لأنها كانت تعلم مسبقاً برفض القيادة السوفياتية إنني أشير الى هذه الحقيقة المرة ، بعد هذه السنوات الطويلة وبعد الأنهيار الذي حل بالأتحاد السوفياتي ، وذلك لا يعني ، أسوة بأعضاء الحزب في ذلك الوقت ، انني كنتُ أقف أو أعارض موقف القيادة السوفياتية . لكنني مع غالبية أعضاء الحزب كنا نريد سياسة مغايرة تجاه عبدالكريم قاسم ، أكثر وضوحاً ودون تخبط ، سياسة ذات هدف محدد تجاه سلطة عبدالكريم قاسم ، وأشير الى هذه الحقيقة خدمة لهذا الجيل والأجيال القادمة ولأن الحقيقة يجب ان تقال دون تحريف وان أي حزب أو حركة وطنية عليها أن تضع سياساتها إنطلاقاً من الواقع الملموس لظروف الوطن أولاً والأخذ بنظر الأعتبار الظروف الأقليمية والعالمية .
ثانياً :
ـ ان هذه الحقائق تخدم مجمل حركتنا الوطنية بغض النظر عن الأنتماء السياسي أو الفكري . وان صيانة وحدة حركتنا الوطنية كانت وستظل أساس نجاحنا في العمل المشترك في تغليب مصالح الشعب والوطن على أية مصلحة أخرى ! خاصة في هذه الظروف التي يعيشها شعبنا ووطننا .

لقطة مثيرة كمثال لتبعيتنا المقيتة مع التحريفية السوفيتية ، من مذكرات بهاءالدين نوري :
يذكر بهاءالدين نوري في مذكراته عندما كان مع الشهيد سلام عادل كممثلي الحزب في مؤتمر الواحد والعشرين للحزب الشيوعي السوفيتي يقول لم يسمح لنا إلقاء كلمتنا إلا عندما ذكرنا في خطابنا كلمة أبن الشعب البار عبدالكريم قاسم ؟
ولكن حقيقة الأمر ليس كذلك فقد شمل خطاب سلام عادل نص العبارات التالية :( قتل أوأغتيل 450 رفيقاً من أعضاء وكوادرحزبنا بعلم أو موافقة الجنرال ، عبدالكريم قاسم ،أطلب من الحركة الشيوعية العالمية وفي المقدمة الأتحاد السوفياتي ، تقديم الدعم كل الدعم لحكومة عبدالكريم قاسم ). هذا هو مقطع من خطابهم .؟ لا عبارة ( أبن الشعب البار ) والخطاب موجود في أرشيف للحزب الشيوعي السوفيتي وأنا شخصياً اطلعت على الخطاب. هذا هو منتهى التبعية ... لأن السوفيت يريدون عبدالكريم قاسم وعلينا تنفيذ الأوامر .( نفذ ثم ناقش) أليس كذلك ؟
ولا أدري هل كان كلامهم تلك سببه التباهي وايهام الآخرين .. لذا جاء تعليق قطب شيوعي لبناني وهو الأستاذ ( نديم عبدالصمد) كان ضمن الوفد الشيوعي اللبناني ، عندما سمع رقم 450 رفيقاً من الأعضاء والكوادر الشيوعية في العراق ، علق باللهجة اللبنانية وقال :
( أنعل حريشكم أدي حزبنا مرتين ). ؟!



#شوكت_خزندار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سيناريو الانتخابات البرلمانية الأخيرة !
- كفاك وكفانا يا أخي إبراهيم البهرزي !
- الدكتور بدرخان السندي ضيفاً !
- الخارطة السياسية للأنتخابات البرلمانية القادمة !
- شيئ من التاريخ
- الحركة الانقلابية الفاشية في 8 شباط 1963 ما لها وما علينا / ...
- الحركة الانقلابية الفاشية في 8 شباط 1963 ما لها وما علينا
- اليسار الجديد
- انها مقولة الفوضى الخلاقة .. وداعاً يا دولة رئيس الوزراء نور ...
- هل لمؤامرة ناظم كزار ، علاقة بأنبثاق الجبهة
- خاطرة! حول رياح التغيير على الساحة الكوردستاني .. وكوردستان ...
- إن البعض منهم لا يرى في الأفق شيئاً ، سوى استطبلات بعرانهم؟
- قابل أنت بط تسبح في الشط ( ما الذي تبقى من حزب فهد) مقال شاك ...
- هولاكو يحتل كركوك دون معارك دامية
- رسالة مفتوحة
- مقتدى الصدر والفوضى الخلاقة .. دار السيد مأمونة؟
- جورج بوش وذكرى الستون لقيام دولة إسرائيل!
- المهام المركزية الملقاة على عاتق حكومة أقليم كوردستان
- قديماً قال العرب : إن لم تستخدم العقل فالعقل يتصدى~
- لا أحد يملك الحقيقة الكاملة .. !!!أنا أملك جزءاً من الحقيقة ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - شوكت خزندار - محاولة اغتيال الزعيم